تظاهر أهوازيون أمام مقر الأمم المتحدة بالعاصمة النمساوية فيينا، الجمعة، ضد ما وصفوه بـ"السياسات الإيرانية العنصرية ضد سكان الإقليم العربي".
وتوافد المتظاهرون من مختلف الدول الأوروبية للمشاركة في المظاهرة رافعين أعلام إقليمهم وصورا ولافتات باللغتين العربية والإنجليزية تندد بـ"سياسات التهجير القسري وتغيير التركيبة الديمغرافية للسكان العرب في الأحواز"، حسب ما جاء في الشعارات.
وندد المشاركون بعمليات بناء السدود ونقل المياه وحرف مسار الأنهار من الإقليم العربي باتجاه المحافظات الإيرانية الوسطى، وتجفيف الأهوار (المسطحات المائية) التي تتسبب بوقوع كوارث بيئية وموجات العواصف الترابية، التي اجتاحت الإقليم خلال الأسابيع الأخيرة وأدخلت مئات المواطنين العرب إلى المراكز الصحية والمستشفيات.
وأصدرت "حركة النضال العربي لتحرير الأحواز" الجهة المنظمة للمظاهرة، بياناً ختامياً تلقت "العربية.نت" نسخة منه، جاء فيه "إن العواصف الرملية العنيفة التي تجتاح الأحواز ونتج عنها خسائر فادحة في أرواح الأحوازيين وممتلكاتهم، يعتقد البعض من المراقبين أنها لا تعدو كونها ظاهرة مناخية عابرة، إلا أننا نؤكد عن ثقة وبدلائل لا لبس فيها، أنها جريمة كاملة المعالم سبقتها نية التخطيط والترصد، الفاعل معلوم وأداة الجريمة لا تخطئها العين السليمة من أي زيغٍ أو غشاوة".
كارثة بيئية سببها السلطات
وبحسب البيان فإن "تأثر القطاع الزراعي وبالتالي اضطرار المزارعين الأحوازيين الذين يشكلون السواد الأعظم من الشعب الأحوازي إلى اللجوء والتشرد بحثا ًعن البدائل التي تعينهم على البقاء، هذا فضلا عن من تم اقتلاعهم من أملاكهم وتهجيرهم قسرا، لاستغلال أراضيهم في مشاريع تساعد على توطين الفرس في الأحواز، تنفيذاً لسياسة تغيير التركيبة السكانية فيها".
وأوضح البيان أن "الأنهار التي تم تجفيفها (هور الميناو وهور الحويزة وهور الفلاحية) كانت تروي مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية والغابات، وبساتين النخيل التي كانت تشكل في مجملها حزاما أخضر يحمي المنطقة من زحف الرمال والتصحر".
وحمّل البيان المجتمع الدولي مسؤولية الصمت على ما وصفه بالجرائم وما ترتب عليها من معاناة للشعب الأحوازي".
وبحسب منظمي هذه الوقفة الاحتجاجية فإنها جاءت لدعم المنتفضين في الداخل ضد "ممارسات السلطات الإيرانية من بينها تجفيف الأنهار والأهوار، والذي تسببت بالتلوث البيئي في الأحواز، وكذلك لإدانة انتهاكات حقوق الإنسان ضد العرب في الإقليم.
وناشد المتظاهرون المنظمات المعنية بالبيئة والصحة التابعة للأمم المتحدة لزيارة إقليمهم العربي لكشف وتوثيق ممارسات ما وصفوه بـ"الاحتلال الفارسي" التي تسببت في تلويث البيئة وتفشي الأمراض الخطيرة على نطاق واسع في كافة أرجاء الإقليم".