بغداد ـ صفاء عبد الحميد
14 يونيو 2015
تسعى مليشيا"الحشد الشعبي"لإحراق مدينة الفلوجة التابعة لمحافظة الأنبار غربي العراق، بحجة وجود تنظيم "الدولة الإسلاميّة"، (داعش) فيها، فيما تقدم إيران الدعم اللوجستي للمليشيات للقيام بمهمتها.
وكشف مصدر في "التحالف الوطني"، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الحشد الشعبي معزّز بالقوات الأمنية يركّز جهده على فرض حصار شديد على مدينة الفلوجة بشكل كامل، وأنّه يعمل على قطع جميع منافذها لشن حملة واسعة لتطهيرها من (داعش)".
وأضاف أنّ "الحشد نشر حتى اليوم 300 صاروخ زلزال إيراني الصنع في محيط الفلوجة، وأنّه ينتظر ساعة الصفر لدكّها".
من جهته، أكّد القيادي في إحدى العشائر المتصدية لتنظيم "داعش" في محافظة الأنبار عمار العيساوي، أنّ "المليشيات تسعى لإحراق مدينة الفلوجة عن بكرة أبيها، غير آبهة بما قد يحدث للمدنيين وللبنى التحتيّة".
وأوضح العيساوي في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ "الحشد الشعبي يؤمن بأنّ لا طاقة له بتحقيق النصر على (داعش) من دون إسناد العشائر وطيران التحالف الدولي، لذلك راح يتحرك وفقاً لأجندته الخاصة ساعياً لتحويل المعركة عن مسارها الحقيقي لتكون قضية ثأر وتصفية حسابات".
"العيساوي: "الحشد" عازم على تنفيذ أجندته بإحراق الفلوجة وإيران وفرت له الدعم اللازم وبموافقة حكومة بغداد"
|
وأشار إلى أنّ "الحشد يسعى اليوم لإحراق مدينة الفلوجة وبدأ بنشر قطعات مكثّفة في محيطها، بعد أن رفض أيّ تواجد لقوات العشائر معه حتى لا تكشف مخططه"، مضيفاً أنّ "الحشد عازم على تنفيذ أجندته بإحراق الفلوجة، وأنّ إيران وفّرت له الدعم اللازم وبموافقة حكومة بغداد".
بدوره، حذّر مجلس عشائر الأنبار من "إقدام مليشيا الحشد على ضرب الفلوجة ومحاولة إحراقها".
وقال عضو المجلس، الشيخ علي الفهداوي لـ"العربي الجديد"، إنّ "أيّ خطوة تقدم عليها مليشيا الحشد خارج سياق المعارك ضد (داعش)، لا يمكن القبول بها من قبلنا"، لافتاً إلى أنّنا "قبلنا بدخول الحشد إلى الأنبار بعد أن تعهد رئيس الوزراء حيدر العبادي بأن يعملوا تحت إمرته حصراً".
وأشار إلى أنّ "الحشد يريد أن يعيد تجربته في محافظة صلاح الدين، والتي أحرق بيوتها وهدم الزرع والضرع فيها، في مدينة الفلوجة"، معتبراً أيّ "خطوة بهذا الاتجاه هي تصعيد طائفي قد تكون له آثار سلبيّة على الواقع الأمني والسياسي العراقي، والذي يجب على الحكومة أن تحذر منه".
وأكد أنّ "أيّ تصرف غير مسؤول نحو مدينة الفلوجة سيتحمل تبعاته العبادي، فضلاً عن أنّ عشائر الأنبار لن تسكت على ذلك".
يشار إلى أنّ قائد "الحشد الشعبي" هادي العامري، أكّد في وقت سابق أنّ "تحرير الفلوجة سيسمح لنا بالدخول للرمادي من دون قتال، وبالتالي فإن المعركة التي نستعد لها هي استعادة الفلوجة، وأنّ الهجوم عليها بات وشيكاً". العربي الجديد