منذ الاحتلال الامريكي للعراق عام ٢٠٠٣ بدعوى البحث عن اسلحة دمار شامل والسنة في هذا القطر الشقيق يعانون اضطهادا غير مسبوق خاصة وان الادارة الامريكية سلمت العراق لايران التي اطلقت يد الشيعة في مقدرات البلاد فاخذوا ينكلون بالسنة ايما تنكيل ويحاربونهم في ارزاقهم وحرياتهم واعراضهم وممتلكاتهم ...
لدرجة ان الجيش العراقي واجهزته الأمنية وغالبيته الساحقة من الشيعة يناصب السنة العداء ويزجهم في السجون والمعتقلات ويتعامل مع النساء بطريقة منافية للقانون الدولي والاعراف المتبعة ...
وحتى بعد ظهور داعش في العراق الذي احتل اجزاء شاسعة من المحافظات السنية وتحرير بعض المناطق من مقاتلي داعش ظهرت بوادر الثأر من السنة عن طريق قوات الحشد الشعبي وقوامها من الشيعة بالاضافة الى الأجهزة الأمنية والعسكرية التي ارتكبت العديد من الفظائع ضد السنة وخاصة في مناطق ديالي .. الثأر من السنة في العراق لا يقتصر على مكون واحد من مكونات الشعب العراقي وهو الشيعة ممثلين بالجيش والاجهزة الأمنية والحشد الشيعي ...
وانما ظهرت بعض هذه الممارسات في شمال العراق من قبل قوات الباشمركة التي تحارب تنظيم داعش في شمال العراق ومن ميليشيات ايزيدية في منطقة سنجار سبق وان عانت من تنظيم داعش من خلال قتل رجالها وسبي نسائها والاستيلاء على ممتلكاتها ...
وها هم اليوم يثأرون للأيزيدين من السنة حيث يغيرون على قرى عربية سنية في شمال العراق بلباس الباشمركة ويقومون بتفتيش هذه القرى ومصادرة ما بها من سلاح ومتاع واعتقال النساء واسرهن ومعاملتهن كسبايا بالاضافة الى مصادرة كل ما يجدونه امامهم من مال ومتاع وممتلكات. من الواضح ان هناك جماعات مسلحة من الباشمركة تقوم بهذه الجرائم ومن الواضح ان ميليشيات ايزيدية تسعى للثأر من السنة وتهاجم قرى السنة بلباس الباشمركة واحتلال هذه القرى والاستيلاء على ما فيها وسبي النساء وأسر الرجال ...
واذا كان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد اوعز بتشكيل لجنة للتحقيق بالجرائم التي نسبت للجيش والأمن والحشد الشعبي في مناطق ديالي التي تمت استعادة اجزاء كبيرة منها من تنظيم داعش فان المطلوب الآن اجراء تحقيق دولي حول الجرائم التي تنسب الى الباشمركة او الميليشيات الايزيدية سيما وان هناك اكثر من ٢٠ دولة تشارك في الغارات الجوية ضد تنظيم داعش في العراق ...
ومن السهل على هذه الدول تشكيل فرق للتحقيق فيما نسب الى البشمركة والايزيديين من جرائم ضد السنة وخاصة سبي النساء واحتجازهن في معتقلات خاصة ...
نحن نفهم ان هناك دوافع لدى الايزيديين للانتقام لشرفهم واعراضهم ولكن هذه النوازع الثأرية يجب ان توجه الى داعش وليس الى العرب السنة الذين كانوا ولا يزالون كالايزيديين ضحايا لجرائم هذا التنظيم ...
اما ان يترك السنة في شمال العراق بلا حماية يقترف بهم البشمركة والايزيديون ما يشاءون من جرائم فهو امر خارج عن القانون الدولي الذي تدعي واشنطن وتحالفها الدولي ضد داعش انه يقوم بحمايته وتطبيقه في حربها ضد الارهاب ممثلا بتنظيم داعش في العراق وسوريا ..
العشائر السنية العراقية تحارب جنا الى جنب القوات العراقية والحشد الشعبي والبشمركة لانقاذ البلاد من داعش وجرائمه علما بأن جرائم هذا التنظيم تزداد عنفا وقوة يوما بعد يوم ...
بمعنى ان معاناة السنة في العراق مضاعفة فهم يخشون على ابنائهم ونسائهم من جرائم الشيعة وداعش والاكراد والايزيديين كما يواجهون خطر الابادة من داعش والقوات العراقية التي ما انفكت تصب جام غضبها على مدنهم وقراهم وخاصة في مدن الأنبار وتحديدا الفلوجة .. السنة في العراق هم ضحايا الارهاب ممثلا بداعش وضحايا الشيعة ممثلين بالقوات الأمنية والحشد الشعبي وضحايا البشمركة وضحايا الميليشيات الايزيدية ... واذا كانت واشنطن تنصب نفسها حامية للاقليات كالأكراد والايزيديين والمسيحيين فانها ترفض حماية السنة في العراق بأي حال من الأحوال بل تتركهم تحت رحمة الميليشيات الشيعية والباشمركة والايزيديين ليمارسوا ضدهم ابشع انواع الاضطهاد والارهاب والقمع والاذلال ... !!! الأنباط