صنعاء: عرفات مدابش - عدن: {الشرق الأوسط}
نفى مصدر في الرئاسة اليمنية «الأنباء التي تحدثت عن مغادرة الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية لمقر إقامته في العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن إلى العاصمة السعودية الرياض على متن طائرة سعودية خاصة»، وقال المصدر إنه «لا صحة للأنباء التي تحدثت عن مغادرة رئيس الجمهورية للعاصمة الاقتصادية والتجارية عدن إلى العاصمة السعودية الرياض، وهو موجود حاليا في مقر إقامته بعدن»، ودعا المصدر إلى «توخي الحذر والتأكد قبل نشر مثل هذه الأنباء التي من شأنها التأثير على السلم الاجتماعي ومصلحة الوطن وتحري الدقة والمصداقية واستسقاء المعلومات من الجهات الرسمية المختصة»، وأكد أن «أي تحرك للرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية سيكون عبر الأطر الرسمية ولن تكون بشكل سري». في موضوع آخر، اعتقلت السلطات الأمنية في عدن عددا من الجنود بتهمة التخطيط لاضطرابات، قالت مصادر أمنية في عدن، أمس، لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الأمن واللجان الشعبية تمكنت من اعتقال عدد من العسكريين الذين ينتمون إلى المحافظات الشمالية والذين تمكنوا من التسلل إلى المدينة على اعتبار أنهم مواطنون عاديون، وذكرت المصادر أن التحقيقات الأولية مع المعتقلين بينت أنهم عسكريون وعلى ارتباط بجماعة الحوثي والرئيس السابق علي عبد الله صالح، وأنهم كانوا يخططون لتنفيذ بعض العمليات التي تحدث اضطرابات أمنية في عدن، حسب تلك المصادر. وتعيش عدن وضعا أمنيا متوترا في ظل تمرد قائد قوات الأمن الخاصة وتحصنه في المعسكر الرئيسي بمنطقة الصولبان ورفضه القرار الرئاسي بإقالته، وشهدت عدن الخميس مواجهات متقطعة بين قوات الأمن الخاصة من جهة وعسكريين منشقين عن نفس الوحدة العسكرية واللجان الشعبية من جهة أخرى، وأسفرت تلك المواجهات عن سقوط قتيل واحد على الأقل وعدد من الجرحى وتمكنت اللجان الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي من السيطرة على أحد معسكرات قوات الأمن الخاصة المعروف بمعسكر عشرين، وتفرض اللجان الشعبية سيطرة شبه كاملة على عدن، في ظل معلومات تتداولها وسائل الإعلام عن عملية عسكرية مرتقبة لإنهاء تمرد قائد قوات الأمن الخاصة وتكليف وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي بهذه المهمة من قبل الرئيس هادي. وأعرب مواطنون يقطنون محيط «معسكر 20» الكائن في مدينة عدن القديمة كريتر «عن قلقهم وخوفهم من وجود معسكر قوات الأمن الخاصة في موضعه في قلب المدينة المكتظة بكثافة سكانية ومعمارية جعلتها غير قابلة للتوسعة نظرا لمساحتها الضيقة المحصورة بين تلالها البركانية والبحر، وقال السكان إن الحادثة الأخيرة تسببت في حالة ذعر وخوف بين السكان الذين أيقظتهم أصوات الانفجارات القوية، فضلا عن الأضرار البالغة التي تعرضت لها منازلهم وسياراتهم إثر اندلاع اشتباكات مسلحة فجر أول من أمس، بين مهاجمين يعتقد بانتمائهم للحراك الجنوبي وجنود القوات الأمن الخاصة المرابطين في المعسكر. وقالت مصادر «الشرق الأوسط» إن أكثر من 18 مسلحا مجهولا قاموا فجر أمس بمهاجمة «معسكر 20» تابع للقوات الخاصة وحدة (فض الشغب) من عدة اتجاهات استخدموا فيها الأسلحة الخفيفة وقذائف أر بي جي، على بوابة المعسكر، مشيرة إلى أن جنود القوات الخاصة قد قاموا بالتصدي لتلك العناصر، حيث أسفرت الاشتباكات عن مقتل الجندي مسعد حفظ الله، وإصابة 4 من المهاجمين بينهم اثنان بجروح خطيرة لإصابتهما في الوجه والعين وقد تم نقلهم إلى المستشفى للعلاج، وفي الوقت الذي نفت اللجان الشعبية في عدن مشاركتها في الهجوم المسلح الذي استهدف معسكرا للقوات الخاصة بمدينة كريتر بعدن. وأعلن الحوثيون في اليمن التوصل إلى عدد من الاتفاقات مع جمهورية إيران الإسلامية تتعلق بعدد من قضايا التعاون المشترك على أصعدة اقتصادية وخدمية، وإيران هي الدولة الوحيدة التي يوقع معها الحوثيون اتفاقيات منذ سيطرتهم الكاملة على العاصمة صنعاء والسلطة في شمال اليمن أواخر العام الماضي، وقال صالح الصماد، رئيس المجلس السياسي لحركة «أنصار الله» الحوثية، عقب عودته من طهران على رأس وفد ضم عددا من المسؤولين الحكوميين اليمنيين، إن إيران أبدت استعداداها لتزويد اليمن بالنفط لمدة عام ومده بمحطة كهربائية تعمل بالديزل والغاز وإعادة صيانة إحدى محطات الكهرباء اليمنية وميناء الحديدة الرئيسي في شمال البلاد. واستمرت زيارة الوفد قرابة أسبوعين، ووقع، خلالها في طهران، عددا من الاتفاقيات مع الجانب الإيراني في جوانب خدمية وتعاون لم يسبق وأن جرى بين طهران وصنعاء، وكان الحوثيون فتحوا جسرا جويا للطيران المدني بين اليمن وإيران بمعدل 28 رحلة أسبوعيا بين البلدين، وشدد قياديون حوثيون على أهمية تعزيز الشراكة مع إيران، وهي الخطوات التي تتسارع منذ سيطرة الحوثيين على السلطة في صنعاء في سبتمبر (أيلول) المنصرم وحتى اللحظة. وقال مصدر في الحكومة اليمنية المستقيلة لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه الاتفاقيات التي وقعها الحوثيون مع إيران ليست شرعية وغير مدروسة على الإطلاق ولم تكن مدرجة في مشاريع وموازنات الدولة والخطط الخمسية وهي ارتجالية تؤكد تبعية الحوثيين لإيران في مختلف المجالات»، وأضاف المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته أن «ما هو أخطر هو عدم إعلان الحوثيين لفحوى المباحثات التي أجروها واقتصر إعلانهم على ما يتعلق بالنفط والكهرباء والبنية التحتية، ولم يتم التطرق إلى قضايا أخرى كالتعاون الأمني والعسكري»، وأشار المصدر إلى أن «العادة جرت أن تبحث اللجان الفنية بين أي بلدين ترتيبات الاتفاقيات ودراستها جيدا ثم يجري تحديد موعد للتوقيع، ولكن الحوثيين ظلوا لأكثر من أسبوعين في إيران وعادوا بهذه الاتفاقيات التي لا يستغرق توقيعها سوى ساعات، إن كانت أعدت سلفا».
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video