عدم صحة الآثار الواردة في قتل عمرو بن الحمق لعثمان رضي الله عنهما
قال ابن شبة : " حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ عِيسَى بْنِ يَزِيدَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: دَخَلَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ بِشَرْيَانَ كَانَ مَعَهُ، فَضَرَبَهُ فِي حَشَائِهِ حَتَّى وَقَعَتْ فِي أَوْدَاجِهِ فَخَرَّ، وَضَرَبَ كِنَانَةُ بْنُ بِشْرٍ جَبْهَتَهُ بِعَمُودٍ، وَضَرَبَهُ أَسْوَدَانُ بْنُ حُمْرَانَ بِالسَّيْفِ، وَقَعَدَ عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ عَلَى صَدْرِهِ فَطَعَنَهُ تِسْعَ طَعَنَاتٍ. وَقَالَ: عَلِمْتُ أَنَّهُ مَاتَ فِي الثَّانِيَةِ فَطَعَنْتُهُ سِتًّا لِمَا كَانَ فِي قَلْبِي عَلَيْهِ " اهـ. [1] هذا الاثر لا يصح، ويكفي في اسقاطه وجود عيسى بن يزيد، قال الحافظ ابن الجوزي : " 2667 - عِيسَى بن يزِيد بن بكر بن دَاب أَبُو الْوَلِيد يروي عَن هِشَام بن عُرْوَة قَالَ البُخَارِيّ والرازي مُنكر الحَدِيث وَقَالَ خَالِد الْأَحْمَر يضع الحَدِيث " اهـ.[2] وقال الامام الذهبي : " 6625 - عيسى بن يزيد بن بكر داب الليثي المدني. عن هشام بن عروة، وابن أبي ذئب، وصالح بن كيسان. وعنه شبابة، ومحمد بن سلام الجمحى، وحوثرة ابن أشرس، وغيرهم. وكان أخباريا علامة نسابة، لكن حديثه واه. قال خلف الاحمر: كان يضع الحديث. وقال البخاري وغيره: منكر الحديث. وقيل: إنه كان ذا حظوة زائدة عند المهدي والهادي بحيث إنه أعطاه مرة ثلاثين ألف دينار. وقال أبو حاتم: منكر الحديث. قيل: توفى عيسى بن داب قبل مالك بن أنس " اهـ.[3] وفي المتن شيء غير صحيح فكيف يقول انه قد طعنه بتسع طعنات، وانه قد مات في الثانية ثم طعنه ست طعنات، فيكون العدد ثماني طعنات !. وقال ابن شبة : " حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: لَمَّا انْتَصَفَ النَّهَارُ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ لَمْ يَبْقَ فِي دَارِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَّا نَفَرٌ يَسِيرٌ،....... وَدَخَلَ عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ، وَكِنَانَةُ بْنُ بِشْرٍ، وَابْنُ رُومَانَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُدَيْسٍ ، فَمَالُوا عَلَيْهِ بِأَسْيَافِهِمْ حَتَّى قَتَلُوهُ.... " اهـ.[4] وهذا الاثر ساقط، ولا يصح وفيه علتان : 1 – عثمان بن عبد الرحمن كذاب. 2 – الامام الزهري لم يدرك الحادثة. قال الامام البخاري : " 2270 - 2270 - عثمان بْن عَبْد الرَّحْمَن الوقاصي ، تركوه، ويقَالَ له أَبُو عَمْرو الزُّهْرِيّ والمالكي يَعْنِي من ولد سعد بْن مالك." اهـ.[5] وقال في الضعفاء : " 261- عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي: تركوه " اهـ.[6] وقال الامام النسائي : " 418 - عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن الوقاصي مَتْرُوك الحَدِيث" اهـ.