آخر تحديث للموقع :

الأثنين 5 ربيع الآخر 1446هـ الموافق:7 أكتوبر 2024م 02:10:33 بتوقيت مكة
   أنظر كيف يحث علماء الشيعة أتباعهم على هجر القرآن ..   عند الشيعة من لا يعتقد بتحريف القرآن لا يعتبر من شيعة أهل البيت ..   مصحف آل الصدر وسورة مقتدى الصدر ..   هل هناك فرق بين الله عزوجل والأئمة عنتد الشيعة؟ ..   يعتقد الشيعة أن القرآن من دون العترة كتاب ضلال ..    مشاهدات من زيارة الأربعين 2024م ..   تم بحمد الله إصلاح خاصية البحث في الموقع ..   ضريح أبو عربانة ..   شكوى نساء الشيعة من فرض ممارسة المتعة عليهن ..   باعتراف الشيعة أقذر خلق الله في شهوة البطن والفرج هم أصحاب العمائم ..   قصة الجاسوسة الإسرائيلية في إيران ..   طقوس جديدة تحت التجربة ..   تحريض مقتدى الصدر على أهل السنة ..   فنادق جديدة في بغداد وكربلاء لممارسة اللواط ..   يا وهابية: أسوار الصادق نلغيها ..   حتى بيت الله نحرقة، المهم نوصل للحكم ..   كيف تتم برمجة عقول الشيعة؟ ..   لماذا تم تغيير إسم صاحب الضريح؟ ..   عاشوريات 2024م ..   اكذوبة محاربة الشيعة لأميركا ..   عند الشيعة: القبلة غرفة فارغة، والقرآن كلام فارغ، وحبر على ورق وكتاب ظلال ..   الأطفال و الشعائر الحسينية .. جذور الإنحراف ..   من يُفتي لسرقات وصفقات القرن في العراق؟ ..   براءة الآل من هذه الأفعال ..   باعترف الشيعة أقذر خلق الله في شهوة البطن والفرج هم أصحاب العمائم ..   الشمر زعلان ..   معمم يبحث عن المهدي في الغابات ..   من كرامات مقتدى الصدر ..   من صور مقاطعة الشيعة للبضائع الأميركية - تكسير البيبسي الأميركي أثناء قيادة سيارة جيب الأميركية ..   من خان العراق ومن قاوم المحتل؟   ركضة طويريج النسخة النصرانية ..   هيهات منا الذلة في دولة العدل الإلهي ..   الشيعة والآيات الجديدة ..   من وسائل الشيعة في ترسيخ الأحقاد بين المسلمين ..   سجود الشيعة لمحمد الصدر ..   عراق ما بعد صدام ..   جهاز الاستخبارات الاسرائيلي يرفع السرية عن مقطع عقد فيه لقاء بين قاسم سليماني والموساد ..   محاكاة مقتل محمد الصدر ..   كرامات سيد ضروط ..   إتصال الشيعة بموتاهم عن طريق الموبايل ..   أهل السنة في العراق لا بواكي لهم ..   شهادات شيعية : المرجع الأفغاني إسحاق الفياض يغتصب أراضي العراقيين ..   محمد صادق الصدر يحيي الموتى ..   إفتتاح مقامات جديدة في العراق ..   كمال الحيدري: روايات لعن الصحابة مكذوبة ..   كثير من الأمور التي مارسها الحسين رضي الله عنه في كربلاء كانت من باب التمثيل المسرحي ..   موقف الخوئي من انتفاضة 1991م ..   ماذا يقول السيستاني في من لا يعتقد بإمامة الأئمة رحمهم الله؟ ..   موقف الشيعة من مقتدى الصدر ..   ماذا بعد حكومة أنفاس الزهراء ودولة العدل الإلهي في العراق - شهادات شيعية؟ ..

" جديد الموقع "

هل نجحت إيران في اليمن؟ ..

بقلم / ميساء شجاع الدين

منذ سقوط صنعاء بيدّ الحوثيّ في 21 سبتمبر الماضي، والمسؤولون الإيرانيّون مبتهجون بنصرهم الجديد في اليمن، بإعتبارها ساحة نفوذ جديدة، ولعلّ أشهر هذه التّصريحات تصريح مندوب مدينة طهران في البرلمان الإيرانيّ علي رضا زاكاني بأنّ صنعاء هي رابع عاصمة عربيّة تسقط في يدّ إيران بعد بيروت ودمشق وبغداد، لكن إلى أيّ درجة تبدو سليمة مقارنة الفوضى العارمة باليمن وغياب اللاّدولة بصنعاء بالوضع في بيروت ودمشق وبغداد؟

يقع الإيرانيّون في خطأ جسيم، عندما يتصوّرون أنّ الوضع المائع في اليمن انتهى لسيطرة الحوثيّين بسقوط العاصمة. ففي بيروت لإيران مساحات نفوذ معروفة متمثّلة بـ”حزب الله” الّذي يؤدّي دوره السياسيّ، ضمن عمليّة سياسيّة محدّدة الملامح وموزّعة حصصها بين الأطراف المختلفة.

