النزعة المعادية للعرب في بعض الأوساط بإيران لم تقف عند حد، حيث انتقلت إلى مهنة شريفة من المفروض أن تنظر إلى جميع البشر بعين المساواة ولا تفرق بين إنسان وآخر لأسباب عرقية أو مذهبية أو دينية أو سياسية أو مناطقية.
وعلى غير العادة، وضع طبيب عيون في مدينة كرمانشاه غربي إيران، إعلانا على باب عيادته كتب تحته: "نعتذر عن قبول المرضى العرب"، حيث يبدأ الإعلان بشعر منسوب إلى الشاعر الفارسي أبو قاسم الفردوسي (935–1020 ميلادية) صاحب كتاب "الشاهنامة" فحواه: "من شرب لبن الإبل وأكل الضب... بلغ الأمر بالعرب مبلغا أن يطمحوا في تاج الملك، فتباً لك أيها الزمان وسحقاً".
ويتوسط الإعلان صورة على يسارها أول ملوك فارس، الملك الأخميني "قوروش" ( 529 - 560 قبل الميلاد)، وخلفه خارطة كتب عليها "Persian Gulf" أي "الخليج الفارسي"، وإلى اليسار صورة عربي وبجانبه ناقة ويحمل مضرب غولف كتب خلفه "Arabian Golf" أي لعبة الغولف العربية بدلا من "Arabian Gulf" أي الخليج العربي.
ونشرت هذه الصورة من قبل نشطاء أهوازيين على مواقع التواصل الاجتماعي، مما أثار جدلا وضجة واسعين، ومن خلال معاينة "العربية.نت" لمجموعة "ليالي الأهواز" على فيسبوك، والتي تضم ما يزيد على 11 ألف عضو ندد روادها بهذا التصرف الذي وصفوه بالعنصري. وقال أحدهم: "انظروا مع نعيش نحن". وقال ثان: "إنهم يكرهون العرب". وكتب ثالث بالفارسية: "قد تكون فوتوشوب"، ورد عليه أحد الرواد برقم هاتف وعنوان العيادة في كرمانشاه.
ولم يتوقف الجدل الكبير الذي انطلق مساء أمس على صفحات التواصل الاجتماعي، وذلك من خلال رواد الصفحات، ومن خلال النشطاء الأهوازيين العرب، والذين يمسهم مثل هذا الإعلان مباشرة، لاسيما أنهم يتعايشون مثل هذه التصرفات الشوفينية والنزعات العنصرية بين الحين والآخر من خلال شعراء أو كتاب أو صحافيين متعصبين قوميا ويعبرون عن نزعاتهم عبر معاداة العرب.
وكانت مواقع إيرانية تناقلت في 29 مارس 2011 فيديو لشاعر إيراني يدعى مصطفى بادكوبه اي، وهو يلقي قصيدة باللغة الفارسية تحت عنوان "إله العرب"، نعت فيها العرب، رافضا دخول الجنة لو كان فيها عرب. ولئلا يثير غضب العرب الأهوازيين في جنوب غرب إيران، قال إن هؤلاء "خوزيين تعلموا اللغة العربية وهم يعرفون أنهم إيرانيون وليسوا عرباً"، الأمر الذي لاقى تشجيعاً وتصفيقاً من الحضور، ولكن أعقب ذلك غضب الأهوازيين العرب.