تصريح إيراني يربك المشهد اليمني المرتبك أصلا، لإن إيران الداعم الأكبر للحوثيين وبشكل متسارع منذ سيطرتهم على صنعاء واحتجازهم الرئيس هادي ورئيس حكومة الكفاءات وطاقمه الوزاري وإصدار إعلان دستوري، فيما اعتبره بعض المراقبين انقلابا مكتمل الأركان.
وجهت إيران صفعة موجعة لجماعة “أنصار الله” الحوثي، المسيطرة على العاصمة صنعاء والساعية لبسط نفوذها على بعض المحافظات في وسط وجنوب البلاد، بعد تأكيد مسؤول إيراني رفيع اليوم الأحد أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي “سيستقيل للحيلولة دون انقسام اليمن وتحويل عدن إلى ملاذ للإرهابيين”.
تصريح أربك المشهد اليمني المرتبك أصلا، لإن إيران الداعم الأكبر للحوثيين وبشكل متسارع منذ سيطرتهم على صنعاء واحتجازهم الرئيس هادي ورئيس حكومة الكفاءات وطاقمه الوزاري وإصدار إعلان دستوري، فيما اعتبره بعض المراقبين انقلابا مكتمل الأركان.
أن يقول مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إن “التوقعات هي أن الرئيس هادي سيستقيل”، فذاك يعني في أبجديات السياسة الاعتراف بـ”شرعية” الرجل، الذي فر من قبضة الحوثيين وبدأ ترتيب أولوياته في عاصمة الجنوب.
إيران تدعم الحوثيين على الأرض وتتعهد بتوفير النفط لعام كامل قبل أسابيع، وتعتبر الحوار طريقا سالكاً لحل الأزمة التي تعصف باليمن، ومع ذلك تمنح هادي شرعية ولو “لفظية”، فيما يشبه تعديل الأوتار السياسية للحاق بركب الدول الخليجية والعربية والدولية التي تدعم الرئيس اليمني وتعتبره “مصدرا للشرعية”، فهل أدركت إيران أخيرا أن اصطفافها إلى جانب الحوثيين كان خطأ كبيرا؟ يتساءل مراقب يمني.
ويرى متابعون للشأن السياسي في اليمن، أن تأكيد إيران أن الرئيس “هادي سيستقيل”، يمكن حملها على وجهين لا ثالث لهما، فإما أن تكون طهران أدركت أن الحوثيين في طريقهم لخسارة مشوار بدأوه في صنعاء، خصوصا وأنهم جُوبهوا برفض دولي لن يكون من السهل تغيير موازينه، سويعات قبل اجتماع مرتقب لمجلس الأمن الدولي سيبحث التطورات في اليمن بعد اتهام الرئيس عبد ربه منصور هادي للحوثيين الذين تدعمهم إيران بـ”الانقلاب عليه”، ودعا الأمم المتحدة إلى “تدخل عاجل بكل الوسائل المتاحة”، وبالتالي أراد مساعد وزير الخارجية الإيراني تلمس خيط يمكن الاحتكام إليه حال صدور قرار حاسم من مجلس الأمن.
أما الخيار الثاني، الذي قد يُفهم من الموقف الإيراني “المريب”، فيتمثل في أن طهران أحست انهياراً معنوياً على الأقل في معسكر الحوثي بعد انتفاضة القبائل ضده في مأرب، وخسارته ورقة تصفية هادي في عدن قبل أيام، وفرار وعزل غالبية المتهمين بالتعبية لتحالف “الحوثيين وصالح” في الجنوب، وبالتالي قد تكون هذه الدعوة بمثابة بعث الأمل في جماعة باتت خيارتها مشتة في الداخل وهي تقارع ثالوث أنصار هادي والقبائل والقاعدة.
إرضاءً للخليج
ويعتبر محللون سياسيون، أن الموقف الإيراني الجديد الداعي إلى الحوار في اليمن مع المطالبة بتنحي الرئيس هادي، جاء رداً على اتهام هادي للحوثيين الذين تدعمهم إيران بالانقلاب عليه من جهة، فضلا عن كونه “مغازلة” لتلطيف الأجواء مع الدول الخليجية وخصوصا السعودية التي أغضبها تقدم الحوثيين المدعومين من إيران.
وكان لافتا أن مساعد وزير الخارجية الايراني، عمد في تصريحه إلى التقاطع مع رأي وزير الداخلية السعودي وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف من أن “انزلاق اليمن في نفق مظلم سيترتب عليه عواقب وخيمة ليس على اليمن فحسب، بل على الأمن والاستقرار في المنطقة والسلم والأمن الدوليين”، فجاء كلام حسين أمير عبد اللهيان قريبا، إن لم يكن مطابقا، عندما دعا دول مجلس التعاون الخليجي إلى “تقديم الدعم الحقيقي للحوار الوطني في اليمن للحد من الأعمال الإرهابية في هذا البلد”، موضحا أن طهران “تواصل مشاوراتها الاقليمية والدولية لتعزيز المسار السياسي في اليمن في ضوء التعاون بين كافة الأحزاب والتيارات فيه”، في إشارة إلى عدم إقصاء الرئيس هادي من الحوار وإن طالبته طهران بالاستقالة، وهو ما يُبقى المجال مفتوحا في قادمات الأيام على مواقف سياسية قد يتم تحويرها في ظل المستجدات على الأرض والدور الإقليمي والدولي تجاه ما يحدث في اليمن. بوابة حضرموت الأخبارية