قال الامام الالباني : " 5589 - ( يا عليّ ! إنك سَتَقْدمُ على الله أنت وشِيعَتُك راضينَ مرضِيِّينَ ، ويَقْدمُ عليه عدوُّك غضاباً مقمحين ) موضوع . أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 1 / 233 / 2 / 4091 ) من طريق عبد الكريم أبي يعفور عن جابر عن أبي الطفيل عن عبد الله بن نجي : أن علياً أتى البصرة بذهب أو فضة ، فنكت وقال : ابيضّي واصفرّي ، وغرِّي غيري . غري أهل الشام غداً لو ظهروا عليك . فشق قوله على الناس ، فذكر ذلك له ، فأذن في الناس ، فدخلوا عليه ، فقال إن خليلي صلى الله عليه وسلم قال : . . . . . فذكره . وزاد : " ثم جمع عليٌّ يده إلى عنقه يريهم كيف الإقماح " . وقال الطبراني : " لم يروه عن أبي الطفيل إلا جابر ، تفرد به عبد الكريم أبو يعفور " . قلت : وهو عبد الكريم بن يعفور أبو يعفور الجعفي ، كما في " تاريخ البخاري " برواية قتيبة بن سعيد عنه ، وسكت عليه ، وروى عنه أيضاً أبو موسى الأنصاري ، كما في " جرح ابن أبي حاتم " ( 3 / 1 / 61 / 320 ) وقال : " سألت أبي عنه ؟ فقال : هو من عتق الشيعة . قلت ما حاله ؟ قال : هو شيخ ليس بالمعروف " وذكر أنه روى عن جابر بن زيد . كذا وقع فيه : ( زيد ) وأظنه خطأً مطبعياً ، والصواب : ( يزيد ) ، فإنه جابر بن يزيد ، وهو الجعفي . وفي " الميزان " : " عبد الكريم الخزاز ، عن جابر الجعفي ، قال الأزدي : واهي الحديث جداً . عبد الكريم ، شيخ الوليد بن صالح ، أراه ( الخزاز ) ، قال أبو حاتم : كان يكذب . عبد الكريم بن يعفور الخزاز ، هو المذكور ، قال أبو حاتم : من عتق الشيعة " . قلت : هذا هو الأول الراوي عن الجعفي يقيناً ، لكن ليس عند ابن أبي حاتم ( الخزاز ) . وأما عبد الكريم الذي قبله ، فهو آخر ، فرق بينه وبين ابنِ يعفور ابنُ أبي حاتم نفسُه ، وقال عن أبيه : " كان يكذب " وكلام الحافظ في " اللسان " مشوش لا يتحصل منه شئ واضح ، ولعله من النساخ . وجملة القول ، أن ابن يعفور هذا مجهول الحال . والله سبحانه وتعالى أعلم . وشيخه جابر ، هو الجعفي ، كما تقدم ، قال الحافظ : " ضعيف رافضي " . وقال الذهبي في " الكاشف " : " من أكبر علماء الشيعة ، وثقه شعبة ، فشذ ، وتركه الحفاظ " . وبه أعله الهيثمي ، فقال في " المجمع " ( 9 / 131 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " ، وفيه جابر الجعفي ، وهو ضعيف " . وأقول : إن هذا الحديث - مع ضعف إسناده الشديد - لوائح الوضع الشيعي ظاهرة عليه ، كبعض الأحاديث الأخرى الآتية ، ولذلك يستغلها بعض متعصبة دعاتهم ، الذين يتظاهرون بالتقارب والتعاطف مع أهل السنة ، كالشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء في كتابه " أصل الشيعة وأصولها " ، فإنه زعم فيه ( ص 109 - 111 / طبعة 1377 ) : أن أول من وضع بذرة التشيع في الإسلام وتعاهدها حتى نمت وترعرعت في حياته ، ثم أثمرت بعد وفاته ، إنما هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ! ! ثم استشهد على ذلك ببعض أحاديث نقلها عن السيوطي وغيره ، موهماً القراء صحتها وثبوتها عنده ، أعني : السيوطي ، ومن عزا الحديث إليهم من أهل السنة ، فقال : " لا من طريق الشيعة والإمامية ، بل من أحاديث علماء السنة وأعلامهم ، ومن طرقهم الوثيقة التي لا يظن ذو مسكَةٍ فيها الكذب والوضع " . ثم ساق بعضها معزوّة لابن عساكر وغيره ، ممن نص السيوطي نفسه في مقدمة " الجامع الكبير " أن مجرد العزو إليهم يعني ضعف حديثهم فيستغني بالعزو إليها عن بيان ضعفه . فهل جهل الشيعي ذلك ، وهو الموصوف في طرة كتابة بـ " سماحة الإمام الأكبر " أم تجاهله لغاية في نفسه ؟ ! ثم لم يقنع بذلك حتى أوهم القراء أنها من الطرق الوثيقة ! ! وهذا مما يؤكد - مع الأسف - أن الشيعة لا يزالون - كما وصف قدماؤهم - أكذب الطوائف في الحديث النبوي ، وع فارق في الوسيلة ، فأولئك بلصق الأسانيد وتركيبها على الأحاديث التي يضعونها انتصاراً لتشيعهم ، وهؤلاء بالتقاط الأحاديث المنكرة والموضوعة من كتب أهل السنة وإيهام القراء منهم ومن غيرهم أنها ثابتة عند أهل السنة ! وهؤلاء الشيعة يعلمون يقيناً أنه ليس كل حديث رواه أهل السنة في أي كتاب من كتبهم هو صحيح عندهم ، ولو كان له طرق أو أسانيد ، ولذلك ، ألفوا كتبهم المتنوعة لتمييز صحيحها من ضعيفها كما هو معلوم ، وما هذه " السلسلة " التي بيدك إلا سيراً على نهجهم واقتفاءً لآثارهم في نصحهم للأمة . فكيف جاز لـ " سماحة الإمام الأكبر " أن يتجاهل هذا كله ويوهم الناس جميعاً خلاف الحقيقة ! ! وهذا نقوله فيما عزاه لمؤلفٍ من أهل السنة يروى الأحاديث بطرقه وأسانيده عادة ، كابن عدي وابن عساكر ، فما يقول القراء الكرام في هذا الشيعي إذا علموا أنه عزا حديث الترجمة لابن الأثير في " النهاية " فقط ، وهو لا يروي فيه الأحاديث بالأسانيد ، وإنما يعلقها فقط تعليقاً ليشرح منها لفظاً غريباً مثل ( مقمحين ) في هذا الحديث ؟ ! فهو كما لو عزا الحديث لـ " القاموس " أو " لسان العرب " وغيرها من كتب اللغة ! فهل يفعل ذلك عالم مخلص مهما كان مذهبه ؟ ! فكيف وهو يوهم القراء أنه عند ابن الأثير بطريق من الطرق الوثيقة ، وقد عرفت أنه عند الطبراني من طريق غير وثيقة ، بل هي من رواية شيعي مجهول عن شيعي متروك متهم ، فرجع الحديث إلى أنه من طريق الشيعة ؟ ! ورواية أهل السنة إياه من الأدلة الكثيرة على تجردهم وإنصافهم ، ولهذا كان علامة أهل السنة أنهم يروون ما لهم وما عليهم ، ومن علامة غيرهم أنهم يروون ما لهم ، ولا يروون ما عليهم ! قلت : والحديث الآتي من الأدلة الكثيرة على ذلك ، وهو في الوقت نفسه من أحاديث الشيعي المتقدم ذكره ، والتي زعم أنها من طرق أهل السنة الوثيقة التي لا يظن ذو مسكة فيها الكذب والوضع ! فتأمله لتعلم هل هو صادق فيما قال فيه أم لا ؟ ! وقد وقفت لحديث الترجمة على طريق أخرى ، يوريه حرب بن الحسن الطحان : ثنا يحيى بن يعلى عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي : . . . . . . . . فذكره مختصراً بلفظ : " أنت وشيعتك تردون عليَّ الحوض رواءً مرويين مبيضة وجوهكم ، وإن عدوك يردون عليَّ ظماء مقبحين " أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 319 / 948 ) . قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ، مسلسل بالضعفاء وبعضهم أشد ضعفاً من بعض ، وأحدهم شيعي ، كما يأتي بيانه تحت الحديث ( 5591 ) " اهـ .[1]
955 - سلسلة الاحاديث الضعيفة والموضوعة – محمد ناصر الدين الالباني – ج 12 ص 181 – 185 .
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video