أمّا في سوريا فطبيعة النّظام الطائفيّة لم تتّضح إلاّ الآن، ومن قبل فإنّ البعد الطائفيّ كان هامشيّاً في نظام ينتمي أكثر إلى الأنظمة القوميّة الديكتاتوريّة كحزب البعث في العراق. أمّا العراق فالحال فيه تختلف حيث تأسّس فيها نظام طائفيّ يرجّح كفّة الشيعة بعد الاجتياح الأميركيّ للعراق في عام 2003. إنّ الوضع في اليمن مختلف كليّاً، ففي اليمن لا يوجد نظام حيث السلطة الواقعيّة للرّئيس والحكومة شبه منعدمة.

لا نظام ولا إطار سياسيّاً يتحرّك به الحوثيّون الذين لم يلتزموا اتّفاق السلم والشراكة الّذي وقّعوه عشيّة سقوط صنعاء في 21 سبتمبر، حيث رفضوا سحب ميلشياتهم من المدن الّتي سيطروا عليها، أيّ إنّ الحوثيّين ما زالوا في طور التوسّع العسكريّ، مهمّشين بقيّة القوى السياسيّة التي بدأت تناصبهم العداء، ويواجهون مقاومة من المجتمعات المحليّة الّتي تقع خارج منطقة نفوذهم القبليّ- الطائفيّ في شمال الشمال.

وهذا التوسّع العسكريّ ضمن مجتمع مسلّح وقوى سياسيّة يمتلك بعضها أجنحة عسكريّة على غرار حزب الإصلاح والمؤتمر الشعبي العام في ظلّ وضع سياسيّ لا ملامح أو أطر حاكمة له، لا يملك القدرة على البقاء طويلاً.

تعتمد إيران كليّاً على نفوذها الطائفيّ في كلّ هذه الدول، وهنا أيضاً تبدو اليمن مختلفة عن الآخرين. فالمذهب الزيديّ في اليمن هو مذهب شيعيّ، لكنّه يختلف عن المذهب الاثني عشري لإيران، المذهب الشيعيّ الموجود في العراق ومذهب “حزب الله”. أمّا الطائفة العلويّة في سوريا فارتبطت بها على أسس مقاومة اسرائيل، وليس فقط طائفيّة، على عكس حال اليمن، رغم أنّ المراجع الزيديّة التقليديّة تنظر بعين الشكّ والقلق لتصاعد النفوذ الإيرانيّ في اليمن وسفر بعض الطلاّب الزيود للدراسة في الحوزات العلميّة بإيران.

كذلك، من حيث التركيبة الطائفيّة، فإنّ لبنان متعدّد الطوائف ولا توجد فيه غلبة حقيقيّة لطائفة. أمّا في العراق فالشيعة يتفوّقون على السنّة من حيث العدد، وفي سوريا رغم أنّ العلويّين أقليّة لكن الطبيعة القوميّة القديمة للنّظام تخفّف من حدّة الطائفية فيه على عكس حال اليمن حيث صعد الحوثيّون منذ عام 2004، أيّ منذ دخول العراق، ثمّ المنطقة، في أتون الصراع الطائفيّ، أيّ أنّهم حال طائفيّة خالصة، لكن طائفتهم لا تزيد عن ثلث سكّان اليمن، وهم لا يمثّلونها تماماً حيث اعتدوا على بعض المساجد الزيديّة والعلاقة بينهم وبين بعض المراجع الزيديّة المعروفة سيّئة.

وجغرافيّاً، تعدّ اليمن أبعد مناطق النفوذ الإيرانيّ فهي ليست العراق المجاورة ولا سوريا ولبنان القريبين، بل مساحة كبيرة من الجغرافيا والسياسة المعادية لإيران تفصل بين البلدين، وهذا يصعّب مهمّة وراثة النفوذ السعوديّ الواسع داخل اليمن الممتدّ زمنيّاً منذ عقود.

