أثار اعتقال المعارض البحريني علي سلمان عش الدبابير الايراني الذي بات ينفث سمومه الطائفية في كل الاتجاهات، وصدرت تصريحات نارية من عدة مسؤولين ايرانيين مطالبة باطلاق سراحه في تدخل سافر في الشأن البحريني الداخلي.
والأنكى من ذلك ان الخارجية الأمريكية حذرت هي الأخرى من تداعيات هذا الاعتقال، وانضم رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي الى الجوقة المتباكية على حقوق الشيعة في البحرين، العضو في مجلس التعاون الخليجي.
ما يثير الاستغراب هو ان ايران نصبت من نفسها حامية لأتباع المذهب الشيعي العرب وكأنهم مواطنون لها مثلما نصبت اسرائيل نفسها حامية لليهود في العالم. وعندما تنبري ايران للدفاع عنهم. فهل ايران حريصة حقا على حقوق هؤلاء الناس الذين يشكلون جزءا من النسيج الاجتماعي لدول الخليج العربية؟
وهل حقوقهم منتهكة ومهضومة فعلا، كما يدعون؟
لا يمكن لعاقل ان يصدق بأن ايران حريصة على حقوق الانسان والا لكانت اعطت سنة ايران وعرب الأهواز حقوقهم المصادرة. ان ما تريده حكومة طهران هو تصدير ازماتها الداخلية الى دول المنطقة لإلهاء مواطنيها ولتستطيع الانفكاك من الحصار المفروض عليها. ومن ذلك التساؤلات التي اطلقها نائب وزير الخارجية الايراني عن دور المملكة في انخفاض اسعار النفط.
وهي لا يمكن ان تفعل ذلك من دون نشر الفوضى في المنطقة، وهي قد بدأت ذلك فعلا من خلال دعمها العسكري والسياسي لعصابة الحوثيين التي توشك على اعلان اليمن ولاية من الولايات الايرانية. كما كثفت تمددها العسكري في العراق من خلال عصابات ما يسمى بالحرس الثوري الايراني، الذي فقد احد جنرالاته في العراق مؤخرا، ومن خلال ما يسمى بالحشد الشعبي بقيادة احد المطلوبين الرئيسيين في محاولة اغتيال امير الكويت السابق الشيخ جابر الأحمد.
ومن المخزي ان نائب رئيس الوزراء العراقي انضم الى الحملة الايرانية ضد البحرين وكأن سنة العراق كانوا في عهده غير المأمون يعيشون في جنة عدن. تقتضي الأعراف الدبلوماسية ان يحترم المسؤول موقعه السياسي والا يتباكى على اعتقال معارض انتهك قوانين بلده الذي يعيش على أرضه ولكنه يدين بالولاء لغيره، وكان الأحرى بالمالكي ان يلتفت الى البيت العراقي المدمر بفعل سياساته الطائفية الكريهة.
أما موقف الإدارة الأمريكية فهو موقف منافق ويتساوق مع الموقف الإيراني، ما يثير كثيرا من التساؤلات عن مخططات تجري سرا وعلانية لنشر الفوضى الهدامة وتفكيك دول المنطقة الى دويلات.
يحدث كل هذا الضجيج وتكتمل الحلقة الطائفية من ايران مرورا بالعراق وسورية واليمن ولبنان حيث يتحكم حزب الله بالقرار السياسي ويمنع انتخاب رئيس للبلاد، وسط صمت يكاد يكون قاتلا.
اإن هذا الصمت يجعلنا نتساءل ماذا أنتم فاعلون؟
د. طلال بن سليمان الحربي - الرياض