بعد هجوم الشيعة طوال الفترة الماضية على الإمام أحمد الطيب، شيخ الأزهر، واتهامه بدعم تنظيم «داعش» الإرهابى، وذلك لمواقفه بداية من بيانه ضد الحشد الشيعى واتهامه بإبادة السنة فى العراق، وانتهاءً ببرنامجه فى رمضان «الصحابة» الذى حذر فيه من محاولات إخراج الشباب من المذهب السنى فى إشارة إلى «التشيع»، تراجع الشيعة من الهجوم إلى الود، وذلك فى رسالة بعثها أحد علماء «قم»، ووصلت إلى «البوابة» عبر حيدر قنديل، منسق ائتلاف الشباب الشيعى فى مصر. بعث بالرسالة حبيب غريب، أحد علماء الشيعة فى مدينة قم الإيرانية، تحت عنوان «العتب الجميل»، حيث ذكر شيخ الأزهر بمواقفه السابقة فى دعم مسألة التقريب بين السنة والشيعة، وزياراته إلى إيران، وإعجابه ببعض علمائها وكتابتهم. وقال: «كنت أتردد أن آخذ اليراع بيدى لأوجه إليكم هذه الرسالة نظرا إلى أننى طالب علم وغاية ما يمكننى أن أفتخر به من العناوين أننى داعيةٌ إلى وحدة الأمة وتقارب أبنائها فى الفكر والعمل، وسماحتكم شيخ الأزهر بكل ما تحمله هذه الكلمة من المسئوليات والمكانة العلمية والدينية والاجتماعية فى مؤسسة دينية تعتبر منارةً للمسلمين فى أصقاع الأرض، وفى بلد عريق، وهذا الذى جعلنى أتردد فى توجيه الرسالة، ولكن لِما أعرفه من التواضع وحسن الخلق فيكم وكذلك للثقل الذى أشعر به من مسئولية النصيحة لأئمة المسلمين قررت أن أكتب هذه الرسالة لأهدى إليكم مرفقا بها كتاب أعتبره من أكبر الوثائق فى لم شمل الأمة ونبذ فرقتها ألا وهو كتاب (حرمة تكفير المسلمين والإساءة إلى مقدسات الأمة الإسلامية فى فتاوى وآراء مراجع الدين والعلماء المسلمين الشيعة)، الذى جمع بين طياته فتاوى أكثر من عشرين فقيها ومرجعا من علماء أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام». وأضاف: «عملت لفترة قصيرة خبيرا فى العلاقات الدولية فى القسم الخاص بالقارة الأفريقية والعالم العربى فى مكتب الشيخ الدكتور محمد حسن زمانى مساعد مدير الحوزات العلمية فى إيران، وكان هو المستشار الثقافى الإيرانى الأسبق لمكتب رعاية المصالح الإيرانية فى القاهرة وهو من أصدقائكم كما تعلمون وكان يعتبر من الشخصيات البارزة فى توطيد العلاقات الثقافية بين إيران ومصر، وجمعته بكم لقاءات عديدة أنتم تذكرونها بالطبع، وهو الذى عرفنى بشخصكم الكريم وإخلاصكم ومدى ثقافتكم وسعة أفقكم فى دراسة المدارس الفكرية الإسلامية وغير الإسلامية، وهو الذى ذكر لى أنكم ممن قرأتم كتب العبقرى الشهيد محمد باقر الصدر رحمة الله عليه وترون فيه مفكرا عظيما وتشيدون بمشروعه وقد قرأت كتابكم (التراث والتجديد مناقشات وردود)». وتابع: «وبعد أن تقلدتم منصب شيخ الأزهر كنت أتابع تصريحاتكم ومواقفكم وقد عقدنا الأمل بكم وبمشروعكم الإصلاحى لإعادة الأزهر الشريف إلى مكانته المنشودة والرائدة فى العالم الإسلامي، وتأكدت لنا هذه الرؤية عندما قرأنا فى المواقع الإخبارية تصريحاتكم الوحدوية فى دفع الشبهات عن المسلمين وأهل القبلة فى المذاهب الإسلامية مثلما كتبتم فى الرد على الدكتور الداعية السعودى أحمد بن سعد بن حمدان الحمدان الغامدى أستاذ الدراسات العليا بقسم العقيدة بجامعة أم القرى الذى استنكر على علماء الأزهر الاعتراف بالمذهب (الإثنا عشري) وجعله مذهبا فقهيا كبقية مذاهب الأمة، ورددتم عليه بالقول بأن (السنة والشيعة هما جناحا الأمة الإسلامية)، وقرت أعيننا برفضكم القاطع لتكفير الشيعة وتأكيدكم بأنكم تصلون وراءهم، وقد قرأت بعض الرسائل المتبادلة بينكم وبين مراجع وفقهاء فى إيران، وشعرت بأن صفحةً جديدةً بدأت تفتح فى مسيرة وحدة الأمة الإسلامية، وكنا نشعر عبر مواقفكم بحساسيتكم البالغة على بقاء صرح الأزهر الشريف بعيدا عن التيارات التكفيرية التى تقتات من خارج مصر». البوابة
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video