بقلم: أفرايم هراره
نظام آيات الله هو ظلامي، مطلق ومخل بحقوق الانسان: تعتبر ايران واحدة من الدول العشرة الاكثر قمعة للحريات الصحفية، ولا توجد أيضا حرية دينية، والنساء ملزمات دينيا بوضع النقاب. ومعارضة النظام مقموعة. الاقليات الغير شيعية تتعرض للتمييز. من بداية العام قتل حوالي 700 شخص. ونظرية الخميني التي تطبقها ايران هي تصدير الثورة الاسلامية من خلال فروع خارجية مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن. وجوهر الثورة هو تعجيل وصول المهدي الذي هو الامام الـ 12 الذي سيأتي ويفرض الاسلام الشيعي على الانسانية جمعاء.
كيف أن العالم المتحضر يوقع على اتفاق مع دولة تسعى الى السيطرة بالعنف على العالم وتخل بكافة شروط حقوق الانسان والشعوب؟ الادعاء بان الرئيس روحاني معتدل غير واقعي والدليل انه بعد توقيع الاتفاق فورا سافر الى مدينة مشهد المقدسة التي فيها قبر الامام الخميني. وفي هذا القبر موجودة وصية الخميني التي تؤيد القناعة الامبريالية للشيعة المقاتلة. دليل آخر من بين أدلة كثيرة عمرها 30 عاما، هو تأييد روحاني للعملية الدموية ضد مباني المارينز في بيروت عام 1983 حيث قتل مئات الجنود الامريكيين.
نحن نشهد تهادن الغرب امام النظام الايراني، وكذلك اندفاع رؤساء حكومة ووزراء اقتصاد من أجل الحجيج في طهران وعلى رأسهم وزير الاقتصاد الالماني ورئيس حكومة فرنسا، حيث لا تعيق مواقف آيات الله اللاسامية ذلك أبدا. خلال اسبوعين وقعت صفقات مع دول اوروبا بأكثر من ملياري دولار.
لماذا نشكو؟ فقد وقعنا اتفاقيات مع فتح، التي تنادي علنا بمحو اسرائيل عن الخريطة، وتمحي اسرائيل عن كافة خرائط الكتب التعليمية. التصديق الكاذب في الحالتين هو انه في السياسة كما في السياسة، يجب الفصل بين الاخلاق وبين المصالح. هذه نظرية ميكافيلي على قدم واحدة. ولكن ايضا السياسة الواقعية تقتضي بعدم توقيع اتفاق مع ايران. وقد أوصى ميكافيلي نفسه بالاستناد على تحليل سياسة الامبراطورية الرومانية: “بنظرة الى المستقبل، من الاسهل معالجة المشكلة الالية، واذا تركت سيكون من الصعب معالجتها لاحقا”.
الاتفاق ليس ثمرة تجار البزار الفارسي فقط وانما تطبيق لاوامر مؤسسي الاسلام: حسب صلح الحديبية فان اتفاق لعشر سنوات قام محمد بالاخلال به بعد سنتين حيث تمكن من احتلال مكة، الاتفاق بالاسلام الارثوذكسي ما هو الا مرحلة مؤقتة سيتم الاخلال به في لحظة توفر القوة الكافية. على اسرائيل أن تشدد على الاهانة الاخلاقية النابعة من مجرد التوقيع مع دولة تطمح للسيطرة على العالم ككل.
اسرائيل اليوم 5/8/2015
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video