واي نت نيوز – التقرير
في يوم الاستقلال، تلقيت رسالة على فيس بوك من رجل يعيش في العراق أراد أن يهنئ دولة إسرائيل على استقلالها ويشكرها على تدمير المفاعل النووي لصدام حسين في عام 1981.
وإذا لم تكن فعلت ذلك ،لايزال الرجل يكتب، امتلأ العراق بالمرافق النووية، ولك أن تتخيل ما الذي كان يمكن أن يحدث الآن في ظل الحرب الشاملة التي تجري هناك، حيث لا توجد قواعد ولا حدود وكل شيء مسموح به. لقد أنقذت إسرائيل الشعب العراقي، كتب الرجل ذلك وشكرنا.
وفي الواقع، إذا ما كان مفاعل أوزيراك النووي لصدام حسين لازال باقيًا حتى الآن، فسوف يكون واقعًا في المنطقة التي يحتلها تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة الأنبار. فكيف يمكن للعالم أن يتصرف حيال هذا الأمر وقتئذ؟ لقد أثارت رسائل الرجل الكثير من القضايا التي لا تتعلق فقط بما حدث وما تم منعه، ولكن أيضًا بما سوف يحدث.
إيران دولة عرقية دينية قبلية ممزقة ،تمامًا كما هي الحال في العراق وسوريا، وربما تكون أكثر منهما. وليس لديها أي جماعة كبيرة من الأغلبية العرقية، وقد أصبح الفرس أقلية بالفعل بسبب معدل المواليد السلبي، على الرغم من كونهم أكبر أقلية من بين جميع الأقليات الأخرى بنسبة 24%. والباقي من الأذريين، والبلوش (سنة)، والطاجيكيين (سنة)، واللور، والتركمان (سنة)، والأكراد (معظمهم من السنة)، والعرب (سنة)، وغيرهم.
وبعض هذه الأقليات تريد الانفصال عن إيران وضم أراضيها إلى دول أخرى. حيث يرغب الأذريون في الانضمام إلى أذربيجان، ويرغب البلوش في الانضمام إلى باكستان، والأكراد يريدون تأسيس “كردستان الكبرى” والتي سوف تشتمل على أجزاء من العراق وتركيا وسوريا وإيران، والعرب يرغبون في إقامة دولتهم المستقلة والتي سوف يتم تسميتها الأهواز باللغة العربية أو خوزستان باللغة الفارسية.
وبعبارة أخرى، فإن التمزق والحرب العرقية بين السنة والشيعة والحرب بين الأقليات العرقية المختلفة ليست سوى مسألة وقت في إيران. الأرض تشتعل بالفعل، وهناك صراعات مستمرة بين البلوش وعرب الأهواز وبين النظام الذي يقمعهم بقبضة من حديد.
والشيء الوحيد الذي لازال يجمع شمل هذا البلد الكبير المفكك هو الخوف من الخواء الذي قد ينشأ بدلًا من نظام مكروه. فهم خائفون من أن يصبحوا مثل سوريا، ولكن عندما تُشعل الدوافع الدينية والعرقية الغضب، فإنه لا يمكن أن يتوقف بعد ذلك. وهذا هو السبب الذي يجعل من المهم بالنسبة لإيران تحويل الانتباه تجاه إسرائيل؛ من أجل إخفاء هذا العداء الداخلي المدمر.
ولك أن تتخيل إيران وهي تتمزق مثل سوريا والعراق وليبيا أو اليمن في حرب أهلية بها ميليشيات مسلحة وتسهيلات نووية في جميع أنحاء البلد، فأي خطر من الدمار الشامل سوف يكون هذا. وليس من الضروري أن تكون هناك قنابل نووية جاهزة، فيمكن للمرء مع وجود مواد مشعة أن يعد “قنبلة نووية قذرة” أو غيرها من وسائل الرعب، ونحن نعرف بالفعل أنه لا توجد رحمة بين السنة والشيعة، وهم حتى الآن لا يمتلكون سلاحًا نوويًا.
وتفترض الإدارة الأمريكية بسذاجة أن النظام الإيراني سوف يستمر في حكم المنطقة، ولكن أنظمة بشار الأسد أو معمر القذافي كانت أنظمة قوية كذلك، وكذلك كانت الأنظمة في مصر واليمن. وإضافة إلى ذلك، إيران هي نوع من أنواع دول الملتقى التي تحتوي على سكان يمثلون جميع دول المنطقة -من أفغانستان إلى باكستان ومن الخليج الفارسي إلى تركيا- وإذا ما انهارت إيران، فإن القوى الإرهابية الظلامية سوف تخترقها وتتسلل إليها.
والفرس في الواقع قوة ضعيفة نسبيًا بين القوى الإقليمية، وسوف يشعلون فتيل المنافسة حول من سيمتلك التسهيلات النووية بشكل أسرع ومن سوف يستخدمها أيضًا؛ لأن أي قوات مثل تنظيم الدولة الإسلامية ليس لديها مسؤولية أو حدود.
لذلك، كيف سيساعد الاتفاق النووي للرئيس الأمريكي باراك أوباما بالضبط في هذا الوضع؟ هذا أمر غير مجدِ يشبه ضرب حصان ميت. ولكن يبقى سؤال واحد فقط: من هو الحصان الميت؟ ولا يستطيع أحد الآن أن يقول إنه لا يعرف.
المصدر