تاريخ الإضافة 2015/01/18م
الميليشيات الإيرانية تمارس الاستيلاء على الدول والشرذمة للمجتمعات باسم التشيع والتكفير. والميليشيات الجهادية تستولي على البترول والغاز والأراضي، وتفتت الدول وتقتل الناس إرعاباً. والجهاديون يريدون فيما يزعمون إخراج الأنظمة والأميركان، وإحلال نظام الإسلام محلَّ الجاهلية. أما الميليشيات الإيرانية فتُساوم بالتخريب الولايات المتحدة، وتريد مشاركتها نفوذها في المنطقة.
المشروع الإيراني للاستيلاء والشرذمة سابقٌ على المشروع «القاعدي» و«الداعشي». ونجاحاته الظاهرة سببها أنّ الأنظمة والشعوب ما اتخذت مقاومتها له سِمة الشمول والاتّساق. وذلك لسببين: أنّ المنفذين المباشرين هم من أهل البلاد، وقد كان هناك اعتقاد أنّ وطنياتهم ستتغلب على مذهبياتهم. كما أنّ فئات شعبية عربية اغترت بعدائها الظاهر لإسرائيل، بحيث بدا ذلك باعتباره وظيفتهم الوحيدة. وما أزال أرى أنه رغم فظاعة «الداعشيات» وأشباهها؛ فإنّ فُرَص القضاء عليها أوضح وأرجح لأنّ الأنظمة والجمهور الأعظم واجهها من البداية من دون أَوهام!
لقد انكشف «حزب الله» في مناسباتٍ عدة: في الاغتيالات، وفي احتلال غزة، وفي احتلال بيروت، وفي القتال ضد الشعبين السوري والعراقي. لكن لأنه ذراعٌ إيرانية، فقد ظل التردد قائماً، باعتبار أنّ الوصول إلى حلٍ مع إيران، ينحّي ميليشياتها عن أعناق الناس في لبنان وسوريا والعراق واليمن والبحرين. وأنا أرى الآن، بل ومنذ العام 2012 (تدخل الحزب في سوريا) أنّ العكس قد يكون الحلَّ الأقرب: انكسار الميليشيات في لبنان أو سوريا أو العراق أو اليمن، هو الذي يعيد الإيرانيين إلى التعقل والتفاوض!
ـ ـ ــ ــ ـ ــ ــ ــ
د. رضوان السيد - أستاذ الدراسات الإسلامية بالجامعة اللبنانية - الإتحاد
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video