بعد سنوات من المراوغة والنفي، أعلن النظام السوري مشاركة قوات من حزب الله وإيران في المعارك التي تدور في جنوب سوريا حاليا.
وكانت قوات النظام السوري قد تحدثت عن تقدمها في مناطق تقع في المثلث بين دمشق ودرعا والقنيطرة، في حين أعلن التلفزيون التابع للنظام أن "العملية العسكرية التي بدأ بها الجيش السوري مستمرة بقيادة الرئيس السوري، وبالتعاون مع محور المقاومة كحزب الله وإيران"، وفق ما نقله التلفزيون عن "قائد ميداني" لم يسمّه. بل إن مواقع مرتبطة بالنظام السوري وحزب الله تحدثت عن مشاركة مباشرة من قيادات الحرس الثوري الإيراني في المعارك، ونشرت صورا لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بين قواته في المنطقة. وهذه المرة الأولى التي يعلن فيها النظام السوري عن خوض قواته معارك إلى جانب عناصر من حزب الله وقوات أخرى إيرانية، في حين أن المعلومات تشير إلى أن حزب الله هو الذي يتولى دور القيادة في المعارك التي يشارك فيها، وهو ما حصل سابقا أيضا في القلمون والقصير. ودأب النظام السوري على نفي مشاركة حزب الله وإيران في القتال إلى جانبه في سوريا، رغم كل الدلائل التي كانت تشير إلى تواجد لهذه الأطراف، منذ انطلاق الثورة السورية في آذار/ مارس 2011. كما انضمت لاحقا ميليشيات شيعية عراقية وأخرى من جنسيات مختلفة، أفغانية وباكستانية وغيرهما، بحجة الدفاع عن الأماكن "المقدسة" لدى الشيعة في سوريا. وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قد أشار في مقابلة مع قناة "العالم" الإيرانية قبل أيام إلى مشاركة حزب الله، زاعما أن مشاركة الحزب في "محاربة الإرهاب في سوريا هو أكثر القرارات حكمة يتخذها الحزب كعملية استباقية لارتدادات الإرهاب، ولو أن الآخرين من العربان يقرأون جيدا توجهات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ويستفيدون منها لدفعوا الخطر عن بلدانهم" حسب تعبيره. من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان لوكالة فرانس برس: "تتقدم قوات النظام السوري والجماعات المسلحة الحليفة لها، وعلى رأسها حزب الله، في مثلث درعا والقنيطرة وريف دمشق إثر سيطرتها على بلدة دير العدس الاستراتيجية والتلال المحيطة بها". وأضاف مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن السيطرة على دير العدس والتلال المحيطة بها "فتح الطريق أمام القوات النظامية لتتقدم باتجاه عمق هذه المنطقة". ويفيد المرصد السوري بأن حزب الله هو الذي يقود الهجوم في "الجبهة الجنوبية". وقال رامي عبد الرحمن: "إنها معركة حزب الله". من جهته، نشر موقع مرتبط بحزب الله ما قال إنها صور لقاسم سليماني التقطت الثلاثاء خلال تفقده للقوات الإيرانية التي تقاتل مع قوات الأسد في المعركة التي أطلق عليها "شهداء القنيطرة" جنوب سوريا. وتحدث الموقع عن أن "إيران التي تشارك في الحرب السورية عبر مستشارين عسكريين لدى الجيش السوري، قرّرت أخيراً الدخول بشكلٍ رسمي وعلني ومباشر في الصراع عسكرياً، عبر ظهور أحد أضخم الأدمغة العسكرية الإيرانية مشاركاً في الميدان الحربي"، في إشارة إلى سليماني. وكانت قوات الأسد مدعومة بعناصر من حزب الله قد سيطرت الثلاثاء على بلدة دير العدس والتلال المحيطة بها في ريف درعا الشمالي الغربي، بعدما كانت تخضع لسيطرة فصائل عدة منذ أكثر من عام، بحسب ما أفاد مصدر ميداني في قوات النظام السوري. وجاءت السيطرة على البلدة في إطار هجوم بدأته قوات النظام السوري والمجموعات المسلحة الحليفة لها بهدف "إبعاد خطر المسلحين عن دمشق بعد أن سيطروا على عدة مناطق تخولهم أن يكونوا قريبين" منها، وفقا للمصدر التابع للنظام. بدوره، أوضح مصدر عسكري في قوات الأسد، لوكالة فرانس برس، أن "هدف العمليات التي يقوم بها الجيش في ريف درعا والقنيطرة هو تأمين الحدود مع الدول المجاورةن وكسر الشريط الذي يحاولون إقامته". وأضاف أن "أي منطقة يتم استعادتها من العصابات تضيف بعدا آمنا للمناطق المتواجدة فيها" حسب قوله. وقد أعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) أن "المنطقة الممتدة بين أرياف دمشق والقنيطرة ودرعا تشهد حاليا عملية واسعة تنفذها وحدات من الجيش والقوات المسلحة". لكن مصادر في الفصائل المقاتلة ذكرت أنها تمكنت من استرجاع أجزاء من البلدة صباح الأربعاء، وأنها تمكنت من قتل أكثر من عشرين من القوات العاملة مع النظام وتدمير عدد من الدبابات. وقالت المصادر أيضا إن المقاتلين تمكنوا من صد أرتال لقوات الأسد وحلفائها كانت تحاول التوجه إلى تل القرين وتل العلاقية المجاورين لدير العدس، وأنه لحقت بهذه القوات خسائر كبيرة، ونشرت تسجيلات لجثثت متناثرة قيل إنها لعناصر قوات الأسد وحلفائها. ونجحت فصائل تقاتل ضد النظام السوري في السيطرة خلال الأسابيع الماضية على مناطق واسعة جنوب سوريا، بينها مقرات عسكرية استراتيجية، تقع في ريفي درعا والقنيطرة، المحافظتين القريبتين من دمشق والأردن وهضبة الجولان. وبثت قناة المنار التابعة لحزب الله الأربعاء صورا مباشرة من دير العدس، أظهرت مراسلها وهو يتجول في البلدة، فيما كانت تسمع أصوات انفجارات بعيدة. كما أظهرت الصور ذخائر قال المراسل إنه تم الاستيلاء عليها بعد دخول البلدة. وقالت القناة إن الهجوم يمثل "عملية استباقية هي الأكبر في أرياف القنيطرة ودرعا ودمشق الجنوبي منذ دخول المسلحين إليها". ونشرت صفحات موالية للنظام السوري صورا لصناديق من الذخيرة قالت إنها كانت بحوزة الثوار، ولوحة تحمل علم الثورة السورية والعلم الأمريكي مع عبارة: "لأجل الشعب السوري.. من الولايات المتحدة الأمريكية"، لكن لم يتم التثبت من صحة هذه الصور. وركز التلفزيون السوري في تقاريره على اتهام الثوار بالارتباط بإسرائيل، وأنهم يعملون بإمرة الاستخبارات الإسرائيلية، حسب زعمه. عربي 21
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video