عقب خسائر النظام السوري في مناطق إدلبوريفها وحلب وريف دمشق بدأت القرى الموالية له تعي معادلته في الحفاظ على حكمه على حساب أبناء الطائفة العلوية خصوصا.
ويؤكد علي -وهو ناشط معارض من مدينة مصياف بريف حماة الغربي- أن الأهالي باتوا يمنعون أبناءهم من المشاركة في القتال مع قوات النظام على جبهات مثل حقل شاعر بريف حمصوإدلب وريفها بشكل خاص، وذلك بعد وصول عشرات القتلى من أبناء مدينة مصياف.
وأضاف للجزيرة نت أن "الكثير من القرى والمناطق العلوية الموالية للنظام مثل سلحب ومصياف وتل سكين وكفربهم بريف حماة الغربي بشكل خاص رفضت إرسال أبنائها المتطوعين بقوات الدفاع الوطني ومليشيات النظام الطائفية إلى الجبهات للقتال إلى جانب النظام، وذلك خشية قتلهم على أيدي الثوار".
ويقدر علي من تخلفوا عن تلبية نداء النظام للقتال إلى جانبه من أبناء تلك القرى بنحو ألف وخمسمئة مقاتل، وقال "إن الأعداد تتزايد".
|
"كفر عيد" قرية في مصياف بريف حماة تعرضت للتهديد بالحرق (الجزيرة) |
قاسم سليماني
أما المتحدث باسم مركز حماة الإعلامي مصطفى أبو عرب فأشار إلى أن قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني قام بتعيين العميد عفاري -إيراني الأصل- قائدا للعمليات العسكرية ولمتابعة الشؤون الميدانية في منطقة سهل الغاب بريف حماة عقب تهديدات الثوار باقتحامه بعد تحريرهم إدلب وريفها.
وتابع للجزيرة نت أن "الثوار باتوا يشكلون خطرا على مليشيات النظام وقواته بسهل الغاب عقب إشاعات انتشرت بأوساط النظام، وجاء تعيين عفاري بعد زيارة قاسم سليماني للسهل منذ نحو أسبوعين، حسب مصادر من داخل النظام".
وقال إنهم حصلوا على معلومات من "مدينة مصياف وقرى سلحب وشطحة والعزيزية والقاهرة ومحردة الموالية للنظام بأن عفاري هدد أهالي تلك المناطق بحرقها بالكامل إن لم ترسل أبناءها للقتال إلى جانب قوات النظام ومليشياته".
|
جانب من قرى مصياف الموالية للنظام بريف حماة (الجزيرة) |
تهديد بالإعدام
وأضاف أن العفاري وجه تهديدات شديدة لتلك القرى متوعدا بالإعدام الميداني لكل من يتخلف عن القتال مع قواته التي سيجهزها للدفاع عن سهل الغاب وما حوله، محملا إياهم مسؤولية أي تقدم للثوار في السهل وبأنهم سيكونون حينها عدوه وعدو قواته الأول.
ومن جانبه رأى القيادي في الجيش الحر بريف حماة أبو حامد أن "المليشيات الشيعية الإيرانية وحزب الله أرسلوا قوات جديدة إلى سوريا، وسيذهب جزء منها إلى ريف حماة لحماية الخط الحيوي بين المدينة ومناطق الشمال التي تتمثل بسهل الغاب وقراها".
وأضاف أن تلك القوات بدأت بتحصين مواقعها ونقاط تمركزها تحسبا لأي هجوم قد يشنه الثوار على قرى النظام الموالية بريف حماة الغربي والشمالي، وهنالك أعداد لا بأس بها من أبناء القرى الذين تخلفوا عن القتال إلى جانب النظام عادت بعد تخلفها إلى نقاط تمركز النظام شرط بقائهم على أسوار قراهم لحمايتها، وضمان عدم سحبهم إلى إدلب وجبهات حقل شاعر وتدمر.
وأشار القائد في الجيش الحر إلى أن من واجب أهالي القرى الموالية للنظام تصحيح أوضاعهم وإدراك أن النظام يستخدمهم أداة لبقائه، وبأن تهديد عفاري لهم ليس إلا أداة يرهب بها أبناء القرى بعد تخلف المئات منهم عن ساحات القتال.
وأشار إلى أن "أبناء الطائفة العلوية هم شريان حياة النظام، ومن الضروري ابتعادهم عن ساحات المعارك واتخاذهم موقفا حياديا من الثورة حفاظا على أرواحهم".