792 - نصب المجانيق – محمد ناصر الدين الالباني - ص 37 – 42 .
(17) الشيطان يوحى إلى محمد صلى الله عليه وسلم
أ.د محمود حمدي زقزوق
الرد على الشبهة:
الظالمون لمحمد صلى الله عليه وسلم يستندون في هذه المقولة إلى أكذوبة كانت قد تناقلتها بعض كتب التفسير من أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الصلاة بالناس سورة "النجم", فلما وصل صلى الله عليه وسلم إلى قوله تعالى: (أفرأيتم اللات والعزى* ومناة الثالثة الأخرى)(1)؛ تقول الأكذوبة:
إنه صلى الله عليه وسلم قال: ـ حسب زعمهم ـ تلك الغرانيق(2) العلى وإن شفاعتهن لترتجى.
ثم استمر صلى الله عليه وسلم في القراءة ثم سجد وسجد كل من كانوا خلفه من المسلمين, وأضافت الروايات أنه سجد معهم من كان وراءهم من المشركين!!
وذاعت الأكذوبة التي عرفت بقصة "الغرانيق" وقال - من تكون إذاعتها في صالحهم-: إن محمداً أثنى على آلهتنا وتراجع عما كان يوجهه إليها من السباب. وإن مشركي مكة سيصالحونه وسيدفعون عن المؤمنين به ما كانوا يوقعونه بهم من العذاب.
وانتشرت هذه المقولة حتى ذكرها عدد من المفسرين؛ حيث ذكروا أن المشركين سجدوا كما سجد محمد صلى الله عليه وسلم, وقالوا له: ما ذكرت آلهتنا بخير قبل اليوم. ولكن هذا الكلام باطل لا أصل له.
وننقل هنا عن الإمام ابن كثير في تفسيره الآيات التي اعتبرها المرتكز الذي استند إليه الظالمون للإسلام ورسوله وهي في سورة الحج حيث تقول: (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم)(3), وبعد ذكره للآيتين السابقتين يقول: "ذكر كثير من المفسرين هنا قصة الغرانيق وما كان من رجوع كثير ممن هاجروا إلى الحبشة, ظنًّا منهم أن مشركي مكة قد أسلموا".
ثم أضاف ابن كثير يقول: "ولكنها - أي قصة "الغرانيق" - من طرق كثيرة مرسلة ولم أرها مسندة من وجه صحيح، ثم قال ابن كثير(4): عن ابن أبى حاتم بسنده إلى سعيد بن جبير قال: "قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة "سورة النجم", فلما بلغ هذا الموضع: (أفرأيتم اللات والعزّى * ومناة الثالثة الأخرى). قال ابن جبير: فألقى الشيطان على لسانه: تلك الغرانيق العلا وإن شفاعتهن لترتجى. فقال المشركون: ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم.. فأنزل الله هذه الآية: (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عزيز حكيم) ليقرر العصمة والصون لكلامه سبحانه من وسوسة الشيطان".
وربما قيل هنا: إذا كان الله تعالى ينسخ ما يلقي الشيطان ويحكم آياته فلماذا لم يمنع الشيطان أصلاً من إلقاء ما يلقيه من الوساوس في أمنيات الأنبياء؟! والجواب عنه قد جاء في الآيتين اللتين بعد هذه الآية مباشرة:
أولاً: ليجعل ما يلقيه الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض من المنافقين والقاسية قلوبهم من الكفار, وهو ما جاء في الآية الأولى منهما: (ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض)(5).
ثانياً: ليميز المؤمنين من الكفار والمنافقين, فيزداد المؤمنون إيمانًا على إيمانهم؛ وهو ما جاء في الآية الثانية: (وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهادي الذين آمنوا إلى صراط مستقيم)(6).
هذا: وقد أبطل العلماء قديمًا وحديثًا قصة الغرانيق. ومن القدماء الإمام الفخر الرازي الذي قال ما ملخصه(7): "قصة الغرانيق باطلة عند أهل التحقيق, وقد استدلوا على بطلانها بالقرآن والسنة والمعقول؛ أما القرآن فمن وجوه: منها قوله تعالى: (ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين)(8), وقوله سبحانه: (وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحى يوحى)(9), وقوله سبحانه حكاية عن رسوله صلى الله عليه وسلم: (قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إليّ)(10).
وأما بطلانها بالسنة فيقول الإمام البيهقى: روى الإمام البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ سورة "النجم" فسجد وسجد فيها المسلمون والمشركون والإنس والجن وليس فيها حديث "الغرانيق", وقد روى هذا الحديث من طرق كثيرة ليس فيها البتة حديث الغرانيق.
فأما بطلان قصة "الغرانيق" بالمعقول فمن وجوه منها:
أ ـ أن من جوّز تعظيم الرسول للأصنام فقد كفر؛ لأن من المعلوم بالضرورة أن أعظم سعيه صلى الله عليه وسلم كان لنفي الأصنام وتحريم عبادتها؛ فكيف يجوز عقلاً أن يثني عليها؟!
ب ـ ومنها: أننا لو جوّزنا ذلك لارتفع الأمان عن شرعـه صلى الله عليه وسلم؛ فإنه لا فرق - في منطق العقل - بين النقصان في نقل وحى الله وبين الزيادة فيه.
0000000000000000
(1) النجم: 19 -20.
(2) المراد بالغرانيق: الأصنام؛ وكان المشركون يسمونها بذلك تشبيهًا لها بالطيور البيض التي ترتفع في السماء.
(3) الحج: 52.
(4) عن: التفسير الوسيط للقرآن لشيخ الأزهر د. طنطاوى ج9 ص 325 وما بعدها.
(5) الحج: 53.
(6) الحج: 54.
(7) التفسير السابق: ص 321.
(8) الحاقة: 44 ـ 47.
(9) النجم: 3- 4.
(10) يونس: 15.
=====================
قصة الغرانيق المكذوبة
تحت عنوان : ( وحي من الشيطان ) كتب أعداء الإسلام ما يلي :
جاء في سورة الحج : (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آيَاتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ .))
