قال محمد محسن أبو النور، الخبير في الشئون الإيرانية والباحث في العلاقات الدولية، "إن إيران تترقب الآن بقلق بالغ ما يحدث في اليمن، التي أعطت الضوء الأخضر لتقدم الحوثيين إلى عدن حيث مقر الرئيس اليمني صاحب الشرعية الدولية".
وأضاف ابو النور، في تصريحات خاصة لـ«الشروق»، أن تقدم الحوثيين نحو عدن حيث مقر الرئيس اليمني هادي منصور كان بمثابة خطأ تكتيكي كبير في ظل المفاوضات الجارية حول المف النووي، لافتا إلى أن إيران استهدفت الضغط على المفاوض الامريكي بالورقة الحوثية.
واعتبر الخبير في الشئون الإيرانية أن كروت اللعبة قد انقلبت على إيران وأصبحت إزاء تحالف دولي إقليمي يصعب اجتيازه أو حتى الانتصار عليه خاصة مع المظلة الدولية التي منحتها واشنطن ولندن للعملية العسكرية بمشاركة أكبر 4 قوى إقليمية على الإطلاق ( القاهرة ـ أنقرة ـ إسلام آباد ـ الرياض).
وأوضح أن من الصعب للغاية أن تتخلى إيران كليا وبشكل مفاجئ عن دعمها لجماعة أنصار الله لكن المرجح أن تتراجع إيران وتدعو إلى حل سياسي لاسيما أن أسطولها البحري في مأزق حقيقي على مقربة من خليج عدن في مواجهة القوات البحرية «المصرية ـ الباكستانية ـ التركية».
وتوقع الباحث في العلاقات الدولية أن إيران سوف تدعوا إلى التهدئة والعودة إلى طاولة المفاوضات خاصة بعد أن تمكنت القوات اليمنية الموالية لمنصور من استعادة السيطرة على عدن، فضلا عن أن خيارات إيران أصبحت محدودة.
وألمح أبو النور إلى أن مجلس الأمن الدولي لن يعارض أي إجراءات عسكرية تتخذها الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي في المستقبل لحماية أمنها القومي في اليمن من التمد الشيعي الإيراني خاصة في ظل المظلة الأمريكية والإنجليزية وبالتالي لا تستخدم موسكو وبكين حق النقض الفيتو لأن التحالف الإقليمي ضد الحوثيين به حلفاء إستراتجيين للدولتين، وبالتاكيد أن تلك الدول مع القوى الكبرى غير الأوروبية دائمة العضوية في مجلس الأمن.
وختم لباحث في العلاقات الدولية حديثه بالتأكيد على أن مصر لن تسمح بقاعدة سياسية لإيران في اليمن على غرار سوريا ولبنان، إضافة إلى أن السياسة الدولية الموضوع فيها أكبر من محاولات الترابط على الأقل في الظرف الراهن لأن ما حدث أمس في اليمن شكل بالنسبة للأمن القومي المصري على سبيل التحديد خط أحمر لا يمكن معه الحديث عن أي تداعيات للعداء مع أي قوى أخرى حتى لو كانت إيران . الشروق