تناولت الصحافة الإيرانية باهتمام بالغ خلال الأيام الأخيرة، موافقة المرشد الإيراني الأعلى علي #خامنئي، على طلب أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام والقائد السابق للحرس الثوري الإيراني الجنرال محسن رضائي، بالعودة إلى صفوف #الحرس _الثوري، في خطوة فسرها مراقبون بأنها تمهيد لعسكرة البلاد تحسبا لأي تحركات داخلية كما حدث في العام 2009، حين لعب الحرس الثوري دورا بارزا في قمع الانتفاضة الخضراء.
وتأتي عودة #محسن_رضائي إلى صفوف الحرس الثوري في ظل أوضاع داخلية وإقليمة ودولية متأزمة، نظرا لمشاركة وحدات نخبة من الحرس الثوري في القتال إلى جانب حلفاء #طهران في #سوريا و #العراق و #اليمن.
ويرى محللون أن الحرس سيشدد من قبضته داخليا في ظل الصراع الحاد بين المتشددين والإصلاحيين، والتساؤلات حول مستقبل الجمهورية الإسلامية في ظل مرض المرشد الأعلى، إضافة إلى الاستياء العام الذي يلف المجتمع الإيراني نتيجة ارتفاع معدلات التضخم والبطالة والركود الاقتصادي.
وأجمع مراقبون للشأن الإيراني على أن عودة رضائي للحرس الثوري حملت ثلاث رسائل من طهران، إحداها موجهة إلى الداخل توحي باستمرار القضبة الحديدية، وأخرى للمحيط الإقليمي والعربي تفيد باستمرار تدخل الحرس الثوري في دعم الميليشيات التابعة له في الدول العربية، ووقوفه إلى جانب بشار الأسد.
قلق إيراني من "عاصفة الحزم"
على الصعيد الإقليمي، فإن عمليات #عاصفة_الحزم ضد المتمردين الحوثيين حلفاء #إيران في #اليمن، وما نتج عنها من تداعيات، أقلقت النظام الإيراني الذي بات قادته العسكريون يطلقون تصريحات مرتبكة، يهددون من خلالها دول#الخليج، وعلى رأسها المملكة العربية #السعودية.
وكان الجنرال محسن رضائي قد وجه رسالة إلى زعيم الانقلابيين الحوثيين في اليمن #عبدالملك_الحوثي، في 29 مارس المنصرم، حث خلالها الأخير على الاستمرار في "المقاومة" ضد عمليات "عاصفة الحزم".
وكان رضائي قد دعا السعودیة إلی "إنهاء تدخلها العسکري فی الیمن والانسحاب فورا"، وهاجم المملكة في تصريحات له السبت، بسبب دعمها للعراق أثناء حربه مع إيران في الثمانينيات، قائلا: "من المؤسف أن السعودیة کانت العامل الأساسي في الحرب التي شنها نظام #صدام علی إیران"، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.
أما الرسالة الثالثة من عودة رضائي، فموجهة للمجتمع الدولي، مفادها أن إيران لن تتنازل عن طموحاتها العسكرية، سواء من خلال التسلح بصواريخ بالستية أو السعي لامتلاك سلاح نووي.
ولهذا السبب يعارض الحرس الثوري والقوى اليمينية المتشددة الداعمة له في أوساط اللنظام الإيراني، اتفاق الإطار في#لوزان الذي يمهد للاتفاق الشامل الذي سينهي طموح طهران لصنع أسلحة نووية، كما سيحد من برنامجها الصاروخي، في حال التوقيع عليه بنهاية يونيو المقبل.
من هو محسن رضائي؟
محسن رضائي من مواليد 1954، وقد كان قائدا للحرس الثوري، كما رشح نفسه للانتخابات الرئاسية في العام 2013 لمنافسة حسن روحاني.
ويعتبر رضائي أحد رجالات الثورة الإيرانية، حيث انتقل من العمل العسكري إلى السياسي، بعد أن عينه المرشد الأعلى علي خامنئي أمينا لمجمع تشخيص مصلحة النظام في العام 1997.
كما شارك في انتخابات مجلس الشورى في العام 1999 عن تيار المحافظين، لكنه لم يحصد الأصوات المطلوبة، ومن ثم ترشح للانتخابات الرئاسية في العام 2005، غير أنه انسحب، مبررا الأمر بكثرة عدد المرشحين.
ونافس رضائي الرئيس الإيراني السابق #أحمدي_نجاد أثناء الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في العام 2009، وحصل على المرتبة الثالثة بعد كل من نجاد ومير حسين #موسوي، وفق النتائج التي أعلنت، لتتسبب في احتجاجات واسعة، حيث اتهم أنصار موسوي الحكومة بتزوير نتائج الاقتراع، الأمر الذي أدى إلى اندلاع الانتفاضة الخضراء، ومن ثم قمعها على يد الحرس الثوري.