الكاتب : أحمد بن عبدالله البغدادي ..
دائما ما يحاول الرافضة التلبيس على الناس , وصرفهم عن حقيقة الرفض , وما يتعلق به , ومن الاشياء التي يلبس بها الرافضة على الناس قولهم ان خلافهم مع الوهابية , وليس مع اهل السنة , وكثيرا ما سمعت هذا الادعاء من الرافضة .
يجب ان نعلم جميعا ان اطلاق اي اسم على جماعة من الجماعات الاسلامية , فانه لا يؤثر سلبا , او ايجابا على هذه الجماعة الا بعد ان نعرف اطروحاتها , وموافقتها للشرع , او مخالفتها , فبعد ان نعرف منهج هذه الجماعة , والاسس التي بنت عليه عملها , فننظر ان كانت موافقة للشرع فيجب ان نبارك عملهم , ونحث الناس على سلوك منهجهم , وان كانت مخالفة للشرع , فيجب علينا مناصحتهم , وتبيين اخطائهم بالحجة , والبيان , والبرهان , فان اخذوا بالحق وعادوا الى الجادة , ففي هذا خير لهم , ولغيرهم , وان اصروا على المخالفات الشرعية , فيجب الابتعاد عنهم , والتحذير من باطلهم .
ان منهج , واسس دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تُعرف من خلال اطروحته هو , وما صرح به من معتقد , ولا يصح الرجوع الى مخالفيه , ومناوئيه للحكم عليه , فان هذا من الظلم , والبعد عن الانصاف .
والمقام هنا لا يتسع لمناقشة موضوع التسمية بالوهابية هل هو امر مشروع , ام انه محظور , ولكني اكتفي بما قاله علامة العراق السيد ابو المعالي محمود شكري الالوسي في ترجمة الشيخ محمد بن عبد الوهاب , حيث قال : "
" الشيخ محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي بن محمد بن احمد بن راشد بن بريد بن محمد بن بريد بن مشرف بن عمر بن بعضاد بن ريس بن زاخر بن محمد بن علي بن وهيب التميمي النجدي صاحب الدعوة المشهورة .
وخصومهم يسمون اتباعه ( الوهابية ) وهذه النسبة ليست بصحيحة والنسبة في الحقيقة انما هي الى الشيخ محمد لانه هو الذي دعا الناس الى ترك ما كانوا عليه من البدع والاهواء , ونصر السنة , وأمر باتباعها " اهـ .[1]
ان عقيدة , ودعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله هي عقيدة , ودعوة اهل السنة والجماعة اعلى الله تعالى مقامهم , فهي عقيدة , ودعوة اسلامية واضحة تدعو الى الكتاب الكريم , والسنة النبوية المطهرة بفهم صحيح , ولاثبات ما اقول سوف انقل من كلام الشيخ محمد رحمه الله عقيدته , ومنهجه , حتى يتبين للقاريء الكريم ان ما قلته مبني على الدليل , والبرهان لا مجرد ادعاء من غير دليل , وسوف اذكر بعد كلام الامام ابن عبد الوهاب كلام من سبقه من اهل العلم المعتبرين في العقيدة , والمنهج , وارجو من القاريء الكريم ان يقارن بين كلام الامام محمد بن عبد الوهاب , وبين كلام من تقدمه من اهل العلم , ويقارن بنفسه , ويحكم على ابن عبد الوهاب رحمه الله هل جاء بشيء جديد , ام انه على سيرة من تقدمه من اهل العلم المعتبرين : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) : المائدة }
قال الامام محمد بن عبد الوهاب في رده على الشيعة : " ومنها : زيادتهم في هذه الأزمنة في الأذان والإقامة وفي التشهد بعد الشهادتين أن علياً ولي الله وهذه بدعة مخالفة للدين لم يَرِدْ بها كتاب ولا سنة ولم يكن عليها إجماع ولا فيها قياس صحيح " اهـ .[2]
وقال رحمه الله : " وأنا أدعو من خالفني إلى أحد أربع : إما إلى كتاب الله، وإما إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإما إلى إجماع أهل العلم، فإن عاند دعوته إلى المباهلة كما دعا إليها ابن عباس في بعض مسائل الفرائض، وكما دعا إليها سفيان والأوزاعي في مسألة رفع اليدين وغيرهما من أهل العلم " اهـ .[3]
وقال ايضا : " ولست ولله الحمد أدعو إلى مذهب صوفي أو فقيه أو متكلم أو إمام من الأئمة الذين أعظمهم مثل ابن القيم والذهبي وابن كثير وغيرهم، بل أدعو إلى الله وحده لا شريك له وأدعو إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أوصى بها أول أمته وآخرهم " اهـ .[4]
وقال رحمه الله : " وأما ما صدر من سؤال الأنبياء والأولياء الشفاعة بعد موتهم وتعظيم قبورهم ببناء القباب عليها والسرج والصلاة عندها واتخاذها أعياداً وجعل السدنة والنذور لها فكل ذلك من حوادث الأمور التي أخبر بوقوعها النبي صلى الله عليه وسلم وحذر منها كما في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( لا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان )) وهو صلى الله عليه وسلم حمى جناب التوحيد أعظم حماية وسد كل طريق يوصل إلى الشرك فنهى أن يجصص القبر، وأن يبنى عليه كما ثبت في صحيح مسلم من حديث جابر، وثبت فيه أيضاً أنه بعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأمره أن لا يدع فبراً مشرفاً إلا سواه ولا تمثال إلا طمسه ولهذا قال غير واحد من العلماء يجب هدم القبب المبنية على القبور لأنها أسست على معصية الرسول صلى الله عليه وسلم.
فهذا هو الذي أوجب الاختلاف بيننا وبين الناس حتى آل بهم الأمر إلى أن كفرونا وقاتلونا واستحلوا دماءنا وأموالنا حتى نصرنا الله عليهم وظفرنا بهم، وهو الذي ندعو الناس إليه ونقاتلهم عليه بعد ما نقيم عليهم الحجة من كتاب الله وسنة رسوله وإجماع السلف الصالح من الأئمة " اهـ .[5]
خلاصة هذه النقولات ان ادلة الاحكام , ومصادر التشريع عند الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى اربعة , وهي : 1 – الكتاب العزيز . 2 – السنة النبوية المطهرة . 3 – اجماع اهل العلم المعتبرين . 4 – القياس الصحيح .
والان سانقل من كلام اهل العلم المعتبرين الذين سبقوا ابن عبد الوهاب رحمه الله في هذا الموضوع .
قال الامام الشافعي : " لم أَسْمَعْ أَحَدًا نَسَبَهُ الناس أو نَسَبَ نَفْسَهُ إلَى عِلْمٍ يُخَالِفُ في أَنْ فَرَضَ اللَّهُ عز وجل اتِّبَاعَ أَمْرِ رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم وَالتَّسْلِيمَ لِحُكْمِهِ بِأَنَّ اللَّهَ عز وجل لم يَجْعَلْ لِأَحَدٍ بَعْدَهُ إلَّا اتِّبَاعَهُ وَأَنَّهُ لَا يَلْزَمُ قَوْلٌ بِكُلِّ حَالٍ إلَّا بِكِتَابِ اللَّهِ أو سُنَّةِ رَسُولِهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم وَأَنَّ ما سِوَاهُمَا تَبَعٌ لَهُمَا " اهـ .[6]
وقال في الرسالة : " وجهةُ العلم الخبرُ: في الكتاب، أو السنة، أو الإجماع، أو القياس " اهـ .[7]
وقال الامام ابن عبد البر رحمه الله : " 1403 - وَأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَاكِرٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا أَسْلَمُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا الْمُزَنِيُّ، وَالرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَا: قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ، «لَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ فِي شَيْءٍ حَلَالٌ وَلَا حَرَامٌ إِلَّا مِنْ جِهَةِ الْعِلْمِ وِجْهَةُ الْعِلْمِ مَا نُصَّ فِي الْكِتَابِ أَوْ فِي السُّنَّةِ , أَوْ فِي الْإِجْمَاعِ فَإِنْ لَمْ يُوجَدْ فِي ذَلِكَ فَالْقِيَاسِ عَلَى هَذِهِ الْأُصُولِ مَا كَانَ فِي مَعْنَاهَا» قَالَ أَبُو عُمَرَ: " أَمَّا كِتَابُ اللَّهِ فَيُغْنِي عَنِ الِاسْتِشْهَادِ عَلَيْهِ وَيَكْفِي مِنْ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} [الأعراف: 3] وَكَذَلِكَ السُّنَّةُ يَكْفِي فِيهَا قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [النساء: 59] وَقَوْلُهُ: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7] وَأَمَّا الْإِجْمَاعُ فَمَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 115] الْآيَةَ لِأَنَّ الِاخْتِلَافَ لَا يَصِحُّ مَعَهُ هَذَا الظَّاهِرُ " وَقَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
1404 - «لَا تَجْتَمِعُ أُمَّتِي عَلَى ضَلَالَةٍ» وَعِنْدِي أَنَّ إِجْمَاعَ الصَّحَابَةِ لَا يَجُوزُ خِلَافُهُمْ؛ لِأَنَّهُ لَا يَجُوزُ عَلَى جَمِيعِهِمْ جَهْلُ التَّأْوِيلِ، وَفِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [البقرة: 143] دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ جَمَاعَتَهُمْ إِذَا اجْتَمَعُوا حُجَّةٌ عَلَى مَنْ خَالَفَهُمْ كَمَا أَنَّ الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُجَّةٌ عَلَى جَمِيعِهِمْ، وَدَلَائِلُ الْإِجْمَاعِ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ كَثِيرَةٌ لَيْسَ كِتَابُنَا هَذَا مَوْضِعًا لِتَقَصِّيهَا وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ " اهـ .[8]
وقال ايضا : " وَالْوَاجِبُ عِنْدَ اخْتِلَافِ الْعُلَمَاءِ طَلَبُ الدَّلِيلِ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ وَالْقِيَاسِ عَلَى الْأُصُولِ " اهـ .[9]
وقال الامام ابو اسحاق الشيرازي : " وأول ما يبدأ به الكلام على خطاب الله عز و جل وخطاب رسوله صلى الله عليه و سلم لأنهما أصل لما سواهما من الأدلة ويدخل في ذلك أقسام الكلام والحقيقة والمجاز والأمر والنهي والعموم والخصوص المجمل والمبين والمفهوم والمؤول والناسخ والمنسوخ ثم الكلام في أفعال رسول الله صلى الله عليه و سلم وإقراره لأنهما يجريان مجرى أقواله في البيان ثم الكلام في الأخبار لأنها طريق إلى معرفة ما ذكرناه من الأقوال والأفعال ثم الكلام في الإجماع لأنه ثبت كونه دليلا بخطاب الله عز و جل وخطاب رسوله صلى الله عليه و سلم وعنهما ينعقد ثم الكلام في القياس لأنه ثبت كونه دليلا بما ذكر من الأدلة واليها يستند " اهـ .[10]
وقال الامام الجويني : " فأصول الشريعة الكتاب والسنة والإجماع ثم الأقيسة الظنية علامات انتصبت على الأحكام [أعلاما] بأصل من الأصول الثلاثة مقطوع به كما سبق شرح ذلك " اهـ .[11]
وقال الامام البزدوي : " أعلم أن أصول الشرع ثلاثة الكتاب والسنة والإجماع والأصل الرابع القياس بالمعنى المستنبط من هذه الأصول " اهـ .[12]
وقال الامام يحيى بن ابي الخير العمراني : " والأصول التي بنى أصحاب الحديث عليها أقوالهم ، الكتاب والسنة والإجماع والقياس " اهـ .[13]
وقال الامام ابن حجر : " بِدَلِيلِ أَنَّ الْأُصُولَ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَالْإِجْمَاعُ وَالْقِيَاسُ وَالْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ فِي الْحَقِيقَةِ هُمَا الْأَصْلُ وَالْآخَرَانِ مَرْدُودَانِ " أهـ .[14]
وقال الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله مبينا العقيدة التي يعتقد بها , حيث أَجمَلَ , وفَصَّل , فقال : " أشهد الله ومن حضرني من الملائكة وأشهدكم أني أعتقد ما اعتقدته الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت، والإيمان بالقدر خيره وشره، ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل، بل أعتقد أن الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، فلا أنفي عنه ما وصف به نفسه ولا أحرف الكلم عن مواضعه، ولا ألحد في أسمائه وآياته، ولا أكيف، ولا أمثل صفاته تعالى بصفات خلقه لأنه تعالى لا سمي له ولا كفؤ له، ولا ندله، ولا يقاس بخلقه فإنه سبحانه أعلم بنفسه وبغيره وأصدق قيلاً وأحسن حديثاً فنزه نفسه عما وصفه به المخالفون من أهل التكييف والتمثيل : وعما نفاه عنه النافون من أهل التحريف والتعطيل فقال : ( سبحان ربك رب العزة عما يصفون. وسلام على المرسلين. والحمد لله رب العالمين!) والفرقة الناجية وسط في باب أفعاله تعالى بين القدرية والجبرية، وهم في باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية ؛ وهم وسط في باب الإيمان والدين بين الحرورية والمعتزلة، وبين المرجئة والجهمية، وهم وسط في باب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الروافض والخوارج. وأعتقد أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود : وأنه تكلم به حقيقة وأنزله على عبده ورسوله وأمينه على وحيه وسفيره بينه وبين عباده نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؛ وأومن بأن الله فعال لما يريد، ولا يكون شيء إلا بإرادته، ولا يخرج شيء عن مشيئته ، وليس شيء في العالم يخرج عن تقديره ولا يصدر إلا عن تدبيره ولا محيد لأحد عن القدر المحدود ولا يتجاوز ما خط له في اللوح المسطور.
وأعتقد الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت، فأومن بفتنة القبر ونعيمة، وبإعادة الأرواح إلى الأجساد، فيقوم الناس لرب العالمين حفاة عراة غرلا تدنو منهم الشمس، وتنصب الموازين وتوزن بها أعمال العباد فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون، ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون وتنشر الدواوين فآخذ كتابه بيمينه وآخذ كتابه بشماله.
وأومن بحوض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بعرصة القيامة، ماؤه أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل آنيته عدد نجوم السماء من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً، وأومن بأن الصراط منصوب على شفير جهنم يمر به الناس على قدر أعمالهم.. وأومن بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه أول شافع وأول مشفع، ولا ينكر شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم إلا أهل البدع والضلال، ولكنها لا تكون إلا من بعد الإذن والرضى كما قال تعال :(ولا يشفعون إلا لمن ارتضى )، وقال تعالى : (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه)، وقال تعالى : (وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى) وهو لا يرضى إلا التوحيد ؛ ولا يأذن إلا لأهله. وأما المشركون فليس لهم من الشفاعة نصيب ؛ كما قال تعالى : (فما تنفعهم شفاعة الشافعين ).
وأومن بأن الجنة والنار مخلوقتان، وأنهما اليوم موجودتان، وأنهما لا يفنيان ؛ وأن المؤمنين يرون ربهم بأبصارهم يوم القيامة كما يرون القمر ليلة البدر لا يضامون في رؤيته.
وأومن بأن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين، ولا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته ويشهد بنبوته ؛ وأن أفضل أمته أبو بكر الصديق ؛ ثم عمر الفاروق، ثم عثمان ذو النورين، ثم علي المرتضي، ثم بقية العشرة، ثم أهل بدر، ثم أهل الشجرة أهل بيعة الرضوان، ثم سائر الصحابة رضي الله عنهم. وأتولى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأذكر محاسنهم وأترضى عنهم وأستغفر لهم وأكف عن مساويهم وأسكت عما شجر بينهم، وأعتقد فضلهم عملا بقوله تعالى : (والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤف رحيم ) وأترض عن أمهات المؤمنين المطهرات من كل سوء وأقر بكرامات الأولياء ومالهم من المكاشفات إلا أنهم لا يستحقون من حق الله تعالى شيئاً ولا يطلب منهم ما لا يقدر عليه إلا الله، ولا أشهد لأحد من المسلمين بجنة ولا نار إلا من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكني أرجو للمحسن وأخاف على المسيء، ولا أكفر أحداً من المسلمين بذنب، ولا أخرجه من دائرة الإسلام، وأرى الجهاد ماضيا مع كل إمام براً كان أو فاجراً وصلاة الجماعة خلفهم جائزة، والجهاد ماض منذ بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم إلى أن يقاتل آخر هذه الأمة الدجال لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل، وأرى وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين برهم وفاجرهم ما لم يأمروا بمعصية الله، ومن ولي الخلافة واجتمع عليه الناس ورضوا به وغلبهم بسيفه حتى صار خليفة وجبت طاعته ؛ وحرم الخروج عليه، وأرى هجر أهل البدع ومباينتهم حتى يتوبوا، وأحكم عليهم بالظاهر وأكل سرائرهم إلى الله، وأعتقد أن كل محدثة في الدين بدعة.
وأعتقد أن الإيمان قول باللسان وعمل بالأركان واعتقاد بالجنان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية هو بضع وسبعون شعبة أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن طريق، وأرى وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما توجبه الشريعة المحمدية الطاهرة.
فهذه عقيدة وجيزة حررنها وأنا مشتغل البال لتطلعوا على ما عندي والله على ما نقول وكيل " اهـ .[15]
ولقد جاء تصريح علماء الامة قبل الامام محمد بن عبد الوهاب بنفس العقيدة التي قال بها , فالامام مسبوق بكل ما قال به في عقيدته , ومنهجه من كلام اهل العلم الذين استندوا على الكتاب والسنة في استدلالهم على عقيدتهم , فكان محمد بن عبد الوهاب مقتديا بهؤلاء العلماء , وذلك لان العلماء ورثة الانبياء كما جاء في الحديث النبوي الشريف .
قال الامام الاجري رحمه الله : " اعلموا وفقنا الله وإياكم للرشاد من القول والعمل أن أهل الحق يصفون الله عز وجل بما وصف به نفسه عز وجل ، وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم ، وبما وصفه به الصحابة رضي الله عنهم ، وهذا مذهب العلماء ممن اتبع ولم يبتدع " اهـ .[16]
وقال الامام احمد رحمه الله : " وصفوا الله بما وصف به نفسه وانفوا عن الله ما نفاه عن نفسه " اهـ .[17]
وقال الامام الدار قطني ناقلا قول الامام سفيان بن عيينة : " 61 حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا عِيسَى بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ أَبُو الْعَبَّاسِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: كُلُّ شَيْءٍ وَصَفَ اللَّهُ بِهِ نَفْسَهُ فِي الْقُرْآنِ فقراءته تفسيره لا كيف ولا مثل " اهـ .[18]
وقال الامام البربهاري : " 9 - واعلم رحمك الله أن الكلام في الرب تعالى محدث وهو بدعة وضلالة ولا يتكلم في الرب إلا بما وصف به نفسه عز و جل في القرآن وما بين رسول الله صلى الله عليه و سلم لأصحابه فهو جل ثناؤه واحد ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " اهـ .[19]
وقال الامام الترمذي في عقيدة علماء السلف في الصفات : " وَالمَذْهَبُ فِي هَذَا عِنْدَ أَهْلِ العِلْمِ مِنَ الأَئِمَّةِ مِثْلِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، وَابْنِ الْمُبَارَكِ، وَابْنِ عُيَيْنَةَ، وَوَكِيعٍ وَغَيْرِهِمْ أَنَّهُمْ رَوَوْا هَذِهِ الأَشْيَاءَ، ثُمَّ قَالُوا: تُرْوَى هَذِهِ الأَحَادِيثُ وَنُؤْمِنُ بِهَا، وَلاَ يُقَالُ: كَيْفَ؟ وَهَذَا الَّذِي اخْتَارَهُ أَهْلُ الحَدِيثِ أَنْ يَرْوُوا هَذِهِ الأَشْيَاءُ كَمَا جَاءَتْ وَيُؤْمَنُ بِهَا وَلاَ تُفَسَّرُ وَلاَ تُتَوَهَّمُ وَلاَ يُقَالُ: كَيْفَ، وَهَذَا أَمْرُ أَهْلِ العِلْمِ الَّذِي اخْتَارُوهُ وَذَهَبُوا إِلَيْهِ " اهـ . [20]
وقال ايضا : " وَقَدْ قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ فِي هَذَا الحَدِيثِ وَمَا يُشْبِهُ هَذَا مِنَ الرِّوَايَاتِ مِنَ الصِّفَاتِ: وَنُزُولِ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، قَالُوا: قَدْ تَثْبُتُ الرِّوَايَاتُ فِي هَذَا وَيُؤْمَنُ بِهَا وَلاَ يُتَوَهَّمُ وَلاَ يُقَالُ: كَيْفَ ؟
هَكَذَا رُوِيَ عَنْ مَالِكٍ، وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ أَنَّهُمْ قَالُوا فِي هَذِهِ الأَحَادِيثِ: أَمِرُّوهَا بِلاَ كَيْفٍ ، وَهَكَذَا قَوْلُ أَهْلِ العِلْمِ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ، وَأَمَّا الجَهْمِيَّةُ فَأَنْكَرَتْ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ وَقَالُوا: هَذَا تَشْبِيهٌ.
وَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ كِتَابهِ اليَدَ وَالسَّمْعَ وَالبَصَرَ، فَتَأَوَّلَتِ الجَهْمِيَّةُ هَذِهِ الآيَاتِ فَفَسَّرُوهَا عَلَى غَيْرِ مَا فَسَّرَ أَهْلُ العِلْمِ، وَقَالُوا: إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ آدَمَ بِيَدِهِ، وَقَالُوا: إِنَّ مَعْنَى اليَدِ هَاهُنَا القُوَّةُ.
وقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: إِنَّمَا يَكُونُ التَّشْبِيهُ إِذَا قَالَ: يَدٌ كَيَدٍ، أَوْ مِثْلُ يَدٍ، أَوْ سَمْعٌ كَسَمْعٍ، أَوْ مِثْلُ سَمْعٍ، فَإِذَا قَالَ: سَمْعٌ كَسَمْعٍ، أَوْ مِثْلُ سَمْعٍ، فَهَذَا التَّشْبِيهُ.
وَأَمَّا إِذَا قَالَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى يَدٌ، وَسَمْعٌ، وَبَصَرٌ، وَلاَ يَقُولُ كَيْفَ، وَلاَ يَقُولُ مِثْلُ سَمْعٍ، وَلاَ كَسَمْعٍ، فَهَذَا لاَ يَكُونُ تَشْبِيهًا، وَهُوَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابهِ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} " اهـ .[21]
وقال الامام ابو نصر السجزي : " ولا يجوز أن يوصف الله سبحانه ( إلا ) بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم " اهـ .[22]
وقال الامام الذهبي في ترجمة الامام الخطيب : " أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ بنُ الخَلاَّل، أَخْبَرَنَا أَبُو الفَضْلِ الهَمْدَانِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ مَرْزُوْق الزَّعْفَرَانِيّ، حَدَّثَنَا الحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ لخَطِيْب قَالَ: أَمَّا الكَلاَمُ فِي الصِّفَات، فَإِنَّ مَا رُوِيَ مِنْهَا فِي السُّنَن الصِّحَاح، مَذْهَبُ السَّلَف إِثبَاتُهَا وَإِجرَاؤُهَا عَلَى ظوَاهرهَا، وَنَفْيُ الكَيْفِيَة وَالتَّشبيه عَنْهَا ... " اهـ .[23]
وقال الامام اللالكائي : " 321 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْمُقْرِئُ , قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبَشٍ الْمُقْرِئُ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ , قَالَ: سَأَلْتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ مَذَاهِبِ أَهْلِ السُّنَّةِ فِي أُصُولِ الدِّينِ , وَمَا أَدْرَكَا عَلَيْهِ الْعُلَمَاءَ فِي جَمِيعِ الْأَمْصَارِ , وَمَا يَعْتَقِدَانِ مِنْ ذَلِكَ , فَقَالَا: " أَدْرَكْنَا الْعُلَمَاءَ فِي جَمِيعِ الْأَمْصَارِ حِجَازًا وَعِرَاقًا وَشَامًا وَيَمَنًا فَكَانَ مِنْ مَذْهَبِهِمُ: الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ , يَزِيدُ وَيَنْقُصُ , وَالْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ بِجَمِيعِ جِهَاتِهِ , وَالْقَدَرُ خَيْرُهُ وَشَرُّهُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , وَخَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ , ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , ثُمَّ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ , ثُمَّ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ , وَهُمُ الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ الْمَهْدِيُّونَ , وَأَنَّ الْعَشَرَةَ الَّذِينَ سَمَّاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَهِدَ لَهُمْ بِالْجَنَّةِ عَلَى مَا شَهِدَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَوْلُهُ الْحَقُّ , وَالتَّرَحُّمُ عَلَى جَمِيعِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ وَالْكَفُّ عَمَّا شَجَرَ بَيْنَهُمْ. وَأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى عَرْشِهِ بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ فِي كِتَابِهِ , وَعَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَا كَيْفٍ , أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا , {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11] . وَأَنَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُرَى فِي الْآخِرَةِ , يَرَاهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ بِأَبْصَارِهِمْ وَيَسْمَعُونَ كَلَامَهُ كَيْفَ شَاءَ وَكَمَا شَاءَ. وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ وَهُمَا مَخْلُوقَانِ لَا يَفْنَيَانِ أَبَدًا , وَالْجَنَّةُ ثَوَابٌ لِأَوْلِيَائِهِ , وَالنَّارُ عِقَابٌ لِأَهْلِ مَعْصِيَتِهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ. وَالصِّرَاطُ حَقٌّ , وَالْمِيزَانُ حَقٌّ , لَهُ كِفَّتَانِ , تُوزَنُ فِيهِ أَعْمَالُ الْعِبَادِ حَسَنُهَا وَسَيِّئُهَا حَقٌّ. وَالْحَوْضُ الْمُكْرَمُ بِهِ نَبِيُّنَا حَقٌّ. وَالشَّفَاعَةُ حَقٌّ , وَالْبَعْثُ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ حَقٌّ. وَأَهْلُ الْكَبَائِرِ فِي مَشِيئَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَلَا نُكَفِّرُ أَهْلَ الْقِبْلَةِ بِذُنُوبِهِمْ , وَنَكِلُ أَسْرَارَهُمْ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَنُقِيمُ فَرْضَ الْجِهَادِ وَالْحَجِّ مَعَ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ فِي كُلِّ دَهْرٍ وَزَمَانٍ. وَلَا نَرَى الْخُرُوجَ عَلَى الْأَئِمَّةِ وَلَا الْقِتَالَ فِي الْفِتْنَةِ , وَنَسْمَعُ وَنُطِيعُ لِمَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَمْرَنَا وَلَا نَنْزِعُ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ , وَنَتَّبِعُ السُّنَّةَ وَالْجَمَاعَةَ , وَنَجْتَنِبُ الشُّذُوذَ وَالْخِلَافَ وَالْفُرْقَةَ. وَأَنَّ الْجِهَادَ مَاضٍ مُنْذُ بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ نَبِيَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامِ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ مَعَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ لَا يُبْطِلُهُ شَيْءٌ. وَالْحَجُّ كَذَلِكَ , وَدَفْعُ الصَّدَقَاتِ مِنَ السَّوَائِمِ إِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ. وَالنَّاسُ مُؤَمَّنُونَ فِي أَحْكَامِهِمْ وَمَوَارِيثِهِمْ , وَلَا نَدْرِي مَا هُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ . فَمَنْ قَالَ: إِنَّهُ مُؤْمِنٌ حَقًّا فَهُوَ مُبْتَدِعٌ , وَمَنْ قَالَ: هُوَ مُؤْمِنٌ عِنْدَ اللَّهِ فَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ , وَمَنْ قَالَ: هُوَ مُؤْمِنٌ بِاللَّهِ حَقًّا فَهُوَ مُصِيبٌ. وَالْمُرْجِئَةُ وَالْمُبْتَدِعَةُ ضُلَّالٌ , وَالْقَدَرِيَّةُ الْمُبْتَدِعَةُ ضُلَّالٌ , فَمَنْ أَنْكَرَ مِنْهُمْ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَعْلَمُ مَا لَمْ يَكُنْ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ فَهُوَ كَافِرٌ. وَأَنَّ الْجَهْمِيَّةَ كُفَّارٌ , وَأَنَّ الرَّافِضَةَ رَفَضُوا الْإِسْلَامَ , وَالْخَوَارِجَ مُرَّاقٌ. وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ فَهُوَ كَافِرٌ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ كُفْرًا يَنْقُلُ عَنِ الْمِلَّةِ. وَمَنْ شَكَّ فِي كُفْرِهِ مِمَّنْ يَفْهَمُ فَهُوَ كَافِرٌ. وَمَنْ شَكَّ فِي كَلَامِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَوَقَفَ شَاكًّا فِيهِ يَقُولُ: لَا أَدْرِي مَخْلُوقٌ أَوْ غَيْرُ مَخْلُوقٍ فَهُوَ جَهْمِيٌّ. وَمَنْ وَقَفَ فِي الْقُرْآنِ جَاهِلًا عُلِّمَ وَبُدِّعَ وَلَمْ يُكَفَّرْ. وَمَنْ قَالَ: لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ فَهُوَ جَهْمِيٌّ أَوِ الْقُرْآنُ بِلَفْظِي مَخْلُوقٌ فَهُوَ جَهْمِيٌّ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: " وَعَلَامَةُ أَهْلِ الْبِدَعِ الْوَقِيعَةُ فِي أَهْلِ الْأَثَرِ , وَعَلَامَةُ الزَّنَادِقَةِ تَسْمِيَتُهُمْ أَهْلَ السُّنَّةِ حَشْوِيَّةً يُرِيدُونَ إِبْطَالَ الْآثَارِ. وَعَلَامَةُ الْجَهْمِيَّةِ تَسْمِيَتُهُمْ أَهْلَ السُّنَّةِ مُشَبِّهَةً , وَعَلَامَةُ الْقَدَرِيَّةِ تَسْمِيَتُهُمْ أَهْلَ الْأَثَرِ مُجَبِّرَةً. وَعَلَامَةُ الْمُرْجِئَةِ تَسْمِيَتُهُمْ أَهْلَ السُّنَّةِ مُخَالِفَةً وَنُقْصَانِيَّةً. وَعَلَامَةُ الرَّافِضَةِ تَسْمِيَتُهُمْ أَهْلَ السُّنَّةِ نَاصِبَةً. وَلَا يَلْحَقُ أَهْلَ السُّنَّةِ إِلَّا اسْمٌ وَاحِدٌ وَيَسْتَحِيلُ أَنْ تَجْمَعَهُمْ هَذِهِ الْأَسْمَاءُ " اهـ .[24]
وقال الامام ابن قدامة : " 94- أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ : أَنَبَأَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسْيَنِ بْنِ زَكَرِيَّا الطُّرَيْثِيثِيُّ قَالَ : أَنْبَا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْمُقْرِئ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُبَيْشٍ الْمُقْرِئُ، ثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ (قَالَ: سَأَلْتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ) ح، وَقَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْفَضْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ الطُّوسِيِّ بِالْمَوْصِلِ، أَخَبَرَكُمْ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلَّافِ قَالَ : أَنْبَأَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ بِشْرَانَ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ (مَرْدَكٍ) قَالَ : أَنْبَأَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ مَذَاهِبِ أَهْلِ السُّنَّةِ فِي أُصُولِ الدِّينِ، وَمَا أَدْرَكَا عَلَيْهِ الْعُلَمَاءَ فِي جَمِيعِ الأَمْصَارِ، وَمَا يَعْتَقِدَانِ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَا: أَدْرَكْنَا الْعُلَمَاءَ (فِي جَمِيعِ الأَمْصَارِ) حِجَازًا وَعِرَاقًا وَمِصْرًا وَشَامًا وَيَمَنًا، فَكَانَ مِنْ مَذْهَبِهِمْ أَنَّ الإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ، يَزِيدُ وَيَنْقُصُ وَالْقُرْآنُ كَلامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ بِجَمِيعِ جِهَاتِهِ، وَالْقَدَرُ خَيْرُهُ وَشَرُّهُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى عَلَى عَرْشِهِ، بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ، كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ فِي كِتَابِهِ، وَعَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ بِلَا كَيْفٍ، أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} " اهـ .[25]
وقال الامام البخاري : " 12 - وَقَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمَّارٍ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: «الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ وَلَيْسَ بِمَخْلُوقٍ» . " اهـ . [26]
وقال الامام اللالكائي : " 396 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ فَارِسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو مَرْوَانَ الطَّبَرِيُّ , سَمِعَ ابْنَ عُيَيْنَةَ قَالَ: أَدْرَكْتُ مَشَايِخَنَا مُنْذُ سَبْعِينَ سَنَةً مِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ يَقُولُونَ: الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ قُلْتُ: وَلَقَدْ لَقِيَ ابْنُ عُيَيْنَةَ نَحْوًا مِنْ مِائَتَيْ نَفْسٍ مِنَ التَّابِعِينَ مِنَ الْعُلَمَاءِ , وَأَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِمِائَةٍ مِنْ أَتْبَاعِ التَّابِعِينَ مِنْ أَهْلِ الْحَرَمَيْنِ وَالْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ وَالشَّامِ وَمِصْرَ وَالْيَمَنِ " اهـ .[27]
{ مذهب محمد بن عبد الوهاب في التكفير }
لقد ذكر الامام ابن عبد الوهاب عقيدته في التكفير فقال : " وأما التكفير فأنا أكفر من عرف دين الرسول ثم بعد ما عرفه سبه ونهى الناس عنه وعادى من فعله فهذا هو الذي أكفره وأكثر الأمة ولله الحمد ليسوا كذلك. وأما القتال فلم نقاتل أحداً إلى اليوم إلا دون النفس والحرمة وهم الذين أتونا في ديارنا ولا أبقوا ممكنا ولكن قد نقاتل بعضهم على سبيل المقابلة ( وجزاء سيئة سيئة مثلها ) وكذلك من جاهر بسب دين الرسول بعد ما عرفه والسلام " اهـ .[28]
وقال : " وأما القول إنا نكفر بالعموم فذلك من بهتان الأعداء الذين يصدون به عن هذا الدين ونقول سبحانك هذا بهتان عظيم " اهـ .[29]
وفي الدرر السنية : " وسئل الشيخ : محمد بن عبد الوهاب، رحمة الله تعالى، عما يقاتل عليه ؟ وعما يكفر الرجل به ؟ فأجاب :
أركان الإسلام الخمسة، أولها الشهادتان، ثم الأركان الأربعة ؛ فالأربعة : إذا أقر بها، وتركها تهاوناً، فنحن وإن قاتلناه على فعلها، فلا نكفره بتركها ؛ والعلماء : اختلفوا في كفر التارك لها كسلاً من غير جحود ؛ ولا نكفر إلا ما أجمع عليه العلماء كلهم، وهو الشهادتان .
وأيضاً : نكفره بعد التعريف إذا عرف وأنكر .............................................................
وإذا كنا : لا نكفر من عبد الصنم، الذي على عبد القادر ؛ والصنم الذي على قبر أحمد البدوي، وأمثالهما، لأجل جهلهم، وعدم من ينبههم، فكيف نكفر من لم يشرك بالله ؟! إذا لم يهاجر إلينا، أو لم يكفر ويقاتل ( سبحانك هذا بهتان عظيم ) [النور:16] " اهـ .[30]
وقال : " وأما ما ذكر الأعداء عني أني أكفر بالظن وبالموالاة أو أكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة فهذا بهتان عظيم يريدون به تنفير الناس عن الله ورسوله " اهـ .[31]
ان منهج الامام محمد بن عبد الوهاب هو منهج اهل السنة والجماعة , وقد سبقه ائمة اعلام بهذا ومنهم الامام الشافعي رحمه الله , قال الامام الذهبي :" وَقَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ يُوْسُفَ الهَكَّارِيُّ، فِي كِتَابِ (عَقِيْدَةِ الشَّافِعِيِّ) لَهُ: أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى الخَلِيْلُ بنُ عَبْدِ اللهِ الحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ عَلْقَمَةَ الأَبْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ عَبْدِ الأَعْلَى، سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ - وَقَدْ سُئِلَ عَنْ صِفَاتِ اللهِ -تَعَالَى- وَمَا يُؤمِنُ بِهِ - فَقَالَ: للهِ أَسْمَاءٌ وَصِفَاتٌ، جَاءَ بِهَا كِتَابُهُ، وَأَخْبَرَ بِهَا نَبِيُّهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُمَّتَهُ، لاَ يَسَعُ أَحَداً قَامَتْ عَلَيْهِ الحُجَّةُ رَدَّهَا، لأَنَّ القُرْآنَ نَزَلَ بِهَا، وَصَحَّ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- القَوْلَ بِهَا، فَإِنْ خَالَفَ ذَلِكَ بَعْدَ ثُبُوتِ الحُجَّةِ عَلَيْهِ، فَهُوَ كَافِرٌ، فَأَمَّا قَبْلَ ثُبُوْتِ الحُجَّةِ، فَمَعْذُورٌ بِالجَهْلِ، لأَنَّ عِلْمَ ذَلِكَ لاَ يُدْرَكُ بِالعَقْلِ، وَلاَ بِالرَّوِيَّةِ وَالفِكْرِ، وَلاَ نُكَفِّرُ بِالجَهْلِ بِهَا أَحَداً، إِلاَّ بَعْدَ انتهَاءِ الخَبَرِ إِلَيْهِ بِهَا، وَنُثْبِتُ هَذِهِ الصَّفَاتِ، وَنَنْفِي عَنْهَا التَّشْبِيْهَ، كَمَا نَفَاهُ عَنْ نَفْسِهِ، فَقَالَ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيْر} [الشُّوْرَى: 11] " اهـ .[32]
وقال الامام ابو محمد بن حزم الظاهري : " وَأبين من شَيْء فِي هَذَا قَول الله تَعَالَى {إِذْ قَالَ الحواريون يَا عِيسَى ابْن مَرْيَم هَل يَسْتَطِيع رَبك أَن ينزل علينا مائدة من السَّمَاء} إِلَى قَوْله {ونعلم إِن قد صدقتنا} فَهَؤُلَاءِ الحواريون الَّذين أثنى الله عز وَجل عَلَيْهِم قد قَالُوا بِالْجَهْلِ لعيسى عَلَيْهِ السَّلَام هَل يَسْتَطِيع رَبك أَن ينزل علينا مائدة من السَّمَاء وَلم يبطل بذلك إِيمَانهم وَهَذَا مَا لَا مخلص مِنْهُ وَإِنَّمَا كَانُوا يكفرون لَو قَالُوا ذَلِك بعد قيام الْحجَّة وتبيينهم لَهَا .
قَالَ أَبُو مُحَمَّد وبرهان ضَرُورِيّ لَا خلاف فِيهِ وَهُوَ أَن الْأمة مجمعة كلهَا بِلَا خلاف من أحد مِنْهُم وَهُوَ أَن كل من بدل آيَة من الْقُرْآن عَامِدًا وَهُوَ يدْرِي أَنَّهَا فِي الْمَصَاحِف بِخِلَاف ذَلِك وَأسْقط كلمة عمدا كَذَلِك أَو زَاد فِيهَا كلمة عَامِدًا فَإِنَّهُ كَافِر بِإِجْمَاع الْأمة كلهَا ثمَّ أَن الْمَرْء يُخطئ فِي التِّلَاوَة فيزيد كلمة وَينْقص أُخْرَى ويبدل كَلَامه جَاهِلا مُقَدرا أَنه مُصِيب ويكابر فِي ذَلِك ويناظر قبل أَن يتَبَيَّن لَهُ الْحق وَلَا يكون بذلك عِنْد أحد من الْأمة كَافِرًا وَلَا فَاسِقًا وَلَا آثِما فَإِذا وقف على الْمَصَاحِف أَو أخبرهُ بذلك من الْقُرَّاء من تقوم الْحجَّة بِخَبَرِهِ فَإِن تَمَادى على خطاه فَهُوَ عِنْد الْأمة كلهَا كَافِر بذلك لَا محَالة وَهَذَا هُوَ الحكم الْجَارِي فِي جَمِيع الدّيانَة " اهـ .[33]
{مكانة اهل البيت عند الامام محمد بن عبد الوهاب }
قال الامام محمد بن عبد الوهاب في مسائل لخصها من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية : " (74) لآله صلى الله عليه وسلم على الأمة حق لا يشركهم فيه غيرهم،
ويستحقون من زيادة المحبة والموالاة ما لا يستحق سائر قريش، وقريش يستحقون ما لا يستحق غيرهم من القبائل، كما أن جنس العرب يستحقون من ذلك ما لا يستحقه سائر أجناس بني آدم. على هذا دلت النصوص: تفضيل الجملة على الجملة لا يقتضي تفضيل كل فرد، كالقرن الأول على الثاني، والثاني على الثالث " اهـ .[34]
وقد ذكر حديث المنزلة في مختصر الزاد قائلا : " واستخلف عليّ بن أبي طالب على أهله، فقال: تخلّفني مع النّساء والصّبيان؟، فقال: "أمّا ترضى أن تكون مني بمنْزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبي بعدي" اهـ .[35]
وذكر مكانة فاطمة رضي الله تعالى عنها عند رسول الله صلى الله عليه واله وسلم واكرامه لها , فقال : " وقد كان صلّى الله عليه وسلّم يقوم لفاطمة رضي الله عنها سروراً بها " اهـ . [36]
وذكر ان علي بن ابي طالب رضي الله عنه واصحابه اقرب الى الحق من معاوية رضي الله عنه واصحابه فقال : " وأن علي بن أبي طالب وأصحابه : أقرب إلى الحق من معاوية وأصحابه . وأن الفريقين كلهم لم يخرجوا من الإيمان " اهـ .[37]
وفي كلام ابن عبد الوهاب رحمه الله الامتثال الكامل لكلام رسول الله صلى الله عليه واله وسلم , لما ثبت في الامام مسلم : " حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ الْمِشْرَقِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثٍ ذَكَرَ فِيهِ «قَوْمًا يَخْرُجُونَ عَلَى فُرْقَةٍ مُخْتَلِفَةٍ، يَقْتُلُهُمْ أَقْرَبُ الطَّائِفَتَيْنِ مِنَ الْحَقِّ» " اهـ .[38]
وقال ايضا في اعتقاده بافضلية علي رضي الله عنه على جميع الصحابة ما عدا الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم الذين سبقوه , وسماه بالمرتضى. فقال : " وأومن بأن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين، ولا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته ويشهد بنبوته ؛ وأن أفضل أمته أبو بكر الصديق ؛ ثم عمر الفاروق، ثم عثمان ذو النورين، ثم علي المرتضي، ثم بقية العشرة، ثم أهل بدر ....." اهـ .[39]
ومن محبة اهل البيت رضوان الله عليهم عند الشيخ فقد سمى ثلاثة من اولاده ب علي , والحسن , والحسين , واحدى بناته فاطمة , قال الشيخ عبد الله آل بسام في ترجمة الامام محمد بن عبد الوهاب : " وقد رزق الشيخ محمد بن عبد الوهاب ستة ابناء هم : علي وعبد الله وحسين وحسن وعبد العزيز وابراهيم ....................واما بناته فاربع , احداهن : فاطمة بنت الشيخ محمد , واخبرني معالي الشيخ ابراهيم بن محمد بن ابراهيم آل الشيخ وزير العدل سابقا بانها كانت عالمة مطلعة " اهـ .[40]
وقال الشيخ عبد الرحمن عبد اللطيف بن عبد الله في ترجمة الامام محمد بن عبد الوهاب : " وقد أنجب الشيخ رحمه الله تعالى ستة أبناء علماء فضلاء هم المشايخ علي وحسين وعبد الله وحسن وإبراهيم وعبد العزيز رحم الله الشيخ ورضي عنه وأرضاه وجعل جنة الخلد منزله ومأواه " اهـ .[41]
وقال في مبادرة علي رضي الله عنه الى الاسلام: " وبادر إلى الإسلام عليّ بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ، وكان ابن ثمان سنين، وقيل: أكثر؛ إذ كان في كفالة رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ، أخذه من عمه " اهـ .[42]
وقال عن فداء علي رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم : " وأمر عليّاً أن يبيت تلك اللّيلة على فراشه.فلمّا أصبحوا: قام عليّ ـ رضي الله عنه ـ عن الفراش، فسألوه عن محمّد صلى الله عليه وسلم ؟ فقال: لا علم لي به " اهـ .[43]
وذكر عليا وفاطمة رضي الله عنهما مترضيا عليهما فقال : "حوادث السّنة الثّانية:
.....................
