ان رجلا من الطلقاء يبايع له – الا تعجبين لرجل من الطلقاء ينازع اصحاب محمد
قال الامام ابن ابي شيبة : " 31188- حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا إسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الأَسْوَدِ ، قَالَ : قُلْتُ لِعَائِشَةَ : إنَّ رَجُلاً مِنَ الطُّلَقَاءِ يُبَايَعُ لَهُ - يَعْنِي : مُعَاوِيَةَ - ، قَالَتْ : يَا بُنَيَّ لاَ تَعْجَبْ ، هُوَ مُلْكُ اللهِ يُؤْتِيه مَنْ يَشَاءُ - ( 3 ) في اسناده عنعنة ابي اسحاق وهو مدلس ورواية اسحاق عنه بعد اختلاطه " اهـ. [1] ولقد ذكر الامام ابن حجر ابا اسحاق السبيعي في المتبة الثالثة من مراتب المدلسين , وقد قال عن هذه المرتبة : " الثالثة - من أكثر من التدليس فلم يحتج الائمة من أحاديثهم الا بما صرحوا فيه بالسماع ومنهم من رد حديثهم مطلقا ومنهم من قبلهم كأبي الزبير المكي " اهـ. [2] فعلة الاثر ان تحديث اسرائيل عن ابي اسحاق كان بعد اختلاطه , وعنعنة ابي اسحاق , فالاثر لا يصح. واما الاثر الذي ذكر الحافظ ابن عساكر , حيث قال : " أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا عبد الرحمن بن محمد بن ياسر أنا علي بن يعقوب بن أبي العقب حدثني القاسم بن موسى بن الحسن نا عبدة الصفار نا أبو داود نا أيوب بن جابر عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد قال قلت لعائشة ألا تعجبين لرجل من الطلقاء ينازع أصحاب محمد ( صلى الله عليه وسلم ) في الخلافة قالت وما تعجب من ذلك هو سلطان الله يؤتيه البر والفاجر وقد ملك فرعون أهل مصر أربع مائة سنة " اهـ. [3] فهذا الاثر باطل ولا يصح وفيه علتان : 1 – ضعف ايوب بن جابر. 2 – عنعنة ابو اسحاق , وهو السبيعي. قال الامام النسائي : " 25 - أَيُّوب بن جَابر ضَعِيف " اهـ. [4] وقال الامام ابن الجوزي : " أَيُّوب بن جَابر بن سيار بن طلق أَبُو سُلَيْمَان اليمامي يروي عَن سماك بن حَرْب قَالَ يحيى لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ ابْن الْمَدِينِيّ يضع الحَدِيث وَقَالَ أَبُو زرْعَة واهي الحَدِيث وَقَالَ النَّسَائِيّ ضَعِيف " اهـ.[5] وقال الحافظ ابن حجر : " 607 أيوب بن جابر بن سيار السحيمي بمهملتين مصغرا أبو سليمان اليمامي ثم الكوفي ضعيف من الثامنة د ت " اهـ.[6] وقال الامام الذهبي : " 805 - د ت ايوب بن جَابر بن سيار اليمامي عَن سماك بن حَرْب قَالَ ابو زرْعَة واهي الحَدِيث " اهـ. [7] واما تدليس ابو اسحاق السبيعي فقد ذكرته في علة الاثر الذي ذكره الامام ابن ابي شيبة. فالاثر لا يصح والله اعلم.
1 - المصنف لابن ابي شيبة – تحقيق : اسامة بن ابراهيم بن محمد – ج 10 ص 148. 2 - طبقات المدلسين – احمد بن علي بن حجر – ص 13. 3 - تاريخ دمشق – ابو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر - ج 59 ص 145. 4 - الضعفاء والمتروكون – احمد بن علي بن شعيب النسائي - ص 149. 5 - الضعفاء والمتروكون – عبد الرحمن بن علي بن الجوزي - ج 1 ص 130. 6 - تقريب التهذيب – احمد بن علي بن حجر - ص 118. 7 - المغني في الضعفاء – محمد بن احمد الذهبي - ج 1 ص 95.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video