يتزايد النفوذ الإيراني على قرار رأس النظام في سورية بشار الأسد لا سيما فيما يتعلق بالقضايا العسكرية، وهو ما دفع روسيا إلى الاستياء من هذه الهيمنة الإيرانية، حسبما ذكرته صحيفة "الشرق الأوسط"، نقلاً عن المعارض السوري مدير مركز "مسارات" لؤي المقداد.
وأضاف المقداد أن إيران "تغلغلت في مفاصل الدولة السورية وأمسكت بقرارها بعد تفكيك الجيش وتشكيل ميليشيات وفصائل غير منظمة"، مشيرًا إلى أن تفكيك الجيش "أثار استياء موسكو". وقال إن روسيا "اكتشفت أن الدعم والسلاح الذي تقدمه للجيش السوري، لا يذهب إلى الجيش بل إلى الميليشيات".
وبيّن المقداد أن تزايد النفوذ الإيراني في مراكز القرار داخل نظام الأسد، تدرج من "تقديم القروض للنظام، ثم شراء العقارات في دمشق وريفها، قبل أن يتحول إلى إدارة الملف كاملاً بشكل مباشر، وتخصيص حراس شخصيين للأسد من الحرس الثوري الإيراني".
ومن جانبه قال "المستشار الإعلامي للجيش السوري الحر"، أسامة أبو زيد، إن "للإيرانيين دورًا كبيرًا وامتيازات، أهمها إمكانية الوصول والمرور بسهولة ودون عرقلة في سائر أنحاء البلاد، خصوصًا في دمشق وريفها وحلب وحمص، بينما المقاتل العادي في جيش النظام يخضع للتفتيش والتدقيق على حواجز المخابرات".
وظهرت العديد من مقاطع الفيديو والصور التي نشرها المعارضون السوريون تؤكد تورط إيران في الحرب الدائرة بسورية، وتظهر قيادات عسكرية إيرانية إلى جانب قوات النظام، ومن بين تلك المقاطع الفيديو الذي سربه لواء "داوود" قبل مبايعته لتنظيم "الدولة الإسلامية" ويبيّن دور "الحرس الثوري الإيراني" في معارك حلب وإدلب. كما سبق وأن أوكل نظام الأسد مع بدء المعارك العنيفة جنوب سورية القيادة إلى قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري الإيراني" قاسم سليماني.
ويشير "أبو زيد" إلى وجود غرفة عمليات مشتركة بين ميليشيا "حزب الله" اللبناني و"الحرس الثوري" وقوات النظام في دمشق لإدارة المعارك لا سيما بالغوطة الشرقية، وأضاف أن "الدور العسكري للمقاتلين الإيرانيين متقدم على المقاتل السوري العادي، حيث استطاع الإيرانيون أن يفرضوا رأيهم على الضباط في قوات النظام، بحيث لا كلمة مسموعة للضابط إذا كان بحضور الإيراني أو قيادي في حزب الله"، حسب قوله.
اقتحام قريتين
وفي سياق متصل، أفاد مركز حماه الإعلامي عن اقتحام قوات تابعة لـ"الحرس الثوري الإيراني" مدعومة بعناصر من الأمن العسكري والجوي قريتي البارد والقاهرة العلويتين المواليتين للنظام بريف حماه، مساء الأحد، وسط إطلاق نار كثيف وشن حملات دهم لمنازل مدنيين ما أسفر عن اعتقال 40 شاباً اقتيدوا إلى مقر العمليات العسكرية في جورين بالريف الغربي للمحافظة.
وبحسب المركز ذاته فإن أوامر الاعتقال ودهم المنازل "صدرت عن القيادي الإيراني عِفاري، قائد العمليات العسكرية في ريف حماة، بعد أن رفض أبناء هذه القرى الالتحاق بصفوف قوات النظام والمشاركة في المعارك الدائرة في البلاد"، لافتًا إلى "وجود مؤشرات عن نية القوات الإيرانية دهم قرى علوية أخرى رفض أبناؤها الالتحاق بصفوف قوات النظام".(link is external)