قال المفسرون : إن محمدا لما كان في مجلس قريش أنزل الله عليه سورة النجم فقرأها حتى بلغ أفرأيتم اللاّت والعزّى ومناة الثالثة الأخرى فألقى الشيطان على لسانه ما كان يحدّث به نفسه ويتمناه - وهو تلك الغرانيق العُلى وإن شفاعتهن لتُرتَجى . فلما سمعت قريش فرحوا به ومضى محمد في قراءته فقرأ السورة كلها، وسجد في آخرها وسجد المسلمون بسجوده، كما سجد جميع المشركين. وقالوا: لقد ذكر محمد آلهتنا بأحسن الذكر. وقد عرفنا أن الله يحيي ويميت ولكن آلهتنا تشفع لنا عنده .
ونحن نسأل : كيف يتنكر محمد لوحدانية الله ويمدح آلهة قريش ليتقرب إليهم ويفوز بالرياسة عليهم بالأقوال الشيطانية؟ وما الفرق بين النبي الكاذب والنبي الصادق إذا كان الشيطان ينطق على لسان كليهما ؟
الجواب :
هذا الكلام مبني على رواية باطلة مكذوبة ، قال عنها ابن كثير وغيره : " لم تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم بسند صحيح " .
وقد سئل ابن خزيمة عن هذه القصة فقال : من وضع الزنادقة .
وقال البيهقي : هذه القصة غير ثابتة من جهة النقل ، ورواية البخاري عارية عن ذكر الغرانيق .
وقال الإمام ابن حزم : (( والحديث الذي فيه : وانهن الغرانيق العلا ، وان شفاعتهن لترجى . فكذب بحت لم يصلح من طريق النقل ولامعنى للأشتغال به ، إذ وضع الكذب لا يعجز عنه أحد )) [ الاسلام بين الانصاف والجحود ] ص 69
واستناداً إلى القرآن والسنة واللغة والمعقول والتاريخ نفسه فإن هذه الرواية باطلة مكذوبة :
1- لأن أسانيدها واهية وضعيفة فلا تصح .
2- لأن النبى صلى الله عليه وسلم معصوم في تبليغه للرسالة محتجين بقوله سبحانه وتعالى :
(( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ )) [ الحاقة : 44 ]
3- لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحترم الأصنام في الجاهلية إذ لم يعرف عنه أنه تقرب لصنم بل قال : (( بغض إلي الأوثان والشعر )) .
ومن أراد التفصيل فليرجع إلى كتاب ( نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق ) للعلامة الألباني رحمه الله في باب كتب وأبحاث ... والله الموفق
نصب المجانيق على قصة الغرانيق
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين , محمد بن عبد الله وعلى ألهِ وصحبه أجمعين.
إن من النصوص التي سعى الرافضة لأثباتها هي " حادثة الغرانيق " متغاضين عن النصوص العلمية والتحقيقات الحديثية لأهل العلم والدراية , وهي قصة هالكة لا تثبت وكما قال فضيلة الشيخ عثمان الخميس في تحقيقها وأنها ضعيفة في موقعهِ المنهج , كان الكلامُ تأييداً لهُ ممن سبقهُ من المحققين في أخبار " الغرانيق " ولعلنا نوردُ الصحيح في قصة الغرانيق , عسى الله ينفع بها وما سنكتبهُ بإذن الله تعالى.
أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَرَأَ النَّجْمَ فَلَمَّا بَلَغَ أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى {19} وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى {2} سورة النجم آية 19 - 2 , أَلْقَى الشَّيْطَانُ عَلَى لِسَانِهِ تِلْكَ الْغَرَانِيقُ الْعُلَى وَشَفَاعَتُهُنَّ لَتُرْتَجَى , فَلَمَّا سَجَدَ سَجَدَ الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ , فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ إِلَى قَوْلِهِ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ سورة الحج آية 52ـ55 يَوْمُ بَدْرٍ ". وهي ضعيفة.
أسنى المطالب في إختلاف المراتب (1/ 193): " فهذه القصة كذب مفترى كما ذكر هذا غير واحد ولا عبرة بمن قواها وأولها إذ لا حاجة لذلك وصح من هذه القصة في الصحيح قراءة سورة النجم وسجوده وسجود المسلمين والكافرين وليس فيه ذكر قصة الغرانيق أصلا وما هومذكور في السورة المذكورة من ذم آلهتهم في قوله -تعالى- إن هي إلا الأسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان الآية يكذب هذه المقالة المضللة إذا لووقعت منه لردوا عليه قوله حيث اجتمع فيه الذم والمدح ولا يدل سجود المشركين على صحتها لأنهم ربما سجدوا لآلهتهم تعظيما لها كما سجد رسول الله تعظيما لسيده وخالقه -سبحانه وتعالى- وأما نزول قوله -تعالى- وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى الآية فلم يعلم هل نزلت قبل هذا أوبعده أوفي حينه وقول ابن عباس -رضي الله عنه- في تفسيره إن تمنى معناه تلا وقرأ كما يشهد له قول القائلتمنى كتاب الله أول تمني داود كتاب على رشد ".
جاءت هذه القصة بأسانيد خلاف إسناد سعيد بن جبير وقد جاءت بهذا اللفظ: " يروى هذا من طريق الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس أ. هـ. والكلبى متروك ولا يعتمد عليه، وكذا أخرجه النحاس بسند آخر فيه الواقدى وذكره ابن إسحق فى السيرة مطولا، وأسندها عن محمد بن كعب وكذلك موسى بن عقبة فى المغازى عن ابن شهاب الزهرى، وكذا ذكره أبومعشر فى السيرة له عن محمد بن كعب القرظى ومحمد بن قيس وأورده من طريقه الطبرى وأورده ابن أبى حاتم من طريق أسباط عن السدى، ورواه ابن مردويه من طريق عباد بن صهيب عن يحيى بن كثير عن الكلبى عن أبى صالح، وعن أبى بكر الهذلى وأيوب عن عكرمة وسليمان التيمى عمن حدثه ثلاثتهم عن ابن عباس، وأوردها الطبرى أيضا من طريق العوفى عن ابن عباس ومعناهم كلهم فى ذلك واحد، وكلها إما ضعيف وإلا منقطع " والكلبي " هالك " عن أبي صالح , والواقدي " حاطب ليل ضعيف " والسدي " فيهِ ضعف " وعباد بن صهيب " ضعيف " والكلبي قد تقدم وهوضعيف كذلك وفيها " عطية العوفي " وهوضعيف ويبقى طريق سعيد بن جبير.
وفي تذكرة الموضوعات (1/ 594): " وضعه أبوعصمة قال المؤلف ذكره الثعلبي في تفسيره عند كل سورة وتبعه الواحدي ولا يعجب منهما لأنهما ليسا من أهل الحديث وإنما العجب ممن يعلم بوضعه من المحدثين ثم يورده وفي العدة وقد أخطأ من ذكره من المفسرين بسند كالثعلبي والواحدي وبغير سند كالزمخشري البيضاوي ولا ينافي ذلك ما ورد في فضائل كثيرة من السور مما هوصحيح أوحسن أوضعيف انتهى ".
قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في نصب المنجنيق (1/ 1): " وقد روي موصولا عن سعيد ولا يصح: رواه البزار (1) في " مسنده " عن يوسف بن حماد عن أمية بن خالد عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فيما أحسبه الشك في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ بمكة سورة (النجم) حتى انتهى إلى قوله: (أفرءيتم اللات والعزى) (النجم: 19) وذكر بقيته ثم قال البزار: " لا نعلمه يروى متصلا إلا بهذا الإسناد تفرد بوصله أمية ابن خالد وهوثقة مشهور وإنما يروى هذا من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس " كذا في " تفسير ابن كثير " (3/ 129)
وعزا الحافظ في " تخريج الكشاف " (4/ 144) هذه الرواية " للبزار والطبري وابن مردويه " وعزوه للطبري سهوفإنها ليست في تفسيره فيما علمت إلا إن كان يعني غير التفسير من كتبه وما أظن يريد ذلك ويؤيدني أن السيوطي في " الدر " عزاها لجميع هؤلاء إلا الطبري إلا أن السيوطي أوهم أيضا حيث قال عطفا على ما ذكر: والضياء في " المختارة " بسند رجاله ثقات من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ فذكر الحديث مثل الرواية المرسلة التي نقلناها آنفا عن الدر نفسه ومحل الإيهام هوقوله: " بسند رجاله ثقات " بالإضافة إلى أنه أخرجه الضياء في " المختارة " فإن ذلك يوهم أنه ليس بمعلول وهذا خلاف الواقع فإنه معلول بتردد الراوي في وصله كما نقلناه آنفا عن " تفسير ابن كثير " وكذلك هوفي " تخريج الكشاف " وغيره وهذا ما لم يرد ذكره في سياق السيوطي ولا أدري أذلك اختصار منه أم من بعض مخرجي الحديث؟ (1) وأيا ما كان فما كان يليق بالسيوطي أن يغفل هذه العلة لا سيما وقد صرح بما يشعر أن الإسناد صحيح وفيه من التغرير ما لا يخفى فإن الشك لا يوثق به ولا حقيقة فيه كما قال القاضي عياض في " الشفاء " (2/ 118) وأقره الحافظ في " التخريج " لكنه قال عقب ذلك:
ورواه الطبري من طريق سعيد بن جبير مرسلا وأخرجه ابن مردويه من طريق أبي عاصم النبيل عن عثمان بن الأسود عن سعيد بن جبير عن ابن عباس نحوه ولم يشك في وصله وهذا أصح طرق الحديث. قال البزار
قلت: وقد نقلنا كلام البزار آنفا ثم ذكر الحافظ المراسيل الآتية ثم قال:
فهذه مراسيل يقوي بعضها بعضا
قلت: وفي عبارة الحافظ شيء من التشويش ولا أدري أذلك منه أم من النساخ؟ وهوأغلب الظن وذلك لأن قوله: " وهذا أصح طرق هذا الحديث " إن حملناه على أقرب مذكور وهوطريق ابن مردويه الموصول كما هوالمتبادر منعنا من ذلك أمور:
الأول: قول الحافظ عقب ذلك: " فهذه مراسيل يقوي بعضها بعضا " فإن فيه إشارة إلى أن ليس هناك إسناد صحيح موصول يعتمد عليه وإلا لعرج عليه وجعله أصلا
وجعل الطريق المرسلة شاهدة ومقوية له ويؤيده الأمر الآتي وهو:
الثاني: وهوأن الحافظ لما رد على القاضي عياض تضعيفه للحديث من طريق إسناد البزار الموصول بسبب الشك قال الحافظ:
أما ضعفه فلا ضعف فيه أصلا (قلت: يعني في رواته) فإن الجميع ثقات وأما الشك فيه فقد يجيء تأثيره ولوفردا غريبا كذا لكن غايته أن يصير مرسلا وهوحجة عند عياض وغيره ممن يقبل مرسل الثقة وهوحجة إذا اعتضد عند من يرد المرسل وهوإنما يعتضد بكثرة المتابعات
فقد سلم الحافظ بأن الحديث مرسل ولكن ذهب إلى تقويته بكثرة الطرق وسيأتي بيان ما فيه في ردنا عليه قريبا إن شاء الله تعالى
فلوكان إسناد ابن مردويه الموصول صحيحا عند الحافظ لرد به على القاضي عياض ولما جعل عمدته في الرد عليه هوكثرة الطرق وهذا بين لا يخفى
الثالث: أن الحافظ في كتابه " فتح الباري " لم يشر أدنى إشارة
إلى هذه الطريق فلوكان هوأصح طرق الحديث لذكره بصريح العبارة ولجعله عمدته في هذا الباب كما سبق
الرابع: أن من جاء بعده كالسيوطي وغيره لم يذكروا هذه الرواية
فكل هذه الأمور تمنعنا من حمل اسم الإشارة (هذا) على أقرب مذكور وتضطرنا إلى حمله على البعيد وهوالطريق الذي قبل هذا وهوطريق سعيد بن جبير المرسل. وهوالذي اعتمده الحافظ في " الفتح " وجعله أصلا وجعل الروايات الأخرى شاهدة له وقد اقتدينا نحن به فبدأنا أولا بذكر رواية ابن جبير هذه وإن كنا خالفناه في كون هذه الطرق يقوي بعضها بعضا
قلت: هذا مع العلم أن القدر المذكور من إسناد ابن مردويه الموصول رجاله ثقات رجال الشيخين لكن لا بد أن تكون العلة فيمن دون أبي عاصم النبيل ويقوي ذلك أعني كون إسناده معلا أنني رأيت هذه الرواية أخرجها الواحدي في " أسباب النزول " (ص 233) من طريق سهل العسكري قال: أخبرني يحيى (قلت: هوالقطان) عن عثمان بن الأسود عن سعيد بن جبير قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفرءيتم اللات والعزى (19) ومناة الثالثة الأخرى (2) (النجم) فألقى الشيطان على لسانه: " تلك الغرانيق العلى وشفاعتهن ترتجى " ففرح بذلك المشركون وقالوا: قد ذكر آلهتنا فجاء جبريل عليه السلام إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: اعرض علي كلام الله فلما عرض عليه قال: أما هذا فلم آتك به هذا من الشيطان فأنزل الله تعالى: (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي) الآية (الحج: 52)