وفيها :زوّج رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم عليّاً فاطمة رضي الله عنهما " اهـ .[44]
وقال في الرسائل الشخصية : " وقد أوجب الله لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس حقوقاً فلا يجوز لمسلم أن يسقط حقهم .... " اهـ .[45]
وهناك نقولات كثيرة تؤكد المكانة العظيمة لاهل بيت نبينا صلى الله عليه واله وسلم عند الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى .
{ حكم الامامية فيمن خالفهم قبل ولادة محمد بن عبد الوهاب }
سوف نبين احكام الامامية لمن يخالفهم قبل ولادة الامام محمد بن عبد الوهاب حتى يعرف القاريء الكريم , وبالادلة , والبراهين كذب ادعاء الامامية بأنهم يختلفون مع الوهابية , ولا يختلفون مع اهل السنة محاولين بذلك بث الكذب بين الناس , ونشر الفرقة بين اهل السنة بمثل هذه الادعاءات الكاذبة , ولو وجدنا منتقدا لاهل السنة من احد الغلاة الصوفية , او من بعض من يدعي بانه اشعري ويضع يده بيد الامامية ضد اهل السنة , فأقول ان هؤلاء غير معتبرين في الامة , فالقول والاعتبار بعلماء الامة المعروفين بالعلم , والسيرة الحسنة سواء كانوا من علماء الاشاعرة المعتبرين , او من الصوفية المعتدلين الذين يعظمون حرمات الاسلام , ويدافعون عن رموزه , وتراثه , اما غلاة الصوفية , والمعطلة الجهمية المنتفعين من الامامية الذين يحاولون التستر تحت غطاء الاشعرية فهؤلاء لا اعتبار لهم والله الموفق .
لقد ولد الامام محمد بن عبد الوهاب في سنة 1115 هـ , وتوفي في سنة 1206 هـ , وسوف نستعرض كلام الامامية فيمن يخالفهم , وكذلك كلام المخالفين للامامية فيهم قبل ولادة محمد بن عبد الوهاب , ثم بعد ذلك يتبين للقاريء الكريم كذب الرافضة في ادعائهم ان اشكالاتهم مع الوهابية , وترديدهم المقولة المنسوبة لعلي السيستاني : ( لا تقولوا السنة اخواننا بل السنة انفسنا ) , ارجو ان يعلم القاريء الكريم سنيا كان , او شيعيا ان الخلاف بين الامامية , وغيرهم من فرق المسلمين يتعلق بالعقائد , والمسائل التي خالف فيها الامامية اهل الاسلام , وليس الخلاف خلافا فرعيا بسيطا كما يدعي البعض .
{ حكم الامامية في المخالف لهم }
قال الصدوق : " واعتقادنا فيمن خالفنا في شئ من أمور الدين كاعتقادنا فيمن خالفنا في جميع امور الدين " اهـ .[46]
ان السقف الزمني بين الصدوق وبين الامام محمد بن عبد الوهاب مئات السنين , ومع هذا يجعل الصدوق المخالف للامامية في امر من امور الدين كمن خالفهم في كل امور الدين .
وقال المفيد :" 16 - القول في أصحاب البدع وما يستحقون عليه من الأسماء والأحكام واتفقت الإمامية على أن أصحاب البدع كلهم كفار ، وأن على الإمام أن يستتيبهم عند التمكن بعد الدعوة لهم وإقامة البينات عليهم ، فإن تابوا عن بدعهم وصاروا إلى الصواب وإلا قتلهم لرددتهم عن الإيمان ، وأن من مات منهم على تلك البدعة فهو من أهل النار" اهـ .[47]
فالمفيد يصرح بان اصحاب البدع كلهم كفار , فيلزم الامامية اما ان يكون اهل السنة من اهل البدع فهم كفار , او انهم ليسوا من اهل البدع , فنحتاج تصريح الامامية بان اهل السنة ليسوا من اهل البدع , وان عقائدهم ليست عقائد بدعية , ومن المعلوم ان من ضمن عقائد اهل السنة القول بامامة ابي بكر , وعمر , وعثمان رضي الله عنهم , فهل هذا الاعتقاد بدعة , وضلال عند الرافضة ام لا ؟ ! , ويعتقد اهل السنة والجماعة بان ابا بكر وعمر وعثمان افضل من علي رضي الله عنهم جميعا , فهل هذا بدعة , وضلال عند الرافضة ام لا ؟ ! .
وقال المفيد ايضا : " واتفقت الإمامية وكثير من الزيدية على أن المتقدمين على أمير المؤمنين عليه السلام - ضلال فاسقون ، وأنهم بتأخيرهم أمير المؤمنين - عليه السلام - عن مقام رسول الله - صلوات الله عليه وآله - عصاة ظالمون ، وفي النار بظلمهم مخلدون " اهـ .[48]
ان المتقدمين على علي رضي الله عنه هم ابو بكر , وعمر , وعثمان رضي الله عنهم , فالمفيد يحكم بضلالهم , وفسقهم , وخلودهم في النار , فهل ابو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم رموز عند الامام محمد بن عبد الوهاب فقط , ام انهم رموز لجميع اهل السنة ؟ ! .
ومن المعلوم ان اهل السنة يختلفون مع الامامية باشياء كثيرة , وها هو المفيد يحكم على الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم بالخلود في النار , والخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم من رموز اهل السنة , ويعتقد اهل السنة بان هؤلاء الخلفاء من اعلام الدين وقادته العظام , فهل كان الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم وهابية حتى يتم الطعن بهم بهذا الشكل , وهل يقبل اي سني في العالم التكفير , والاساءة , والتجاوز على ابي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ؟ ! .
لقد مات الصدوق في سنة 381 هـ , واما المفيد فقد مات في سنة 413 هـ , وهذا يعني انهم كانوا قبل محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بمئات السنين .
{ تكفير الامامية للزيدية والحكم عليهم بأنهم نواصب }
ولقد جاء في كتب الامامية التكفير , والطعن في الزيدية , ومن المعلوم ان الزيدية لا علاقة لهم بالامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله , وانما هم فرقة من فرق الشيعة , قال المجلسي : " وروى عن محمد بن الحسن، عن أبي علي الفارسي قال: حكى منصور عن الصادق علي بن محمد بن الرضا عليهم السلام أن الزيدية والواقفة والنصاب بمنزلة عنده سواء. وعن محمد بن الحسن، عن أبي علي، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عمن حدثه قال: سألت محمد بن علي الرضا عليهما السلام عن هذه الآية " وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة " قال: نزلت في النصاب والزيدية، والواقفة من النصاب . أقول: كتب أخبارنا مشحونة بالأخبار الدالة على كفر الزيدية وأمثالهم من الفطحية والواقفة وغيرهم من الفرق المضلة المبتدعة " اهـ .[49]
بل انه قد ورد في كتب الامامية ان الزيدية من النواصب , قال يوسف البحراني :
" ينبغي أن يعلم أن جميع من خرج عن الفرقة الإثنى عشرية من أفراد الشيعة كالزيدية والواقفية والفطحية ونحوها فان الظاهر أن حكمهم كحكم النواصب فيما ذكرنا لان من أنكر واحدا منهم (عليهم السلام) كان كمن أنكر الجميع كما وردت به أخبارهم، ومما ورد من الأخبار الدالة على ما ذكرنا ما رواه الثقة الجليل أبو عمرو الكشي في كتاب الرجال بإسناده عن ابن أبي عمير عن من حدثه قال: " سألت محمد بن علي الرضا (عليه السلام) عن هذه الآية " وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة " قال وردت في النصاب، والزيدية والواقفية من النصاب " اهـ .[50]
بل الوارد عند الامامية الحكم على الزيدية بانهم شر من النواصب , قال يوسف البحراني :" وما رواه فيه بسنده إلى عمر بن يزيد قال: " دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فحدثني مليا في فضائل الشيعة ثم قال إن من الشيعة بعدنا من هم شر من النصاب. فقلت جعلت فداك أليس ينتحلون مودتكم ويتبرؤون من عدوكم ؟ قال نعم. قلت جعلت فداك بين لنا لنعرفهم فلعلنا منهم. قال كلا يا عمر ما أنت منهم إنما هو قوم يفتنون بزيد ويفتنون بموسى " وما رواه فيه أيضا قال: " إن الزيدية والواقفية والنصاب بمنزلة واحدة " اهـ .[51]
{ طعن الرافضة بالامام الغزالي }
لقد طعن الرافضة بالامام الغزالي , ومن المعلوم ان الغزالي رحمه الله لا علاقة له بالشيخ محمد بن عبد الوهاب , فقد كان الغزالي رحمه الله صوفيا اشعريا , وقد مات الغزالي في سنة 505 هـ اي قبل مولد الشيخ محمد بن عبد الوهاب بمئات السنين .
قال الحر العاملي : "من جملة من اغتر به هؤلاء الصوفية الغزالي صاحب كتاب الإحياء فإنهم يعتمدون كلامه غاية الاعتماد ، حتى أنهم يدعون تشيعه مع أنه أكبر المعاندين والناصبين " اهـ .[52]
وقال ايضا : " ثم جاء فيمن جاء بعدهم وسلك سبيلهم كالغزالي رأس الناصبين لأهل البيت " اهـ .[53]
وقال البروجردي : " 519 - محمد بن محمد الغزالي الطوسي الملقب ب " حجة الاسلام " يكنى أبا حامد ، من أعاظم علماء العامة . وفي حديقة الشيعة أن السيد المرتضى الذي جرت له المباحثة مع الغزالي الناصبي هو ابن الداعي الحسني ، وهو في محله لمناسبة الطبقة كما لا يخفى " اهـ .[54]
{ طعن الامامية بالامام الرازي }
وقد ورد عند الامامية الطعن بالامام الفخر الرازي , وقد مات الرازي في سنة 606 هـ , اي انه قد مات قبل ولادة الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله , ولا علاقة للرازي رحمه الله بما يسمى بالدعوة الوهابية , فمن المعلوم ان ابا عبد الله الرازي كان من كبار الاشاعرة .
قال المجلسي : " حتى أن الناصبي المتعصب " الفخر الرازي " ذكر في خاتمة كتاب المحصل حاكيا عن سليمان بن جرير أن الأئمة الرافضة وضعوا القول بالبداء لشيعتهم " اهـ .[55]
وقال الخوئي : " وإذا عرفت ذلك فقد اتضح لك الحال في الأقوال الصادرة عن الأئمة ( عليهم السلام ) في مقام التقية ، فإنا لو حملناها على الكذب السائغ لحفظ أنفسهم وأصحابهم لم يكن بذلك بأس ، مع أنه يمكن حملها على التورية أيضا كما سيأتي . وبذلك يتجلى لك افتضاح الناصبي المتعصب أمام المشككين حيث لهج بما لم يلهج به البشر ، وقال في خاتمة محصل الأفكار حاكيا عن الزنديق سليمان بن جرير : إن أئمة الرافضة وضعوا القول بالتقية لئلا يظفر معها أحد عليهم ، فإنهم كلما أرادوا شيئا تكلموا به ، فإذا قيل لهم : هذا خطأ أو ظهر لهم بطلانه قالوا : إنما قلناه تقية . على أن التفوه بذلك افتراء على الأئمة الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، قال الله تعالى : إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون " اهـ .[56]
وكتاب محصل الافكار للرازي رحمه الله , وقد نقل فيه قول سليمان بن جرير الزيدي الذي وصفه الخوئي بالزنديق , وقد قال الرازي رحمه الله في خاتمة كتاب المحصل : " ولنختم هذا الكلام بما يحكى عن سليمان بن جرير الزيدي انه قال ان ائمة الرافضة وضعوا مقالتين لشيعتهم لا يظفر معهما احد عليهم .
الاول : القول بالبداء فاذا قالوا انه سيكون لهم قوة وشوكة ثم لا يكون الامر على ما اخبروه قالوا بدا لله تعالى فيه ..........................
والثاني التقية : فكلما ارادوا اشياء يتكلمون به فإذا قيل لهم هذا خطأ وظهر بطلانه قالوا انما قلناه تقية " اهـ .[57]
{ طعن الامامية بالامام الدارقطني }
ولقد طعن الرافضة بالامام الهمام ابي الحسن علي بن عمر بن احمد الدارقطني , وقد مات الامام الدارقطني في سنة 385 هـ , اي قبل مئات السنين من ولادة محمد بن عبد الوهاب رحمه الله .
قال الشاهرودي : " 17694 – الدارقطني : اسمه علي بن عمر . هو من العامة وكان ناصبيا . مات سنة 385 " اهـ .[58]
{ طعن الامامية بالامام البخاري والامام مسلم }
ولقد ورد طعن الرافضة بالامامين الهمامين العلمين ابي عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري , وابي الحجاج مسلم بن الحجاج النيسابوري , وقد مات الامام البخاري في سنة 256 هـ , والامام مسلم في سنة 261 هـ . اي بمئات السنين قبل ولادة الشيخ محمد بن عبد الوهاب , قال التستري : " [ 6450 ] محمد بن إسماعيل البخاري أحد ذوي الصحاح الستة منهم ، وهو ومسلم أشهرهم ، ينقل عنهما الشيخ في رجاله ، وكانا من النصب بمكان لم يرويا حديث الطائر مع تواتره فضلا عن صحته ، فقد صنفت حفاظهم في طرقه الكتب " اهـ .[59]
ومع ان حديث الطير قد حكم عليه الحفاظ من علماء اهل السنة بالوضع , الا ان هناك سؤالا للرافضة الا وهو : هل نقل الكليني حديث الطير ام لا ؟ وان لم ينقله فهل يُعدُّ من النواصب ام لا ؟ ! .
{ طعن الامامية بالامام الشافعي }
ولقد طعن الرافضة بالامام الهمام العلم ابي عبد الله محمد بن ادريس الشافعي رحمه الله , علما ان الامام الشافعي قد مات سنة 204 هـ اي بمئات السنين قبل ولادة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله , قال نعمة الله الجزائري : " وذهب مخالفونا الى ان مدة الحمل قد تكون خمس سنين او اربع سنين , وذلك لان محمد بن ادريس الشافعي قد سافر ابوه عن امه وبقي عنها مدة كثيرة فولدت ام الشافعي وأتت به بعد خمس سنين من سفر ابيه , فلما بلغ الشافعي وفهم الحكاية ذهب الى ان مدة الحمل قد تكون خمس سنين سترا على ما صنعته امه في غيبة ابيه " اهـ .[60]
{ طعن الامامية بالامام احمد بن حنبل }
وقد ورد الطعن بالامام الهمام العلم امام اهل السنة في عصره ابي عبد الله احمد بن محمد بن حنبل رحمه الله , وقد مات الامام احمد في سنة 241 هـ اي قبل مولد الشيخ محمد بن عبد الوهاب بمئات السنين , قال الشاهرودي : " 932 - أحمد بن حنبل : من علماء العامة ، وأحد الأئمة الأربعة ومن أولاد ذي الثدية الذي قتله أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يوم النهروان ، وهذا سبب عداوته لمولانا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) " اهـ .[61]
لا ادري من سبق هذا الرافضي بقوله عن الامام احمد رحمه الله انه من ولد ذي الثدية الخارجي , ولكني اقول ان الرافضة قوم قد اعمى الله قلوبهم بالحقد , فصاروا يتهمون الناس بالباطل والعياذ بالله تعالى .
بل ان الثابت عن الامام احمد رحمه الله الطعن في الخوارج , فقد جاء في كتاب السنة لابي بكر الخلال: " 110 - أخبرني حرب بن إسماعيل الكرماني أن أبا عبدالله قال الخوارج قوم سوء لا أعلم في الأرض قوما شرا منهم وقال صح الحديث فيهم عن النبي ومن عشرة وجوه // إسناد صحيح " اهـ .[62]
{ طعن الامامية بالامام ابي حنيفة }
وقد ورد عند الرافضة جعل قبر الامام الهمام العلم ابي حنيفة النعمان بن ثابت كنيفا والعياذ بالله , ومن المعلوم ان الامام ابا حنيفة رحمه الله قد توفي في سنة 150 هـ اي قبل مولد محمد بن عبد الوهاب بمئات السنين , قال نعمة الله الجزائري : " واما الكرامات التي ظهرت من قبور ائمتهم الاربعة فهي اكثر من ان تحصى , واعظمها الكرامات التي شاهدها الناس من قبر ابي حنيفة وذلك ان السلطان الاعظم شاه عباس الاول لما فتح بغداد امر بان يجعل قبر ابي حنيفة كنيفا وقد وقف وقفا شرعيا بغلتين وامر بربطهما على رأس السوق حتى ان كل من يريد الغائط يركبها ويمضي الى قبر ابي حنيفة لقضاء الحاجة .
