الفقر والبطالة والإدمان والأمية
في ظلّ نظام ولاية الفقيه تحلّ المآسي بمختلف أوجهها بأبناء الشعب الإيراني من التضخّم والبطالة والإدمان والفقر والأمية والإنتحار و... غيرها. فها هو مسؤولو النظام يقولون بملئ فمهم أن هذه الظواهر هي مؤشرات تملؤ العيون في إيران الملالي. على سبيل المثال ذكرت وكالة أنباء فارس في 20 أكتوبر 2014 أن إحصاءاًعلنياً أجرته منظمة الصحة ولجنة الإغاثة يفيد أن «ثمانمئة ألف طفل إيراني على الأقل يعانون من سوء التغذية»، كما نقلت إذاعة أوروبا الحرة في مايو 2014 عن عمدة طهران جنرال الحرس محمد باقر قاليباف قوله «تشهد مدينة طهران في هذه الأيام حوالي 15 ألف شخص ينامون في علب الكرتون»! وأضاف أن أكثر من ألف من هؤلاء من النساء. هل يمكن التصور بأن في عاصمة نظام الولاية وفي مدينة يسمّونها «أم القرى» للعالم الإسلامي هناك ألف إمرأة مسلمة يعشن في الشوارع وينمن في علب الكرتون؟! وهم يزعمون أنهم أتباع علي بن أبي طالب الذي لما سمع أن عناصر جيش العدو قاموا بإهانة أمرأة معاهدة في الأنبار صرخ مدوّياً « فَلَوْ أَنَّ امْرَأً مُسْلِماً مَاتَ مِنْ بَعْدِ هَذَا أَسَفاً مَا كَانَ بِهِ مَلُوماً بَلْ كَانَ بِهِ عِنْدِي جَدِيراً».
وصرّح اسماعيل جليلي عضو لجنة التخطيط والميزانية في برلمان النظام ان أكثر من 80 % من المواطنين الإيرانيين دخلهم الشهري أقل من 600 ألف تومان(ما يعادل أقل من 200 دولار) حسب الاستمارات المسجّلة في حين متوسط خط الفقر في البلاد لعائلة واحدة هو 1.800.000 تومان(حوالي 600 دولار)؛ بناءا على ما جاء في وكالة تسنيم للأنباء بتاريخ 20 أبريل 2014. وهذا يعني أن ثمانين بالمئة من أبناء الشعب يساوي دخلهم ثُلث خط الفقر.
وإذا عرفنا بأن مبلغ الدعم الحكومي لكل لعائلة مكوّنة من 4 أشخاص هو 180.000 تومان فمعناه أن هذا المبلغ لايسدد سوى 10 بالمئة من الحد الأدنى للدخل الذي يساوي خط الفقر.
ومع أن هذا النظام يرفع شعار الدفاع عن «المستضعفين» في العالم أكد علي رضا محجوب الأمين العام لـ«بيت العمال» استناداً إلى الإحصاءات الرسمية، وكما أعنلت إذاعة اروبا الحرة 9 مايو 2014، أن 100 ألف عامل تم الاستغناء عن خدماتهم خلال السنة الماضية في أكثر من ألف معمل.
وأكثر من ذلك حيث نشرت وسائل الإعلام الإيرانية حديثا لرئيس كتلة العمال في المجلس حول الحالة المعيشية للعمّال الإيرانيين جاء فيه إن 90 بالمئة من العمال الإيرانيين يعيشون تحت خط الفقر، وأن 10 بالمئة ـ أي النسبة الباقية - هم أيضاً على مقربة محاذية لهذا الخط! (موقع تابناك- 7.8.2014)
تسونامي العاطلين عن العمل
وبالنسبة لظاهرة البطالة المتفشية في البلد أعلنت وكالة أنباء «مهر» في 9 مايو 2014 أن تقريراً لمركز الإحصاء الإيراني نصّت على أن 6،5 مليون شخص من سكّان البلاد قد انضمّوا إلى عدد العاطلين عن العمل بين أعوام 2005 إلى 2013 وأصبح هناك حوالي 35،5 مليون شخص لايمكن اعتبارهم عاملين ولا عاطلين عن العمل.
ونقلت صحيفة «اعتماد»-24 أبريل 2014 - أرقاماً حول البطالة في شرائح خاصة تؤشر إلى واقع مرّ لايصدّق، حيث جاء فيها أن نائب رئيس الجمهورية أعلن أن 12 في المئة من الأسر الإيرانية تُعيلها النساء، وأن 82 بالمئة من هؤلاء المعيلات عاطلات عن العمل!
وأضافت هذه الصحيفة نقلاً عن نائب روحاني قوله أن نسبة الشباب العاطلين عن العمل بلغت 24 في المئة مما يعتبر حداً أحمر بحيث أن مليون و100ألف متخرج جامعي على الأقل لايمكنهم أن يدخلوا سوق العمل. وبحسب وزير العمل فأن 5،4 مليون متخرج جامعي سوف يدخلون سوق العمل، وإن لم يفسح المجال لإيجاد فرص عمل لهم فعلينا ترقّب حدوث تسونامي لـ6،5 مليون متخرج جامعي عاطل عن العمل.
