قال الامام الالباني : " 2733 - " والذي نفس أبي القاسم بيده لينزلن عيسى ابن مريم إماما مقسطا و حكما عدلا ، فليكسرن الصليب و ليقتلن الخنزير و ليصلحن ذات البين و ليذهبن الشحناء و ليعرضن عليه المال فلا يقبله ، ثم لئن قام على قبري فقال : يا محمد لأجبته " .
أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 4 / 1552 ) : حدثنا أحمد بن عيسى أخبرنا ابن وهب عن أبي صخر أن سعيد المقبري أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات رجال
الشيخين غير أبي صخر - و هو حميد ابن زياد الخراط - فمن رجال مسلم وحده ، و قد تكلم فيه بعضهم ، و صحح له ابن حبان و الحاكم و البوصيري ، و مشاه المنذري ، فانظر الحديث ( 83 ) من كتابي " صحيح الترغيب و الترهيب " ( 1 / 39 ) . و
الحديث قال الهيثمي ( 8 / 211 ) : " رواه أبو يعلى ، و رجاله رجال الصحيح " . وقد أخرجه البخاري ( 3448 ) ، و مسلم ( 1 / 93 - 94 ) و غيرهما من طريق سعيد ابن المسيب عن أبي هريرة دون قوله : " و ليصلحن ذات البين ، و ليذهبن الشحناء " . والفقرة الثانية منهما عند مسلم و غيره من حديث عطاء بن ميناء عن أبي هريرة والجملة الأخيرة لها طريق أخرى عنه بلفظ : " .. و ليأتين قبري حتى يسلم علي ، ولأردن عليه " . أخرجه الحاكم . و صححه الذهبي و غيرهما من المتأخرين ، و فيه علتان بينتهما في " الضعيفة " تحت الحديث ( 5540 ) ، لكن لعله يصلح شاهدا للطريق الأولى . ( تنبيه ) : قوله : " لأجبته " كذا في " مسند أبي يعلى " ، والنسخة سيئة ، لكن كذلك وقع أيضا في نقل الهيثمي عنه ، و قد ادعى الشيخ أبو غدة في تعليقه على " التصريح بما تواتر في نزول المسيح " ( ص 245 ) أنه تحريف ، وأن الصواب : " لأجيبنه " ، و هو محتمل . و الله أعلم " اهـ .[1]
ياء النداء لا يلزم منها الاستغاثة , او الاستعانة , او الدعاء , فلو قال شخص لاخر اسمه محمد يا محمد فيكون مخاطبا له مخاطبة عادية لا يلزم منها اي دعاء او استعانة او استغاثة حتى تأتي القرينة الدالة من اللفظ على ذلك , ولقد ورد في القران الكريم خطاب الله تعالى للمؤمنين بياء النداء , قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172) : البقرة } ولا يقول مسلم ان مخاطبة الله تعالى للمؤمنين بياء النداء استغاثته , او استعانته , او دعاؤه سبحانه وتعالى لهم , فهذا من ابطل الباطل ولا يقول به احد , بل هو خطاب الهي للمؤمنين بأكل الطيبات من الرزق والشكر لله تعالى .
فلا يوجد في الاثر اي استغاثة او استعانة بالنبي صلى الله عليه واله وسلم , بل فيه اجابة النبي صلى الله عليه واله وسلم لعيسى عليه السلام اذا خاطبه , وفي هذا دليل على خصوصية عيسى عليه السلام بهذا الامر دون غيره , فاحوال الانبياء صلوات الله تعالى عليهم تختلف عن احوال غيرهم , ومما يدل على ان هذا خاص بعيسى عليه السلام ما جاء في متن الحديث من نزول عيسى عليه السلام في اخر الزمان والاعمال الخاصة التي يقوم بها في نزوله من كسر الصليب , وقتل الخنزير , وعدم اخذ المال , وكذلك ما ورد في الحديث النبوي الشريف من جعل الله تعالى ملائكة سياحين يبلغون النبي صلى الله عليه واله وسلم امته السلام , قال الامام النسائي : " أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ الْوَرَّاقُ قَالَ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ ح و أَخْبَرَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ قَالَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ زَاذَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الْأَرْضِ يُبَلِّغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلَامَ
تحقيق الألباني : صحيح ، المشكاة ( 924 ) ، فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ( 21 ) " اهـ .[2]
فالحديث صريح في تبليغ النبي صلى الله عليه واله وسلم السلام من امته , ولو كان يسمعهم مباشرة فلماذا يبلغه الملائكة بالتسليم ؟ !!! .
وقد جاء في اثر اخر تخصيص رده عليه الصلاة والسلام للسلام بعد ان يرد الله تعالى له روحه , ففي سنن الامام ابي داود : " حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ حَدَّثَنَا حَيْوَةُ عَنْ أَبِي صَخْرٍ حُمَيْدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلَّا رَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ
تحقيق الألباني : حسن " اهـ .[3]
فهذا الحديث الشريف صريح في ذكر السلام على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم , ورده للسلام فقط , فالالتزام بما جاء في القران والسنة من غير تحريف او زيادة هو الصحيح الذي يجب على المسلم الالتزام به , والدعوة اليه .
فهذا الاثر المتعلق بخصوصية عيسى عليه السلام بمخاطبته لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم لا يوجد فيه اي دليل على جواز مناداة الاموات , او دعائهم , او الاستغاثة , او الاستعانة بهم , بل ان النصوص القرانية , والنبوية صريحة في التوجه بالدعاء الى الله تعالى دون غيره , قال تعالى : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) : البقرة } , { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60) : غافر } , { قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا (56) أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا (57) : الاسراء } , { ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) : الاعراف } , { فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (14) : غافر } , وفي الحديث النبوي الشريف في سنن الامام الترمذي : " حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ ح و حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْمَعْنَى وَاحِدٌ عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ
قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
تحقيق الألباني : صحيح ، المشكاة ( 5302 ) ، ظلال الجنة ( 316 - 318 ) " اهـ .[4]
1028 - سلسلة الاحاديث الصحيحة – محمد ناصر الدين الالباني – ج 6 ص 232 .
1029 - صحيح وضعيف سنن النسائي – محمد ناصر الدين الالباني – ج 3 ص 426 .
1030 - صحيح وضعيف سنن ابي داود – محمد ناصر الدين الالباني – ج 5 ص 41 .
1031 - صحيح وضعيف سنن الترمذي – محمد ناصر الدين الالباني – ج 6 ص 16 .