وقد طلب خادم قبره يوما فقال له ما تخدم في هذا القبر وابو حنيفة الان في اسفل درك الجحيم ؟ فقال ان في هذا القبر كلبا اسود دفنه جدك المرحوم الشاه اسماعيل لما فتح بغداد قبلك فأخرج عظام ابي حنيفة وجعل موضعها كلبا اسود فانا اخدم ذلك الكلب وكان صادقا في مقالته لان المرحوم شاه اسماعيل فعل مثل هذا " اهـ .[63]
وقال الدكتور علي الوردي : " وفي عام 1508 استطاع الشاه اسماعيل ان يفتح بغداد , وتشير اكثر المصادر التاريخية الى انه فعل باهل بغداد مثل ما فعل بالايرانيين من قبل فاعلن سب الخلفاء وقتل الكثير من اهل السنة ونبش قبر ابي حنيفة " اهـ .[64]
{ طعن الامامية بالاشاعرة }
وقد ورد عن الرافضة الطعن في معتقد الاشاعرة باكمله , ومن المعلوم ان الامام محمد بن عبد الوهاب لم يكن اشعريا , وان الاشاعرة كانوا قبل ولادة محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بمئات السنين , بل ان من الطاعنين بالاشاعرة الرافضي نعمة الله الجزائري المتوفى في سنة 1112 هـ اي قبل ولادة الامام محمد بن عبد الوهاب بثلاث سنوات اذ ان الامام محمد رحمه الله قد ولد في سنة 1115 هـ , قال نعمة الله الجزائري طاعنا في الاشاعرة : " اقول فالاشاعرة لم يعرفوا ربهم بوجه صحيح بل عرفوه بوجه غير صحيح فلا فرق بين معرفتهم هذه وبين معرفة باقي الكفار" اهـ .[65]
وقال ايضا: " فالاشاعرة ومتابعوهم اسوء حالا في باب معرفة الصانع من المشركين والنصارى " اهـ .[66]
وقال ايضا : " ومن هذا التحقيق ظهر ان المراد بالقدرية في قوله صلى الله عليه واله القدرية مجوس هذه الامة هم الاشاعرة وذلك ان نسبتهم اليهم قوية جدا كما لا يخفى " اهـ .[67]
وقال : " وليس له علة كما توهمه مجوس هذه الامة وهم الاشاعرة " اهـ .[68]
وقال محمد صادق بحر العلوم طاعنا بالاشاعرة: " والتشبيه هو التجسيم بكل ألوانه المبحوثة في كتب الكلام وبه يقول عامة الأشاعرة وتبرأ منه الامامية الاثنا عشرية " اهـ .[69]
وقال البروجردي : " 80 - الأشاعرة ، وهم أكثر السنة يقولون بتعدد القدماء وكثرتهم مع الله تعالى ، ولم يجعلوه قادرا لذاته ولا عالما لذاته ولا حيا لذاته ، بل لمعان قديمة يفتقر في هذه الصفات إليها ، فجعلوه محتاجا ناقصا في ذاته كاملا لغيره ، وهم الحنفية والشافعية والمالكية والحنبلية " اهـ .[70]
{ طعن الامامية بالصوفية }
وقد ورد الطعن بالصوفية عند الامامية , والكل يعلم بانه لا علاقة لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بالتصوف , وكذلك فان التصوف موجود قبل ولادة الشيخ ابن عبد الوهاب رحمه الله بمئات السنين , قال الحر العاملي : " الثالث : ما رواه أيضا في كتاب حديقة الشيعة عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ومحمد بن إسماعيل بن بزيع عن الرضا عليه السلام أنه قال : من ذكر عنده الصوفية ولم ينكرهم بلسانه أو قلبه فليس منا ومن أنكرهم فكأنما جاهد الكفار بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله . أقول : في هذا كما ترى غاية التصريح بوجوب الانكار عليهم بحسب الامكان مضافا إلى الأدلة العامة على وجوب إنكار المنكر وفيه دلالة على كفرهم للحكم عليهم بمشابهتهم للكفار بل يمكن كون المراد تشبيه الانكار عليهم بالجهاد للكفار مع الحكم بكفرهم لا تشبيههم بهم وعلى كلا التقديرين فالحكم بالكفر عليهم لازم " اهـ .[71].
وقال النوري الطبرسي: " [ 14204 ] 14 المولى العلامة الأردبيلي في حديقة الشيعة قال : وبالسند الصحيح عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ، ومحمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن الرضا عليه السلام ، أنه قال : " من ذكر عنده الصوفية ولم ينكرهم بلسانه وقلبه ، فليس منا ، ومن أنكرهم ، فكأنما جاهد الكفار بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله " .
[ 14205 ] 15 وفي الصحيح عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ، عن الرضا عليه السلام ، أنه قال : " قال رجل من أصحابنا للصادق جعفر بن محمد عليهما السلام : قد ظهر في هذا الزمان قوم يقال لهم : الصوفية ، فما تقول فيهم ؟ قال : انهم أعداؤنا ، فمن مال فيهم فهو منهم ، ويحشر معهم ، وسيكون أقوام يدعون حبنا ، ويميلون إليهم ، ويتشبهون بهم ، ويلقبون أنفسهم ، ويأولون أقوالهم ، الا فمن مال إليهم فليس منا ، وأنا منهم براء ، ومن أنكرهم ورد عليهم ، كان كمن جاهد الكافر بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله " اهـ .[72]
وقال البحراني : " نعم قد ورد في جملة من الأخبار جواز الوقيعة في أصحاب البدع ، ومنهم الصوفية ، كما رواه في الكافي في الصحيح عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي ، فأظهروا البراءة منهم ، وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الاسلام ، ويحذرهم الناس ، ولا يتعلموا من بدعهم ، ويكتب الله لكم بذلك الحسنات ، ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة " اهـ .[73]
وقال الحر العاملي : " ، بل لا يوجد للتصوف وأهله في كتب الشيعة وكلام الأئمة عليهم السلام ذكر إلا بالذم " اهـ .[74]
{ وصف العلامة فضل الله روزبهان الشافعي بالناصبي }
وصف التستري الامام فضل الله روزبهان الشافعي بالنصب ,حيث قال عنه : " قال الناصب خفضه الله أقول : مذهب الأشاعرة أن أفعال العباد الاختيارية واقعة بقدرة الله وحدها ، وليس لقدرتهم تأثير فيها .... " اهـ .[75]
{ وصف القاضي عبد الجبار المعتزلي بالناصبي }
قال التستري : " و قيل كانت الخطبة من الشهرة بحيث لم يستطع القاضي عبد الجبّار المتعصّب الناصبي ، و له التقدّم زمانا أيضا على الرضي إنكارها فتصدّى للجواب عن فقراتها " اهـ .[76]
{ الطعن بأهل السنة واستباحة دمائهم }
بل ورد التصريح بالطعن باهل السنة جميعا , قال الكركي : " ولكنّ أهل السنّة شرُّ جيل على وجه الأرض وأقلّهم حياءً من الله ورسوله " اهـ .[77]
بل قد ورد استباحة دماء اهل السنة جميعا وقبل ولادة الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بمئات السنين , قال نعمة الجزائري : " وفي الروايات ان علي بن يقطين وزير الرشيد قد اجتمع في حبسه جماعة من المخالفين وكان من خواص الشيعة فأمر غلمانه وهدموا سقف المحبس على المحبوسين فماتوا كلهم وكانوا خمسمائة رجل تقريبا فاراد الخلاص من تبعات دمائهم فأرسل الى الامام مولانا الكاظم عليه السلام فكتب عليه السلام اليه جواب كتابه بانك لو كنت تقدمت الي قبل قتلهم لما كان عليك شيء من دمائهم وحيث انك لم تتقدم الي فكفر عن كل رجل قتلته منهم بتيس والتيس خير منه فانظر الى هذه الدية الجزيلة التي لا تعادل دية اخيهم الاصغر وهو كلب الصيد فان ديته عشرون درهما ولا دية اخيهم الاكبر وهو اليهودي او المجوسي فانها ثمانمائة درهم وحالهم في الاخرة اخس وانجس " اهـ .[78]
هل كان الناس في عهد هارون الرشيد وهابية ؟ ! ان ما بين عهد هارون الرشيد , ومحمد بن عبد الوهاب مئات السنين .
وقال نعمة الله الجزائري : " ولما اتى اسماعيل اعلى الله مقامه الى شيراز , وكان اكثر علمائها من المخالفين احضرهم وامرهم بلعن المتخلفين الثلاثة , فامتنعوا عن اللعن لان التقية لا تجوز عندهم في اللعن واضرابه , فأمر بقتلهم " اهـ .[79]
علما ان الجزائري قد قال في مقدمة كتاب الانوار النعمانية : " وقد التزمنا ان لا نذكر فيه الا ما اخذناه عن ارباب العصمة الطاهرين , او ما صح عندنا من كتب الناقلين " اهـ .[80]
وقال محمد سهيل : " فرض اسماعيل , بعد ان استولى على تبريز المذهب الشيعي الاثنى عشري على سكانها واجبرهم على وضع علامة القزلباش , واضطهد مخالفيه من اهل السنة وقتل منهم نحو عشرين الفا وكان يمتحنهم بطرق شتى وامر باخراج جثث الآق قوينلو من القبور واحراقها ( 1 ) .
_____________
( 1 ) شيباني ص 88 (( نظام الدين مجير شيباني – تشكيل شاهنشاهي صفوية )) " اهـ .[81]
وقال الدكتور علي الوردي : " سوف ناتي الى دراسة الشاه اسماعيل وسيرته في الفصل القادم , ويكفي ان نذكر هنا ان هذا الرجل عمد الى فرض التشيع على الايرانيين بالقوة وجعل شعاره سب الخلفاء الثلاثة , وكان شديد الحماس في ذلك سفاكا لا يتردد ان يامر بذبح كل من يخالف امره او لا يجاريه , قيل ان عدد قتلاه ناف على الف الف نفس ( 1 ) .
_____________
( 1 ) ريجارد كوك ( بغداد مدينة السلام ) _ بغداد 1962 _ ترجمة فؤاد جميل و مصطفى جواد _ ج 1 ص 313 ( الحاشية ) " اهـ .[82]
وقال ايضا : " اتخذ الشاه اسماعيل سب الخلفاء الثلاثة وسيلة لامتحان الإيرانيين، فمن يسمع السب منهم يجب عليه أن يهتف قائلاً: "بيش باد كم ما باد".. وهذه العبارة تعني في اللغة الأذربيجانية أن السامع يوافق على السب ويطلب المزيد منه، أما إذا امتنع السامع عن النطق بهذه العبارة قطعت رقبته حالاً، وقد أمر الشاه أن يعلن السب في الشوارع، والأسواق وعلى المنابر منذراً المعاندين بقطع رقابهم " اهـ .[83]
وقال محمد الحسون : " فالشاه إسماعيل لا يعرف سوى منطق السيف الذي حصد به رؤوس الكثير من معارضيه، وأخضع به مناطق شاسعة من العالم الإسلامي له " اهـ .[84]
وقال ايضا : " وبعد قيام الدولة الصفويّة وإعلان رسميّة المذهب الشيعي في ايران، (ت 957هـ) ، وعائلة الدشتكي وفي مقدّمتهم غياث الدين منصور.
ومنهم من لم يعتنق التشيّع وهرب إلى المناطق المخاضعة للدولة العثمانية أو التي كانت تحت سيطرة التيموريين، مثل فضل الله بن روز بهان الخنجي (ت في القرن العاشر)، الذي شجّعه اُمراء الاُوزبك على التأليّف ضد الشيعة عموماً والدولة الصفويّة خوصاً . ومنهم من لم يعتنق التشيّع ولم يفرّ إلى المدن الاُخرى، فأصبح ضحيّة السياسة الدمويّة للشاه إسماعيل الصفوي، حيث أمرَ بقتلهم ومصادرة أموالهم، كالقاضي الميبدي (ت 910هـ)، وسيف الدين أحمد التفتازاني (ت 916هـ) " اهـ .[85]
هل كانت ايران وهابية عندما تملكها اسماعيل الصفوي , وجعل شعار دولته سب الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم ؟ ! لقد مات اسماعيل الصفوي قبل ولادة الامام محمد بن عبد الوهاب بأكثر من 170 سنة .
دولة باكملها تقوم على الاضطهاد وتغيير معتقد الناس بالقوة والتهديد , ويكون شعار هذه الدولة سب الخلفاء الثلاثة الذين يعظمهم المسلمون , ومن مخازي هؤلاء الامامية الذي غيروا معتقد اهل السنة في ايران بقوة السيف , والارهاب , انهم قد جعلوا عصمة الدم متعلقة بسب ابي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم , والذي لا يسب يُهدر دمه , هل رايتم تطرفا , وارهابا مثل هذا التطرف , والارهاب الامامي , وبدلا من ان نجد موقفا مشرفا من علماء الامامية يستنكرون به هذه الافعال الشنيعة , فاننا نراهم يعظمون هذه الدولة الارهابية تعظيما كبيرا , ويمدحونها بالمدائح الكثيرة , وقد نقلت تعظيم الجزائري للصفويين اثناء نقولاتي السابقة , وقد مدحهم المجلسي , حيث قال : " 116 - نى : ابن عقدة ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه عن أحمد بن عمر عن الحسين بن موسى ، عن معمر بن يحيى بن سام ، عن أبي خالد الكابلي ، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال : كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق ، يطلبون الحق فلا يعطونه ثم يطلبونه فلا يعطونه ، فاذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يقوموا ، ولا يدفعونها إلا إلى صاحبكم ، قتلا هم شهداء أما إني لوأدركت ذلك لابقيت نفسي لصاحب هذا الامر .
بيان : لا يبعد أن يكون إشارة إلى الدولة الصفوية شيدها الله تعالى ووصلها بدولة القائم عليه السلام " اهـ .[86]
وقال ايضا : " كان أهل إصفهان في ذلك الزمان إلى أول استيلاء الدولة القاهرة الصفوية أدام الله بركاتهم من أشد النواصب " اهـ .[87]
علما ان المستبيح لدماء اهل السنة في ايران وهو اسماعيل الصفوي قد مات في سنة 930 او 931 هـ كما يقول محسن الامين في اعيان الشيعة , اي قبل ولادة الامام محمد بن عبد الوهاب ب 184 سنة تقريبا , واما المجلسي المادح للدولة الصفوية الارهابية فانه قد توفي في سنة 1111 هـ اي قبل ولادة الامام ابن عبد الوهاب باربع سنين تقريبا , فهؤلاء من اهل السنة , وقبل ولادة محمد بن عبد الوهاب , وقد استباح الرافضة دمائهم , فأين ما يدعيه الامامية من الفرق بين اهل السنة , وبين الوهابية ؟ ! .
ومن المآسي التي ثبتت في التاريخ تآمر احد كبار الشيعة , وهو نصير الدين الطوسي على المسلمين في الدولة العباسية مما ادى الى قتل مئات الالاف من المسملين وكل هذ وقع في سنة 656 هـ وما قبلها بسنين قليلة وما بعدها بسنين ايضا , اي ما قبل ولادة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بمئات السنين , قال الخوانساري في روضات الجنات في ترجمة نصير الدين الطوسي ما نصه : " 588 – الملك الرشيد والملك النشيد والفلك المشيد سلطان المحققين وبرهان الموحدين مولانا الخواجة نصيير الملة والدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي قدس سره القدوسي هو المحقق المتكلم الحكيم المتبحر الجليل صاحب كتاب (( تجريد العقائد )) والتعليم الكامل الزائد , كان اصله من جهرود ساوه احد اعمال قم ذات النقاوة , وانما اشتهر بالطوسي , لانه ولد بطوس المحروسة , ونشأ في ربعه المأنوس , وتمتع هناك بسمع مجالس الدروس , ومن جملة امره المشهور المعروف المنقول حكاية استيزاره للسلطان المحتشم في محروسة ايران هلاكو خان بن تولي خان بن جنكيز خان من عظماء سلاطين التاتارية واتراك المغول , ومجيئه في موكب السلطان المؤيد مع كمال الاستعداد الى دار السلام بغداد لارشاد العباد واصلاح البلاد وقطع دابر سلسلة البغي والفساد , واخماد نائرة الجور والالباس بابداد دائرة ملك بني العباس , وايقاع القتل العام من اتباع اولئك الطغام , الى ان اسال من دمائهم الاقذار كأمثال الانهار فانهار بها في ماء دجلة ومنها الى نار جهنم دار البوار , ومحل الاشقياء والاشرار " اهـ .[88]
ان الخواساري يعظم نصير الدين الطوسي , ويجعل تآمره على اهل السلام , والتسبب في قتل مئات الالاف من المسلمين مدحا له والعياذ بالله تعالى ,ثم بعد ذلك يصف الدماء الطاهرة المعصومة التي أُسيلت بعد دخول التتار كغزاة الى بلاد الاسلام بمساعدة الامامية بانها دماء اقذار , ثم يجزم لهم بالشقاء والدخول في النار في الاخرة , لا ادري من اين يأتي هؤلاء المتطرفون بمثل هذه الاحكام , وهذا الحقد الكبير على الامة الاسلامية , بحيث نراهم يضعون ايديهم بيد اي شخص يذبح المسلمين , ويفعل بهم الافاعيل , ويمجدون المتآمرين على الامة , فهل هؤلاء الذين تآمر عليهم نصير الدين الطوسي , وطعن بهم الخوانساري من الوهابيين ؟ ! .
وقال البروجردي : " ثم لما قرب ايلخان المشهور بهلاكوخان من أولاد جنكيز بقلاع الإسماعيلية لفتح تلك البلاد ، خرج ولد الملك علاء الدين من القلعة بإشارة المحقق سرا واتصل بخدمة هلاكو خان ، فلما استشعر هلاكو خان كونه لجأ عنده بإذن المحقق ومشورته افتتح القلعة ودخلها ، وأكرم المحقق غاية الاكرام والاعزاز وصحبه وارتكب الأمور الكلية حسب رأيه واجازته . فرغبه المحقق بتسخير عراق العرب ، فعزم هلاكو خان على فتح بغداد ، وسخر البلاد والنواحي ، واستأصل الخليفة المعتصم العباسي " اهـ .[89]
هل كان الخليفة العباسي وهابي ؟ ! , وهل كانت الامة الاسلامية في عصر المستعصم العباسي وهابية ؟ !!! .
وقال الجواهري : " وكيف يتصور الأخوة بين المؤمن والمخالف ، بعد تواتر الروايات وتظافر الآيات ، في وجوب معاداتهم ، والبراءة منهم ، وحينئذ فلفظ الناس والمسلم ، يجب إرادة المؤمن منهما ، كما عبر به في أربعة أخبار . وما أبعد ما بينه وبين الخواجا نصير الدين الطوسي والعلامة الحلي وغيرهم ممن يرى قتلهم ، ونحوه من أحوال الكفار ، حتى وقع منهم ما وقع في بغداد ونواحيها " اهـ .[90]
{ حيدر علي يستضيف السني ليذبحه }
قال القزويني : " ( 92 ) مولانا حيدر على بن مولانا ميرزا محمد الشيرواني كان فاضلا معظما وعالما مفخما ، كما علمناه من تعليقاته على المسالك وغيرها . فإنها وان كانت قليلة لكنها تدل على فضل محررها . وبالجملة هو من أهل الفضل مع أنه كان من أهل الزهد والتقوى أيضا . الا أنه ظهر منه أقوال مختصة ( به ) ينكر ذلك عليه وان كان لبعضها قائل به غيره . سمعت أستادنا واستنادنا الفاضل الأعز والعالم الأكبر مولانا علي أصغر يحكي أنه كان يلعن جميع العلماء الا السيد المرتضى ووالده العلامة وقد تحقق منه أنه كان يضيف أهل السنة إلى بيته ويصبر عليهم إلى أن يحصل له الفرصة ويتمكن مما يريد فيأخذ المدية بيده المرتعشة لكونه ناهزا التسعين فيضعها في حلق أحدهم فيقتله بنهاية الزجر . و " الحيدرية " المنسوبون إليه كانوا يصومون فيريدون أن يفطروا بالحلال ، فيمشون إلى دكاكين أهل السنة أو بيوتهم فيسرقون شيئا فيفطرون به " اهـ . [91]
يصفه القزويني بالفاضل العالم المعظم مع تحقق غدره وقتله للابرياء من اهل السنة !!! .
هل رايتم ارهابا , وتطرفا , وخسة مثل ارهاب , وتطرف , وخسة الرافضة ؟ ! .
{ المخالف للامامية كافر مشرك ومخلد في النار }
قال البحراني : " وقال المفيد ( عطر الله مرقده ) في المقنعة : " ولا يجوز لأحد من أهل الايمان أن يغسل مخالفا للحق في الولاية ولا يصلي عليه وإلا أن تدعو ضرورة إلى ذلك من جهة التقية " واستدل له الشيخ في التهذيب بأن المخالف لأهل الحق كافر فيجب أن يكون حكمه حكم الكافر إلا ما خرج بدليل وإذا كان غسل الكافر لا يجوز فيجب أن يكون غسل المخالفين أيضا غير جائز ، ثم قال : والذي يدل على أن غسل الكافر لا يجوز اجماع الإمامية لأنه لا خلاف بينهم في أن ذلك محظور في الشريعة . أقول : وهذا القول عندي هو الحق الحقيق بالاتباع لاستفاضة الأخبار بكفر المخالفين وشركهم ونصبهم ونجاستهم كما أوضحناه بما لا مزيد عليه في الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب وما يترتب عليه من المطالب . وممن اختار هذا القول ابن البراج أيضا على ما نقل عنه " اهـ .[92]
هل استثنى المفيد اهل السنة من المخالفين ؟ , وهل استثنى البحراني اهل السنة من المخالفين ؟ وهل يُستثنى اهل السنة من المخالفين عند علماء الامامية ؟ .
