مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية ومجلس خبراء القيادة في إيران، قامت قوات التعبئة الشعبية الإيرانية (الباسيج) التابعة للحرس الثوري الإيراني، بمناورة استخباراتية-أمنية يومي الأربعاء والخميس الماضيين في طهران.
وقد شارك في المناورات التي كانت تهدف إلى "الحفاظ على تنظيم قوات الباسيج"، حوالي 50 ألفا من قوات الميليشيات الحكومية.
وكان الملفت في هذه المناورة، حضور العنصر النسائي من أعضاء "الباسيج" حيث النساء من قوات التعبئة قلما يشاركن في مناورات علنية في الشوارع.
و"الباسيجيات" قمن بحركات بهلوانية وهجومية ودفاعية في شوارع العاصمة الإيرانية طهران، ويبدو من خلال هذه المناورة أنهن يستعددن لأي احتجاجات محتملة في المستقبل.
وأعلن نائب عمليات معسكر ثارالله لقوات الباسيج في طهران، أن المناورات جاءت بإيعاز من المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي.
وفي اليوم الثاني من المناورات، صرح نائب قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي في خطاب له بعد انتهاء المناورات في إشارة إلى الاتفاق النووي: "نحن نرصد التحركات الأميركية يوميا، ونترصد الفرصة كي نستهدف جميع المصالح الاقتصادية والسياسة الأميركية في حال بدر منها ما يزعجنا".
المناورات وإضفاء الجو الأمني
ولكن بعض المصادر الصحافية والسياسية الإيرانية تؤكد أن الحرس الثوري ومن خلال هذه المناورات في شوارع العاصمة يرنو إلى إضفاء أجواء أمنية على البلاد وبالتحديد على طهران، وذلك على خلفية تأكيد رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني أكبر هاشمي رفسنجاني عن نيته الترشح في انتخابات مجلس خبراء القيادة، وأيضا احتمال ترشح حسن خميني، حفيد مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية في انتخابات مجلس الخبراء، حيث يتمتع بسلطة تعيين أو حذف المرشد الأعلى أي الولي الفقيه في البلاد.
الشخصيتان تحظيان بدعم من الإصلاحيين في إيران، وقد بدأ الإصلاحيون تحركاتهم الانتخابية بصورة مبكرة، وكان آخره الإعلان عن تأسيس حزب "اتحاد الشعب الإيراني" بمشاركة عدد كبير من الشخصيات الإصلاحية التي كانت قد أقصيت من السلطة ومن النشاط السياسي أيضا في عهد الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد. وقد قامت السلطات الأمنية باستدعاء بعض قادة الحزب الجديد فور الإعلان عن تأسيسه.
يذكر أن هاشمي رفسنجاني يخضع لضغوط كبيرة من جانب النظام في إيران، وكان آخره سجن نجله مهدي هاشمي الذي حكم عليه بالحبس لمدة 10 أعوام بعد إدانته في قضايا تتعلق "بالأمن القومي" وكذلك بـ"الاحتيال والتزوير واختلاس الأموال".
وكان موقف هاشمي رفسنجاني الرافض لقمع الاحتجاجات الحاشدة التي شهدتها إيران بعيد الانتخابات الرئاسية في عام 2009 أثار غضب النظام الإيراني، ما تسبب في حرمانه من إمامة صلاة الجمعة في طهران.
أما بالنسبة لمواقف حسن خميني حفيد، مؤسس النظام، فيرفضها التيار المتشدد الموالي للمرشد، لأنه يدعم الإصلاحيين ويؤيد زعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي المرشحين المعترضين على نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2009 اللذين يقبعان تحت الإقامة الجبرية منذ حوالي 5 أعوام دون محاكمة.
يذكر أن قوات الباسيج، أي التعبئة الشعبية، كان لها الدور البارز والمؤثر في قمع احتجاجات عام 2009 التي راح ضحيتها العشرات من القتلى في المعتقلات، وسجن على إثرها المئات من المحتجين.