أخبار الآن | تقرير عسكري (راني جابر)
أظهرت صور وفيديوهات ملتقطة من الصنمين بدرعا جنوبي سوريا إسقاط الجيش الحر لطائرة مسيرة كانت تطير في المنطقة، وتظهر الصور تمزق الطائرة بعد أن تعرضت للإصابة المباشرة بنيران المضادات الأرضية للجيش الحر وسقطت فوق أحد المنازل.
ويعتقد كثيرون أن نوع الطائرة هو "مهاجر- 4" إيرانية الصنع المستخدمة في سوريا، والتي تتشابه مع أجزاء الطائرة المعروضة في الصورة وبالأخص المحرك ذو الأسطوانات الأربع، وحوامل الذيل المرتبطة بالأجنحة ومقطع البدن المستطيل تقريباً، حيث تتشابه الطائرتان فعلياً في الأجزاء.
مهاجر 3
الطائرة الظاهرة في الصور بعض من أجزائها هي طائرة مهاجر3، إيرانية الصنع، ويمكن تمييزها من نقطتين، الأولى هي موقع الجناح المثبت في أعلى البدن، والثانية شكل جسم الطائرة المضلع، حيث تمتلك طائرة مهاجر3 شكلاً مميزاً جداً، يتميز بكون جناحيها مثبتين فوق جسم الطائرة ويرتبط بهما حاملا الذيل الأسطوانيين، وتقع المروحة والمحرك الرباعي الأسطوانات بينهما، وفي النهاية البعيدة يقع الذيل الممتد عرضياً بين حامليه الأسطوانيين المثبتين على الجناحين، كما تمتلك الطائرة واجهة مدببة نسبياً تحتوي في مقدمتها كاميرا مثبتة تستخدم للرؤية عند الاقلاع والطيران وليس لها دور حقيقي في الاستطلاع.
هذه ليست المرة الأولى التي تسقط فيها هذه الطائرة خلال الحرب في سوريا، فقد أسقط الجيش الحر هذه النوعية من الطائرات وغيرها أكثر من مرة سابقاً، ويوجد عدة فيديوهات توثق سقوط هذه الطائرات.
المميز في سقوط الطائرة في هذه المرة هو عدم فتحها للمظلة، ما أدى إلى تمزقها بهذا الشكل، فتظهر الفيديوهات السابقة لسقوط طائرات مهاجر-3 السابقة فتح المظلة عند إصابتها، كما حدث في الغوطة الشرقية بتاريخ 2\10\2013.
ويشاهد في الفيديوهات المنشورة للطائرة بعد هبوطها بالمظلة عدة تجهيزات أساسية في الطائرة منها كاميرة ثابتة موجهة للأسفل، مهمتها أخذ صور تستخدم لاحقاً لرسم الخرائط للمناطق، وكاميرا متحركة لالتقاط الفيديو وإرساله مباشرة إلى قاعدة التحكم، حيث تحتوي قبة كروية تبرز من أسفل الطائرة على مجموعة حساسات هي كاميرا ليلية وكاميرا نهارية ومقدر مدى ليزري، وتتحرك بزاوية 360 درجة أفقياً, إضافة لكاميرا أمامية مثبتة نحو الأمام تستخدم للطيران والتحكم بالطائرة.
المميز في هذه الطائرة تحديداً هو لونها أو (الغلاف الخارجي الذي يغطيها) حيث تبدو الطائرة باللون الأصفر الأساسي وبدون طلاء، فسابقاً أسقط الثوار عدة طائرات يغلب عليها الطلاء باللون البني، أما هذه الطائرة فهي غير مطلية على ما يبدو!
هناك ملاحظتان على الصور الواردة معها الملاحظة الأولى هي تاريخ إجراء الفحص أو الصيانة لأحد الأجزاء عام 2012، حيث لم يذكر دخول هذه الطائرات إلى الخدمة في جيش النظام قبل بداية الثورة عام 2011، هذا يعني أن هذه الطائرة وصلت إلى النظام قبل ثلاثة أعوام على الاقل.