وتأييداً لوقوع هذا التسونامي أعلن «حسن فيروز آبادي» كفيل وزارة العمل الإيراني أن خمسة ملايين من طالبي العمل سيدخلون في سوق العمل خلال السبع سنوات القادمة، وهذا ما نقلت عن إذاعة «زمانة» - 7 أكتوبر 2014. كما شرحت ذلك وكالة «مهر» للأنباء في 27 أغسطس 2014 بمزيد من التفصيل جاء فيها: هناك مليونان ونصف مليون عاطل عن العمل في البلاد نصفهم من متخرّجي الجامعات. وإذا بقيت أزمة البطالة علي ما هي عليه بالنسبة لطالبي العمل من متخرجي الجامعات حتى سنة أو سنتين قادمتين، إلى جانب دخول أربعة ملايين ونصف متخرج جديد إلى سوق العمل، فعلينا أن نترقب حدوث تسونامي بحق خمسة ملايين عاطل عن العمل من المتخرجين.
وأخيرا أعلن موقع «تابناك» شبه الرسمي في 31 يناير 2015 عدد العاطلين عن العمل في البلاد بهذه العبارة:« في الوقت الحالي هناك ثلاثة ملايين عاطل عن العمل بناء على الإحصاءات الرسمية وخمسة عشر مليون عاطل بناء على الإحصائات غير الرسمية»!
المخدرات وأزمة الإدمان
كتبت وكالة أنباء «إيسنا» في 23 مايو2014 نقلا عن رئيس لجنة مكافحة المخدرات أن خمسمئة طن من المخّدرات قد تم استهلاكها خلال السنة الماضية وأن تسعة أشخاص يلقون حتفهم في البلاد يومياً جرّاء تعاطيهم المخدّرات.علماً بأن 22 في المئة من المدمنين يحملون شهادات فوق الماجيستر. هذا عدا عن مصادرة حوالي 570 طنا من المخدّرات خلال السنة الماضية واعتقال 270 الف شخص بسبب تورّطهم في عمليات التهريب. ونقلت إذاعة أوربا الحرة- 20 سبتمبر 2014 عن وزير الداخلية في حكومة روحاني «عبدالرضا رحماني فضلي» نسبة استهلاك مخدّر «الشيشة»(مخدّر جديد وهي غير الحشيشة) ارتفعت خلال سنتين فقط من أربعة إلى 22 بالمئة كاشفاً عن وجود مائة ألف «مدمن في الشارع»، ومحذّرا من تعرّض مليون و400ألف طفل إلى خطر الإنجرار وراء إدمان المخدّرات. وقال في موقع آخر «يستهلك سنويا حوالي 450 طناً من الأفيون في ايران أي ما يمثل 42 بالمئة من استهلاك مجمل الأفيون في العالم.»
ونقلت وكالة أنباء وزارة المخابرات (وكالة مهر للأنباء) في 11سبتمبر 2013 عن عضو لجنة الصحة في برلمان النظام أن الخسائر الناتجة عن الإدمان في البلاد بلغت 20 ألف مليار تومان (أي حوالي ستة مليارات دولار) سنويا أي ما يعادل ميزانية الصحة للبلاد.
وقد اعترف رحماني فضلي وزير الداخلية - وفق ما نقلته عنه وكالة تسنيم في 22شباط الحالي- أمام جمع من قادة شرطة مكافحة المخدرات أنه« يتم تداول 10 آلاف مليار تومان في مجال تعاطي المخدرات في بلدنا سنوياً. والسيولة المالية في المخدّرات تبلغ سنويا 20 مليار تومان أي يعادل ثلثي التخصيصات العمرانية للبلاد». وأضاف : «الأموال القذرة الناجمة عن تهريب المخدّرات تستخدم في جميع القطاعات... قسم من الأموال القذرة الناجمة عن المخدرات تدخل السياسة والانتخابات ونقل السلطة السياسية في البلاد...
ومن هنا نعرف مدى أهمية المخدّرات وتهريبها في إيران الملالي.
نسبة كبيرة من الإيرانيين أميون
بالنسبة للأمية في نظام يقدّم نفسه نظاما إسلاميا تقول صحيفة «ابتكار» في 17 مايو 2014: « في مرحلة الدراسة الإبتدائية هناك خمسة ملايين محرومون من خدمات التعليم في البلاد.» وكتبت صحيفة «اعتماد»- 10 يوليو 2014 أن التعداد العام للسّكان في عام 2011 أظهر أن 52 بالمئة من السكان يعانون من الأميّة أو من الحدّ الأدنى من الدراسة الابتدائية، التي تهدّد بخطر العودة إلى الأمية. أما إذاعة الـ«بي بي سي» فقد أوردت في 20 نوفمبر 2013 تصريحاً لرئيس منظمة مكافحة الأمية علي باقرزاده قال فيه أن أكثر من 11 مليون إيراني من أصل 75 مليونا يُدرجون في خانة الأميين.
ماذكر ليس سوى نماذج من المآسي التي حلّت بالشعب الإيراني من جرّاء حكم ولاية الفقيه. إذن يجب مرة أخرى وصف نظام الملالي ونظام ولايـة الفقيه بنظام «أهلك الحرث والنسل» في إيران. إيلاف
الحلقة الرابعة