وقال المجلسي : " والحاصل أن المخالفين ليسوا من أهل الجنان ، ولا من أهل المنزلة بين الجنة والنار و هي الأعراف ، بل هم مخلدون في النار " اهـ .[93]
ويأتي تأكيد المجلسي , (( وقد ذكرت ان المجلسي هذا قد مات قبل ولادة الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله باربع سنين )) , بانه من لم يكن اماميا صحيح العقدية فهو كافر , قال المجلسي : " فمن لم يكن إماميا صحيح العقيدة فهو كافر " اهـ .[94]
{ روايات التكفير في كتب الامامية }
لقد جاءت روايات بتكفير المخالفين للشيعة كما يدعي الامامية على لسان ائمة اهل البيت رضوان الله عليهم (( واقول حاشا ائمة اهل البيت من هذه الروايات ولكني اذكرها من باب الالزام )) , فقد ورد في الكافي : " عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُهْتَدِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُنْدَبٍ أَنَّهُ كَتَبَ إِلَيْهِ الرِّضَا ( عليه السلام ) أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ مُحَمَّداً ( صلى الله عليه وآله ) كَانَ أَمِينَ اللَّهِ فِي خَلْقِهِ فَلَمَّا قُبِضَ ( صلى الله عليه وآله ) كُنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ وَرَثَتَهُ فَنَحْنُ أُمَنَاءُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ عِنْدَنَا عِلْمُ الْبَلَايَا وَ الْمَنَايَا وَ أَنْسَابُ الْعَرَبِ وَ مَوْلِدُ الْإِسْلَامِ وَ إِنَّا لَنَعْرِفُ الرَّجُلَ إِذَا رَأَيْنَاهُ بِحَقِيقَةِ الْإِيمَانِ وَ حَقِيقَةِ النِّفَاقِ وَ إِنَّ شِيعَتَنَا لَمَكْتُوبُونَ بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ أَخَذَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَ عَلَيْهِمُ الْمِيثَاقَ يَرِدُونَ مَوْرِدَنَا وَ يَدْخُلُونَ مَدْخَلَنَا لَيْسَ عَلَى مِلَّةِ الْإِسْلَامِ غَيْرُنَا وَ غَيْرُهُمْ ......." اهـ .[95]
قال المجلسي في شرحه للرواية : " ليس على ملة الإسلام غيرنا"
(8) يدل على كفر المخالفين " اهـ .[96]
وفي الحدائق الناضرة : " ثم الترجيح بالعرض على مذهب القوم والأخذ بخلافهم ، لاستفاضة الأخبار بالأخذ بخلافهم وإن لم يكن في مقام التعارض أيضا كما تدل عليه جملة من الأخبار . ( منها ) رواية علي بن أسباط المروية في التهذيب وعيون الأخبار، وفيها ما يدل على " أنهم متى أفتوا بشئ فالحق في خلافه " وفي صحيحة محمد بن إسماعيل ابن بزيع عن الرضا ( عليه السلام ) : " إذا رأيت الناس يقبلون على شئ فاجتنبه " وفي صحيحة أبي بصير المروية فرسالة الراوندي المتقدم ذكرها عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : " ما أنتم والله على شئ ولا هم على شئ مما أنتم فيه ، فخالفوهم فما هم من الحنيفية على شئ " وفي بعض الأخبار : " والله لم يبق في أيديهم إلا استقبال القبلة " اهـ .[97] "
وقال الحر العاملي : " باب 30 - عدم جواز العمل بما يوافق العامة وطريقتهم ولو من أحاديث الأئمة ع مع المعارض وأن ما لا نص فيه إذا احتاج الإنسان إلى حكمه وجب أن يسأل عنه علماء العامة ويأخذ بخلاف قولهم
.......................................................................
[ 880 ] 9 - وقوله ع : ما أنتم والله على شئ مما هم فيه ولا هم على شئ مما أنتم فيه فخالفوهم فما هم من الحنيفية على شئ " اهـ .[98]
وفي الكافي : " عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَجَّالِ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) عَنِ الصَّلَاةِ خَلْفَ الْمُخَالِفِينَ فَقَالَ مَا هُمْ عِنْدِي إِلَّا بِمَنْزِلَةِ الْجُدُرِ " اهـ .[99]
وقال المجلسي معلقا على الرواية : " قوله عليه السلام:" بمنزلة الجدر "
(2) أي لا يعتد بصلاتهم و قراءتهم و لا يضر قربهم، و يحتمل أن يكون المراد النهي عن الاقتداء بهم " اهـ .[100]
وفي الكافي : " 3 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن منصور بن يونس عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أهل الشام شر من أهل الروم وأهل المدينة شر من أهل مكة وأهل مكة يكفرون بالله جهرة " اهـ .[101]
وفي الكافي ايضا : " 4 -عدةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي بصير، عن أحدهما عليهما السلام قال: إن أهل مكة ليكفرون بالله جهرة وإن أهل المدينة أخبث من أهل مكة، أخبث منهم سبعين ضعفا " اهـ .[102]
هل كان محمد بن عبد الوهاب , او ما يسميهم الامامية اليوم بالوهابيين في زمن الائمة ؟ ! .
لقد وردت روايات عند الامامية مليئة بالتكفير لفرق المسلمين قبل ولادة ابن عبد الوهاب رحمه الله بمئات السنين , وفي هذا تأكيد لقولنا ان الامر لا يتعلق بشيء اسمه الوهابية , وانما يتعلق بالعقائد , والمناهج , وينبغي لاهل الاسلام ان يتنبهوا لكذب الامامية , وطمسهم للحقائق , والترويج لاشياء يريدون من خلالها تفريق اهل الاسلام , وابعادهم عن حقيقة الخلاف بين الامامية , وباقي فرق المسلمين .
{ الروايات الطاعنة باعراض المخالفين للامامية }
لقد جاءت روايات قبل مئات السنين من ولادة محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تطعن باعراض المخالفين للامامية , ومنها ما جاء في الكافي : " 16 - عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ ضُرَيْسٍ الْكُنَاسِيِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) مِنْ أَيْنَ دَخَلَ عَلَى النَّاسِ الزِّنَا قُلْتُ لَا أَدْرِي جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ مِنْ قِبَلِ خُمُسِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ إِلَّا شِيعَتَنَا الْأَطْيَبِينَ فَإِنَّهُ مُحَلَّلٌ لَهُمْ لِمِيلَادِهِمْ " اهـ .[103]
وفي الكافي : " عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ قُلْتُ لَهُ إِنَّ بَعْضَ أَصْحَابِنَا يَفْتَرُونَ وَ يَقْذِفُونَ مَنْ خَالَفَهُمْ فَقَالَ لِي الْكَفُّ عَنْهُمْ أَجْمَلُ ثُمَّ قَالَ وَ اللَّهِ يَا أَبَا حَمْزَةَ إِنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ أَوْلَادُ بَغَايَا مَا خَلَا شِيعَتَنَا ...." اهـ .[104]
وفي تفسير العياشي : " 72 - عن إبراهيم بن أبي يحيى عن جعفر بن محمد عليه السلام قال : ما من مولود يولد الا إبليس من الأبالسة بحضرته ، فان علم الله انه من شيعتنا حجبه عن ذلك الشيطان ، وان لم يكن من شيعتنا أثبت الشيطان إصبعه السبابة في دبره فكان مأبونا [ وذلك أن الذكر يخرج للوجه ] فان كانت امرأة أثبت في فرجها فكانت فاجرة ، فعند ذلك يبكى الصبي بكاءا شديدا إذا هو خرج من بطن أمه ، والله بعد ذلك يمحو ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب " اهـ .[105]
وفي كامل الزيارات : " [ 538 ] 3 - وعنهم ، عن سعد ، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي ، عن علي بن أسباط ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : ان الله تبارك وتعالى يبدأ بالنظر إلى زوار قبر الحسين ( عليه السلام ) عشية عرفة ، قال : قلت : قبل نظره لأهل الموقف ، قال : نعم ، قلت : وكيف ذلك ، قال : لان في أولئك أولاد زنا وليس في هؤلاء أولاد زنا " اهـ .[106]
قال محمد تقي المجلسي : " «و قال الصادق عليه السلام»
(3) رواه المصنف في الصحيح و الشيخ في القوي، عن عن علي بن أسباط، عن بعض أصحابنا عنه عليه السلام أي لا يوفق أولاد الزنا لزيارته عليه السلام فلهذا يبدأهم الله بنظر الرحمة و المغفرة " اهـ .[107]
يوفق اولاد الزنا لزيارة بيت الله الحرام , ولا يوفقون لزيارة الحسين رضي الله عنه ؟ ومن المعلوم ان الحجاج يذهبون لمسجد النبي صلى الله عليه واله وسلم في المدينة المنورة , ويزورون رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ويسلمون عليه , فهل يوفق اولاد الزنى لزيارة رسول الله ولا يوفقون لزيارة الامام الحسين ؟ هل زيارة الامام الحسين اعظم من زيارة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ؟ !!! , هل رايتم ايها القراء الكرام حماقة الرافضة , وغلوهم , وطعنهم بالمسلمين ؟ ! .
وقال يوسف البحراني : " أقول : ومن ما يدل على ما ذكروه هنا من استثناه المناكح ظواهر جملة من الأخبار المتقدمة في القسم الثالث المعلل فيها التحليل بطيب الولادة ودخول الزنى على العامة وأن أولادهم أولاد زنى لعدم تحليلهم ، وخصوص رواية أبي خديجة سالم بن مكرم " اهـ .[108]
وجاء في هامش كتاب الحدائق للبحراني : " أقول : من أوضح الواضحات في جواز غيبة المخالفين طعن الأئمة - عليهم السلام - بأنهم أولاد زنا ، فمن ذلك ما رواه الكافي ج 8 ص 285 عن أبي حمزه عن أبي جعفر - عليه السلام - قال : قلت له : إن بعض أصحابنا يفترون ويقذفون من خالفهم ، فقال : الكف عنهم أجمل . ثم قال : والله يا أبا حمزه ، إن الناس كلهم أولاد بغايا ما خلا شيعتنا " اهـ .[109]
وجاء في كتاب من لا يحضره الفقيه للصدوق : " 3171 وقال الصادق عليه السلام : " إن الله تبارك وتعالى يبدأ بالنظر إلى زوار قبر الحسين بن علي عليهما السلام عشية عرفة ، قيل له : قبل نظره إلى أهل الموقف ؟ قال : نعم ، قيل له وكيف ذاك ؟ قال : لان في أولئك أولاد زنا وليس في هؤلاء أولاد زنا " اهـ .[110]
قال علي اكبر غفاري في الهامش : " ( 3 ) رواه المصنف في الصحيح في ثواب الأعمال ص 115 عن علي بن أسباط يرفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام " اهـ .[111]
هل وردت هذه الروايات الطاعنة بجميع المسلمين , ام انها في الوهابية ؟ ! , وهل كان في عصر الائمة شيء اسمه الوهابية ؟ ! .
والمخالف للامامية اذا رمى الجمار في الحج قال له الشيطان بإستك , فقد جاء في كتاب من لا يحضره الفقيه للصدوق :" 2197 - وقال الصادق عليه السلام : " من رمى الجمار يحط عنه بكل حصاة كبيرة موبقة ، وإذا رماها المؤمن التقفها الملك ، وإذا رماها الكافر قال الشيطان : بإستك ما رميت " اهـ .[112]
قال محمد تقي المجلسي في روضة المتقين : " «و قال الصادق عليه السلام إلخ» رواه الكليني في الحسن كالصحيح، عن حريز عنه عليه السلام «و إذا رماها المؤمن التقفها» أي أخذها «الملك» تيمنا «و إذا رماها الكافر» أي غير المؤمن فإنهم كفار مخلدون في النار و إن قلنا بطهارتهم «قال الشيطان باستك» أي بدبرك «ما رميت» " اهـ .[113]
وليعلم القاريء الكريم ان المؤمن عند الامامية هو الامامي الاثنى عشري فقط لا غيره , قال البحراني : " والذي دلت عليه الأخبار كما تقدمت الإشارة إليه أن الايمان لا يصدق على غير الإمامية ، وإلا لزم دخول غيرهم الجنة ، ولا قائل به " اهـ .[114]
وقال الخوئي " : حرمة الغيبة مشروطة بالايمان : قوله : ثم إن ظاهر الأخبار اختصاص حرمة الغيبة بالمؤمن . أقول : المراد من المؤمن هنا من آمن بالله وبرسوله وبالمعاد وبالأئمة الاثني عشر ( عليهم السلام ) ، أولهم علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وآخرهم القائم الحجة المنتظر عجل الله فرجه وجعلنا من أعوانه وأنصاره ، ومن أنكر واحدا منهم جازت غيبته " اهـ .[115]
وقال علي اصغر : " والمؤمنون ، والإمامية واحد وهم القائلون بإمامة الاثني عشر وعصمتهم عليه السلام والمعتقدون لها " اهـ .[116]
وجاء في كتاب صراط النجاة : " سؤال 1375 : لقب المؤمن خاص لشيعة أهل البيت عليهم السلام هل يقال للشيعي مؤمن حتى لو ترك الواجبات ، كالصلاة مثلا ؟ الخوئي : نعم يقال له مؤمن " اهـ .[117]
لقد جاء في الرواية ان الشيطان يقول لغير المؤمن بإستك , وقد بينا ان معنى المؤمن عند الامامية هو الامامي فقط , فهل قول الشيطان بإستك يشمل اهل السنة ام ان اهل السنة من المؤمنين ؟ ! .
{ بطلان اعمال المخالفين للامامية }
لقد صرح الامامية في كتبهم بأن اعمال المخالفين لهم باطلة , وغير مقبولة عند الله تعالى , وهذا يشمل كل من لم يكن اماميا منذ ظهور عبد الله بن سبأ اليهودي مؤسس هذه الديانة الى وقتنا الحاضر بل الى بقاء المعتقد الامامية في الوجود , وهذا يعني ان بطلان عبادة المخالف للامامية موجود في معتقد الامامية قبل مئات السنين من ولادة الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله , قال محسن الحكيم : " ثم إنه لا ريب في شرطية الايمان في صحة العبادة ، وعليه فعبادة المخالف باطلة ، لا يترتب عليها الأحكام " اهـ .[118] .
وقال محمد العاملي : " الإيمان ، والمراد به هنا : الإقرار بالأصول الخمسة على وجه يعد إماميا . ولا خلاف في اعتبار ذلك ، لعموم الأدلة الدالة على بطلان عبادة المخالف " اهـ .[119]
وقال الميرزا القمي : " أما الإيمان - أي كونه إماميا ، اثني عشريا - فاعتباره إجماعي أصحابنا ، ويدل عليه ما دل على بطلان صلاة المخالف ، وأنه يجب القراءة خلفهم مع عدم الخوف ، والتمكن من ذلك " اهـ .[120]
وقال الخوئي : " ومما ذكرنا يظهر الحال في اعتبار الايمان في صحة الصوم وأنه لا يصح من المخالف لفقد الولاية وقد تعرضنا لهذه المسألة بنطاق أوسع في بحث غسل الميت " اهـ .[121]
وقال الخميني : " مسألة 2 - يعتبر في المصلي على الميت أن يكون مؤمنا ، فلا يجزي صلاة المخالف فضلا عن الكافر " اهـ .[122]
وقد سمى الخوئي المخالف للامامية بمسلم الدنيا , كافر الاخرة , وهذا يشمل كل اهل الخلاف للامامية منذ بداية هذا المعتقد الضال على يد عبد الله بن سبأ اليهودي , قال الخوئي :" فالصحيح الحكم بطهارة جميع المخالفين للشيعة الإثنى عشرية وإسلامهم ظاهرا بلا فرق في ذلك بين أهل الخلاف وبين غيرهم وإن كان جميعهم في الحقيقة كافرين وهم الذين سميناهم بمسلم الدنيا وكافر الآخرة " اهـ .[123]
وقال ايضا : " وذلك لأن للكفر مراتب عديدة " منها " : ما يقابل الاسلام ويحكم عليه بنجاسته وهدر دمه وماله وعرضه وعدم جواز مناكحته وتوريثه من المسلم وقد دلت الروايات الكثيرة على أن العبرة في معاملة الاسلام بالشهادتين اللتين عليهما أكثر الناس كما تأتي في محلها . و " منها " : ما يقابل الايمان ويحكم بطهارته واحترام دمه وماله وعرضه كما يجوز مناكحته وتوريثه إلا أن الله سبحانه يعامل معه معاملة الكفر في الآخرة وقد كنا سمينا هذه الطائفة في بعض أبحاثنا بمسلم الدنيا وكافر الآخرة " اهـ .[124]
يسميه مسلم الدنيا لكي يتسنى للرافضة التعامل معهم , ولا يكون عليهم ضيق في حياتهم اليومية , او في حال التقية واظهار الاخوة الزائفة , فاذا ذهبت التقية وتمكن الامامية تراهم يقتلون اهل السنة , ويستبيحون اعراضهم , ويكثرون من لعنهم , وسبهم , والتعرض لرموزهم , وذلك لاعتبار ان حقيقة مآل اهل السنة الى النار والعياذ بالله تعالى , كما فعل نصير الدين الطوسي عندما تآمر مع هولاكو لاسقاط الخلافة العباسية , واستباح الدماء , والاعراض , وكذلك ما فعله اسماعيل الصفوي الارهابي عندما غير معتقد اهل السنة في ايران الى المعتقد الرافضي , واستباح دمائهم بمجرد الامتناع عن سب الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم , وكذلك ما يفعله الامامية في وقت كتابة هذا الكتاب في العراق من اضطهاد لاهل السنة , وقتلهم على الهوية , وما يحدث في سوريا من مساعدة الرافضة للبعثية النصيرية وامدادهم بالسلاح والرجال لقتل اهل السنة في سوريا .
{ عدم الاخوة بين الامامية ومخالفيهم وجواز غيبة المخالف }
لقد ورد عند الامامية عدم الاخوة بينهم وبين المخالف لهم , وجواز غيبة المخالف ولعنه , والطعن به , وانه اشر من اليهود والنصارى , وانجس من الكلاب , وكل هذا يشمل المخالفين للامامية قبل ولادة الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بمئات السنين , وهذه الاحكام عند الامامية مبنية على النصوص كما يدعي الامامية , قال علي الطباطبائي : " وظاهر العبارة ونحوها وصريح جماعة اختصاص التحريم بالمؤمن والأخ المؤمن في الدين ، فيجوز غيبة المخالف . ولا ريب فيه ، للأصل ، وظاهر النصوص المزبورة الظاهرة في الجواز ، إما من حيث المفهوم كالأخير ، أو التعريف الظاهر في حصر الغيبة المحرمة بالكتاب والسنة فيما دلت عليه العبارة كما في البواقي . ودعوى الإيمان والأخوة للمخالف مما يقطع بفساده ، والنصوص المستفيضة بل المتواترة ظاهرة في رده ، مضافا إلى النصوص المتواترة الواردة عنهم ( عليهم السلام ) بطعنهم ولعنهم ، وأنهم أشر من اليهود والنصارى ، وأنجس من الكلاب " اهـ .[125]
وقال الخميني : " ثم إن الظاهر اختصاص الحرمة بغيبة المؤمن فيجوز اغتياب المخالف إلا أن تقتضي التقية أو غيرها لزوم الكف عنها ، وذلك لا لما أصر عليه المحدث البحراني بأنهم كفار ومشركون اغترارا بظواهر الأخبار وقد استقصينا البحث معه في كتاب الطهارة عند القول بنجاسة المخالف وقلنا : إن الاسلام ليس إلا الشهادة بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله ، وذكرنا الوجه في الأخبار الكثيرة الدالة على أنهم كفار أو مشركون ، بل لقصور أدلة حرمة الغيبة عن اثباتها بالنسبة إليهم ، أما مثل الآيتين المتقدمتين فلأن الحكم فيهما معلق على المؤمنين والخطاب متوجه إليهم . وتوهم أن اختلاف الايمان والإسلام اصطلاح حادث في عصر الأئمة عليهم السلام دون زمان نزول الآية الكريمة : فاسد جدا . أما أولا فلأن الأئمة لا يقولون بما لا يقول به الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله كما هو من أصول المذهب ، وتدل عليه الروايات فلا يكون الايمان عند الله ورسوله صلى الله عليه وآله غير ما عند الأئمة ( ع ) . وأما ثانيا فلأن الايمان كان قبل نصب رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام للولاية عبارة عن التصديق بالله ورسوله ، ولم يكن قبل نصبه أو قبل وفاته على احتمال مورد التكليف الناس ومن الأركان المتوقف على الاعتقاد بها الايمان ، لعدم الموضوع له ، وإما بعد نصبه أو بعد وفاته صلى الله عليه وآله صارت الولاية والإمامة من أركانه ، فقوله تعالى : إنما المؤمنون إخوة هو جعل الأخوة بين المؤمنين الواقعيين غاية الأمر أن في زمان رسول الله صلى الله عليه وآله كان غير المنافق مؤمنا واقعا لايمانه بالله ورسوله صلى الله عليه وآله ، وبعد ذلك كان المؤمن الواقعي من قبل الولاية وصدقها أيضا ، فيكون خطاب يا أيها المؤمنون متوجها إلى المؤمنين الواقعيين وإن اختلفت أركانه بحسب الأزمان ، من غير أن يكون الخطاب من أول الأمر متوجها إلى الشيعة حتى يستبعد ، سيما إذا كان المراد بالمؤمن الشيعة الإمامية الاثني عشرية . وأما الأخبار فما اشتملت على المؤمن فكذلك ، وما اشتملت على الأخ لا تشملهم أيضا لعدم الأخوة بيننا وبينهم بعد وجوب البراءة عنهم وعن مذهبهم وعن أئمتهم ، كما تدل عليه الأخبار واقتضته أصول المذهب ، وما اشتملت على المسلم فالغالب منها مشتمل على ما يوجبه ظاهرا في المؤمن ، كرواية سليمان بن خالد عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله المؤمن من أئتمنه المؤمنون على أنفسهم وأموالهم والمسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه والمهاجر من هجر السيئات وترك ما حرم الله ، والمؤمن حرام على المؤمن أن يظلمه أو يخذله أو يغتابه أو يدفعه دفعة . ورواية الحرث بن المغيرة قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : المسلم أخو المسلم هو عينه ومرآته ودليله ، لا يخونه ولا يخدعه ولا يظلمه ولا يكذبه ولا يغتابه . ورواية أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وآله في وصيته له وفيها قال : يا أبا ذر سباب المسلم فسوق ، و قتاله كفر ، وأكل لحمه من معاصي الله ، وحرمة ماله كحرمة دمه قلت : يا رسول الله وما الغيبة قال : ذكرك أخاك بما يكره . ويمكن أن يقال : إن هذه الرواية كرواية عبد الله بن سنان قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : الغيبة أن تقول في أخيك ما قد ستره الله عليه ، وغيرهما مما فسرت الغيبة حاكمة على سائر الروايات ، فإنها في مقام تفسيرها اعتبرت الأخوة فيها ، فغيرنا ليسوا بإخواننا وإن كانوا مسلمين فتكون تلك الروايات مفسرة للمسلم المأخوذ في سايرها ، بأن حرمة الغيبة مخصوصة بمسلم له أخوة اسلامية ايمانية مع الآخر ، ومنه يظهر الكلام في رواية المناهي وغيرها . والانصاف أن الناظر في الروايات لا ينبغي أن يرتاب في قصورها عن اثبات حرمة غيبتهم ، بل لا ينبغي أن يرتاب في أن الظاهر من مجموعها اختصاصها بغيبة المؤمن الموالي لأئمة الحق ( ع ) مضافا إلى أنه لو سلم اطلاق بعضها وغض النظر عن تحكيم الروايات التي في مقام التحديد عليها فلا شبهة في عدم احترامهم بل هو من ضروري المذهب كما قال المحققون ، بل الناظر في الأخبار الكثيرة في الأبواب المتفرقة لا يرتاب في جواز هتكهم والوقيعة فيهم ، بل الأئمة المعصومون ، أكثروا في الطعن واللعن عليهم وذكر مسائيهم . فعن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال : قلت له : إن بعض أصحابنا يفترون ويقذفون من خالفهم فقال الكف عنهم أجمل ثم قال يا با حمزة إن الناس كلهم أولاد بغاة ما خلا شيعتنا ( الخ ) . والظاهر منها جواز الافتراء والقذف عليهم لكن الكف أحسن وأجمل لكنه مشكل إلا في بعض الأحيان ، مع أن السيرة أيضا قائمة على غيبتهم فنعم ما قال المحقق صاحب الجواهر إن طول الكلام في ذلك كما فعله في الحدائق من تضييع العمر في الواضحات " اهـ .[126]
لاحظوا ايها القراء الكرام استخدام الالفاظ والاوصاف السيئة جدا تجاه المخالف لهم , وكيف يجزمون بعدم الاخوة بينهم وبين المخالف لهم , وان القول بالاخوة بينهم وبين مخالفهم مما يُقطع بفساده وانها من اصول المذهب , وان من ضروريات مذهبهم عدم احترام المخالف , وان عدم الغيبة تتعلق بالتقية , ولكن اذا تمكنوا فانهم لا يتورعون من شيء ابدا والعياذ بالله تعالى , وهذا يشمل كل من خالفهم ولا يُستثنى منه احد , لا سلفي , ولا اشعري , ولا صوفي , ولا ماتريدي , ولا زيدي , ولا معتزلي .....الخ .
