وأثارت تصريحات رئيس مجلس صيانة الدستور وإمام جمعة طهران، آية الله جنتي، خلال خطبتي الصلاة ضجة كبيرة في إيران، حيث انتقد الأستاذ الجامعي والناشط المدني الدكتور صادق زيبا كلام، في رسالة مفتوحة إلى جنتي بشكل لاذع هذا التصرف وبشدة.
وأعرب الناشط المدني عن أسفه واستغرابه لفرحة شخصية رسمية حكومية إيرانية، وهو (آية الله جنتي)، لوفاة زعيم عربي وإسلامي وقائد المملكة العربية السعودية، مذكرا أن جنتي ليس شخصية دينية فقط حتى نغض الطرف عن تصريحاته، بل هو شخصية رسمية حكومية، كونه يترأس مجلس صيانة الدستور، والأهم من ذلك هو أمين مجلس خبراء القيادة في إيران، ويلقي الخطبة في صلاة الجمعة الحكومية الرسمية، ففي الوقت الذي يبعث الرئيس برسالة تعزية للشعب السعودي، ويوفد وزير خارجيته إلى الرياض لحضور مراسم تأبين المغفور له الملك عبدالله، يدلي جنتي بهذه التصريحات.
الخلاف السني الشيعي
وأضاف زيبا كلام بالقول إنه "آسف لتجاوز مستوى الصراع السني الشيعي والخلافات في المنطقة الحدود العادية، وأضيف إليه منذ عامين الاصطدام العسكري الذي رقعته في طور الاتساع".
وأضاف متهكما من موقف بلاده قائلا "طبعاً نحن نجحنا تحت ضوء نظرية المؤامرة أن ننهي هذه المعضلة ونتهم أيادي منافقة غامضة بالوقوف وراء المؤامرة، ولكن لو تركنا المنافقين من صنع الوهم جانباً أليس من الأجدر أن نسأل أنفسنا ما هي الجهود التي بذلناها للحؤول دون وقوعنا في فخ إثارة الخلافات؟".
وأشار زيبا كلام إلى صرف ملايين الدولارات لعقد ندوات الوحدة بين الشيعة والسنة في إيران، متهما السلطات في بلاده بالعمل في الوقت نفسه ضد شعار الوحدة مع السنة من خلال التعامل السيئ مع السنة في إيران، والإساءة إلى صحابة رسول الله، وإنتاج مسلسلات مهينة، وتوزيع المناصب بشكل غير عادل بين الشيعة والسنة، وأخيراً التهكم بوفاة الملك عبدالله الذي كان رسمياً خادماً للحرمين الشريفين.
الملك المصلح
هذا وختم صادق زيبا كلام رسالته المفتوحة إلى رئيس مجلس صيانة الدستور الإيراني أحمد جنتي قائلا "إن الملك عبدالله كان رسمياً خادم الحرمين الشريفين، ويحظى بشعبية كبيرة بين مواطنيه والكثير من العرب، وبمكانة دينية مرموقة بين الكثير من المسلمين، فيكفي أن نلقي نظرة (على مراسم تأبين ودفن الملك عبدالله) لنرى سائر الدول الإسلامية بعثت بكبار قادتها إلى السعودية بهذه المناسبة"، واصفا المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالمصلح والوسطي، محذراً أحمد جنتي من ردة فعل القيادة الجديدة في المملكة العربية السعودية، معتبرا هذا التصرف جاء خلافاً للمصالح الإيرانية. العربية