هاجم المتشددون في إيران تصريحات رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، أكبر هاشمي رفسنجاني، التي أقر خلالها "بوجود ظلم مستمر وقمع متواصل واعتقالات عشوائية وانتهاكات بالسجون الإيرانية، وتلاعب بالانتخابات وأصوات الشعب" والتي أطلقها خلال كلمة له أثناء مراسم تأبين لزوجة الخميني مؤسس جمهورية إيران، يوم الأحد الماضي 12 أبريل.
ووصفت صحافة اليمين المتشدد تصريحات رفسنجاني بأنها "تضليل للرأي العام"، وقالت صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد إن تلك التصريحات "تتطابق مع تقارير مقرر الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في إيران".
واهتمت الصحف الإيرانية خلال الأيام الماضية بردود أفعال كبار المسؤولين العسكريين والقضاة وعدد من النواب إزاء الانتقادات التي وجهها رفسنجاني لمن وصفهم بـ"المتحجرين والمترددين، "وذلك في سياق انتقاده" للممارسات السيئة المقرونة بالقمع التي تمارس بحق السجناء في السجون الإيرانية"، حسب ما جاء في كلمته التي انتشرت بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي هذا السياق أكدت صحيفة "اعتماد" أن رفسنجاني أصبح بعد هذه التصريحات "تحت رحمة سيف الانتقادات"، وذكرت أن رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام "تساوره هذه الأيام مخاوف من تصرفات أولئك المتحجرين والمترددين والإسلاميين الجدد، ولذلك قام خلال الأشهر الماضية بتوجيه الكثير من الانتقادات لهم".
ووصفت الصحيفة تصريحات رفسنجاني بـ"غير المعهودة"، حيث تحدث عن "ذكرياته مع الخميني حول إلغاء شعار "الموت لأميركا"، وكذلك المواقف السلبية لرجل الدين المتشدد آية الله مصباح يزدي في الأيام الأولى للنضال ضد نظام الشاه".
غير أن ذكريات رفسنجاني عن زوجة آية الله الخميني تسببت له بورطة أمام بعض وسائل الإعلام التي أبدت ردود أفعال غاضبة حول هذا الموضوع، مطالبة إياه بأن "يختصر ذكرياته على الأحياء وأن يترك الأموات وشأنهم"، بحسب الصحيفة.
وفيما يخص ردة فعل القادة العسكريين، فقد نقلت صحيفة "جوان" عن قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري، أنه وجه تهديدا مباشرا لرفسنجاني، متسائلا: "ماذا يعني وصف حماة الثورة بالمتحجرين؟ وأضاف: "عندما يريد النظام الإسلامي أن يطبق العدالة ويحاكم الرؤوس الكبار أمام الرأي العام، فمن الطبيعي أن يقوم هولاء بالتظلم ورفع شعار "وا إسلاماه..". إنهم يريدون أن يقلبوا العدل ظلما".
كما نقلت الصيحفة عن المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية غلام حسين محسني إيجائي، رفضه لتصريحات رفسنجاني حول سوء المعاملة في السجون، قائلا: "إن لم تستند تصريحات رفسنجاني إلى أدلة، فإنها تندرج ضمن إطار تهمة تضليل الرأي العام".
أما صحيفة "كيهان" فقد نقلت عن عدد من نواب اليمين المتشدد والأصوليين في مجلس الشورى (البرلمان) ردود أفعالهم تجاه تصريحات رفسنجاني، حيث وصف كل من سيد باقر حسيني مندوب زابل، وأحمد بخشايش مندوب أردستان، ومحمد حسن اصغري و3 نواب آخرين تلك التصريحات بأنها "خيانة للثورة وتشكيك في النظام".
ويرى مراقبون أن تصريحات رفسنجاني تأتي في سياق حملة دعائية لتعزيز موقعه، والإصلاحيين لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة المزمع إجراؤها بعد 10 أشهر، وبالتالي تعزيز موقع الرئيس الإيراني حسن روحاني المتحالف مع الإصلاحيين.