{ عدم جواز الصلاة على المخالف ولا تغسيله }
لقد ورد عند الامامية عدم جواز الصلاة على المخالف , او تغسيله الا اذا دعته التقية , فانه يلعنه , قال المفيد : " ولا يجوز لأحد من أهل الإيمان أن يغسل مخالفا للحق في الولاء ، ولا يصلى عليه إلا أن تدعوه ضرورة إلى ذلك من جهة التقية ، فيغسله تغسيل أهل الخلاف ، ولا يترك معه جريدة ، وإذا صلى عليه لعنه في صلاته ولم يدع له فيها " اهـ .[127]
وقال الطوسي : " قال الشيخ أيده الله تعالى : ( ولا يجوز لاحد من أهل الايمان أن يغسل مخالفا للحق في الولاية ولا يصلي عليه إلا أن تدعوه ضرورة إلى ذلك من جهة التقية فيغسله تغسيل أهل الخلاف ولا يترك معه جريدة وإذا صلى عليه لعنه في صلاته ولم يدع له فيها ) . فالوجه فيه ان المخالف لأهل الحق كافر فيجب أن يكون حكمه حكم الكفار إلا ما خرج بالدليل ، وإذا كان غسل الكافر لا يجوز فيجب أن يكون غسل المخالف أيضا غير جايز وأما الصلاة عليه فيكون على حد ما كان يصلي النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام على المنافقين " اهـ .[128]
وقد بوب الحر العاملي في الوسائل باب كيفية الصلاة على المخالف , فقال : " 4 - باب كيفية الصلاة على المخالف ، وكراهة الفرار من جنازته إذا كان يظهر الاسلام .
( 3039 ) 1 - محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن عبيد الله بن علي الحلبي ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إذا صليت على عدو الله فقل : اللهم إنا لا نعلم منه إلا أنه عدو لك ولرسولك ، اللهم فاحش قبره نارا ، واحش جوفه نارا ، وعجل به إلى النار ، فإنه كان يوالي أعداءك ، ويعادي أوليائك ، ويبغض أهل بيت نبيك ، اللهم ضيق عليه قبره ، فإذا رفع فقل : اللهم لا ترفعه ولا تزكه . ورواه الكليني عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن الحلبي ، مثله " اهـ .[129]
وقال الخوئي : " حكم الصلاة على المخالف من حيت الدعاء : وأما من حيث الدعاء فيختلفان حيث يدعى على الميت المخالف ويدعى له في المؤمن وذلك لأن المخالف - غير المستضعف الذي قدمنا حكمه - إما معاند أو جاهل مقصر وكلاهما عدو الله . وقد ورد في صحيحة الحلبي الأمر بالدعاء على الميت إذا كان عدو الله والمخالف لو لم يكن مبغضا لأهل البيت ( ع ) إلا أنه بالآخرة يبغض عدو عدو أهل البيت فهو عدو الله فتشمله الصحيحة كما عرفت . على أنه ورد الدعاء على الميت إذا كان جاحدا للحق ولا اشكال في صدق هذا العنوان على المخالف إذ لا يعتبر في الجحد إلا انكار الحق - علم به أم لم يعلم - ولأن الدعاء للميت مختص بالمؤمن لما ورد في الميت الذي لا يعلم مذهبه من تعليق الدعاء له على كونه مؤمنا بقوله " اللهم إن كان مؤمنا فكذا " فلو لم يكن الدعاء للميت مخصوصا بالمؤمن لم يكن لهذا التعليق وجه لمخالف لا يجوز الدعاء له " اهـ .[130]
فالكل عند الامامية ملعون , وذلك لانه مخالف لهم , ولا يعتقد بعقيدتهم , والسؤال الذي يطرح نفسه هل كان هناك وهابية في ايام المفيد والطوسي ؟ !!! .
تصور اخي المسلم اختي المسلمة ان كان جارك , او صديقك شيعي وعلم ان عندك ميت , وقد حان وقت صلاة الجنازة عليه , فماذا سيفعل هذا الشيعي ان كان مطبقا للفقه الامامي , وبأي وجه سيلقاك بعد انتهاء صلاة الجنازة ؟ !.
عندما يموت الانسان فإنه يكون بحاجة الى الدعاء , وتغلب حالة الرحمة والتفكر بالاخرة على كل من يشهد صلاة الجنازة , او دفن الميت , وذلك لان العبد يعتقد بأنه سيكون بمكان هذا الميت في يوم من الايام , ولكن في الفكر الامامي المتطرف , فإن التفكير , والتصرف عند الشيعي تجاه المخالف له ينصب على لعنه , والدعاء عليه بأقسى الالفاظ .
{ عدم جواز اعطاء المخالف الزكاة }
وقد ورد عند الامامية من قبل ولادة الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بمئات السنين عدم جواز اعطاء الزكاة للمخالف , قال الشريف المرتضى : " مسألة ) [ 105 ] [ وجوب دفع الزكاة إلى الإمامي ] ومما انفردت به الإمامية : القول بأن الزكاة لا تجزئ إلا إذا انصرفت إلى إمامي ولا تسقط عن الذمة بدفعها إلى مخالف " اهـ .[131]
وقال الحلي : " مسألة : ولا يكفي الاسلام بل لا بد من اعتبار الايمان فلا يعطى غير الامامي ذهب إليه علماؤنا أجمع خلافا للجمهور كافة واقتصروا على اسم الاسلام " اهـ .[132]
وقال رضا الهمداني : " الثاني في أوصاف المستحقين للزكاة وهي أمور الأول الايمان يعني الاسلام مع الولاية للأئمة الاثني عشر عليهم السلام فلا يعطى الكافر بجميع أقسامه بل ولا معتقد لغير الحق من سائر فرق المسلمين بلا خلاف فيه على الظاهر بيننا والنصوص الدالة عليه فوق حد الاحصاء " اهـ .[133]
{ لا تُقبل شهادة المخالف }
وورد عندهم عدم قبول شهادة المخالف , فقد قال الحلي : " لا تقبل شهادة المخالف للحق من أي فرق الإسلام كان ، سواء صار إلى ما اعتقده بشبهة أو لا ، وإنما تقبل شهادة المؤمن خاصة " اهـ .[134]
والحسن بن منصور بن المطهر هذا صاحب كتاب منهاج الكرامة الذي نسفه شيخ الاسلام تقي الدين ابو العباس احمد بن تيمية جزاه الله خيرا عن الاسلام والمسلمين , وقد توفي الحسن بن منصور بن المطهر هذا في سنة 726 هـ اي قبل مئات السنين من ولادة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله .
{ جواز الكذب على المخالف }
وقد ورد عند الامامية جواز الكذب على المخالفين , قال الانصاري والروحاني : " واحترز بالمؤمن عن المخالف ، فإنه يجوز هجوه لعدم احترامه ، وكذا يجوز هجاء الفاسق المبدع ، لئلا يؤخذ ببدعه ، لكن بشرط الاقتصار على المعائب الموجودة فيه ، فلا يجوز بهته بما ليس فيه ، لعموم حرمة الكذب ، وما تقدم من الخبر في الغيبة من قوله عليه السلام في حق المبتدعة : " باهتوهم كيلا يطمعوا في إضلالكم " محمول على اتهامهم وسوء الظن بهم بما يحرم اتهام المؤمن به ، بأن يقال : لعله زان ، أو سارق . وكذا إذا زاده ذكر ما ليس فيه من باب المبالغة . ويحتمل إبقاؤه على ظاهره بتجويز الكذب عليهم لأجل المصلحة ، فإن مصلحة تنفير الخلق عنهم أقوى من مفسدة الكذب " اهـ .[135]
وقال الخوئي في الرد على سؤال قد ورد عليه : " سؤال 1245 : هل يجوز الكذب على المبدع أو مروج الضلال في مقام الاحتجاج عليه إذا كان الكذب يدحض حجته ويبطل دعاويه الباطلة ؟ الخوئي : إذا توقف رد باطله عليه جاز .
سؤال 1246 : وهل يجوز سب أهل البدع والريب ومباهتتهم والوقيعة فيهم ؟ الخوئي : إذا ترتب ردع منكر على تلك ، فلا بأس " اهـ .[136] .
بعد جميع هذه النقولات قد تبين لنا انه لا فرق في الاحكام عند الامامية فيمن خالفهم زيديا كان , او معتزليا , او اشعريا , او صوفيا , او سلفيا , بل الكل سواء , واحكام المخالفين تشملهم , وان موضوع التركيز على شيء يسميه الامامية بالوهابية , ما هو الا اكذوبة يريد من خلالها الامامية تغطية الحقائق , وحجب الناس عن معرفة حقيقة الخلاف بين الامامية , وباقي فرق المسلمين , فالكل يعلم ان ابا بكر , وعمر , وعثمان , وامهات المؤمنين , وباقي الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم جميعا , ممن يطعن بهم الامامية ويكفرونهم , هم رموز لا يقبل اي سني التعرض لهم , او الاساءة , او الانتقاص لهم , وكذلك صيانة القران الكريم من التحريف , والتغيير , والنقص , كل هذا ممنوع عند اهل السنة والجماعة , وكذلك التراث الوارد في الاحاديث النبوية الشريفة لا يقبل اي سني التعرض لها , والاساءة لمؤلفيها الذين قضوا حياتهم في نصرة دين الله تعالى , والمحافظة على احاديث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم , كل هذه الاشياء وغيرها من مخالفات الامامية لاهل الاسلام لا يقبلها اي مسلم قد نور الله قلبه بهذا الدين العظيم , ومن الملاحظ عن الامامية انهم يركزون باسائتهم على كل من يخالفهم , ويبين عوار معتقدهم , ومخالفاتهم للدين الحنيف , ولما كان علماء الدعوة السلفية المباركة ممن رفع راية الدفاع عن الشرع العظيم , وتبحروا في معرفة حقيقة معتقدات الرافضة , وبينوا لاهل الاسلام عوار هذا المعتقد , فانك تجد اكثر الناس عرضة للاساءة من قِبَلِ الامامية في عصرنا الحاضر هم اصحاب الدعوة السلفية المباركة , وبدلا من ان يبين الامامية صحة معتقدهم ( لو كانوا على الحق طبعا ) ويناقشوا الدليل بالدليل , والحجة , بالحجة , والبرهان بالبرهان فانك تراهم يسبون , ويطعنون , ويروجون الاباطيل بأخبث الوسائل والطرق , وكل هذا يدل دلالة واضحة على ان الامامية لا يملكون الحجج , والبراهين , والادلة على صحة معتقدهم , فلو كانوا يملكون الحجج , والادلة لبينوها للناس من غير ان يستخدموا الاساليب الملتوية , والطعن , والاساءة , والتكفير , وسب الاعراض لمن يخالفهم .
{ اقوال علماء الاسلام في الرافضة }
ولاكمال هذا الموضوع وما يتعلق به سوف استعرض كلام علماء المذاهب الاسلامية , واحكامهم في الرافضة , وذلك لما يعلمه هؤلاء العلماء من زيغ , وضلال , وزندقة هذه الفرقة التي ابتلى الله تعالى بها امة الاسلام , ولكي يعلم الجميع ان السلفيين لم ينفردوا بالرد على الرافضة , بل ما من عالم , او طالب علم من كل فرق المسلمين , واتجاهاتهم يعرف حقيقة المعتقد الرافضي , الا وتراه محذرا منه , ومبينا فساده للمسلمين حتى لا ينخدعوا .
قال الامام ابو بكر الخطيب : " أَخْبَرَنِي أَبُو بِشْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَكِيلُ , قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الْوَاعِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ , قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَحْمُودٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُصْعَبٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ , يَقُولُ: سَأَلَ أَبُو عِصْمَةَ أَبَا حَنِيفَةَ: مِمَّنْ تَأْمُرُنِي أَنْ أَسْمَعَ الْآثَارَ؟ قَالَ: " مِنْ كُلِّ عَدْلٍ فِي هَوَاهُ , إِلَّا الشِّيعَةَ , فَإِنَّ أَصْلَ عُقَدِهِمْ تَضْلِيلُ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ .... " اهـ .[137]
فالامام ابو حنيفة رحمه الله حذر من الشيعة بسبب طعنهم بالصحابة الكرام , وذلك لان الطعن بالصحابة الكرام مرفوض عند علماء الامة , وعوامهم , وذلك لان الصحابة الكرام رموز لكل اهل السنة , ولا يقبل اي سني ان يتعرض احد لرموزه .
ونقل اللالكائي عن الامام ابي يوسف يعقوب بن ابراهيم المتوفى في سنة 182 هـ : " وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ الْقَاضِي، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ رُسْتُمَ، عَنْ أَبِي يُوسُفَ الْقَاضِي، قَالَ: «لَا أُصَلِّي خَلْفَ جَهْمِيٍّ، وَلَا رَافِضِيٍّ، وَلَا قَدَرِيٍّ» " اهـ .[138]
وقال الامام ابن الهمام الحنفي المتوفى في سنة 861 هـ : " وفي المحيط لو صلى خلف فاسق أو مبتدع أحرز ثواب الجماعة لكن لا يحرز ثواب المصلي خلف تقي اه يريد بالمبتدع من من لم يكفر ولا بأس بتفصيله الإقتداء بأهل الأهواء جائز إلا الجهمية والقدرية والروافض الغالية ........... " اهـ .[139]
وقال العلامة الزيلعي الحنفي المتوفى في سنة 743 هـ ناقلا عن العلامة ابي الحسن علي بن ابي بكر المرغيناني الحنفي المتوفى في سنة 593 هـ : " قَالَ الْمَرْغِينَانِيُّ تَجُوزُ الصَّلَاةُ خَلْفَ صَاحِبِ هَوًى وَبِدْعَةٍ وَلَا تَجُوزُ خَلْفَ الرَّافِضِيِّ وَالْجَهْمِيِّ وَالْقَدَرِيِّ وَالْمُشَبِّهِ وَمَنْ يَقُولُ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ " اهـ .[140]
وقال ابن عابدين امام الحنفية في عصره كما نص الزركلي في الاعلام المتوفى في سنة 1252 هـ في موضوع المسح على الخفين : " ((( قَوْلُهُ وَفِي التُّحْفَةِ ) أَيْ لِلْإِمَامِ مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِيِّ الَّتِي شَرَحَهَا تِلْمِيذُهُ الْكَاشَانِيُّ بِشَرْحٍ عَظِيمٍ سَمَّاهُ الْبَدَائِعَ ( قَوْلُهُ بِالْإِجْمَاعِ ) وَلَا عِبْرَةَ بِخِلَافِ الرَّافِضَةِ " اهـ .[141]
وقال الامام ابو بكر الخلال المتوفى سنة 311 هـ : " 779 - أخبرنا أبو بكر المروذي قال سألت أبا عبدالله عن من يشتم أبا بكر وعمر وعائشة قال ما رآه على الإسلام قال وسمعت أبا عبدالله يقول قال مالك الذي يشتم أصحاب النبي ليس لهم سهم أو قال نصيب في الإسلام // إسناده صحيح " اهـ .[142]
وقال الامام ابو نعيم الاصبهاني المتوفى في سنة 430 هـ في حلية الاولياء :
" حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا أَبِي قَالَ: قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: مَنْ تَنَقَّصَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ كَانَ فِي قَلْبِهِ عَلَيْهِمْ غِلٌّ فَلَيْسَ لَهُ حَقٌّ فِي فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ تَلَا قَوْلَهُ تَعَالَى: {مَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ} [الحشر: 7] حَتَّى أَتَى قَوْلَهُ {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا} الْآيَةَ، فَمَنْ تَنَقَّصَهُمْ أَوْ كَانَ فِي قَلْبِهِ عَلَيْهِمْ غِلٌّ فَلَيْسَ لَهُ فِي الْفَيْءِ حَقٌّ .