فرجع الحديث إلى أنه عن عثمان بن الأسود عن سعيد مرسل وهوالصحيح لموافقته رواية عثمان هذه رواية أبي بشر عن سعيد
ثم وقفت على إسناد ابن مردويه ومتنه بواسطة الضياء المقدسي في " المختارة " (6/ 235 / 1) بسنده عنه قال: حدثني إبراهيم بن محمد: حدثني أبوبكر محمد بن علي المقري البغدادي ثنا جعفر بن محمد الطيالسي ثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة ثنا أبوعاصم النبيل ثنا عثمان بن الأسود عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ (أفرءيتم اللات والعزى (19) ومناة الثالثة الأخرى (2) (النجم) تلك الغرانيق العلى وشفاعتهن ترتجى " ففرح المشركون بذلك وقالوا: قد ذكر آلهتنا فجاءه جبريل فقال: اقرأ علي ما جئتك به قال: فقرأ (أفرءيتم اللات والعزى (19) ومناة الثالثة الأخرى (2) (النجم) تلك الغرانيق العلى وشفاعتهن ترتجى فقال: ما أتيتك بهذا هذا عن الشيطان أوقال: هذا من الشيطان لم آتك بها فأنزل الله
(وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلآ إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته) إلى آخر الآية "
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات وكلهم من رجال " التهذيب " إلا من دون ابن عرعرة ليس فيهم من ينبغي النظر فيه غير أبي بكر محمد بن علي المقري البغدادي وقد أورده الخطيب في " تاريخ بغداد " فقال (3/ 68 69):
محمد بن علي بن الحسن أبوبكر المقرىء حدث عن محمود ابن خداش ومحمد بن عمرووابن أبي مذعور. روى عنه أحمد بن كامل القاضي ومحمد بن أحمد بن يحي العطشي
ثم ساق له حديثا واحدا وقع فيه مكنيا ب (أبي حرب) فلا أدري أهي كنية أخرى له أم تحرفت على الناسخ أوالطابع ثم حكى الخطيب عن العطشي أنه قال: " توفي سنة ثلاثمائة " ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا فهومجهول الحال وهوعلة هذا الإسناد الموصول وهوغير أبي بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم الأصبهاني المشهور بابن المقرىء الحافظ الثقة فإنه متأخر عن هذا نحوقرن من الزمان وهومن شيوخ ابن مردويه مات سنة (381) إحدى وثمانين وثلاثمائة ووقع في " التذكرة " (3/ 172) " ومائتين " وهوخطأ
وازددنا تأكدا من أن الصواب عن عثمان بن الأسود إنما هوعن سعيد بن جبير مرسلا كما رواه الواحدي خلافا لرواية ابن مردويه عنه
وبالجملة فالحديث مرسل ولا يصح عن سعيد بن جبير موصولا بوجه من الوجوه " إنتهى كلام الشيخ الألباني برواية سعيد بن جبير لحديث الغرانيق. وهوبالجملة لا يصح , وللحديث طرق أخرى قد فندها الشيخ المحدث الألباني في نصب المنجنيق على قصة الغرانيق , وقد تطرق رحمه الله تعالى إليها كاملة وطرقها وبين عللها. والله أعلم.
إن كان لهم أن يناظرونا فيها.
فلهم ذلك إلا أن يتركوا التعليقات " القذرة " والسباب. وننتظر.
أهلُ الحديث.
رد: نصب المجانيق على قصة الغرانيق
وقال البيهقي: هذه القصة غير ثابتة من جهة النقل. وقال القاضي عياض في الشفاء: يكفيك في توهين هذا الحديث أنه لم يخرجه أحد من أهل الصحة ولا رواه ثقة بسند صحيح سليم متصل، وإنما أولع به وبمثله المفسرون والمؤرخون المولعون بكل غريب المتلفقون من الصحف كل صحيح وسليم.
وقال الإمام الزيلعي: الحديث الحادي عشر: حديث (تلك الغرانيق العلى)
قلت: رواه البزار في مسنده: حدثنا يوسف بن حماد حدثنا أمية بن خالد حدثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فيما أحسب أشك في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بمكة فقرأ سورة النجم حتى انتهى إلى قوله تعالى (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى) فجرى على لسانه تلك الغرانيق العلى الشفاعة منها ترتجى، قال: فسمع ذلك مشركوا مكة فسروا بذلك فاشتد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته) انتهى
ثم قال: هذا حديث لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد متصل يجوز ذكره إلا بهذا الإسناد ولا نعلم أحدا أسند هذا الحديث عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد عن ابن عباس إلا أمية ولم نسمعه نحن إلا من يوسف بن حماد وكان ثقة وغير أمية يحدث به عن أبي بشر عن سعيد ابن جبير مرسلا وإنما يعرف هذا الحديث عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس وأمية ثقة مشهور. انتهى
ورواه الطبراني في معجمه ولفظه عن سعيد بن جبير لا أعلمه إلا عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى آخره. ورواه الطبري في تفسيره عن سعيد بن جبير مرسلا لم يذكر فيه ابن عباس، وكذلك الواحدي في أسباب النزول.
وأخرجه الطبري عن محمد بن كعب القرظي وعن قتادة وعن أبي العالية، وأخرجه أيضا عن ابن عباس ولكن فيه عدة مجاهيل عينا وحالا.
