أفادت تقارير نشرتها وكالات مقربة من الإصلاحيين في إيران، أن الحرس الثوري الإيراني يخطط للقيام بانقلاب عسكري ضد حكومة الرئيس حسن روحاني واستلام زمام الحكم تحسبا لأية اضطرابات داخلية، أو فشل المفاوضات مع الغرب، أو خسارة النفوذ الإيراني في بعض الدول العربية بعد التغيرات الهائلة التي حدثت في المنطقة بعد "عاصفة الحزم".
وإثر تواتر هذه الأنباء، نفى اللواء حسن رستكار بناه، القائد في الحرس الثوري الإيراني ونائب مدير مركز الدراسات الأمنية في قيادة أركان القوات المسلحة الإيرانية، أنباء تحدثت عن "نية الحرس الثوري الإيراني القيام بانقلاب عسكري ضد حكومة روحاني".
وأكد رستكار بناه في مقابلة مع صحيفة "قانون" في عددها الصادر، الأربعاء الماضي، أن "الحرس الثوري لم يرفع السلاح ليطالب بحصة سياسية أو عدد من الوزراء والنواب، على الرغم من أن قادة الثورات في العالم الثالث غالبا يأخذون حصتهم".
وكانت تقارير تحدثت عن نية الحرس الثوري الإيراني القيام بانقلاب عسكري عند فشل المفاوضات النووية بين طهران ومجوعة 5+1 التي ستنتهي بحلول 30 يونيو المقبل، ونقض التعهدات الدولية التي وقعت عليها طهران في اتفاق لوزان في 2 أبريل الجاري.
وربط محللون هذا السيناريو بالتغييرات الكبيرة التي أحدثتها عاصفة الحزم في الخارطة السياسية وتوازن القوى في المنطقة، والتي كشفت ضعف وهشاشة البعبع الإيراني الذي تعتمد قوته على إحداث القلاقل ودعم الجماعات الإرهابية والتخريبية في دول المنطقة.
وفي هذا الصدد، قال اللواء رستكار بناه، إنه "ليس صحيحا ما يتداوله البعض حول نية الحرس الثوري القيام بانقلاب، وإن الحرس لديه مكانته في الحكومة وليس بحاجة لهذا الأمر".
عودة رضائي تعزز التكهنات
وعززت عودة الجنرال محسن رضائي، القائد السابق للحرس الثوري الإيراني وأمين مجلس تشخيص مصلحة النظام، إلى صفوف الحرس الثوري، التكهنات حول نية الأخير القيام بانقلاب وتسلم رجاله لمقاليد الحكم في إيران، وذلك بدعم من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.
وقال مراقبون إن هذه الخطوة تعتبر تمهيدا لعسكرة البلاد تحسبا لأي تحركات داخلية، كما حدث في عام 2009 حيث لعب الحرس الثوري دورا بارزا في قمع الانتفاضة الخضراء.
وتأتي عودة رضائي إلى صفوف الحرس الثوري في ظل أوضاع داخلية وإقليمة ودولية متأزمة، نظرا لمشاركة وحدات نخبة من الحرس الثوري وسقوط قيادات وعناصر كثيرة منهم أثناء القتال إلى جانب حلفاء طهران في سوريا والعراق.
ويرى محللون أن الحرس سيشدد من قبضته داخليا في ظل الصراع الحاد بين المتشددين والإصلاحين ومستقبل الجمهورية في ظل مرض المرشد الأعلى خامنئي، إضافة للاستياء العام الذي يلف المجتمع الإيراني نتيجة ارتفاع معدلات التضخم والبطالة والركود الاقتصادي.
وأجمع مراقبون للشأن الإيراني على أن عودة رضائي للحرس الثوري حملت 3 رسائل من طهران، إحداها موجهة إلى الداخل توحي باستمرار القضبة الحديدية، وثانية للمحيط الإقليمي والعربي تفيد باستمرار تدخل الحرس الثوري في دعم الميليشيات التابعة له في الدول العربية ووقوفه إلى جانب بشار الأسد والحوثيين في اليمن، ورسالة ثالثة للمجتمع الدولي حول احتمال فشل المفاوضات مع القوى العالمية الست وتمسك طهران ببرنامجها النووي المثير للجدل.
ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية عن رضائي تصريحات له خلال اليومين الماضيين، ذكر فيها أن الأمر الذي دعاه للعودة لصفوف الحرس الثوري مرجعه أن "المنطقة حبلى بالأحداث والاضطرابات، وأن الوضع في العراق وسوريا واليمن سيكون متأزما خلال السنوات العشر المقبلة".