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا رُسْتَهْ أَبُو عُرْوَةَ، - رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ الزُّبَيْرِ - قَالَ: كُنَّا عِنْدَ مَالِكٍ فَذَكَرُوا رَجُلًا يَنْتَقِصُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَرَأَ مَالِكٌ هَذِهِ الْآيَةَ: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ} [الفتح: 29] حَتَّى بَلَغَ: {يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} [الفتح: 29] فَقَالَ مَالِكٌ: مَنْ أَصْبَحَ فِي قَلْبِهِ غَيْظٌ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدْ أَصَابَتْهُ الْآيَةُ " اهـ .[143]
قال الامام القرطبي المالكي المتوفى في سنة 671 هـ بعد ان اورد كلام الامام مالك في تكفير الرافضة , فقال معلقا عليه : " قُلْتُ: لَقَدْ أَحْسَنَ مَالِكٌ فِي مَقَالَتِهِ وَأَصَابَ فِي تَأْوِيلِهِ. فَمَنْ نَقَّصَ وَاحِدًا مِنْهُمْ أَوْ طَعَنَ عَلَيْهِ فِي رِوَايَتِهِ فَقَدْ رَدَّ عَلَى اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَبْطَلَ شَرَائِعَ الْمُسْلِمِينَ " اهـ .[144]
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله المتوفى في سنة 774 هـ : " {لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} . وَمِنْ هَذِهِ الْآيَةِ انْتَزَعَ الْإِمَامُ مَالِكٌ -رَحِمَهُ اللَّهُ، فِي رِوَايَةٍ عَنْهُ-بِتَكْفِيرِ الرَّوَافِضِ الَّذِينَ يُبْغِضُونَ الصَّحَابَةَ، قَالَ: لِأَنَّهُمْ يَغِيظُونَهُمْ، وَمَنْ غَاظَ الصَّحَابَةُ فَهُوَ كَافِرٌ لِهَذِهِ الْآيَةِ. وَوَافَقَهُ طَائِفَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ عَلَى ذَلِكَ. وَالْأَحَادِيثُ فِي فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ وَالنَّهْيِ عَنِ التَّعَرُّضِ لَهُمْ بِمَسَاءَةٍ كَثِيرَةٌ ، ويكفيهم ثناء الله عليهم، ورضاه عنهم " اهـ .[145]
وقال شيخ الاسلام : " قَالَ: أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ . سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ عَبْدِ الْأَعْلَى يَقُولُ: قَالَ أَشْهَبُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ سُئِلَ مَالِكٌ عَنِ الرَّافِضَةِ، فَقَالَ: لَا تُكَلِّمْهُمْ، وَلَا تَرْوِ عَنْهُمْ، فَإِنَّهُمْ يَكْذِبُونَ " اهـ .[146]
ونقل الامام القرطبي عن الامام محمد بن عبد الله أبو بكر بن العربي المالكي المتوفى سنة 543 هــ قوله : " قَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ: اتَّفَقَتِ الْعُلَمَاءُ عَلَى وُجُوبِ غَسْلِهِمَا، وَمَا عَلِمْتُ مَنْ رَدَّ ذَلِكَ سِوَى الطَّبَرِيِّ مِنْ فُقَهَاءِ الْمُسْلِمِينَ، وَالرَّافِضَةِ مِنْ غَيْرِهِمْ " اهـ .[147]
وقال القاضي عياض المتوفى في سنة 544 هـ : " وَكَذَلِكَ نَقْطَعُ بِتَكْفِيرِ غُلَاةِ الرَّافِضَةِ فِي قَوْلِهِمْ: إِنَّ الْأَئِمَّةَ أَفْضَلُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ " اهـ .[148]
وقال الامام ابو بكر الخطيب : " أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَرْذَعِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَخْبَرَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى , قَالَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ , يَقُولُ: «لَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ الْأَهْوَاءِ أَشْهَدَ بِالزُّورِ مِنَ الرَّافِضَةِ» " اهـ . [149]
وقال الامام ابو المظفر الاسفراييني الشافعي المتوفى سنة 471 هـ : " وَاعْلَم أَن جَمِيع من ذَكَرْنَاهُمْ من فرق الإمامية متفقون على تَكْفِير الصَّحَابَة وَيدعونَ أَن الْقُرْآن قد غير عَمَّا كَانَ وَوَقع فِيهِ الزِّيَادَة وَالنُّقْصَان من قبل الصَّحَابَة ويزعمون أَنه قد كَانَ فِيهِ النَّص على إِمَامَة عَليّ فاسقطه الصَّحَابَة عَنهُ ويزعمون أَنه لَا اعْتِمَاد على الْقُرْآن الْآن وَلَا على شَيْء من الْأَخْبَار المروية عَن الْمُصْطَفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ويزعمون أَنه لَا اعْتِمَاد على الشَّرِيعَة الَّتِي فِي ايدي الْمُسلمين وينتظرون إِمَامًا يسمونه الْمهْدي يخرج وَيُعلمهُم الشَّرِيعَة وَلَيْسوا فِي الْحَال على شَيْء من الدّين وَلَيْسَ مقصودهم من هَذَا الْكَلَام تَحْقِيق الْكَلَام فِي الْإِمَامَة وَلَكِن مقصودهم اسقاط كلفة تَكْلِيف الشَّرِيعَة عَن أنفسهم حَتَّى يتوسعوا فِي استحلال الْمُحرمَات الشَّرْعِيَّة ويعتذروا عِنْد الْعَوام بِمَا يعدونه من تَحْرِيف الشَّرِيعَة وتغيير الْقُرْآن من عِنْد الصَّحَابَة وَلَا مزِيد على هَذَا النَّوْع من الْكفْر إِذْ لَا بَقَاء فِيهِ على شَيْء من الدّين " اهـ .[150]
وقال الامام عبد القاهر البغدادي الشافعي المتوفى في سنة 429 هـ :
" وَأما اهل الاهواء من الجارودية والهشامية والنجارية والجهمية والامامية الَّذين اكفروا أخيار الصَّحَابَة والقدرية الْمُعْتَزلَة عَن الْحق والبكرية المنسوبة الى بكر ابْن اخت عبد الْوَاحِد والضرارية والمشبهة كلهَا والخوارج فانا نكفرهم كَمَا يكفرون اهل السّنة وَلَا تجوز الصَّلَاة عَلَيْهِم عندنَا وَلَا الصَّلَاة خَلفهم " اهـ .[151]
وقال الامام السبكي الشافعي المتوفى في سنة 756 هـ عن الشيعة : " ولما كان مذهبهم في أن كل زمان لا يخلو عن إمام معصوم يجب نصبه ظاهر السخافة واضح الفساد " اهـ .[152]
وقال الامام النووي الشافعي المتوفى في سنة 676 هـ : " قَوْلُهُ فِي جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ (كَانَ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ) هي بفتح الراء قال الازهرى وغيره لايجوز فيها الا الفتح وَأَمَّا رَجْعَةُ الْمَرْأَةِ الْمُطَلَّقَةِ فَفِيهَا لُغَتَانِ الْكَسْرُ وَالْفَتْحُ قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَحُكِيَ فِي هَذِهِ الرَّجْعَةِ الَّتِي كَانَ يُؤْمِنُ بِهَا جَابِرٌ الْكَسْرُ أَيْضًا وَمَعْنَى إِيمَانُهُ بِالرَّجْعَةِ هُوَ مَا تَقُولُهُ الرَّافِضَةُ وَتَعْتَقِدُهُ بِزَعْمِهَا الْبَاطِلِ أَنَّ عَلِيًّا كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ فِي السَّحَابِ فَلَا نَخْرُجُ يَعْنِي مَعَ مَنْ يَخْرُجُ مِنْ وَلَدِهِ حَتَّى يُنَادِيَ مِنَ السَّمَاءِ أَنِ اخْرُجُوا مَعَهُ وَهَذَا نَوْعٌ مِنْ أَبَاطِيلِهِمْ وَعَظِيمٌ مِنْ جهالاتهم الللائقة بِأَذْهَانِهِمُ السَّخِيفَةِ وَعُقُولِهِمُ الْوَاهِيَةِ " اهـ .[153]
وقال : " وَقَدْ زَعَمَ زَاعِمُونَ مِنَ الرَّافِضَةِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عنه اول من سبى المسلمون وَأَنَّ الْقَوْمَ كَانُوا مُتَأَوِّلِينَ فِي مَنْعِ الصَّدَقَةِ وَكَانُوا يَزْعُمُونَ أَنَّ الْخِطَابَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وصل عليهم ان صلاتك سكن لهم خِطَابٌ خَاصٌّ فِي مُوَاجَهَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دُونَ غَيْرِهِ وَأَنَّهُ مُقَيَّدٌ بِشَرَائِطَ لَا تُوجَدُ فِيمَنْ سِوَاهُ وَذَلِكَ أَنَّهُ لَيْسَ لاحد من التطهير والتزكية والصلاة على المتصدق مَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمِثْلُ هَذِهِ الشُّبْهَةِ إِذَا وُجِدَ كَانَ مِمَّا يُعْذَرُ فِيهِ أَمْثَالُهُمْ وَيُرْفَعُ بِهِ السَّيْفُ عَنْهُمْ وَزَعَمُوا أَنَّ قِتَالَهُمْ كَانَ عَسْفًا قَالَ الْخَطَّابِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ زَعَمُوا مَا ذَكَرْنَاهُ قَوْمٌ لاخلاق لَهُمْ فِي الدِّينِ وَإِنَّمَا رَأْسُ مَالِهِمُ لْبُهُتُ وَالتَّكْذِيبُ وَالْوَقِيعَةُ فِي السَّلَفِ وَقَدْ بَيَّنَّا أَنَّ أَهْلَ الرِّدَّةِ كَانُوا أَصْنَافًا مِنْهُمْ مَنِ ارْتَدَّ عَنِ الْمِلَّةِ وَدَعَا إِلَى نُبُوَّةِ مُسَيْلِمَةَ وَغَيْرِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ وَالزَّكَاةَ وَأَنْكَرَ الشَّرَائِعَ كُلَّهَا وَهَؤُلَاءِ هُمُ الَّذِينَ سَمَّاهُمُ الصَّحَابَةُ كُفَّارًا .... " اهـ .[154]
وقال ايضا : " وَقَدْ زَعَمَتِ الرَّافِضَةُ أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِنَّمَا وَافَقَ أَبَا بَكْرٍ تَقْلِيدًا وَبَنَوْهُ عَلَى مَذْهَبِهِمُ الْفَاسِدِ فِي وُجُوبِ عِصْمَةِ الْأَئِمَّةِ وَهَذِهِ جَهَالَةٌ ظَاهِرَةٌ مِنْهُمْ " اهـ .[155]
وقال ايضا : " وَقَدْ تَطَابَقَ عَلَى وُجُوبِ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَإِجْمَاعُ الْأُمَّةِ وَهُوَ أَيْضًا مِنَ النَّصِيحَةِ الَّتِي هِيَ الدِّينُ وَلَمْ يُخَالِفْ فِي ذَلِكَ إِلَّا بَعْضُ الرَّافِضَةِ وَلَا يُعْتَدُّ بِخِلَافِهِمْ كَمَا قَالَ الْإِمَامُ أَبُو الْمَعَالِي إِمَامُ الْحَرَمَيْنِ لَا يُكْتَرَثُ بِخِلَافِهِمْ فِي هَذَا فَقَدْ أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يَنْبُغَ هَؤُلَاءِ " اهـ .[156]
وقال ايضا : " قَوْلُهُ (خَطَبَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ فَقَالَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ عِنْدَنَا شَيْئًا نَقْرَؤُهُ إِلَّا كِتَابَ اللَّهِ وَهَذِهِ الصَّحِيفَةَ فَقَدْ كَذَبَ) هَذَا تَصْرِيحٌ مِنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ بِإِبْطَالِ مَا تَزْعُمُهُ الرَّافِضَةُ وَالشِّيعَةُ وَيَخْتَرِعُونَهُ مِنْ قَوْلِهِمْ إِنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ أَوْصَى إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُمُورٍ كَثِيرَةٍ مِنْ أَسْرَارِ الْعِلْمِ وَقَوَاعِدِ الدِّينِ وَكُنُوزِ الشَّرِيعَةِ وَأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَصَّ أَهْلَ الْبَيْتِ بِمَا لَمْ يُطْلِعْ عَلَيْهِ غَيْرَهُمْ وَهَذِهِ دَعَاوَى بَاطِلَةٌ وَاخْتِرَاعَاتٌ فَاسِدَةٌ لَا أَصْلَ لَهَا وَيَكْفِي فِي إِبْطَالِهَا قَوْلُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ هَذَا " اهـ .[157]
وقال : " قَوْلُهُ (إِنَّ عَلِيًّا غَضِبَ حِينَ قَالَ لَهُ رَجُلٌ مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسِرُّ إِلَيْكَ إِلَى آخِرِهِ فِيهِ إِبْطَالُ مَا تَزْعُمُهُ الرَّافِضَةُ وَالشِّيعَةُ وَالْإِمَامِيَّةُ مِنَ الْوَصِيَّةِ إِلَى عَلِيٍّ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ اخْتِرَاعَاتِهِمْ " اهـ .[158]
وقال : " ولا اعتداد بخلاف الشيعة " اهـ .[159]
وقال : " وَأَمَّا مَا تَدَّعِيهِ الشِّيعَةُ مِنَ النَّصِّ عَلَى عَلِيٍّ وَالْوَصِيَّةِ إِلَيْهِ فَبَاطِلٌ لَا أَصْلَ لَهُ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ وَالِاتِّفَاقُ عَلَى بُطْلَانِ دَعْوَاهُمْ مِنْ زَمَنِ عَلِيٍّ وَأَوَّلُ مَنْ كَذَّبَهُمْ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِقَوْلِهِ مَا عِنْدَنَا إِلَّا مَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ الْحَدِيثَ وَلَوْ كَانَ عِنْدَهُ نَصٌّ لَذَكَرَهُ وَلَمْ يُنْقَلْ أَنَّهُ ذَكَرَهُ فِي يَوْمٍ مِنَ الْأَيَّامِ وَلَا أَنَّ أَحَدًا ذَكَرَهُ لَهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ " اهـ .[160]
وقال الامام ابن حجر العسقلاني الشافعي المتوفى في سنة 852 هـ : " وَقَدْ تَمَسَّكَ الرَّافِضَةُ بِتَأَخُّرِ عَلِيٍّ عَنْ بَيْعَةِ أَبِي بَكْرٍ إِلَى أَنْ مَاتَتْ فَاطِمَةُ وَهَذَيَانُهُمْ فِي ذَلِكَ مَشْهُورٌ " اهـ .[161]
وقال ايضا : " (قَوْلُهُ بَابُ مَنْ قَالَ لَمْ يَتْرُكِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا مَا بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ) أَيْ مَا فِي الْمُصْحَفِ وَلَيْسَ الْمُرَادُ أَنَّهُ تَرَكَ الْقُرْآنَ مَجْمُوعًا بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ لِأَنَّ ذَلِكَ يُخَالِفُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ جَمْعِ أَبِي بَكْرٍ ثُمَّ عُثْمَانَ وَهَذِهِ التَّرْجَمَةُ لِلرَّدِّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّ كَثِيرًا مِنَ الْقُرْآنِ ذَهَبَ لِذَهَابِ حَمَلَتِهِ وَهُوَ شَيْءٌ اخْتَلَقَهُ الرَّوَافِضُ لِتَصْحِيحِ دَعْوَاهُمْ أَنَّ التَّنْصِيصَ عَلَى إِمَامَةِ عَلِيٍّ وَاسْتِحْقَاقِهِ ...." اهـ .[162]
وقال ايضا : " وَكَذَا فِيهِ رَدٌّ عَلَى مَنْ زَعَمَ مِنَ الرَّاوَنْدِيَّةِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَصَّ عَلَى الْعَبَّاسِ وَعَلَى قَوْلِ الرَّوَافِضِ كُلِّهَا أَنَّهُ نَصَّ عَلَى عَلِيٍّ وَوَجْهُ الرَّدِّ عَلَيْهِمْ إِطْبَاقُ الصَّحَابَةِ عَلَى مُتَابَعَةِ أَبِي بَكْرٍ ثُمَّ عَلَى طَاعَتِهِ فِي مُبَايَعَةِ عُمَرَ ثُمَّ عَلَى الْعَمَلِ بِعَهْدِ عُمَرَ فِي الشُّورَى وَلَمْ يَدَّعِ الْعَبَّاسُ وَلَا عَلِيٌّ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ لَهُ بِالْخِلَافَةِ " اهـ .[163]
وقال الامام ابو بكر الخلال المتوفى سنة 311 هـ : " 780 - وأخبرني عبدالملك بن عبدالحميد قال سمعت أبا عبدالله قال من شتم أخاف عليه الكفر مثل الروافض ثم قال من شتم أصحاب النبي لا نأمن أن يكون قد مرق عن الدين // إسناده صحيح .
781 - أخبرنا زكريا بن يحيى قال ثنا أبو طالب أنه قال لأبي عبدالله الرجل يشتم عثمان فأخبروني أن رجلا تكلم فيه فقال هذه زندقة // إسناده صحيح
782 - أخبرنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال سألت أبي عن رجل شتم رجلا من أصحاب النبي فقال ما أراه على الإسلام // إسناده صحيح " اهـ .[164]
وقال الامام ابن قدامة المقدسي الحنبلي المتوفى في سنة 620 هـ : " فَصْلٌ: قَالَ أَحْمَدُ: لَا أَشْهَدُ الْجَهْمِيَّةَ وَلَا الرَّافِضَةَ، وَيَشْهَدُهُ مَنْ شَاءَ، قَدْ تَرَكَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الصَّلَاةَ عَلَى أَقَلِّ مِنْ هَذَا؛ الدَّيْنُ، وَالْغُلُولُ، وَقَاتِلُ نَفْسِهِ. وَقَالَ: لَا يُصَلَّى عَلَى الرَّافِضِيِّ. وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: لَا أُصَلِّي عَلَى رَافِضِيٌّ، وَلَا حَرُورِيٍّ " اهـ .[165]
وقال الامام الربهاري الحنبلي المتوى في سنة 329 هـ : " واعلم أن الأهواء كلها ردية تدعو كلها إلى السيف، وأرداها وأكفرها: الروافض، والمعتزلة، والجهمية، فإنهم يريدون الناس على التعطيل والزندقة " اهـ .[166]
وقال الامام ابن الجوزي الحنبلي المتوفى في سنة 597 هـ : " وغلو الرافضة في حب علي رضي الله عنه حملهم على أن وضعوا أحاديث كثيرة في فضائله أكثرها تشينه وتؤذيه وقد ذكرت منها جملة في كتاب الموضوعات " اهـ .[167]
وقال شيخ الاسلام ابو العباس ابن تيمية الحنبلي المتوفى في سنة 728 هـ :
" فَالْقَوْمُ مِنْ أَضَلِّ النَّاسِ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ، فَإِنَّ الْأَدِلَّةَ إِمَّا نَقْلِيَّةٌ، وَإِمَّا عَقْلِيَّةٌ، وَالْقَوْمُ مِنْ أَضَلِّ النَّاسِ فِي الْمَنْقُولِ، وَالْمَعْقُولِ فِي الْمَذَاهِبِ [وَالتَّقْرِيرِ، وَهُمْ مِنْ أَشْبَهِ النَّاسِ بِمَنْ] قَالَ اللَّهُ فِيهِمْ: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [سُورَةُ الْمُلْكِ: 10] ، وَالْقَوْمُ مِنْ أَكْذَبِ النَّاسِ فِي النَّقْلِيَّاتِ، وَمِنْ أَجْهَلِ النَّاسِ فِي الْعَقْلِيَّاتِ، يُصَدِّقُونَ مِنَ الْمَنْقُولِ بِمَا يَعْلَمُ الْعُلَمَاءُ بِالِاضْطِرَارِ أَنَّهُ مِنَ الْأَبَاطِيلِ، وَيُكَذِّبُونَ بِالْمَعْلُومِ مِنَ الِاضْطِرَارِ الْمُتَوَاتِرِ أَعْظَمَ تَوَاتُرٍ فِي الْأُمَّةِ جِيلًا بَعْدَ جِيلٍ، وَلَا يُمَيِّزُونَ فِي نَقَلَةِ الْعِلْمِ، وَرُوَاةِ الْأَحَادِيثِ ، وَالْأَخْبَارِ بَيْنَ الْمَعْرُوفِ بِالْكَذِبِ، أَوِ الْغَلَطِ، أَوِ الْجَهْلِ بِمَا يُنْقَلُ، وَبَيْنَ الْعَدْلِ الْحَافِظِ الضَّابِطِ الْمَعْرُوفِ بِالْعِلْمِ بِالْآثَارِ " اهـ .[168]
وقال ايضا : " إِذْ كَانَ أَصْلُ الْمَذْهَبِ مِنْ إِحْدَاثِ الزَّنَادِقَةِ الْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ عَاقَبَهُمْ فِي حَيَاتِهِ عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَحَرَّقَ مِنْهُمْ طَائِفَةً بِالنَّارِ، وَطَلَبَ قَتْلَ بَعْضِهِمْ، فَفَرُّوا مِنْ سَيْفِهِ الْبَتَّارِ، وَتَوَعَّدَ بِالْجَلْدِ طَائِفَةً مُفْتَرِيَةً فِيمَا عُرِفَ عَنْهُ مِنَ الْأَخْبَارِ " اهـ .[169]
وكلام شيخ الاسلام في الرافضة معروف , ومشهور , ويكفي في معرفة بطلان مذهب الرافضة قراءة كتابه (( منهاج السنة النبوية )) الذي نسف فيه كتاب منهاج الكرامة لابن المطهر الحلي , وجاء فيه بما يبهر العقول , ويكشف عن سعة اطلاعه , وحسن بيانه , وفهمه الدقيق .
وقال الامام ابن القيم الحنبلي المتوفى في سنة 751هـ : " وَفِسْقُ الِاعْتِقَادِ كَفِسْقِ أَهْلِ الْبِدَعِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ، وَيُوجِبُونَ مَا أَوْجَبَ اللَّهُ، وَلَكِنْ يَنْفُونَ كَثِيرًا مِمَّا أَثْبَتَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، جَهْلًا وَتَأْوِيلًا، وَتَقْلِيدًا لِلشُّيُوخِ، وَيُثْبِتُونَ مَا لَمْ يُثْبِتْهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ كَذَلِكَ.