وقد أطال الناس الكلام على هذا الحديث وفي الطعن فيه وممن أجاد في ذلك القاضي عياض في كتاب الشفاء وملخص كلامه قال: وقد توجه لبعض الملحدين سؤالات وذكر منها أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قرأ سورة النجم قال: (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى) قال: تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتها لترتجى، ويروى: ترتضي، فلما ختم السورة سجد وسجد معه المسلمون والكفار لما سمعوه أثنى على آلهتهم، وفي رواية: إن الشيطان ألقاها على لسانه وأنه عليه السلام كان تمنى ألونزل عليه شيء يقارب بينه وبين قومه، وفي رواية: ألا ينزل عليه شيء ينفرهم عنه. وذكر هذه القصة وأن جبريل عليه السلام جاءه فعرض عليه السورة فلما بلغ الكلمتين فقال: ما جئتك بهاتين الكلمتين فحزن لذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تسلية له (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ... ) الآية وقوله: (وإن كادوا ليفتنونك ... ) الآية.
ثم قال: ويكفيك في توهين هذا الحديث أنه حديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة ولا رواه ثقة بسند سليم متصل وإنما أولع به وبمثله المفسرون والمؤرخون المولعون بكل غريب المتلقفون من الصحف كل صحيح وسقيم، وصدق القاضي بكر بن العلاء المالكي حيث قال: لقد بلي الناس ببعض أهل الأهواء والتفسير وتعلق بذلك الملحدون مع ضعف نقلته واضطراب رواياته وانقطاع إسناده واختلاف كلماته فقائل يقول إنه في الصلاة، وآخر يقول قالها في نادي قومه حين أنزلت عليه السورة، وأخر يقول قالها وقد أصابته سنة، وآخر يقول بل حدث نفسه فسها، وآخر يقول إن الشيطان قالها على لسانه وأنه عليه السلام لما عرضها على جبريل قال ما هكذا أقرأتك، وأخر يقول بل علمهم الشيطان أنه صلى الله عليه وسلم قرأها فلما بلغ النبي ذلك قال والله ما هكذا أنزلت، إلى غير ذلك من اختلاف الرواة.
ومن حكيت عنه هذه الحكاية من المفسرين وغيرهم لم يسندها أحد منهم ولا رفعها إلى صاحب، وأكثر الطرق عنهم ضعيفة والمرفوع فيها حديث البزار، وقد بين البزار أنه لا يعرف من طريق يجوز ذكره سوى ما ذكر، وفيه من الضعف ما فيه عليه مع وقوع الشك، وحديث الكلبي الذي أشار إليه لا تجوز روايته لكذبه وقوة ضعفه، والذي منه في الصحيح أنه عليه السلام قرأ والنجم وهوبمكة فسجد وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس. انتهى وكان كلامهُ من النقل والمعنى تكلم فيهِ بوجوهٍ كثيرة , وكفانا عناء البحث والتنقيب شيخنا المحدث الإمام الألباني رحمه الله تعالى. والله أعلى وأعلم.
إن أصبتُ فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.
أهلُ الحديث
عصمة النبي وقصة الغرانيق
ماهومعتقدكم في اجتهاد النبي؟
قال الرافضي القدس:
تقولون إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجتهد ويخطئ حتى في التبليغ كما في حديث الغرانيق
وهذا جهل مركب وافتراء وكذب على أهل السنة , فأهل السنة مجمعون سلفا وخلفا على عصمة الرسول صلى الله عليه وسلم في التبليغ مصداقا لقوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينٍَ} [المائدة، آية: 67.]
فأهل السنة يرون العصمة للرسول وللنبي، فيما يبلغ عن الله شرط لازم لتحقيق الصدق والثقة في البلاغ الإلهي، وبدونها لا يكون هناك فارق بين الرسول وغيره من الحكماء والمصلحين، ومن ثم لا يكون هناك فارق بين الوحي المعصوم والمعجز وبين الفلسفات والإبداعات البشرية التي يجوز عليها الخطأ والصواب .. فبدون العصمة تصبح الرسالة والوحي والبلاغ قول بشر، بينما هي - بالعصمة - قول الله - سبحانه وتعالى - الذي بلغه وبينه المعصوم - عليه الصلاة والسلام - .. فعصمة المُبَلِّغ هي الشرط لعصمة البلاغ .. بل إنها - أيضًا - الشرط لنفى العبث وثبوت الحكمة لمن اصطفى الرسول وبعثه وأوحى إليه بهذا البلاغ
لا أعرف الرافضي لماذا يلجأ لهذا الأسلوب القذر في الكذب كل مرة , وأظن أنه يطبق فتاوى مراجعه في جواز الكذب على المخالفين والافتراء عليهم.
عمدته في هذه الكذبة قصة الغرانيق , فماهي قصة الغرانيق؟
هذه القصة ذكرها كثير من علماء التفسير عند تفسيرهم قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} الآية:52 من سورة الحج، وعند تفسيرهم قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى} {وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} الآيات من سورة النجم، ورووها من طرق عدة بألفاظ مختلفة، غير أنها كلها رويت من طرق مرسلة، ولم ترد مسندة من طرق صحيحة، كما قال ذلك الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره، فإنه لما ساق هذه القصة بطرقها قال بعدها: (وكلها مرسلات ومنقطعات) (تفسير ابن كثير (5/ 44.))
وقد بين الألباني رحمه الله علل الروايات كلها وأنها ضعيفة في كتابه الذي أسماه نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق.
قال ابن خزيمة: إن هذه القصة من وضع الزنادقة.
استنكرها أيضًا أبوبكر بن العربي والقاضي عياض وآخرون سندًا ومتنًا، أما السند فبما تقدم، وأما المتن فبما ذكره ابن العربي من أن الله تعالى إذا أرسل الملك إلى رسوله خلق فية العلم بأن من يوحى إليه هوالملك، فلا يمكن أن يلقي الشيطان على لسانه شيئًا يلتبس عليه فيتلوه على أنه قرآن (أحكام القرآن (3/ 13..)).