[7] وقال الامام ابن الجوزي : " 2271 - عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن سعد بن أبي وَقاص أَبُو عَمْرو الوقاصي الْمَالِكِي وَإِنَّمَا قيل لَهُ الْمَالِكِي لِأَن سَعْدا هُوَ ابْن مَالك وَهُوَ مدنِي يروي عَن نَافِع وَعَطَاء وَالزهْرِيّ قَالَ يحيى لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ مرّة ضَعِيف وَقَالَ مرّة لَا يكْتب حَدِيثه كَانَ يكذب وَضَعفه ابْن الْمَدِينِيّ جدا وَقَالَ البُخَارِيّ والرازي وَأَبُو دَاوُد لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ البُخَارِيّ مرّة اخرى تَرَكُوهُ وَقَالَ النَّسَائِيّ والزدي وَالدَّارَقُطْنِيّ مَتْرُوك وَقَالَ ابْن حبَان كَانَ يروي عَن الثِّقَات الموضوعات لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ" اهـ.[8] وقال ابن شبة : " حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ الْحَارِثِ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيِّ أَنَّهُ قَامَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ بِمِصْرَ - وَذَاكَ عِنْدَ فِتْنَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ، خَيْرُ النَّاسِ فِيهَا الْجُنْدُ الْغُزَّى» وَأَنْتُمُ الْجُنْدُ الْغُزَّى، فَجِئْتُكُمْ لِأَكُونَ فِيمَا أَنْتُمْ فِيهِ، قَالَ اللَّيْثُ: فَكَانَ مَعَهُمْ فِي أَشَرِّ أُمُورِهِمْ " اهـ.[9] وهذا الاثر لا يصح ايضا لابهام من حدث عبد الكريم بن الحارث. وقال ابن سعد في الطبقات : " قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدٍ: " أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ تَسَوَّرَ عَلَى عُثْمَانَ مِنْ دَارِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ وَمَعَهُ كِنَانَةُ بْنُ بِشْرِ بْنِ عَتَّابٍ، وَسَوْدَانُ بْنُ حُمْرَانُ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ فَوَجَدُوا عُثْمَانَ عِنْدَ امْرَأَتِهِ نَائِلَةَ وَهُوَ يَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَتَقَدَّمَهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ فَأَخَذَ بِلِحْيَةِ عُثْمَانَ، فَقَالَ: قَدْ أَخْزَاكَ اللَّهُ يَا نَعْثَلُ، فَقَالَ عُثْمَانُ: لَسْتُ بِنَعْثَلٍ، وَلَكِنْ عَبْدُ اللَّهِ وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ مُحَمَّدٌ: مَا أَغْنَى عَنْكَ مُعَاوِيَةُ وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ، فَقَالَ عُثْمَانُ: يَا ابْنَ أَخِي، دَعْ عَنْكَ لِحْيَتِي، فَمَا كَانَ أَبُوكَ لِيَقْبِضَ عَلَى مَا قَبَضْتَ عَلَيْهِ، فَقَالَ مُحَمَّدٌ: مَا أُرِيدُ بِكَ أَشَدُّ مِنْ قَبْضِي عَلَى لِحْيَتِكَ، فَقَالَ عُثْمَانُ: أَسْتَنْصِرُ اللَّهَ عَلَيْكَ وَأَسْتَعِينُ بِهِ، ثُمَّ طَعَنَ جَبِينَهُ بِمِشْقَصٍ فِي يَدِهِ، وَرَفَعَ كِنَانَةُ بْنُ بِشْرِ بْنِ عَتَّابٍ مَشَاقِصَ كَانَتْ فِي يَدِهِ فَوَجَأَ بِهَا فِي أَصْلِ أُذُنِ عُثْمَانَ، فَمَضَتْ حَتَّى دَخَلَتْ فِي حَلْقِهِ، ثُمَّ عَلَاهُ بِالسَّيْفِ حَتَّى قَتَلَهُ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: فَسَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عَوْنٍ يَقُولُ: ضَرَبَ كِنَانَةُ بْنُ بِشْرٍ جَبِينَهُ وَمُقَدَّمَ رَأْسِهِ بِعَمُودِ حَدِيدٍ فَخَرَّ لِجَنْبِهِ، وَضَرَبَهُ سَوْدَانُ بْنُ حُمْرَانَ الْمُرَادِيُّ بَعْدَمَا خَرَّ لِجَنْبِهِ فَقَتَلَهُ، وَأَمَّا عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ فَوَثَبَ عَلَى عُثْمَانَ فَجَلَسَ عَلَى صَدْرِهِ وَبِهِ رَمَقٌ فَطَعَنَهُ تِسْعَ طَعَنَاتٍ وَقَالَ: أَمَّا ثَلَاثٌ مِنْهُنَّ فَإِنِّي طَعَنْتُهُنَّ لِلَّهِ، وَأَمَّا سِتٌّ فَإِنِّي طَعَنْتُ إِيَّاهُنَّ لِمَا كَانَ فِي صَدْرِي عَلَيْهِ " اهـ.[10] وهذا الاثر ساقط، ولا يصح وعلته الرئيسية محمد بن عمر وهو الواقدي مجمع على تركه، قال الامام الذهبي : " 5861 - ق / مُحَمَّد بن عمر بن وَاقد الْأَسْلَمِيّ مَوْلَاهُم الْوَاقِدِيّ صَاحب التصانيف مجمع على تَركه وَقَالَ ابْن عدي يروي أَحَادِيث غير مَحْفُوظَة وَالْبَلَاء مِنْهُ وَقَالَ النَّسَائِيّ كَانَ يضع الحَدِيث وَقَالَ ابْن مَاجَه ثَنَا ابْن أبي شيبَة ثَنَا شيخ ثَنَا عبد الحميد بن جَعْفَر فَذكر حَدِيثا فِي لِبَاس الْجُمُعَة وحسبك بِمن لَا يَجْسُر أَن يُسَمِّيه ابْن مَاجَه" اهـ.[11] وقال الامام ابن حجر : " 6175 - محمد بن عمر بن واقد الأسلمي الواقدي المدني القاضي نزيل بغداد متروك مع سعة علمه من التاسعة مات سنة سبع ومائتين وله ثمان وسبعون ق " اهـ.[12] وقال الطبري : " قَالَ هِشَام بن مُحَمَّدٍ، عن أبي مخنف، وَحَدَّثَنِي الْمُجَالِد بن سعيد، عن الشَّعْبِيِّ وزكرياء بن أبي زائدة، عن أبي إِسْحَاق، أن حجرا لما قفي بِهِ من عِنْدَ زياد نادى بأعلى صوته: اللَّهُمَّ إني عَلَى بيعتي، لا أقيلها وَلا أستقيلها، سماع اللَّه والناس وَكَانَ عَلَيْهِ برنس فِي غداة باردة، فحبس عشر ليال، وزياد ليس لَهُ عمل إلا طلب رؤساء أَصْحَاب حجر، فخرج عَمْرو بن الحمق ورفاعة بن شداد حَتَّى نزلا المدائن، ثُمَّ ارتحلا حَتَّى أتيا أرض الموصل، فأتيا جبلا فكمنا فِيهِ، وبلغ عامل ذَلِكَ الرستاق أن رجلين قَدْ كمنا فِي جانب الجبل، فاستنكر شأنهما- وَهُوَ رجل من همدان يقال لَهُ عَبْد اللَّهِ بن أبي بلتعة- فسار إليهما فِي الخيل نحو الجبل وَمَعَهُ أهل البلد، فلما انتهى إليهما خرجا، فأما عَمْرو بن الحمق فكان مريضا، وَكَانَ بطنه قَدْ سقى، فلم يكن عنده امتناع، وأما رفاعة بن شداد- وَكَانَ شابا قويا- فوثب عَلَى فرس لَهُ جواد، فَقَالَ لَهُ: أقاتل عنك؟ قَالَ: وما ينفعني أن تقاتل! انج بنفسك إن استطعت، فحمل عَلَيْهِم، فأفرجوا لَهُ، فخرج تنفر بِهِ فرسه، وخرجت الخيل فِي طلبه- وَكَانَ راميا- فأخذ لا يلحقه فارس إلا رماه فجرحه أو عقره، فانصرفوا عنه، وأخذ عَمْرو بن الحمق، فسألوه: من أنت؟ فَقَالَ: من إن تركتموه كَانَ أسلم لكم، وإن قتلتموه كَانَ أضر لكم، فسألوه: فأبى أن يخبرهم، فبعث بِهِ ابن أبي بلتعة إِلَى عامل الموصل- وَهُوَ عبد الرَّحْمَن بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ الثقفي- فلما رَأَى عَمْرو بن الحمق عرفه، وكتب إِلَى مُعَاوِيَةَ بخبره، فكتب إِلَيْهِ مُعَاوِيَة: أنه زعم انه طعن عثمان ابن عَفَّانَ تسع طعنات بمشاقص كَانَتْ مَعَهُ، وإنا لا نريد أن نعتدي عَلَيْهِ، فأطعنه تسع طعنات كما طعن عُثْمَان، فأخرج فطعن تسع طعنات، فمات فِي الأولى منهن أو الثانية " اهـ.[13] وهذا الاثر ساقط ولا يصح، وفيه عدة علل : 1 – الانقطاع بين الطبري وهشام بن محمد، وهو الكلبي فانه لم يدركه. 2 – هشام بن محمد الكلبي كذاب. 3 – ابو مخنف وهو لوط بن يحيى كذاب. قال الحافظ ابن الجوزي : " 3602 - هِشَام بن مُحَمَّد بن السَّائِب الْكَلْبِيّ يروي عَن أَبِيه عَن ابْن أبي مخنف قَالَ أَحْمد مَا ظَنَنْت أَن احدا يحدث عَنهُ إِنَّمَا هُوَ صَاحب سير وَقَالَ الدراقطني مَتْرُوك " اهـ.[14] وقال الحافظ الذهبي : " 6756 - هِشَام بن مُحَمَّد بن السَّائِب بن الْكَلْبِيّ عَن أَبِيه تَرَكُوهُ وَهُوَ اخباري " اهـ.[15] واما ابو مخنف لوط بن يحيى، فقد قال الامام ابن الجوزي : " 2813 لوط بن يحيى أبو مخنف قال يحيى ليس بثقة وقال مرة ليس بشيء وقال أبو حاتم الرازي متروك الحديث وقال الدارقطني ضعيف " اهـ.[16] وقال الامام الذهبي : " 5121 - لوط بن يحيى أبو مخنف ساقط تركه أبو حاتم وقال الدارقطني ضعيف " اهـ.[17] وقال ابن سعد : " ذِكْرُ الْمِصْرِيِّينَ وَحَصْرِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أُمِّ الرَّبِيعِ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ، عَنْ أَبِيهَا قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مَحْمُودٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، وَدَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: " أَنَّ الْمِصْرِيِّينَ لَمَّا أَقْبَلُوا مِنْ مِصْرَ يُرِيدُونَ عُثْمَانَ وَنَزَلُوا بِذِي خَشَبٍ دَعَا عُثْمَانُ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ فَقَالَ: «اذْهَبْ إِلَيْهِمْ، فَارْدُدْهُمْ عَنِّي، وَأَعْطِهِمُ الرِّضَى، وَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي فَاعِلٌ بِالْأُمُورِ الَّتِي طَلَبُوا، وَنَازِعٌ عَنْ كَذَا، بِالْأُمُورِ الَّتِي تَكَلَّمُوا فِيهَا»، فَرَكِبَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ إِلَيْهِمْ إِلَى ذِي خَشَبٍ. قَالَ جَابِرٌ: وَأَرْسَلَ مَعَهُ عُثْمَانُ خَمْسِينَ رَاكِبًا مِنَ الْأَنْصَارِ أَنَا فِيهِمْ، وَكَانَ رُؤَسَاؤُهُمْ أَرْبَعَةً: عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عُدَيْسٍ الْبَلَوِيَّ، وَسَوْدَانَ بْنَ حُمْرَانَ الْمُرَادِيَّ، وَابْنَ الْبَيَّاعِ، وَعَمْرَو بْنَ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيَّ لَقَدْ كَانَ الِاسْمُ غَلَبَ حَتَّى يُقَالَ: جَيْشُ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ ، فَأَتَاهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَقُولُ كَذَا وَيَقُولُ كَذَا وَأَخْبَرَهُمْ بِقَوْلِهِ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِمْ حَتَّى رَجَعُوا، فَلَمَّا كَانُوا بِالْبُوَيْبِ رَأَوْا جَمَلًا عَلَيْهِ مِيسَمُ الصَّدَقَةِ فَأَخَذُوهُ، فَإِذَا غُلَامٌ لِعُثْمَانَ فَأَخَذُوا مَتَاعَهُ فَفَتَّشُوهُ فَوَجَدُوا فِيهِ قَصَبَةً مِنْ رَصَاصٍ، فِيهَا كِتَابٌ فِي جَوْفِ الْإِدْرَاةِ فِي الْمَاءِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ أَنِ افْعَلْ بِفُلَانٍ كَذَا وَبِفُلَانٍ كَذَا مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ شَرَعُوا فِي عُثْمَانَ، فَرَجَعَ الْقَوْمُ ثَانِيَةً حَتَّى نَزَلُوا بِذِي خُشُبٍ فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ فَقَالَ: اخْرُجْ فَارْدُدْهُمْ عَنِّي، فَقَالَ: لَا أَفْعَلُ، قَالَ: فَقَدِمُوا فَحَصَرُوا عُثْمَانَ " اهـ.[18] وهذه الاثار كلها ساقطة ولا تصح لان مدارها على محمد بن عمر الواقدي، وقد ذكرت اقوال اهل العلم فيه.
1 - تاريخ المدينة – عمر بن شبة – ج 4 ص 1232 – 1233. 2 - الضعفاء والمتروكون – عبد الرحمن بن علي بن الجوزي – ج 2 ص 243. 3 - ميزان الاعتدال – محمد بن احمد الذهبي – ج 3 ص 327 – 328. 4 - تاريخ المدينة – عمر بن شبة – ج 4 ص 1302 – 1303 . 5 - التاريخ الكبير – محمد بن اسماعيل البخاري – ج 6 ص 238 – 239. 6 - الضعفاء – محمد بن اسماعيل البخاري – ص 98. 7 - الضعفاء والمتروكون – احمد بن علي بن شعيب النسائي – ص 75. 8 - الضعفاء والمتروكون – عبد الرحمن بن علي بن الجوزي – ج 2 ص 169. 9 - تاريخ المدينة – عمر بن شبة – ج 3 ص 1116 – 1117. 10 - الطبقات الكبرى – محمد بن سعد بن منيع – ج 3 ص 73 – 74، وتاريخ الطبري – محمد بن جرير الطبري - ج 4 ص 393. 11 - المغني في الضعفاء – محمد بن احمد الذهبي – ج 2ص 619. 12 - تقريب التهذيب - احمد بن علي بن حجر - ص 882. 13 - تاريخ الطبري – محمد بن جرير الطبري - ج 5 ص 265 - 266. 14 - الضعفاء والمتروكون – عبد الرحمن بن علي بن الجوزي – ج 3 ص 176. 15 - المغني في الضعفاء – محمد بن احمد الذهبي – ج 2 ص 711. 16 - الضعفاء والمتروكون – عبد الرحمن بن علي بن الجوزي – ج 3 ص 28. 17 - المغني في الضعفاء – محمد بن احمد الذهبي - ج 2 ص 535. 18 - الطبقات الكبرى – محمد بن سعد بن منيع – ج 3 ص 65.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video