ولا شكّ في أنّ إيران لم تتمدّد في اليمن بهذا الشكل، إلاّ بعد الترنّح السعوديّ في اليمن، بسبب تفكّك بنية النظام السياسيّ في عام 2011، ولم تستطع المبادرة الخليجيّة إنقاذ منظومة الحكم الموالي للسعوديّة بعد انقسامه الكبير. كذلك، صارت سياسة السعوديّة تجاه اليمن شديدة الاضطراب بعد وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز في عام 2011، الّذي تولّى الملف اليمنيّ منذ اندلاع ثورة اليمن في عام 1962. ثمّ وفاة من خلفه بالملف الأمير نايف بن عبد العزيز في عام 2012. وبعدها، صار الملف اليمنيّ محل تخبّط داخل الأسرة الحاكمة، وتولّى أمره سفير السعوديّة السّابق في اليمن علي بن محمّد الحمدان بعد وفاة الأمير نايف في العام 2012، وهو انعكاس لوضع عامّ للمملكة التي أفلًت قوّتها وصارت تعاني مشاكل عدّة، لكن لا يبدو الوضع أحسن حالاً بكثير في إيران التي تستنزف في أكثر جبهة قتال وتواجه تحدّيات اقتصاديّة وسياسيّة جمّة.

وبسبب حال الفراغ السياسيّ والتخبّط بعد عام 2011، استطاعت ميلشيا الحوثيّ القفز في الفراغ، وهذا سبب آخر لهشاشة سيطرتها، فإيران تعتمد على جماعة تتمحور حول زعيم ذي سلطة دينيّة لا يؤمن بها غالبيّة اليمنيين، ولا يمتلك مقوّمات شخصيّة استثنائية أو خبرة سياسيّة تؤهّله للحفاظ على موقعه المُكتسب من الفراغ السياسيّ الذي صادفه، وهذا مخالف كليّاً لمن اعتمدت عليهم السعوديّة من شخصيّات اكتسبت نفوذها من القبيلة والدولة معاً وكانت – على رأسها علي صالح- تتمتّع بدهاء وخبرة سياسيّة واسعة.

اعتمدت السعوديّة في نفوذها على اليمن عن طريق محاور عدّة: محور الولاءات القبليّة، محور الجالية اليمنيّة الكبيرة المقيمة لديها ووصلت إلى ملايّين عدة، ومن بينها شريحة تجّار مهمّة، ومحور الأحزاب السياسيّة مثل حزب التجمّع اليمنيّ للإصلاح، إضافة إلى محور الدولة اليمنية، وعلى رأسها الرئيس علي عبدالله صالح. ومن خلال هذا كلّه، كانت تحرص السعوديّة على دولة يمنيّة ضعيفة ولا تمانع من دعمها ماديّاً، إذا ما واجهت وضعاً اقتصاديّاً حرجاً، على عكس إيران الّتي لا تعتمد سوى على محور الدين ببعض الحضور الإعلاميّ عبر قناة الميادين وقنوات المسيرة والساحات اليمنية، ولا تتعامل مع الدولة.

إنّ المحور المشترك بين الطرفين هو التبشير الدينيّ، لكن التبشير الوهابي السعودي كان منتشر في المساجد والمعاهد الدينية ومؤثر على مناهج التعليم الحكومي، مما كان سبب في التضييق على الزيود وممارساتهم الدينية وكذلك الصوفية ، وبالتحديد الصوفية تعرضت مساجدهم وآثارهم للتدمير والاهمال. اتجه الحوثيين لذات الممارسات من تضييق على المذاهب الأخرى والتصرف بعدوانية تجاههم، لكن قاموا بممارسات اسوأ مثل تفجيرهم للمساجد ودور القرآن المحسوبة على سلفيين أمام كاميرات التلفزيون التي تنقل الحدث وكأنه طقس اعتيادي، كذلك قاموا بترحيل سلفيي دماج ويهود بني سالم من صعده، ربما هذا يعود لصعود الحوثيين ضمن صراع طائفي إقليمي ساخن.

ففي السابق كانت الدولة اليمنيّة ضعيفة تقوم على أسس شبكة ولاءات قبليّة واسعة لضمان عدم انهيارها، وللقبائل عرفها وعاداتها التاريخيّة في السلم. أمّا الآن فالدولة اليمنيّة تهاوت لتحلّ محلها فوضى يتصاعد فيها الصراع الطائفيّ الدمويّ، وتتراجع فيها أعراف القبليّة ومقدّراتها في الحفاظ على سلم المجتمع. وفي ظل هذه الحال الدمويّة الفوضويّة، يبدو الحديث عن نفوذ إيرانيّ مهيمن في اليمن مبكراً. يمن 24

عدد مرات القراءة:
1766
إرسال لصديق طباعة
 
اسمك :  
نص التعليق :