وافق جمهور أهل السنة ابن العربي فيما ذكره، وذكروا أن معنى الآية: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تلا ما أنزلنا عليه من الوحي أوتكلم به ألقى شيطان الإنس أوالجن أثناء تلاوته أوخلال حديثه وكلامه قولًا يتكلم به الشيطان ويسمعه الحاضرون، أويوسوس الشيطان وساوس يلقيها في نفوس الكفار ومرضى القلوب من المنافقين فيحسبها أولئك من الوحي وليست منه، فيبطل الله ما ألقى الشيطان من القول أوالشبه والوسوسة ويزيله، ويحق الحق بكلماته لكمال علمه، وبالغ حكمته، وهذه سنة الله مع رسله وأنبيائه وأعدائه وأعدائهم، ليتم معنى الابتلاء والامتحان ويميز الخبيث من الطيب، ليهلك من هلك بما ألقى الشيطان من الكفار ومرضى القلوب، ويحيى من حي عن بينة من أهل العلم واليقين الذين اطمأنت قلوبهم بالإيمان وهدوا إلى صراط مستقيم.
ومما تقدم يتبين أن روايات قصة الغرانيق ليست صحيحة، وأنه ليس للشيطان سلطان أن يلقي على لسان النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا من الباطل فيتلوه أويتكلم به، وربما ألقى الشيطان قولًا أثناء تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم به الشيطان ويسمعه الحاضرون أويوسوس الشيطان وساوس يلقيها في نفوس الكفار ومرضى القلوب من المنافقين فيحسبها أولئك من الوحي وليست منه، فيبطل الله ذلك القول الشيطاني، ويزيل الشبه ويحكم آياته (فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء 6/ 199).
يقول الألباني رحمه الله بعد ذكر علل كل الروايات:
تلك هي روايات القصة وهي كلها كما رأيت معلة بالإرسال والضعف والجهالة فليس فيها ما يصلح للإحتجاج به لا سيما في مثل هذا الأمر الخطير. ثم إن مما يؤكد ضعفها بل بطلانها ما فيها من الاختلاف والنكارة مما لا يليق بمقام النبوة والرسالة (نصب المجانيق ص 35).
إذن فالرواية باطلة.
ذكر الرافضي مجموعة من الروايات التي تتناول اختلاف بعض العلماء في جواز خطأ النبي في غير التبليغ أم لا؟
السؤال:
هل يجوز على الأنبياء الخطأ في غير التبليغ أم لا؟
الجواب:
عقيدة أهل السنة والجماعة في الأنبياء والمرسلين أن عصمتهم ليست مطلقة فهم بشر (قد يخطئون، ولكن الله تعالى لا يقرهم على خطئهم، بل يبين لهم خطأهم؛ رحمة بهم وبأممهم، ويعفوعن زلتهم، ويقبل توبتهم؛ فضلاً منه ورحمة، والله غفور رحيم…). (فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، ج3/ 264).
قال تعالى على لسان النبي صلى الله عليه وسلم:
قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُولِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا سورة الكهف الآية:11.)
قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (سورة فصلت الأية: 6)
وغيرها من الأيات ...
القدس كأسلافه وخاصة ابن المنجس ينسبون لشيخ الإسلام ابن تيمية أنه يقول أن الأنبياء غير معصومين وهذا باطل , وهذا كلام واضح لشيخ الإسلام يبين فيه عقيدته:
وأما ما نقله عنهم أنهم يقولون إن الأنبياء غير معصومين فهذا الإطلاق نقل باطل عنهم فإنهم متفقون على أن الأنبياء معصومون فيما يبلغونه عن الله تعالى وهذا هومقصود الرسالة فإن الرسول هوالذي يبلغ عن الله أمره ونهيه وخبره وهم معصومون في تبليغ الرسالة باتفاق المسلمين بحيث لا يجوز أن يستقر في ذلك شيء من الخطأ. (منهاج السنة النبوية 1/ 47.)
ويقول في موضع أخر:
وأما قوله بل قد يقع منهم الخطأ فيقال له هم متفقون على أنهم لا يقرون علي خطأ في الدين أصلا ولا على فسوق ولا كذب ففي الجملة كل ما يقدح في نبوتهم وتبليغهم عن الله فهم متفقون على تنزيههم عنه وعامة الجمهور الذين يجوزون عليهم الصغائر يقولون إنهم معصومون من الإقرار عليها فلا يصدر عنهم ما يضرهم كما جاء في الأثر كان داود بعد التوبة خيرا منه قبل الخطيئة والله يحب التوابين ويحب المتطهرين سورة البقرة 222 وإن العبد ليفعل السيئة فيدخل بها الجنة وأما النسيان والسهوفي الصلاة فذلك واقع منهم وفي وقوعه حكمة استنان المسلمين (منهاج السنة النبوية 1/ 471)
قال الرافضي القدس:
واتهمتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحديث الغرانيق وان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخطئ بالوحي بل ان الشيطان يتمثل له بالوحي كما يقول علمائكم.
بما أن قصة الغرانيق مكذوبة وموضوعة ولا تصح فكلامك لا قيمة له.
وأضاف:
حديث الغرانيق يؤدي إلى النتائج التالية:
- يضع القرآن برمته تحت طائلة الشك، فحتى قوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) صار محلاً للسؤال لأنّ الوقوع دليل الإمكان
هل الطوسي والطبرسي والخميني والخوئي والمجلسي والمئات من علمائكم الشيعة بالقديم والحديث الذين قالوا بتحريف القرآن وأنه زيد فيه ونقص كان عمدتهم حديث الغرانيق أم أكثر من ألف رواية عن المعصومين تفيد القطع بالتحريف؟
بالنسبة لكلام ابن حجر العسقلاني في لقصة الغرانيق فقد تناوله الشيخ الألباني رحمه الله بالتفصيل في كتابه نصب المنجانيق وبين الصحيح وبالدليل القاطع ولله الحمد.
