مفكرة الإسلام : قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية: إن إدارة الرئيس باراك أوباما تتساهل مع جرائم ميليشيات الحشد الشعبي الموالية لإيران ضد العراقيين السنة في تكريت، وتوفيرها غطاءً جويًّا لمواصلة هذه الجرائم.
وأضافت المجلة في تقرير لها في 31 مارس أن أمريكا توفر غطاءً جويًّا لعمليات تطهير ضد سنة العراق عبر قيام المقاتلات الأمريكية بقصف مدينة تكريت شمالي بغداد، التي يسيطر عليها تنظيم الدولة "داعش"، في محاولة لإنقاذ الحملة البرية المتعثرة التي أطلقتها بغداد وطهران قبل أسبوعين، دون مشاورة واشنطن.
وكشفت المجلة عن مفاجأة مفادها أن القوات العراقية والميليشيات الإيرانية تكبدت خسائر فادحة للغاية، وواجهت قتالًا شرسًا أعاق تقدمها بتكريت، ونقلت عن مصادر استخباراتية أمريكية ومصادر شيعية عراقية قولها: "إن عدد القتلى في صفوف ميليشيات الحشد الشعبي بلغ ستة آلاف".
وتابعت: "ربما هذه الخسائر الكبيرة غير المعلنة كانت أحد الأسباب التي دعت الحكومة العراقية لطلب مساعدة القوة الجوية الأمريكية، بعد أن رفضتها في السابق، اعتقادًا منها باحتمال تحقيق نصر سهل ضد داعش، بمساعدة إيران".
وأشارت المجلة إلى أن محاولات إدارة أوباما التقارب مع إيران، جعلتها تتغاضى عن ارتكاب عملاء إيران في العراق جرائم حرب جسيمة ضد السنة، موضحة أن المشكلة لا تقتصر فقط على العراق، وإنما موجودة في سوريا أيضًا.
وانتهت المجلة إلى القول: إن معظم العراق تحول إلى "ولاية فارسية" تابعة لرجال الدين الإيرانيين، محذرة من أن هذا الأمر سيقود إلى المزيد من العنف الطائفي والحرب الأهلية هناك.
وقالت مصادر لـ"الجزيرة": إن طائرات تابعة للتحالف الدولي شنت في 30 مارس نحو عشرين غارة على مستشفى تكريت والمناطق المجاورة له شمال العاصمة العراقية بغداد.
وأضافت المصادر ذاتها أن اشتباكات عنيفة دارت بين القوات الحكومية وميليشيات الحشد الشعبي من جهة، ومسلحي تنظيم الدولة من جهة أخرى في الأطراف الشمالية والجنوبية والغربية من تكريت.
كما ذكرت مصادر طبية عراقية أن خمسة مسلحين من مليشيات الحشد الشعبي قُتلوا، وأصيب تسعة في تفجير عبوات ناسفة شرقي مدينة تكريت بمحافظة صلاح الدين. وأوضحت هذه المصادر أن ثلاث عبوات انفجرت أثناء مرور دورية راجلة لأفراد من ميليشيات الحشد الشعبي في المنطقة.
في الوقت نفسه، عبَّر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه من وقوع عمليات قتل وخطف، وتدمير ممتلكات في المناطق التي استعادتها القوات العراقية وميليشيات موالية لها من تنظيم الدولة.
وحث بان كي مون الحكومة العراقية على ضمان حماية المدنيين في المناطق التي تشهد عمليات عسكرية ضد تنظيم الدولة.