بينما يحتفل العديد من الشعوب في إيران والمنطقة بأعياد "النوروز"، دعت جهات رسمية ومراجع ورجال دين إيرانيون إلى إقامة المآتم بذكرى وفاة فاطمة بنت النبي محمد، والتي تصادف هذا العام أيام أعياد النوروز التي بدأت في 21 مارس، حيث بداية السنة الإيرانية الجديدة وقدوم فصل الربيع.
وعلى الرغم من إعلان السلطات الأمنية في سبتمبر الماضي منع احتفالات مشابهة كذكرى "فاطمة الزهراء"، و"عيد مقتل عمر" الذي يحتفل فيه المتطرفون الشيعة في 9 ربيع الأول من كل عام، ابتهاجاً بذكرى مقتل خليفة المسلمين الثاني عمر بن الخطاب، أقيمت في إيران احتفالات واسعة هذا العام تحت عنوان "استشهاد فاطمة الزهراء".
ودعا خطيب الجمعة في طهران محمد علي موحدي كرماني - وهو من أشد أنصار نظرية ولاية الفقيه - إلى "تغليب الحزن والعزاء على مظاهر الفرح والبهجة خلال أعياد النوروز".
كما ركز الإعلام الإيراني بشكل واسع على هذه المناسبة خلال الأيام الأخيرة.
ونشرت صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد الأعلى علي خامنئي، مقالاً لجميل ظاهري قام الكاتب خلاله باستعراض "أحاديث" يرويها الشيعة منسوبة للنبي وعدة قضايا خلافية بين السنة والشيعة .
أما القنوات الإيرانية الناطقة بالعربية، ومنها قناة "العالم" الرسمية، فركزت على احتفالات ذكرى وفاة فاطمة بشكل واسع.
وتتزامن هذه الاحتفالات وإقامة المآتم والتركيز على سب الخلفاء وبعض الصحابة خلال هذه المراسم مع حالة من الغليان تعيشها المنطقة بين السنة والشيعة، بسبب تدخلات إيران في الدول العربية.
ويقول مراقبون إن دور إيران بات معروفاً بتأجيج الصراعات الطائفية عبر التدخل في سوريا والعراق واليمن ودول أخرى.
يشار إلى أن الروايات الشيعية تختلف بشكل كبير عن ما يرد في المصادر السنية حول ظروف حياة ووفاة ابنة النبي محمد.
ويقيم المتطرفون الشيعة احتفالات واسعة في 9 ربيع الأول احتفالاً بذكرى مقتل خليفة المسلمين الثاني "عمر بن الخطاب"، ويسمونه بالفارسية "عُمرکُشان" وبالعربية "عيد الزهراء" أو "فرحة الزهراء" أو "مقتل عمر".
غير أن احتفالات هذا العام شملت مراسم عزاء ومآتم بذكرى وفاة فاطمة، وذلك بالتركيز على الأسس الخلافية بين السنة والشيعة في خطوة فسرها مراقبون بمحاولة إيران للمزيد من الشحن الطائفي خدمة لأهدافها التوسعية في المنطقة العربية.