ومن خلال المواضيع السابقة لاحظت أن الرافضي من حقده على الفاروق عمر رضي الله عنه يذكره في كل شبهة ويريد الطعن فيه فمثلا هنا يقول:
وقد ادعيتم أن عمر يعلم الأحكام الإلهية ورسول الله لا يعلمها ويصححها لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم والله يوافق عمر ويخالف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
نحن لم نقل أيها الكذاب أن عمر رضي الله عنه أعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم والرواية التي استدللت عليها تبين أن عمر رضي الله عنه وافق القرآن في مجموعة من الأحكام واقره الله عزوجل عليها من فوق سبع سماوات وأقر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أمثلة:
روى البخاري: حَدَّثَنَا عَمْرُوبْنُ عَوْنٍ قَالَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلَاثٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ اتَّخَذْنَا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى فَنَزَلَتْ {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}
وَآيَةُ الْحِجَابِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَمَرْتَ نِسَاءَكَ أَنْ يَحْتَجِبْنَ فَإِنَّهُ يُكَلِّمُهُنَّ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ فَنَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ وَاجْتَمَعَ نِسَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْغَيْرَةِ عَلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُنَّ {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبَدِّلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ}
فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ قَالَ أَبُوعَبْد اللَّهِ وحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ قَالَ حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسًا بِهَذَا
روى مسلم: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ الْعَمِّيُّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ أَخْبَرَنَا عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ
قَالَ عُمَرُ وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلَاثٍ فِي مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ وَفِي الْحِجَابِ وَفِي أُسَارَى بَدْرٍ
وغيرها من الروايات.
هذه الروايات لا تعني أبداً أن بعض الصحابة عندهم من العلم والتقوى أكثر من رسول الله صلى الله عليه وسلم فالرسول يجتهد في بعض الأمور التي لم ينزل بها الوحي، بحسب المصلحة وليس كل ما يصدر عن النبي صلى الله عليه وسلم يعتبر وحياً كما صلّى على رأس المنافقين عبد الله بن أبي فقال له عمر ((يا رسول الله تصلّي عليه وقد نهاك ربك أن تصلي عليه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما خيرني ربي فقال {استغفر لهم أولا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة} وسأزيده على السبعين، قال: إنه منافق، قال: فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله {ولا تصلِّ على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره} وهذا الأمر ثابت بالكتاب، كما هوواضح.
وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في سَوْقه الهدْي في حجة الوداع ((لواستقبلت من أمري ما استدبرت، ما أهديت، ولولا أن معي الهدْي لأحللت)) رواه البخاري ومسلم.
وأيضاً عندما رجع لرأي زوجتاه عائشة وحفصة عندما حلف أن لا يشرب عسلاً عند زينب بنت جحش فأنزل الله قوله {يا أيها النبي لم تحرّم ما أحل الله لك تبتغي مرضاتَ أَزواجك والله غفور رحيم} (التحريم 1)
فلوكان كل ما يقوم به عن طريق الوحي لما نزل القرآن يبين له هذه الأمور وليس أن يوافق الله في حادثة أوأكثر أحد الصحابة - عمر رضي الله عنه - يُعتبر هذا إنقاص من قدر النبي صلى الله عليه وسلم أوأن بعض الصحابة يملكون علماً أكثر من النبي صلى الله عليه وسلم فلا يقول ذلك إلا من هوأجهل الناس بأفعال النبي صلى الله عليه وسلم وقد ثبت أن النبي كان يستشير أصحابه في كثير من الأمور التي لم ينزل بها الوحي كما في قضية الأسرى.
فموتوا بغيظكم يا رافضة هذه منقبة للفاروق عمر رضي الله عنه ولا أعرف يا القدس هل تحن لعرش كسرى وناره ودين المجوسية؟ من كان له الفضل بعد الله عزوجل في وصول الإسلام لبلاد فارس؟ الفضل للفاروق عمر بن الخطاب يا رافضي
فمت بغيظك ولن تعدوقدرك يارافضي.
في الختام نعمل سياحة صغيرة في كتب الشيعة ونقرأ بعض الروايات:
أ - روى الكليني في أصول الكافي: كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) بَابَ اللَّهِ الَّذِي لَا يُؤْتَى إِلَّا مِنْهُ وَ سَبِيلَهُ الَّذِي مَنْ سَلَكَ بِغَيْرِهِ هَلَكَ وَ كَذَلِكَ يَجْرِي الْأَئِمَّةُ الْهُدَى وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ جَعَلَهُمُ اللَّهُ أَرْكَانَ الْأَرْضِ أَنْ تَمِيدَ بِأَهْلِهَا وَ حُجَّتَهُ الْبَالِغَةَ عَلَى مَنْ فَوْقَ الْأَرْضِ وَ مَنْ تَحْتَ الثَّرَى وَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (صلوات الله عليه) كَثِيراً مَا يَقُولُ أَنَا قَسِيمُ اللَّهِ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ أَنَا الْفَارُوقُ الْأَكْبَرُ وَ أَنَا صَاحِبُ الْعَصَا وَ الْمِيسَمِ وَ لَقَدْ أَقَرَّتْ لِي جَمِيعُ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحُ وَ الرُّسُلُ بِمِثْلِ مَا أَقَرُّوا بِهِ لِمُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله) وَ لَقَدْ حُمِلْتُ عَلَى مِثْلِ حَمُولَتِهِ وَ هِيَ حَمُولَةُ الرَّبِّ وَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) يُدْعَى فَيُكْسَى وَ أُدْعَى فَأُكْسَى وَ يُسْتَنْطَقُ وَ أُسْتَنْطَقُ فَأَنْطِقُ عَلَى حَدِّ مَنْطِقِهِ وَ لَقَدْ أُعْطِيتُ خِصَالًا مَا سَبَقَنِي إِلَيْهَا أَحَدٌ قَبْلِي عُلِّمْتُ الْمَنَايَا وَ الْبَلَايَا وَ الْأَنْسَابَ وَ فَصْلَ الْخِطَابِ فَلَمْ يَفُتْنِي مَا سَبَقَنِي وَ لَمْ يَعْزُبْ عَنِّي مَا غَابَ عَنِّي أُبَشِّرُ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ أُؤَدِّي عَنْهُ كُلُّ ذَلِكَ مِنَ اللَّهِ مَكَّنَنِي فِيهِ بِعِلْمِهِ.
هذه الرواية نموذج واحد من أهم كتب الشيعة - الكافي - في جزء الأصول - العقائد - ويوجد غيرها الكثير ...
