بزنس إنسايدر – التقرير
على الرغم من وجود الكثير من الصحافة الجيدة التي يتم إنتاجها عن المحادثات الإيرانية، إلا أنه لا يزال من الصعب تمييز ما يحدث بالفعل في هذه اللحظة. وتبدو الآراء التي تميل للاعتقاد بأن هذه المفاوضات سوف تسفر عن حل غير عنيف للتحدي الإيراني، وأيضًا من المحتمل جدًا أن تشجع الإيرانيين على أن يكونوا أكثر اعتدالًا في نهجهم تجاه جيرانهم، متفائلة إلى حد ما بأن الغرب سوف يقدم التنازلات اللازمة للحصول على الموافقة الإيرانية.
وعلى الجانب الآخر، يعتقد الذين يزعمون بأن لا تسوية عن طريق التفاوض يمكنها أن تكون جيدة بما فيه الكفاية لمنع إيران من أن تصبح قوة نووية، بأنه من الحكمة أن نبدأ حرباً فعلية الآن من أجل منع حدوث هذا السيناريو في وقت لاحق. وإذا كنت تعتقد بأننا نعيش في عام 1938، وإسرائيل، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، يلعبون دور تشيكوسلوفاكيا، فقد يكون هذا الموقف منطقيًا.
وفيما يلي خمسة أسئلة ستشكل سببًا حقيقيًا للقلق في حال عدم تحديد إجابات مرضية لها في صفقة الإطار مع إيران:
1) ما الذي سوف تفعله المملكة العربية السعودية ردًا على الصفقة؟
إذا كان السعوديون، والذين يقاتلون الإيرانيين بالفعل على عدة جبهات الآن، سيقومون بشق طريقهم أيضًا نحو امتلاك السلاح النووي، فلن تخدم هذه المفاوضات الغرض الأساسي الذي وضعه الرئيس أوباما لها.
وقد حذر الرئيس الأمريكي في عدة مقابلات من أن إيران نووية من شأنها أن تؤدي إلى سباق تسلح نووي في منطقة الشرق الأوسط، وهي المنطقة الأكثر تقلبًا في العالم. وأحد أهداف هذه المحادثات هو ضمان أن بقية دول الشرق الأوسط ستكون متأكدة من أن إيران لن تصبح قوة نووية. وإذا كانت كل من السعودية، ومصر، وتركيا، والإمارات العربية المتحدة، لا تعتقد بأن الصفقة سوف تحقق ذلك، فإن هذه الدول سوف تتحرك لمواجهة التهديد النووي الفارسي.
2) إذا ما سمح لمنشأة التخصيب تحت الأرض في فوردو، والتي تم إخفاؤها عن أنظار القوى الغربية لعدة سنوات، والتي قالت الولايات المتحدة وأوروبا مرارًا بأنه يجب إغلاقها، بتشغيل أجهزة الطرد المركزي، حتى ولو لتدوير الغرمانيوم وغيره من العناصر التي لا يمكن استخدامها في تصنيع الأسلحة النووية، فإن الشك سيبقى مشروعًا حول قوة هذه الصفقة.
3) لم يسبق أن أجاب الإيرانيون على معظم الأسئلة التي طرحت عليهم من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الأبعاد العسكرية المحتملة لما يسمى بتطوير إدارة الأداء لبرنامجهم النووي. ويجب الإجابة على هذه الأسئلة قبل أن يتم رفع العقوبات ولو جزئيًا. وإلا فإن الغرب لن يحصل على الأجوبة عليها مطلقًا.
4) لا بد من مراقبة السرعة المقترحة لتخفيف العقوبات بعناية. حيث يريد الإيرانيون تخفيفًا فوريًا للعقوبات المفروضة عليهم، ولكن ينبغي على الغرب أن يوافق فقط على إزالة العقوبات تدريجيًا، حتى التأكد تمامًا من التزام إيران بتفتيش منشآتها، والقضايا الأخرى.
5) السؤال الأكبر المثير للقلق يتعلق بمسألة الوقت، وهو: كم من الوقت ستحتاج إيران، إذا ما اتخذت قرارًا بانتهاك شروط الصفقة، كي تصبح قوة نووية؟
إن هدف إدارة أوباما هو التأكد من أن عبور العتبة النووية سوف يستغرق إيران سنة على الأقل. والافتراض هنا هو أن مدة السنة هذه سوف تشكل وقتًا كافيًا للغرب من أجل صياغة رد مناسب، حتى لو تتطلب الأمر أن يكون هذا الرد عسكريًا. وسوف تكون هذه من بين القضايا المثيرة للجدل، لأن مثل هذه المسألة قد يساء فهمها ويتم تحريفها بسهولة.
المصدر