أعرب رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران، علي أكبر هاشمي بهرماني، المعروف بـ"هاشمي رفسنجاني"، عن خوفه من المتشددين الإيرانيين الشيعة، معتبراً أنهم ليسوا أقل خطورة ممن وصفهم بـ"التكفيريين"، في إشارة إلى المتشددين من السنة.
وأتت تصريحات رفسنجاني هذه في خلال مقابلة مطولة أجرتها معه صحيفة "جمهوري إسلامي" الإيرانية، بمناسبة الذكرى الـ36 للثورة الإيرانية ضد الشاه، وتناولت فيها مختلف القضايا الداخلية والأجنبية. وفي المقابلة، أكد رفسنجاني أن بلاده تتحكم بالمتطرفين الشيعة.
كما انتقد رفسنجاني تهنئة رئيس مجلس صيانة الدستور، علي جنتي، لدى سماعه وفاة الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تزامنا مع توجه قادة العالم إلى السعودية لتعزية خادم الحرمين الشريفين ملك سلمان بهذه المناسبة. واعتبر هذا التصرف بأنه ذروة التطرف، موضحا أن متطرفي إيران ليسوا أقل خطورة من سائر المتطرفين في المنطقة.
ووجهت الصحيفة سؤالا إلى رفسنجاني أشارت فيه ضمنيا إلى أن تهنئة جنتي جاءت من منطلق معاداة هاشمي رفسنجاني بسبب إرساله رسالة تعزية إلى المملكة العربية السعودية بمناسبة رحيل الملك عبدالله، فرد رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام قائلا إن هذا العمل كان ذروة النظرة المتطرفة التي لم تراع مصالح النظام والعالم الإسلامي.
وأضاف رفسنجاني، وهو يرد على سؤال بخصوص المتطرفين السنة والشيعة: "البعض منا كان حدد لنفسه مهمة إنشاء حكومة عالمية (أي أن يصدّر الثورة الإيرانية للعالم)، الأمر الذي برر له ممارسة التطرف. ولكن نزلت رحمة الله علينا بوقف الحرب العراقية-الإيرانية بالطريقة التي تعرفونها".
وفي هذا السياق، أكد رفسنجاني أن بلاده كانت تعاني من المتطرفين منذ تأسيسها. كما تطرق إلى من وصفهم بـ"التكفيريين" الذين يكفرون الشيعة، مدافعا عن المذهب الإمامي.
وأردف يقول: "ثمة فتاوى فقهية ينبغي على رجال الدين السنة والشيعة أن يقدموا على غربلتها أي من الضروري تحديث هذه الفتاوى حسب مقتضيات العصر".
وفي الوقت الذي زعم بأن نظام "الجمهورية الإسلامية" في إيران أفضل نظام في المنطقة والعالم، إلا أن رفسنجاني أكد أن هذا النظام فيه الكثير من المشاكل مستشهدا بعدم رضا أغلبية الشعب على الوضع الراهن في البلاد.
وفي هذا السياق قال: "أغلبية الشعب مؤمن بمبادئ الثورة، إلا أنه مستاء من اللعبة السياسية في البرلمان ومن فقدان العدالة في النظام القضائي"، دون أن يوضح أكثر.
وتطرقت المقابلة أيضاً إلى الحرب العراقية-الإيرانية التي دامت ثمانية أعوام، والتي لعب هاشمي رفسنجاني، كنائب قائد القوات المسلحة، دورا بارزا فيها حيث عمل على إقناع مؤسس النظام روح الله خميني في قبول وقف النار رغم إصراره على شعار "الوصول إلى القدس عبر كربلاء".
وفي هذا السياق، قال رفسنجاني بأنه كان بالإمكان إدارة الوضع بطريقة تحول دون اندلاع الحرب بين البلدين، إلا أنه عاد وكرر أن الحرب كانت في بداية الأمر مفروضة على إيران ولكنها أصبحت مقدمة لإسقاط نظام صدام حسين وحزب البعث في المنطقة حيث كانا يشكلان خطرا حقيقيا لها على المنطقة، حسب تعبير رفسنجاني.
وفي سياق آخر، اعتبر أن علي خامنئي هو الشخص الأنسب في الوقت الحالي لشغل منصب المرشد الأعلى رغم التقارير التي تفيد بأنه يعاني من سرطان البروستات.
هذا ويرى البعض بأنه لا توجد خلافات عميقة وحقيقية بين تيارات السلطة في إيران تجاه الحفاظ على المصالح الإيرانية الإقليمية، إلا أن الخلاف بين المتشددين (لا سيما في الحرس الثوري الذي يخضع لإمرة المرشد الأعلى) والمعتدلين (بزعامة رفسنجاني) يتمحور حول كيفية التعاطي مع هذه المصالح بغية ضمان استمراريتها. العربية