يحاول رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي -عبر زيارته الأخيرة لطهران- تقويض تحركات سلفه نوري المالكي، باستخدام نفوذ "الصديق الإيراني".. وكانت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية، قد نقلت عن مسؤولين أمريكيين وعراقيين، أن المالكي يلعب دورًا من وراء الستار في تقويض دفع إدارة الرئيس
الأمريكي باراك أوباما، من أجل حكومة أكثر شمولًا في بغداد.
وقالت الصحيفة -في سياق تقرير لها- إن المسؤولين حذروا من أن المالكي لا يزال يلعب دورًا بالكواليس، في مسعى للعودة إلى السلطة خلال الأعوام القادمة، منوهة إلى أنه لا يزال جزءًا من الحكومة كنائب للرئيس، بعدما مارست إدارة أوباما ضغوطًا عليه، من أجل الاستقالة كرئيس للوزراء في شهر
سبتمبر الماضي.
سياسي عراقي شيعي، رجح ما نشرته الصحيفة الأمريكية، وقال إن عودة المالكي إلى السلطة كرئيس حكومة، أمر بات صعبًا، لكن يبدو أن الإيرانيين يريدونه أن يبقى فزاعة، لكي يكون سلوك العبادي -الذي قد يميل إلى الدعم الغربي، لا سيما الأمريكي- أكثر انضباطًا، بحسب صحيفة الشرق الأوسط.
وبشأن ملابسات زيارة العبادي الحالية إلى طهران، وما إذا كانت لها صلة بتحركات المالكي لجهة سعيه إلى البقاء رقمًا صعبًا في المعادلة السياسية، قال السياسي الشيعي: "إن نقطة الخلاف الوحيدة بين الإيرانيين والعبادي، هي في ما يتعلق بالملف السوري، حيث كان المالكي أكثر انسجامًا مع الرؤية الإيرانية
للملف السوري، لا سيما الآن، بعد أن بات الوضع السوري يتحول، عبر تحولاته الجديدة، من خلال الحديث عن الإطاحة بالأسد".
ووصل "العبادي" إلى طهران الثلاثاء، في زيارة عمل تستغرق يومًا واحدًا، وكان في استقباله النائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري.
وقالت وكالة أنباء فارس الإيرانية، إنه فور وصول رئيس الوزراء العراقي إلى العاصمة طهران، باشر الجانبان مباحثات ثنائية بشأن العلاقات بين البلدين، وما يشهده العراق والمنطقة من أوضاع أمنية وسياسية.
وكان العبادي قد أكد أن إيران كانت الداعم الأساسي لبلاده في التصدي للجماعات الإرهابية، بهدف منع توسعها على الصعيد الإقليمي.
وأضاف -خلال الاجتماع- أنه يزور إيران للمرة الثانية، منذ توليه رئاسة الوزراء في العراق في أقل من عام. موضحًا أن هذا الأمر يشكّل تأكيدًا على عمق العلاقات الودية القائمة بين البلدين.
وأكد رئيس الوزراء العراقي، أنه بوسع البلدين إكمال علاقات كل منهما بالآخر في المنطقة والعالم، وتعزيز دور كل منهما فيهما، وقال إنه ينبغي أن يشكّل العراق وإيران جبهة موحدة لمكافحة الإرهاب. عاجل