السؤال للرافضي القدس:
إن قال عمر رضي الله عنه وافقت ربي تتهمه بأنه أعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم, فما قولك في من هو:
1 - باب لا يؤتى إلا منه وسبيل من سلك غيره هلك؟
2 - أركان الأرض بدونهم تميد الأرض؟
3 - الحجة على من فوق الأرض وتحت الثرى؟
4 - قسيم الجنة والنار؟
5 - أقرت له جميع الخلائق والملائكة والرسل؟
6 - أعطي خصال لم تعطى لغيره؟
7 - علم المنايا والبلايا والأنساب وفصل الخطاب ولم يسبقه أحد لهذا العلم؟
صاحب هذه الأوصاف ليس أعلم من رسول الله فقط بل أفضل منه والعياذ بالله
ب - عن عبد الله بن الوليد قال ((قال لي أبوعبد الله (ع): أيّ شيء يقول الشيعة في عيسى وموسى وأمير المؤمنين (ع) قلت: يقولون: إن عيسى وموسى أفضل من أمير المؤمنين (ع) قال فقال: أيزعمون أنّ أمير المؤمنين (ع) قد علم ما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت نعم ولكن لا يقدّمون على أولوالعزم من الرسل أحداً قال أبوعبد الله (ع) فخاصمهم بكتاب الله قال قلت: وفي أيّ موضع منه أخاصمهم قال: قال الله تعالى لموسى {وكتبنا له في الألواح من كلّ شيء علماً} إنه لم يكتب لموسى كلّ شيء، وقال الله تبارك وتعالى لعيسى {ولأبيّن لكم بعض الذي تخْتلفون فيه} وقال الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم {وجئنا بك على هؤلاء شهيداً ونزّلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء})) (محمد فروخ الصفار في كتابه فضائل أهل البيت).
ج - عن عبد الله بن بكيرعن أبي عبد الله (ع) قال: كنت عنده فذكروا سليمان وما أعطي من العلم وما أوتي من الملك. فقال لي: وما أعطي سليمان بن داود؟ إنما كان عنده حرف واحد من الاسم الأعظم وصاحبكم الذي قال الله ((قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب)) وكان والله عند علي (ع) علم الكتاب. فقلت: صدقت والله جعلت فداك (بصائر الدرجات ص15 باب " انهم عليهم السلام ومن عنده علم الكتاب).
د - عن الحسين بن علوان عن أبي عبد الله (ع) قال: إن الله خلق أولي العزم من الرسل وفضلهم بالعلم وأورثنا علمهم وفضلنا عليهم في علمهم وعلم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما لم يعلموا، وعلمنا علم الرسل وعلمهم (بصائر الدرجات ص 38 "باب عندهم (ع) علم ما في السموات وما في الأرض).
ه - عن سيف التمار: كنا عند أبي عبد الله (ع) جماعة من الشيعة في الحجر فقال: علينا عين؟ فالتفتنا يمنه ويسره فلم نرى أحدا فقلنا: ليس علينها عين. فقال: ورب الكعبة ورب البنية - ثلاث مرات - لوكنت بين موسى والخضر لأخبرتهما أني أعلم منهما ولأنبئنهما بما ليس في أيديهما، لأن موسى والخضر عليهما السلام أعطيا علم مكان ولم يعطيا علم ما يكون وما هوكائن حتى تقوم الساعة وقد ورثناه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم( الأصول من الكافي 1/ 612 - 262 كتاب الحجة باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون عليه ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم الشيء)
و- يقول شيخهم الملقب عندهم بالمفيد وهومن الحاخامات المعتمدة لدى الشيعة: قد قطع قوم من أهل الإمامة بفضل الأئمة (ع) من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم على سائر من تقدم من الرسل والأنبياء سوى نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم( أوائل المقالات للمفيد ص42 باب القول في المفاضلة بين الأئمة والأنبياء).
أليس هذا طعن في أنبياء الله عليهم السلام؟
التعديل الأخير تم بواسطة ناصر المغربي
في الختام نعمل سياحة صغيرة في كتب الشيعة ونقرأ بعض الروايات:
أ - روى الكليني في أصول الكافي: كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) بَابَ اللَّهِ الَّذِي لَا يُؤْتَى إِلَّا مِنْهُ وَ سَبِيلَهُ الَّذِي مَنْ سَلَكَ بِغَيْرِهِ هَلَكَ وَ كَذَلِكَ يَجْرِي الْأَئِمَّةُ الْهُدَى وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ جَعَلَهُمُ اللَّهُ أَرْكَانَ الْأَرْضِ أَنْ تَمِيدَ بِأَهْلِهَا وَ حُجَّتَهُ الْبَالِغَةَ عَلَى مَنْ فَوْقَ الْأَرْضِ وَ مَنْ تَحْتَ الثَّرَى وَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (صلوات الله عليه) كَثِيراً مَا يَقُولُ أَنَا قَسِيمُ اللَّهِ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ أَنَا الْفَارُوقُ الْأَكْبَرُ وَ أَنَا صَاحِبُ الْعَصَا وَ الْمِيسَمِ وَ لَقَدْ أَقَرَّتْ لِي جَمِيعُ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحُ وَ الرُّسُلُ بِمِثْلِ مَا أَقَرُّوا بِهِ لِمُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله) وَ لَقَدْ حُمِلْتُ عَلَى مِثْلِ حَمُولَتِهِ وَ هِيَ حَمُولَةُ الرَّبِّ وَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) يُدْعَى فَيُكْسَى وَ أُدْعَى فَأُكْسَى وَ يُسْتَنْطَقُ وَ أُسْتَنْطَقُ فَأَنْطِقُ عَلَى حَدِّ مَنْطِقِهِ وَ لَقَدْ أُعْطِيتُ خِصَالًا مَا سَبَقَنِي إِلَيْهَا أَحَدٌ قَبْلِي عُلِّمْتُ الْمَنَايَا وَ الْبَلَايَا وَ الْأَنْسَابَ وَ فَصْلَ الْخِطَابِ فَلَمْ يَفُتْنِي مَا سَبَقَنِي وَ لَمْ يَعْزُبْ عَنِّي مَا غَابَ عَنِّي أُبَشِّرُ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ أُؤَدِّي عَنْهُ كُلُّ ذَلِكَ مِنَ اللَّهِ مَكَّنَنِي فِيهِ بِعِلْمِهِ.
هذه الرواية نموذج واحد من أهم كتب الشيعة - الكافي - في جزء الأصول - العقائد - ويوجد غيرها الكثير ...