وَهَؤُلَاءِ كَالْخَوَارِجِ الْمَارِقَةِ، وَكَثِيرٍ مِنَ الرَّوَافِضِ، وَالْقَدَرِيَّةِ، وَالْمُعْتَزِلَةِ، وَكَثِيرٍ مِنَ الْجَهْمِيَّةِ الَّذِينَ لَيْسُوا غُلَاةً فِي التَّجَهُّمِ.وَأَمَّا غَالِيَّةُ الْجَهْمِيَّةِ فَكَغُلَاةِ الرَّافِضَةِ، لَيْسَ لِلطَّائِفَتَيْنِ فِي الْإِسْلَامِ نَصِيبٌ " اهـ .[170]
وقال ايضا : " وأما الرافضة فقدحهم وطعنهم في الأصل الثاني وهو شهادة أن محمدا رسول الله وإن كانوا يظهرون موالاة أهل بيت الرسول ومحبتهم قال طائفة من أهل العلم منهم مالك بن أنس وغيره هؤلاء قوم أرادوا الطعن في رسول الله فلم يمكنهم ذلك فطعنوا في الصحابة ليقول القائل رجل سوء كان له أصحاب سوء ولو كان رجلا صالحا لكان أصحابه صالحين " اهـ .[171]
وقال الامام ابن قدامة : " وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ الْجَرِّيُّ لَا تَأْكُلُهُ الْيَهُودُ. وَوَافَقَهُمْ الرَّافِضَةُ، وَمُخَالَفَتُهُمْ صَوَابٌ " اهـ .[172]
وقال في مسألة الصلاة خلف المبتدع المعلن ببدعته : " قَالَ الْأَثْرَمُ: قُلْت لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: الرَّافِضَةُ الَّذِينَ يَتَكَلَّمُونَ بِمَا تَعْرِفُ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، آمُرُهُ أَنْ يُعِيدَ " اهـ
.[173]
وقال الامام ابو محمد علي بن احمد بن حزم الظاهري المتوفى في سنة 456 هـ : " وَأما قَوْلهم فِي دَعْوَى الروافض تَبْدِيل الْقرَاءَات فَإِن الروافض لَيْسُوا من الْمُسلمين إِنَّمَا هِيَ فرق حدث أَولهَا بعد موت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِخمْس وَعشْرين سنة وَكَانَ مبدؤها إِجَابَة من خذله الله تَعَالَى لدَعْوَة من كَاد الْإِسْلَام وَهِي طَائِفَة تجْرِي مجْرى الْيَهُود وَالنَّصَارَى فِي الْكَذِب وَالْكفْر... اهـ .[174]
ونقل الخلال عن الامام ابو عبيد القاسم بن سلام المتوفى في سنة 244 هـ : " 795 - أخبرني الدوري قال سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام يقول عاشرت الناس وكلمت أهل الكلام وكذى فما رأيت أوسخ وسخا ولا أقذر قذرا ولا أضعف حجة ولا أحمق من الرافضة ولقد وليت قضاء الثغور فنفيت منهم ثلاثة رجال جهميين ورافضي أو رافضيين وجهمي وقلت مثلكم لا يساكن أهل الثغور فأخرجتهم // إسناده صحيح " اهـ .[175]
وقال الامام البخاري المتوفى في سنة 256 هـ : " «مَا أُبَالِي صَلَّيْتُ خَلْفَ الْجَهْمِيِّ والرَّافِضِيِّ أَمْ صَلَّيْتُ خَلْفَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، وَلَا يُسَلَّمُ عَلَيْهِمْ، وَلَا يُعَادُونَ، وَلَا يُنَاكَحُونَ، وَلَا يَشْهَدُونَ، وَلَا تُؤْكَلُ ذَبَائِحُهُمْ» وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: هُمَا مِلَّتَانِ: «الْجَهْمِيَّةُ، وَالرَّافِضيَّةُ» " اهـ .[176]
قال الامام ابو حفص عمر بن احمد بن شاهين المتوفى في سنة 385 : " وَأَنِّي بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ بِدْعَةٍ مِنْ قَدَرٍ، وَإِرْجَاءٍ، وَرَفْضٍ، وَنَصْبٍ، وَاعْتِزَالٍ " اهـ .[177]
وقال الامام ابو سعد السمعاني المتوفى في سنة 526 هـ : " والامامية تقول باستحقاق الامامة لعلي رضي الله عنه ولا يرون للمفضول شيئا ولا يصححون إمامة الشيخين رضي الله عنهما، واجتمعت الامامية على تضليل الصحابة حيث جعلوا الامامة لغير علي، واجتمعت الامة على تكفير الامامية لانهم يعتقدون تضليل الصحابة وينكرون إجماعهم وينسبونهم إلى مالا يليق بهم " اهـ .[178]
548 - تاريخ نجد – السيد ابو المعالي محمود شكري الالوسي – ص 106 .
549 - رسالة في الرد على الرافضة – محمد بن عبد الوهاب - ج 1 ص 32 – 33 .
550 - الرسائل الشخصية – محمد بن عبد الوهاب - ج 1 ص 161 .
551 - الرسائل الشخصية – محمد بن عبد الوهاب - ج 1 ص 150 .
552 - الرسائل الشخصية – محمد بن عبد الوهاب - ج 1 ص 70 .
553 - الأم – محمد بن ادريس الشافعي - ج 7 ص 273
554 - الرسالة – محمد بن ادريس الشافعي - ج 1 ص 34 .
555 - جامع بيان العلم وفضله – أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر- ج 1 ص 759 .
556 - جامع بيان العلم وفضله – أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر- ج 2 ص 902 .
557 - اللمع في أصول الفقه – ابو اسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي - ص 3 .
558 - البرهان – ابو المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني - ج 2 ص 178 .
559 - أصول البزدوي – علي بن محمد البزدوي - ج 1 ص 5 .
560 - الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار - يحيى بن أبي الخير العمراني - ج 1 ص 102 .
561 - فتح الباري – احمد بن علي بن حجر - ج 4 ص 366 .
562 - الرسائل الشخصية - محمد بن عبد الوهاب - ج 1 ص 1 – 4 .
563 - الشريعة - محمد بن الحسين الآجري - ج 2 ص 201 .
564 - العقيدة - أحمد بن حنبل - ج 1 ص 65 .
565 - الصفات - أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ عُمَرَ بنِ أَحْمَدَ الدارقطني – ص 41 .
566 - شرح السنة – أَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ خَلَفٍ البربهاري – ص 24 .
567 - سنن الترمذي – ابو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي – ج 4 ص 273 .
568 - سنن الترمذي – ابو عيسى محمد بن عيسى الترمذي – ج 2 ص 43 – 44 .
569 - رسالة الإمام السجزي – ابو نصر عبيدالله بن سعيد السجزي - ص 20 .
570 - سير اعلام النبلاء - أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي - ج 18 ص 283 – 284 , وتذكرة الحفاظ - أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي - ج 3 ص 225 .
571 - اعتقاد أهل السنة – ابو القاسم هبة الله بن الحسن اللالكائي - ج 1 ص 176 – 179 .
572 - اثبات صفة العلو – موفق الدين عبد الله بن أحمد بن محمد ابن قدامة المقدسي – ج 1 ص 125 – 126 .
573 - خلق افعال العباد – محمد بن اسماعيل البخاري – ص 31 .
574 - اعتقاد أهل السنة – ابو القاسم هبة الله بن الحسن اللالكائي – ج 2 ص 267 .
575 - الرسائل الشخصية – محمد بن عبد الوهاب - ص 20
576 - الرسائل الشخصية – محمد بن عبد الوهاب - ص 62 .
577 - الدرر السنية في الكتب النجدية – تحقيق عبد الرحمن بن محمد بن قاسم - ج 1 ص 102 - 104 .
578 - الرسائل الشخصية – محمد بن عبد الوهاب - ص 10 .
579 - سير اعلام النبلاء - أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي - ج 10 ص 79 – 80 .
580 - الفصل في الملل والأهواء والنحل – علي بن احمد بن سعيد بن حزم – ج 3 ص 141 .
581 - مسائل لخصها الشيخ محمد بن عبد الوهاب من كلام بن تيمية - ص 51 .
582 - مختصر زاد المعاد – محمد بن عبد الوهاب –ص 276 .
583 - مختصر زاد المعاد – محمد بن عبد الوهاب – ص 296 .
584 - مختصر السيرة – محمد بن عبد الوهاب – ص 321 .
585 - صحيح مسلم – بَابُ ذِكْرِ الْخَوَارِجِ وَصِفَاتِهِمْ - ج 2 ص 745 .
586 - الرسائل الشخصية – محمد بن عبد الوهاب – ص 1 – 3 .
587 - علماء نجد – عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح آل بسام – ج 1 ص 154 .
588 - مشاهير علماء نجد وغيرهم - عبد الرحمن عبد اللطيف بن عبد الله - ص 27 .
589 - مختصر السيرة - محمد بن عبد الوهاب - ص 78 .
590 - مختصر السيرة - محمد بن عبد الوهاب - ج 1 ص 126 - 127 .
591 - مختصر السيرة - محمد بن عبد الوهاب - ص 140 .
592 - الرسائل الشخصية – محمد بن عبد الوهاب – ص 170 .
593 - الاعتقادات في دين الإمامية - الصدوق - ص 110 .
594 - أوائل المقالات - المفيد - ص 49 .
595 - أوائل المقالات - المفيد - ص 41 – 42 .
596 - بحار الأنوار - المجلسي - ج 37 ص 34 .
597 - الحدائق الناضرة – يوسف البحراني - ج 5 ص189 .
598 - الحدائق الناضرة – يوسف البحراني - ج 5 ص189 .
599 - الإثنا عشرية - الحر العاملي - ص 163 .
600 - الإثنا عشرية - الحر العاملي - ص 15 .
601 - طرائف المقال - علي البروجردي - ج 1 ص 122 .
602 - بحار الأنوار - المجلسي - ج 4 ص 123 .
603 - مصباح الفقاهة - الخوئي - ج 1 ص 631 – 632 .
604 - محصل افكار المتقدمين والمتأخرين – الرازي – ص 249 – 250 .
605 - مستدركات علم رجال الحديث - علي النمازي الشاهرودي - ج 8 ص 514 .
606 - قاموس الرجال - محمد تقي التستري - ج 9 ص 110 .
607 - الانوار النعمانية – نعمة الله الجزائري - ج 2 ص 123 – 124 .
608 - مستدركات علم رجال الحديث - علي النمازي الشاهرودي - ج 1 ص 306 .
609 - السنة للخلال – تحقيق : د عطية الزهراني – ج 1 ص 45 .
610 - الانوار النعمانية – نعمة الله الجزائري - ج 2 ص 222 – 223 .
611 - لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث – علي الوردي – ج 1 ص 43 .
612 - الانوار النعمانية – نعمة الله الجزائري - ج 2 ص 191 .
613 - الانوار النعمانية – نعمة الله الجزائري - ج 2 ص 191 .
614 - الانوار النعمانية – نعمة الله الجزائري - ج 2 ص 192 .
615 - الانوار النعمانية – نعمة الله الجزائري – ج 1 ص 80 .
616 - الفوائد الرجالية - بحر العلوم - ج 4 – هامش لمحمد صادق بحر العلوم حسين بحر العلوم - ص 15 .
617 - طرائف المقال - علي البروجردي - ج 2 ص 241 .
618 - الإثنا عشرية - الحر العاملي - ص 32 .
619 - مستدرك الوسائل – النوري الطبرسي - ج 12 ص 323 .
620 - الحدائق الناضرة – يوسف البحراني - ج 18 ص 164 .
621 - الإثنا عشرية - الحر العاملي - ص 14 .
622 - شرح إحقاق الحق - المرعشي - ج 2 ص 5 .
623 - بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة ـ محمد تقي التستري – ج 5 ص 273 .
624 - نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت – الكركي - ص 124 .
625 - الانوار النعمانية – نعمة الله الجزائري - ج 2 ص 212
626 - الانوار النعمانية – نعمة الله الجزائري – ج 2 ص 27 .
627 - الانوار النعمانية – نعمة الله الجزائري – ج 1 ص 11 .
628 - تاريخ الدولة الصفوية في ايران - د محمد سهيل طقوش - ص 54 – 55 .
629 - لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث – علي الوردي – ج 1 ص 43 .
630 - لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث – علي الوردي – ج 1 ص 58 .
631 - حياة المحقق الكركي - محمد الحسون - ص 35 .
632 - حياة المحقق الكركي - محمد الحسون - ص 58 .
633 - بحار الانوار – المجلسي - ج 52 ص 243 .
634 - بحار الانوار – المجلسي - ج 41 ص 301 .
635 - روضات الجنات في احوال العلماء والسادات –محمد باقر الموسوي الخوانساري الاصبهاني – ج 6 ص 279 – 280 .
636 - طرائف المقال - علي البروجردي - ج 2 - ص 447 – 448 , وروضات الجنات –الخوانساري – ج 6 ص 293 .
637 - جواهر الكلام - الجواهري - ج 22 ص 62 – 63 .
638 - تتميم أمل الآمل - عبد النبي القزويني - ص 137 – 138 .
639 - الحدائق الناضرة - البحراني - ج 3 ص 405 – 406 .
640 - بحار الأنوار - المجلسي - ج 8 - ص 361 .
641 - بحار الانوار- المجلسي - ج 66 ص 4 .
642 - الكافي – الكليني - ج1 ص223 – 224 , قال المجلسي في مرآة العقول – حسن – ج 3 ص 14 .
643 - مرآة العقول – محمد باقر المجلسي - ج 3 ص 15 .
644 - الحدائق الناضرة - يوسف البحراني - ج 1 ص 110 .
645 - الفصول المهمة في أصول الأئمة - الحر العاملي - ج 1 ص 575 – 577 .
646 - الكافي – الكليني - ج 3 ص 37 , وقال المجلسي عن الرواية في مرآة العقول – صحيح – ج 15 ص 255 .
647 - مرآة العقول – محمد باقر المجلسي – ج 15 ص 255 .
648 - الكافي – الكليني – ج 2 ص 410 , وقال المجلسي عن الرواية في مرآة العقول – موثق – ج 11 ص 219 .
649 - الكافي – الكليني – ج 2 ص 410 , وقال المجلسي عن الرواية في مرآة العقول – موثق – ج 11 ص 220 .
650 - الكافي – الكليني – ج 1 ص 546 , وقال المجلسي عن الرواية في مرآة العقول – حسن – ج 6 ص 278 .
651 - الكافي – الكليني – ج 8 ص 285 .
652 - تفسير العياشي - محمد بن مسعود العياشي - ج 2 ص 218 .
653 - كامل الزيارات - جعفر بن محمد بن قولويه - ص 317 , ومعاني الأخبار - الصدوق - ص 391 – 392 , ومن لا يحضره الفقيه - الصدوق - ج 2 - ص 580 .
654 - روضة المتقين – محمد تقي المجلسي - ج5 ص 381 .
655 - الحدائق الناضرة - البحراني - ج 12 ص 445 .
656 - الحدائق الناضرة - البحراني - ج 18 - هامش ص 155 .
657 - من لا يحضره الفقيه - الصدوق - ج 2 ص 580 .
658 - من لا يحضره الفقيه - الصدوق - ج 2 - هامش ص 580 .
659 - من لا يحضره الفقيه - الصدوق - ج 2 ص 214 .
660 - روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه – محمد تقي المجلسي - ج 4 ص 69 .
661 - الحدائق الناضرة - يوسف البحراني - ج 22 ص 204 .
662 - مصباح الفقاهة - الخوئي - ج 1 ص 503 – 504 .
663 - الينابيع الفقهية - علي أصغر مرواريد - ج 34ق1 - ص 56 .
664 - صراط النجاة - جواد التبريزي - ج 2 ص 438 .
665 - مستمسك العروة - محسن الحكيم - ج 10 - شرح ص 226 .
666 - مدارك الأحكام - محمد العاملي - ج 4 - شرح ص 65 .
667 - مناهج الأحكام - الميرزا القمي - ص 58 .
668 - كتاب الصوم - الخوئي - ج 1 - شرح ص 425 .
669 - تحرير الوسيلة - الخميني - ج 1 ص 79 .
670 - كتاب الطهارة – الخوئي – ج 2 ص87 .
671 - كتاب الطهارة - الخوئي - ج 2 - شرح ص 63 .
672 - رياض المسائل - علي الطباطبائي - ج 8 ص 67 – 68 .
673 - المكاسب المحرمة - الخميني - ج 1 ص 249 – 252 .
674 - المقنعة - المفيد - ص 85 .
675 - تهذيب الأحكام - الطوسي - ج 1 ص 335 .
676 - وسائل الشيعة - الحر العاملي - ج 3 ص 69 – 70 .
677 - كتاب الطهارة - الخوئي - ج 9 - شرح ص 94 – 96 .
678 - الانتصار - الشريف المرتضى - ص 217 .
679 - منتهى المطلب - الحلي - ج 1 ص 522 .
680 - مصباح الفقيه - آقا رضا الهمداني - ج 3 ص 104 .
681 - تحرير الأحكام – الحسن بن منصور بن المطهر الحلي - ج 5 ص 246 .
682 - كتاب المكاسب - الأنصاري - ج 2 ص 118 – 119 , و منهاج الفقاهة - محمد صادق الروحاني - ج 2 ص 228 .
683 - صراط النجاة - جواد التبريزي - ج 1 ص 447 – 448 .
684 - الكفاية في علم الرواية – ابو بكر احمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي - ص 126 .
685 - اعتقاد أهل السنة – ابو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور اللالكائي - ج 4 ص 409 .
686 - شرح فتح القدير - محمد بن عبد الواحد الكمال ابن الهمام السيواسي - ج1 ص 350 .
687 - تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق - فخر الدين عثمان بن علي الزيلعي - ج 1 ص 134 .
688 - رد المحتار على الدر المختار- محمد أمين بن عمر بن عابدين - ج 2 ص 292 .
689 - السنة – ابو بكر أحمد بن محمد الخلال بتحقيق د. عطية الزهراني - ج 3 ص 493 .
690 - حلية الأولياء - أحمد بن عبد الله بن أحمد الاصبهاني – ج 6 ص 327 .
691 - تفسير القرطبي - محمد بن أحمد بن أبي بكر القرطبي – ج 16 ص 297 .
692 - تفسير ابن كثير – ابو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير – ج 7 ص 362 .
693 - منهاج السنة النبوية –احمد بن عبد الحليم بن تيمية – ج 1 ص 60 .
694 - تفسير القرطبي - محمد بن أحمد بن أبي بكر القرطبي – ج 6 ص 91 .
695 - الشفا بتعريف حقوق المصطفى – ابو الفضل عياض بن موسى اليحصبي - ج 2 ص 616 .
696 - الكفاية في علم الرواية – ابو بكر احمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي - ص 126 .
697 - التبصير في الدين – ابو المظفرطاهر بن محمد الأسفراييني- ص 41 .
698 - الفرق بين الفرق – ابو منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي– ج 1 ص 350 – 351 .
699 - الإبهاج – تقي الدين أبو الحسن علي بن عبد الكافي السبكي وولده تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب - ج 2 ص 364 .
700 - شرح صحيح مسلم – أبو زكريا يحيى بن شرف الشافعي النووي – ج 1 ص 101 .
701 - شرح صحيح مسلم – أبو زكريا يحيى بن شرف الشافعي النووي – ج 1 ص 203 – 204 .
702 - شرح صحيح مسلم – أبو زكريا يحيى بن شرف الشافعي النووي – ج 1 ص 210 .
703 - شرح صحيح مسلم – أبو زكريا يحيى بن شرف الشافعي النووي – ج 2 ص 22 .
704 - شرح صحيح مسلم – أبو زكريا يحيى بن شرف الشافعي النووي – ج 9 ص 143 .
705 - شرح صحيح مسلم – أبو زكريا يحيى بن شرف الشافعي النووي – ج 13 ص 141 .
706 - شرح صحيح مسلم – أبو زكريا يحيى بن شرف الشافعي النووي – ج 3 ص 160 .
707 - شرح صحيح مسلم – أبو زكريا يحيى بن شرف الشافعي النووي – ج 15 ص 154 – 155 .
708 - فتح الباري – ابو الفضل شهاب الدين احمد بن علي بن حجر العسقلاني الشافعي - ج 7 ص 495 .
709 - فتح الباري – ابو الفضل شهاب الدين احمد بن علي بن حجر العسقلاني الشافعي - ج 9 ص 65 .
710 - فتح الباري – ابو الفضل احمد بن علي بن حجر العسقلاني الشافعي - ج 13 ص 208 .
711 - السنة – ابو بكر أحمد بن محمد الخلال بتحقيق د. عطية الزهراني - ج 3 ص 493 .
712 - المغني - موفق الدين عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي الحنبلي - ج 2 ص 416 .
713 - شرح السنة - أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري - ص 120 .
714 - تلبيس إبليس - جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي الجوزي - ج 1 ص 89 .
715 - منهاج السنة النبوية –ابو العباس احمد بن عبد الحليم بن تيمية – ج 1 ص 8 .
716 - منهاج السنة النبوية – تقي الدين احمد بن عبد الحليم بن تيمية – ج 1 ص 11 .
717 - مدارج السالكين - أبو عبدالله محمد بن أبي بكر بن قيم الجوزية الحنبلي - ج 1 ص 369 .
718 - الصواعق المرسلة - محمد بن أبي بكر بن قيم الجوزية الحنبلي - ج 4 ص 1405 .
719 - المغني - موفق الدين عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي الحنبلي - ج 9 ص 426 .
720 - المغني - موفق الدين عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي الحنبلي - ج 2 ص 137 .
721 - الفصل في الملل والأهواء والنحل - ابو محمد علي بن احمد بن حزم الظاهري - ج 2 ص 65 .
722 - السنة – ابو بكر أحمد بن محمد الخلال بتحقيق د. عطية الزهراني - ج 1 ص 499 - 500 .
723 - خلق أفعال العباد - محمد بن اسماعيل البخاري - ج 1 ص 35 .
724 - شرح مذاهب أهل السنة - ابو حفص عمر بن احمد بن شاهين - ص 321 .
725 - الأنساب – عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني – ج 3 ص 188 .