عبده عايش-صنعاء
ركزت الصحف اليمنية الصادرة، اليوم الاثنين، على توسع النفوذ الإيراني في البلاد عقب تدشين طهران رحلات جوية مباشرة إلى صنعاء، وتحدثت عن مخاوف من تحويل اليمن إلى "ساحة حرب مفتوحة بين السعودية وإيران" كما توقفت عند توصيف الرئيس عبد ربه منصور هادي للعاصمة صنعاء بأنها "محتلة" وتناولت ما يصدر عنه من مواقف وتصريحات.
وتحت عنوان "تدشين معلن للنفوذ الايراني" تناولت صحيفة "الشارع" وصول أول رحلة طيران الإيرانية، إلى صنعاء بعد أقل من 24 ساعة على توقيع اتفاق مع الحوثيين. ونقلت عن المتحدث باسم الحكومة المستقيلة راجح بادي قوله إن الهدف من ذلك إنشاء جسر جوي لدعم الحوثيين عسكريا.
لكن صحيفة "المسيرة" التابعة للحوثيين تحدثت عن الموضوع نفسه بصيغة أخرى، وعنونت "اليمن تكسر العزلة، وتغرد خارج سرب المحور الأميركي". ونقلت تصريحات لزعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي الذي اعتبر أن "الاستنجاد بالخارج خيانة وطنية".
|
"المسيرة" تتحدث عن الخيانة الوطنية (الجزيرة)
|
اتهامات
كما نقلت عن محمد المقالح عضو "اللجنة الثورية العليا" التابعة للحوثيين اتهامه للسعودية بأنها "تعمل على تكريس النموذج الليبي في اليمن". واعتبر أن نقل السفارات الخليجية من صنعاء إلى عدن "باسم الشرعية الدستورية، يمثل عملا عدوانيا صارخا تجاه اليمن، ومخالفا للقانون الدولي والأعراف الدبلوماسية".
وتحدثت صحيفة "الأهالي" عن وجود "تحضيرات حوثية لاجتياح محافظة تعز، وتهديدها بشن حرب على محافظة عدن، حيث يباشر هادي نشاطاته من هناك، في وقت تقوم مليشياتها بالتحرش بالقبائل في مأرب والجوف، حيث يعسكر الآلاف من المسلحين الرافضين لانقلاب الحوثي".
وأشارت إلى أن دول الخليج تدعم "دولة عدن" وشرعية الرئيس هادي، مقابل تأييد إيران "دويلة الحوثي" في صنعاء الخاضعة لقبضة مليشياته، من خلال تسيير رحلات يومية لطيران إيران إلى صنعاء. ولفتت إلى سفر وفود حوثية مشتركة مع حزب الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح إلى موسكو، وطهران، والقاهرة" في محاولة لفك العزلة على صنعاء.
ونقلت صحيفة "المصدر "عن هادي وعده لوفد قبلي من محافظات البيضاء ومأرب والجوف، بـ"التصدي لانقلاب الحوثيين". لكنها لم تكشف عن أدوات وإجراءات هادي لإسقاط الانقلاب. وركزت على حملة الاعتقالات التي تشنها مليشيا الحوثي ضد قيادات وعناصر حزب التجمع اليمني للإصلاح في صنعاء.
|
صحيفة "الناس" تحدثت عن تعمد التحالف بين صالح والحوثيين (الجزيرة)
|
شرعية هادي
وفي صفحتها الرئيسية قالت أسبوعية "الناس" إن المخلوع صالح يعمّد تحالفه مع الحوثي، ونقلت عن حزب المؤتمر الشعبي القول "لا شرعية للرئيس هادي، ورفض الحزب نقل الحوار إلى مدينة أخرى آمنة بعيدة عن سطوة مليشيا الحوثي، التي تسيطر على صنعاء بالقوة".
وتحدثت في تقرير لها عن السيناريوهات المتوقعة للأزمة الراهنة، فقالت "إن ثمة خيارين لا ثالث لهما، والسيناريو القادم هو التوافق السياسي أو الحرب، وإن رجحت أن الطبول تقرع أبواب اليمن لمواجهة شاملة".
وفي مقال له بالصفحة الأخيرة للصحيفة وتحت عنوان "خطوات هادي التي تجب الآن" قال الصحفي عارف أبو حاتم "إن النفوس لا تزال متوترة والقلوب منقبضة مما فعل هادي بالدولة اليمنية، وكثير من الداعمين المساندين لهادي في هذه اللحظة لا يزالون يترقبون بتوجس وحذر ما الذي سيفعله، ويتساءلون هل الرجل جاد الآن؟".
وأضاف أن "هادي ارتكب من الحماقات ما تنوء به الجبال، وهو من جلب الحوثي من كهفه في صعدة على حدود السعودية إلى القصر الجمهوري بصنعاء".
من جانبها، واصلت صحيفة "اليمن اليوم" المملوكة للرئيس المخلوع هجومها على هادي ووصفته بـ"الرئيس المستقيل" وأنه "بلا شرعية". وذكرت في عنوان رئيسي أن "هادي "يبيح مخازن الجيش في عدن ويوزعها على اللجان الشعبية التابعة له بمحافظتي أبين وشبوة".
كما نشرت رسما كرتونيا يظهر المبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر بلباس الأطباء، يحاول الاطمئنان على الحوار الذي يرعاه، مصورا الحوار في شكل جثة ممزقة في غرفة الإنعاش.