قال عبد الهادي الفضلي : " إذا رجعنا إلى تاريخ التشريع الاسلامي لمعرفة متى وضع علم الحديث عند أهل السنة ، ومتى وضع علم الحديث عند الشيعة - ويعرف هذا عادة بأول كتاب ألف في هذا العلم - سوف نرى أول كتاب ظهر لأهل السنة في فن مصطلح الحديث - كما يعبرون عنه - وهو كتاب ( المحدث الفاضل بين الراوي والواعي ) للقاضي أبي محمد حسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي المتوفى سنة 360 ه . وذكرت - فيما تقدم - أن أقدم مؤلف إمامي في هذا العلم أشير إليه وهو كتاب ( شرح أصول دراية الحديث ) للسيد علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد النجفي النيلي من علماء المائة الثامنة . وهذا يعني أن أهل السنة كانوا أسبق تاريخيا في تدوين علم الحديث . ........................................................... ومن المعروف - تاريخيا - أن المتأخر يستفيد من تجارب المتقدم منهجيا وفنيا ، وهذا ما لحظناه في كتاب ( الدراية ) ، للشهيد الثاني ، وهو أقدم كتاب في علم الحديث وصل إلينا ، فقد تأثر من ناحية منهجية وفنية بمؤلفات علماء السنة في علم الحديث . وهذا التأثير منه أدى إلى أن يذكر من أقسام الحديث ما لا مصاديق له في حديثنا أمثال بعض أقسام الضعيف . ومع أنه أبقى مثل هذه إلا أنه من ناحية أخرى أجاد في إضافته ما هو موجود عندنا غير موجود عندهم كالموثق والمضمر وغيرهما " اهـ .[1]
898 - أصول الحديث - الدكتور عبد الهادي الفضلي - ص 95 – 96 .
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video