أثارت مغادرة السفير الإيراني سيد حسين نامصنعاء بصورة مفاجئة مؤخرا مع طاقم سفارته إلى بلاده، تساؤلات عديدة في الشارع اليمني، تزامنا مع حشد التحالف العربي آلاف الجنود بالأسلحة الثقيلة في محافظة مأرب، تحضيرا لخوض معركة "تحرير صنعاء".
ويرى محللون أن مغادرة السفير الإيراني كانت "فرارا" من صنعاء التي لم يُخف بعض المسؤولين في طهران احتفاءهم بالسيطرة غير المباشرة عليها، في حين بررت المتحدثة باسم خارجية إيران مرضية أفخم مغادرة السفير بالقول إنه "عاد الأحد الماضي إلى البلاد لقضاء عطلته السنوية".
واللافت أن مغادرة السفير الإيراني جاءت إثر اتهام وزير الخارجية اليمني رياض ياسين سفارة طهران بأنها تحولت إلى "مركز عمليات حربية للحوثيين"، وقال في تصريحات صحفية إن السفارة الإيرانية تقدم الدعم المالي والاستخباراتي والاستشارات العسكرية للحوثيين.
|
التحالف يحشد قواته في مأرب استعدادا لمعركة صنعاء (رويترز) |
وكانت مصادر يمنية ذكرت أن مغادرة السفير كانت تهدف لتهريب قيادات حوثية إلى طهران، ولم تستبعد أن يكون بينهم قائد الحوثيين عبد الملك الحوثي الذي غاب عن المشهد منذ أشهر، وسط تضارب أنباء عن مصيره الذي يكتنفه الغموض.
وتزامن خروج السفير بحسب محللين يمنيين مع مغادرة السفير الروسي للعاصمة اليمنية، التي تشهد باستمرار قصفا من طائرات التحالف العربي، مضيفين أن الحوثيين هرّبوا عائلاتهم إلى مسقط وبيروت وطهران.
وكان الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح قد أخرج عائلته إلى خارج اليمن، كما غادر أفراد من عائلات أقاربه الموجودين منذ أشهر في الإمارات ولبنان ومصر، بينما تتوقع مصادر يمنية أن "يبحث صالح نفسه عن فرصة للخروج الآمن من اليمن، حتى لا يلقى مصير العقيد الليبي الراحل معمر القذافي".
ومع اشتداد غارات التحالف العربي ضد معسكرات قوات صالح والحوثيين، تضطر مئات الأسر إلى النزوح أيضا من صنعاء.
|
التميمي: الحوثيون فشلوا في أن يكونوا جزءا من العملية السياسية (الجزيرة) |
فشل الانقلاب
وتعليقا على مغادرة السفيرين الإيراني والروسي، قال المحلل السياسي ياسين التميمي للجزيرة نت "إن ذلك يؤشر إلى قرب انتقال صنعاء إلى عهدة التحالف العربي، فمن سفارة إيران تمت إدارة فوضى شاملة في اليمن بهدف التمكين الطائفي للحوثيين".
ورأى التميمي أن معركة صنعاء باتت وشيكة، وأن الإيرانيين يدركون جيدا أن قبضة الحوثي وصالح على صنعاء ضعفت، مما يعني أن "اللعبة انتهت".
واعتبر أن الحوثيين فشلوا في أن يكونوا جزءا من العملية السياسية، وأنهم ألقوا باليمن في الحضن الإيراني، مما شكّل اختراقا إستراتيجيا للسعودية من خاصرتها الجنوبية ودفعها لإنقاذ اليمن، بحسب قوله.
ويعتقد الكثير من سكان صنعاء أن الشهر الجاري سيشهد نهاية السيطرة الحوثية وزوال انقلابهم، وأنها قد تتزامن مع عيد الأضحى المبارك، وأن مليشيا الحوثيين تعيش ساعاتها الأخيرة، حيث قبلت مؤخرا بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216، وستبدأ الأسبوع المقبل مشاورات مع حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي لوضع آلية لتنفيذ القرار الأممي، وفقا لإسماعيل ولد الشيخ مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة.