الأحد, 05 تموز/يوليو 2015
طهران- مراسل الإمارات عقب الثورة الشعبية ضد الشاه، والتي سميت فيما بعد "بالثورة الخمينية"، اشتدت معانات أهل السنة في إيران، وذلك جراء سياسية التمييز الطائفي، التي تمارس ضدهم، على الأصعدة الدينية، السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية، ضد هذه الشريحة من المجتمع الإيراني، وقد تركت هذه السياسة آثارها على أهل السنة، وجعلتهم محرومين من المشاركة في إدارة شئونهم، و أبعدتهم عن المشاركة في أمور الدولة عامة، بل إن اضطهاد شيعة إيران لا يقف عند أهل السُنة فقط بل إن الإيراني لا يحب حتى الشيعي العربي ويراه تابع وهو متبوع.
وقضية أهل السنة في إيران من القضايا المنسية أو المغيبة رغم حجم ما يعانيه أهل السنة الذين يمثلون أكثر من ربع السكان الإيرانيين، أي حوالي 20 مليون نسمة، وسياسة الإقصاء والتهميش، بل والاضطهاد التي تمارسها الحكومة الإيرانية مع أهل السنة بلغت حداً يفوق الوصف، بداية من ملاحقة العلماء والخطباء والأئمة وتقييد حريتهم، ومنع كثير منهم من الخطابة والتدريس، بل قتل الرموز والقيادات المؤثرة وإغلاق المدارس الدينية والتضييق عليها وكذلك وضع قيود صارمة على بناء المساجد حتى في المناطق السنية، مثل شمال شرق إيران وكردستان وبلوشستان وعربستان، أما في العاصمة طهران التي يزيد السنة فيها على نصف مليون فلا يوجد جامع واحد لأهل السنة، بينما توجد معابد للزرادشتية والهندوسية ولليهود والنصارى وغيرهم من الطوائف. وبالنسبة للحقوق السياسية والمدنية فقد تعاملت معها الحكومة بمنطق المراوغة السافرة، ومع أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في خطوة غير مسبوقة عيَّن الشيخ السني محمد إسحاق المدني مستشاراً له لشؤون أهل السُّنة في إيران، غير أن المتابعين للواقع السياسي الإيراني يرون أن هذا التعيين مبادرة شكلية لن تغير من مجريات الأحداث شيئاً، لكن الرئيس في حاجة لها من أجل مواجهة بعض الضغوط الداخلية والخارجية، إن أهل السنة في إيران أحوج ما يكونون لتواصل ودعم إخوانهم من السنة من أجل كسر الطوق الذي يكاد يخنقهم.
أحوال أهل السنة لا شك أن أهل السنة قبل الثورة لم يكن لهم المزايا التي للشيعة سواء في الجانب السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي، لكن بعد استقرار( الآيات) بأشهر قليلة بدأت محنة من نوع مختلف لأهل السنة و الجماعة في إيران حيث قتل عدد كبير من علماء السنة بيد الحكومة وقد سلكت أساليب خبيثة في نشر التشييع بمناطق أهل السنة، وهذه أمثلة لحقائق ثابتة عن الظلم والاعتداء والتضييق على أهل السنة في إيران، ومن بينها: • أن الشيعة أحرار في نشر مذهبهم وعقائدهم وجميع شئونهم، وليس لأهل السنة شيء من ذلك، بل الحكومة تسعى أن ينقاد أهل السنة لمذهب الشيعة لأنهم يدركون بأن نشر عقيدة أهل السنة تعنى بطلان عقيدة الشيعة لمعرفة زعماء مذاهب الشيعة معرفة جيدة بأن حرية النشر لعقيدة أهل السنة تكشف للناس في العالم فساد عقيدتهم وأفكارهم ومخططاتهم ضد أهل السنة. • منذ بداية حكومة آيات الله حتى الآن يتكلمون في الداخل والخارج عن حرية أهل السنة في بيان العقائد و وجود المساواة و التسوية وعدم الفرقة بين أهل السنة و الشيعة، و هذا كله دجل وهم من وراء الستار يخططون لاستئصال وإبادة أهل السنة. • منع أئمة جوامع السنة من بيان عقائدهم على المنابر يوم الجمعة بينما لأئمة الشيعة حرية تامة في بيان عقائدهم بل والتعدي على عقائد أهل السنة. • حضور علماء الشيعة وأفراد من منظمة واواك ( وزارة استخبارات الحكومة) مساجد أهل السنة يوم الجمعة لمراقبة الخطب لتكون حسب ما يريدون عن سياسة الحكومة وعقائد الشيعة. • ليس لأهل السنة إلا إلقاء خطب عربية أو نصائح عامة لا علاقة لها بالعقيدة وإذا خرج الإمام عن حدوده المقررة من قبلهم اتهموه بأنه وهابي، يريد نشر الوهابية وبهذا الاتهام قبضوا على عدد كثير من العلماء وأدخلوهم في جحيم السجون. • استغلال جميع وسائل الإعلام لنشر مذهبهم و عقيدتهم وجميع الإمكانات مسخرة لعلمائهم يستغلونها كما يريدون، وأما أهل السنة فليس لهم في ذلك حظ. • إعدام واغتيال عشرات من العلماء البارزين من أهل السنة منهم وكثير من أعضاء الحركة الإسلامية لأهل السنة والجماعة ومنظمة خه بات الثورية في كردستان والشورى المركزية للسُنة (شمس) ومكتب قرآن والمنظمة المحمدية لأهل السنة، وقد أصبح علماء السنة وطلبة العلم والدعاة جميعهم في خطر داهم الآن، ويحدق بهم الموت في كل يوم على يد هذا النظام. • كثير من العلماء وشباب أهل السنة يعيشون في السجون الخمينية لا جريمة لهم إلا أنهم من مظلومي السنة المتمسكين بعقيدة السنة ويدافعون عن حقوقهم ومعتقدات السنة والبعد عن الخرافات والبدع التي يريد( الآيات) نشرها. • من الحقائق المعلومة أن أهل السنة محرومون من بناء المساجد والمدارس في المناطق التي يقطنها أغلبية شيعية، مثل العاصمة طهران و أصفهان وشيراز وغيرها من المدن الكبيرة مع أنه يوجد في طهران حوالي مليون من أهل السنة ليس لهم مسجد واحد يصلون فيه، ولا مركز يجتمعون فيه بينما توجد كنائس للنصارى وبيع لليهود وبيوت النار للمجوس وغيرهم، وهم بالعكس يبنون مساجد ومراكز ومدارس وحسينيات في مناطق السُنة كلها وفى قرى لا يوجد من الشيعة إلا عدد من الموظفين في الدوائر الحكومية، والآن قررت الحكومة الإيرانية عدم السماح ببناء أي مسجد للسنة في طهران ولا في مشهد أو في شيراز. • هدم وإغلاق المساجد و المدارس الدينية السنية بتهم مختلفة، إما أنه مسجد ضرار، أو بني بغير إذن من الحكومة، أو إمام المسجد أو مدرس المدرسة وهابي، أو بقصد توسيع الشوارع، كل هذا يقوى شوكة الشيعة ويضعف من معنويات أهل السنة، ويقلص نشاطهم، ويشل الحركة والنشاط أمام عقيدتهم. • حرمان أهل السنة من حقوقهم الثقافية والاجتماعية والسياسية مثل عدم السماح لأهل السنة بنشر وطبع الكتب والمجلات والصحف، وحرمان أهل السنة من العضوية في البرلمان الإيراني أو الإدارات إلا أفرادا قليلين تريدهم الحكومة، وكذلك منع نشر كتب العقيدة لأهل السنة كمنهاج السنة، كتاب التوحيد، وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن قيم ومحمد بن عبد الوهاب ومنع دخول أي كتاب ديني مهما كان نوعه، حتى يمر بوزارة الإرشاد. • تجرى عملية إسكان الشيعة في الأقاليم التي يمثل أهل السنة فيها أغلبية وذلك بهدف تغيير الطابع السكاني للأقاليم، وشراء الأراضي من أهل السنة، ومن الواضح أن الدولة بصدد تصفية الوجود السني في جميع المحافظات السنية بإيران. رسالة إليكترونية وللتدليل على بشاعة ما يحدث لأهل السُنة في إيران، هذه رسالة وصلتني من صديق سني إيراني كنت قد التقيت به خلال زيارتي الأخيرة لإيران، يقول فيها: في الحقيقة لا أعرف كيف أبدأ ردا على سؤالك عن أحوالي وأهلي من السُنة، وكبداية سأخبرك بسرٍ صغير وموقف غريب أثر في إلى هذا اليوم، ذلك أنه حينما كنت صغيراً كانت هناك مباراة بين إيران والسعودية وكنت أشجع إيران وإخوتي كذلك لكن والدي كان يشجع السعودية، في الحقيقة قلت لوالدي كيف لا تشجع إيران بلدنا، فلم يجبني بل اكتفى بابتسامةٍ جميلة، لكني عرفت السر بعد أن كبرت وسواني الله رجلاً. تسألني عن أحوالنا؛ حسنا؛ قبل كل شيء لا بد أن أعلن لكم أننا ليس كما يظن العالم الإسلامي من أننا أقليات مثل أقليات الدنيا، نحن نشكل نسبة 35% من الشعب الإيراني وعددنا يفوق ما ينشر بالإحصائيات الإيرانية الرسمية، نحن 23 مليون سني ومع ذلك غير معترف بنا لا مدارس مخصصة لنا ولا جامعات، بل السني الإيراني إذا ذهب للسعودية ليدرس الإسلام يعود لإيران فتمسكه الحكومة وتأخذه خلف الشمس، لأنه على حد زعمهم صار وهابي!. ولا يمكن أن أنسى يوم مرضي حينما كنت بسن المراهقة فذهبت إلى المستشفى طلباً للعلاج فأول ما رآني الطبيب في الاستقبال لم يسأل عن اسمي وإنما كان أول سؤاله لي: أنت شيعي أو سني؟، في الحقيقة أدركت بعد ذلك بأنهم لا يعاملوننا كما يعاملون الشيعيين الإيرانيين، فالشيعي مقدم حتى في الحقنة التي تشفيه بإذن الله، وفيما بعد أدركت أن موقف هذا الطبيب ليس موقفاً شخصياً بل موقف حكومي ضد كل السُنة، فكل إيران تكرهنا كل إيران لا تحبنا. كما أنه لو جاء سني إيراني يريد أن يبني مسجداً لا يعطونه الترخيص للبناء بل هذا ممنوع، نعم يوجد مساجد لكنها أبداً ليست كما تظن بل مجرد صناديق موزعة كالأكواخ هنا وهناك ولا يرفع منها آذان ولا إقامة، أو هي سردابات تحت الأرض، وكثير من الإيرانيين لكي يغضبونا يبنون حسينياتهم في مناطقنا نحن أهل السنة بل يأخذون التسهيلات لذلك. والمتعة في كل مكان إيران متعة في كل مكان بطريقة كبيرة وكثيرة، ويحاول الخبثاء جرنا لها بأي طريقة وإغراءات ويعيروننا أن عمركم حرمكم منها، يعني عمر ابن الخطاب، وينسى كل واحد منهم الآية (إِن الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ). وهكذا فإن قضية أهل السنة تحتاج إلى حل جذري، وذلك من خلال تحديد مكانة أهل السنة في الدولة، عبر الاعتراف أولاً بحقوقهم كمواطنين من الدرجة الأولى، شأنهم في ذلك شأن سائر أبناء المذاهب، والطوائف الإيرانية الأخرى، ورفع كافة القوانين التمييزية التي تحرمهم من التمتع بحقوقهم المشروعة، باختصار أصبح أهل السُنة في إيران يبكون أيام الشاه!. جغرافية أهل السُنة في إيران جغرافياَ يتواجد أهل السنة في إيران في المناطق الحدودية وفي مدن و مناطق وأقاليم متفرقة ومنفصلة عن بعضها البعض، والمناطق التي يتواجد فيها أهل السنة كالتالي: • محافظة كردستان وهي واقعة في غرب إيران ومركزها مدينة سنندج ويشكل الشعب الكردي نسبة 100% من سكان المحافظة. • محافظة أذربيجان الغربية الواقعة في شمال غرب إيران و التي يشكل أهل السنة من الشعب الكردي أكثر نسبة من سكانها. • محافظة كرمنشاه الواقعة في شرق وجنوب شرق إيران والتي أيضاََ يشكل الشعب الكردي المسلم أكبر نسبة من سكانها ومركز المحافظة مدينة كرمنشاه. • محافظة خوزستان (الأحواز) الواقعة في غرب وجنوب غربي إيران ويشكل الشعب العربي المسلم أكثر سكانها وتنتمي غالبيتهم إلی أهل السنة والجماعة. • منطقة تركمن صحراء الواقعة في شمال إيران أي من بحر قزوين إلى الحدود الجنوبية لتركمنستان. • محافظة خراسان: الواقعة في شمال إيران وهي تمتدّ إلى حدود أفغانستان في شرق إيران. • محافظة سيستان وبلوشستان وهي واقعة في جنوب شرق إيران ويشكل الشعب البلوشي المسلم أكبر نسبة من سكانها وهذه المنطقة تمتد من جنوب خراسان إلى بحر عمان في الجنوب ومن الشرق إلى حدود باكستان. • محافظة هرمزكان خاصة مدينة بندر عباس وضواحيها وجزيرة قشم والمناطق الواقعة على سواحل الخليج وبحر عمان. • محافظة فارس وخاصة في منطقة (لارستان) وضواحيها وقراها وأيضاََ في مناطق أخرى مثل طلةدار، خور، اوز، خنج، بستك، فيشور وجناح وغيرها من المناطق. • مدينة بوشهر والمناطق والقرى المحيطة بها وأيضاََ مناطق بندر مقام، طاوبندي وكشكنار ومناطق أخرى في جنوب غربي إيران. • ضواحي مدينة خلخال التابعة لمحافظة أردبيل. • منطقة طوالش وعنبران الواقعتان في غرب بحر قزوين في الشمال. http://emirates4you.ae/
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video