الملاحظة الثانية هي التاريخ المدون على القطعة الأخرى العائد إلى 2005 والذي يشير إلى تاريخ تصنيع القطعة، حيث لا يعرف إن كان هذا الجزء فقط صنع عام 2005 أم كامل الطائرة؟ حيث ظهرت هذه النوعية في إيران عام 1999، ودخلت إلى سوريا مع بداية الثورة.
كما أن الكتابات على الشعار تشير إلى الجهة المصنعة لهذه الطائرة بوضوح وهي شركة تصنيع الطائرات الإيرانية التابعة للحكومة الإيرانية والتي تصنع أو تجمع الكثير من هذه التجهيزات وغيرها.
قمع المظاهرات!
ظهرت هذه الطائرة مهاجر 3 وغيرها من الطائرات بدون طيار إيرانية الصنع في سوريا مع بدايات الثورة، لتستخدم في استطلاع المناطق التي تخرج منها المظاهرات بداية، ليتطور استخدامها لاحقاً خلال المعارك إضافة لرسم الخرائط الجوية للمناطق قبل الهجوم عليها.
وتستطيع هذه الطائرة التحليق لارتفاع ثلاثة كيلومترات ونصف تقريباً، ويبلغ مداها العملياتي بحدود 100 كم، وتطير بسرعة قصوى 220 كيلومتر في الساعة.
كما ترتبط هذه الطائرة بقاعدة أرضية تحتوي المشغلين اللذين يكونون من الإيرانيين غالباً، وتتبادل البيانات والأوامر بوصلة راديوية معها، حيث تحتوي الطائرة هوائيات في القسم الأعلى منها، وتستطيع تحديد موقعها باستخدام منظومة تحديد المواقع العالمية، كما يوجد فيها أجهزة ملاحية أخرى.
أثناء عمل الطائرة ترسل الفيديوهات وتستقبل الأوامر من وإلى القاعدة الأرضية مباشرة بدون استخدام أي وسيط أو قمر صناعي، ما يجعل هذه الطائرة محدودة المدى، كما تخزن الصور الملتقطة في ذاكرة داخلية تستعاد منها لاحقاً عند هبوطها على الأرض، وتستطيع البقاء في الجو بحدود ساعتين إلى ثلاثة ساعات.
أهم عيوب هذه الطائرة هو ارتفاع طيرانها الأقصى الذي لا يتجاوز 3500 متر ما يجعلها عرضة للإصابة بنيران المضادات الأرضية، وهذا هو السبب الرئيسي لحالات سقوطها المتعددة خلال السنوات الأربعة الماضية، فقد شوهدت وصورت كثيراً وهي تهبط بالمظلة بعد أن أصابها الثوار في أكثر من منطقة.
كيف يستفيد الثوار من إسقاط هذه الطائرة؟
يستفيد الثوار عدة أمور، أولها التسبب بخسارة مادية ومعنوية للنظام، والعامل الثاني هو معرفة إمكانات الطائرة وسبل التعامل معها، بالاستفادة من أجزاءها التي يُعثر عليها، إضافة إلى امكانية تحليل الكترونيات الطائرة لمعرفة كيفية التشويش عليها مثلاً أو التقاط بثها وغيرها من الأمور، مثل معرفة المنطقة التي أراد النظام تصويرها من الصور المسجلة على الذاكرة الداخلية للطائرة.
هوامش:
مقطع يظهر تحليق طائرة بنفس اللون الأصفر (مع أنه يفترض أنها مهاجر-4)
https://www.youtube.com/watch?v=idBm-mkkrr8
إسقاط نفس النوعية سابقا في غوطة دمشق وانفتاح المظلة أثناء الهبوط
http://www.youtube.com/watch?t=46&v=55HgIcrEwXc