غضب أهالي الأحواز في إيران، بسبب تصريحات تقلل من شأن العرب، وأطلقوا وسماً بعنوان: (عربة ديكة)، ويعني «عربي طبعاً»، كما نشر الكثيرون صورهم بأزياء عربية عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، «فيسبوك» و«تويتر» و«إنستغرام»، كل ذلك جاء رداً على الأحاديث المعادية والمعتادة للعرب في التلفزيون الإيراني، إثر حادثة التدافع في منى، والتي توفي خلالها حجاج من مختلف الجنسيات، إضافة إلى أن الأحوازيين أخذوا موقفاً مباشراً بعد ظهور ممثل كوميدي بحديث وتصريحات عنصرية ضد العرب، لاسيما السعوديين.
أما ما هي قصة هذا الممثل التي أثارت ضغينة الأحوازيين، فهي تدعو إلى السخرية حقاً، إذ إنك ما أن تعرفها حتى تتدافع الضحكات على وجهك، ولا أعرف لماذا غضب الأحوازيون من قصة لا «تودي ولا تجيب» كما نقول في السعودية، حينما نستهين بحدوتة أو قصة لا نفع منها، وربما لو أن عرب إيران تجاهلوا ما سرده هذا الكوميدي، لكان أفضل من حرق الدم الذي يعرف أن هذا هو مبتغى الإيرانيين. أما القصة - كما يرويها الممثل - فهي كالآتي: أنه حينما ذهب للحج قبل سنوات، طلب صاحب محل في سوق مكة، يد ابنته لتزويجها لابنه، وعرض عليه ذهباً يوازي وزنه ووزن ابنته إن وافق على العرض، ووصف الممثل الرجل السعودي بأوصاف عنصرية بذيئة، وسعياً لإثبات طرافته العنصرية اختتم القصة بوصف لقيمة السعودي يوضح مدى الطبقية العرقية الإيرانية.
هذا الحديث العنصري الذي بث مباشرة من خلال القناة الإيرانية، تسبب بشكل كبير في انزعاج من جانب المواطنين العرب في إيران، إذ اعتبروا ما قاله إهانة صريحة لهم، وبالتأكيد لم يشأ اللممثل أن يخسر مكانته الفنية، التي حقاً لا أعلمها، ونشر بياناً اعتذر فيه للمواطنين العرب على التلفزيون، كما قدّم اعتذاراً في صفحته على «إنستغرام»، بعد يوم واحد فقط من بث البرنامج، وكتب: «أقبّل من هنا أيدي جميع أخواتي وإخوتي المتحدثين باللغة العربية في إيران، وأكتب هذا البيان من أجل رفع سوء الفهم الحاصل لدى المواطنين العرب، وأعلن أن كلامي كان دفاعاً عن شرفي الإيراني، ووطنيتي، وموجّهاً إلى السعوديين»، وانتشر تصريح الممثل الإيراني الذي ينتمي إلى القومية الأذرية بشكل واسع في وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، وأثارت تصريحاته العنصرية ضد السعوديين والعرب بشكل عام انتقادات واسعة من المواطنين والمثقفين والممثلين في إيران، وكان الانزعاج الأكبر من جانب المواطنين العرب في إيران الذين اعتبروا ما قاله إهانة صريحة لهم.
لا أعرف كيف أمكن البعض تصديق مثل هذه الحدوتة المهترئة، ففي الحج «لا رفث ولا فسوق ولا جدال» أي يكف الحاج عن الشتم والسباب، ويكبح غضبه، فأنا أستغرب من عدم قدرة الكوميدي على كبح غضبه، أثناء قيامه بأداء مناسك الحج، ومن رده المبالغ فيه، إن صدقت الحكاية، على البائع الذي لا أظن أن يكون سعودياً، وإن كان البائع قد جامل الممثل بطلب يد ابنته، لربما كان فقط من أجل تسويق بضاعته ليس إلا، فلماذا الغضب من قصة تافهة، يعرف مقصدها وانحراف خفاياها؟ فرفقاً بنا يا أيها «الكوميدي» أنت وصاحبة الجلالة «ابنتك» المصون.
سارة مطر - الحياة
sarahmatar@