ندرات إرسنيل - صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس
بعد فتح الولايات المتحدة الامريكية الأبواب لطهران صرنا نرى اليوم أبواب أخرى تُشرع لها، فمن الشرق الى الغرب نرى صنابير الاقتصاد وقد بدأت تفتح من والى إيران، فالقبول الأمريكي أدى الى قبول أوروبي واسع غيّر خريطة الصراع في المنطقة، فطهران باتت اليوم لاعب أساسي في الشرق الأوسط تحسب كل الدول لها الحساب، فمع كل هذا هل أصبحت إيران منافس حقيقي لتركيا؟
في قراءتنا للبوصلة الفارسية نرى انها تتجه الى روسيا بكل وضوح، ففي الاتفاق الأخير بين الطرفين والذي كان بشأن صواريخ اس 300 قديمة الطراز رأينا الاقبال لكلا الطرفين، لكن توجه إيران الى صواريخ اس300 بدل صواريخ بالستية عابرة للقارات او ما يُشابهها من الأسلحة عالية المستوى نرى العكس تماما؛ الامر الذي يتركنا في حيرة متسائلين: ما الذي يدفع إيران لشراء مثل هذا الصاروخ في الوقت الذي وجدت الكثير من الدول حلا له؟ قد يكون السبب هو الحقيقة لما وراء هذا الصاروخ، فإيران تضع نصب اعينها شراء علاقة قوية مع الدب الروسي.
في سياق العلاقات الدولية لطهران نرى ان مسلسل إعادة فتح السفارات الإيرانية او حتى سفارات الدول في إيران قد بدا فعلا، وكان اول البادئين هو إنجلترا، فقد قام الأخير بإعادة فتح السفارة الإيرانية؛ وعلّق بإيجابية كبيرة على الدور الإيراني والانتخابات الإيرانية التي افرزت روحاني، كما وأثنى على الاتفاق النووي الإيراني. نتوقع ان تسير باقي الدول الغربية على خطى إنجلترا، فألمانيا مرشحة لان تكون التالي، لكن في حال باشرت الولايات المتحدة الامريكية بفتح السفارة فان الأوضاع ستكون مختلفة تماما. وفي نفس السياق عاينا زيارة المالكي الرئيس السابق للعراق الى لإيران والتي جاءت بعد فضائح تسليم الموصل لداعش، وتأتي زيارته أيضا في سياق دعم إيران على المنافس تركيا من يتهمها بمساعدة داعش!
في 11 من الشهر الجاري كان مقررا ان تكون زيارة وزير الخارجية الإيراني لتركيا، لكن الزيارة ابطلت لاحقا بحجة ان الأخير لا يملك الوقت! فما هو السبب الحقيقي لعدم قدومه؟ في الحقيقة وفي هذا الحدث ما كان يجب ان نسأله: ليس الى اين اراد يأتي؟ وانما الى اين ذهب بدل ان يأتي الى تركيا؟ فبدل ان يتوجه وزير الخارجية الإيراني الى تركيا، اعتذر للأخير وقرر ان يتجه الى لبنان ويقابل حسن نصر الله قائد وزعيم حزب الله اللبناني، ثم اتبع زيارته الى الأسد والنظام السوري. فهل تعتبر زياراته هذه زيارات استفزازية؟ وهل تُظهر المنافسة التركية الإيرانية في الشرق التوسط؟
في طرف اخر من الصورة نرى ان إيران لا تريد بارزاني في إقليم شمال العراق؛ لأنه قريب من تركيا، وانما تريد من يكون قريب اليها. وفي نفس السياق نرى إيران وقد رفعت علمها على جبل قنديل واعلنته جزا من أراضيها، والا فما معنا تصريحات رئيس الجمهورية الإيراني روحاني بان جبل قنديل هو جزء من إيران؟ واي الحقيقتين نصدق؟ الأولى التي تقول بان إيران عدو لحزب العمال الكردستاني بادعاء طهران بان الحزب قام بقتل 20 من جنودها، ام الحقيقة الثانية التي تقول بان العلاقة بين الاثنين على أفضل حال!
كثيرة هي تحركات إيران في ساحة الشرق الأوسط؛ فبين الخط الافقي من طهران الى قبرص مرورا بالعراق وسوريا ولبنان، والخط العمودي بين تركيا واليمن مرورا بالمملكة العربية السعودية، فمن هو الفائز والمستفيد من موازنات الساحة السياسية وتقلبات الموازين؟
ندرت أرسنال
كاتب في صحيفة يني شفق