كشفت تقارير محلية عن تشكيل إيران ما يُسمّى بـ«حزب الله السوري» في سوريا كذراع عسكري ضارب تابع مباشرة لها، في خطوةٍ تدل على رغبة إيرانية في تهميش النظام النصيري بعد فقْده السيطرة على الكثير من المناطق، ورهن الدولة في يدها. فوفقًا لتقريرٍ نُشر على شبكات التواصل الإجتماعي، نقلًا عن مسؤولين أوروبيين ومصادر ميدانية في الداخل، فإن «حزب الله السوري» هو النسخة الجديدة والمنقحة من «حزب الله اللبناني» فهو «حزب شيعي صِرف، ويعتبر الجميع بمن فيهم العلويون درجةً ثانيةً، ويتكوّن من عدة آلاف من الحرس الثوري والباسيج من أذربيجان الإيرانية ومناطق كردية إيرانية، مُنحوا أوراقًا ثبوتية سورية، ويقيمون في شقق مستأجرة وفي شقق تمتلكها الدولة، يتنقلون دون سلاح ظاهر ولا تظهر عليهم أي علامة عسكرية، فيما تعتبر مقراتهم درعًا مسلحًا، إضافةً إلى مقاتلين شيعة من جنسيات سورية وعراقية ويمنية وأفغانية كانوا موزَّعين على ميليشيات متعددة، لكن إيران قرّرت توحيدهم ليكونوا حزبًا وجبهةً واحدةً، والقوة الاحتياطية لها في حالة سقوط النظام النصيري». وحول مهام الحزب الجديد أوضح مصدر دبلوماسي أوروبي أنه «تُوكل إليه مهام حراسة مخازن السلاح حول دمشق، والقواعد العسكرية الهامة، فهذه المهمة الخطرة ما عادت مقتصرة على الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، بل أصبحت مناصفة بيد الطرفين، النظام النصيري وإيران؛ فإيران لا تثق حتى بقيادة النظام النصيري وأسرته وتشكِّك في قدرتهم، وتريد أن تحفظ مستقبل رهانها في سوريا حتى لو فشل النظام النصيري». وكشف التقرير أن «حزب الله السوري» لا يخضع لسلطات النظام النصيري بمختلف مستوياتها؛ فهو يمتلك حرية اتخاذ القرار، بل إنه يُجبر النظام في الكثير من الحالات على تنفيذ كل ما من شأنه تقوية نفوذ هذا الحزب. وهو ما أكدته مصادر أخرى ، حيث أكدت أن حزب الله السوري: «لا يتبع التراتبية القيادية التقليدية، ولا يخضع لأي سلطات سورية، بشكل مباشر أو غير مباشر، وعلى العكس تمامًا، جميع الوحدات العسكرية وشبه العسكرية السورية هي التي تخضع لهذا الحزب، خاصةً في المعارك». ورأى كثيرٌ من المحللين والسياسيين أن تشكيل «حزب الله السوري»، هو بداية الطريق لتهميش رأس النظام النصيري ورجاله ، بل وتعطيل دور الدولة كما يفعل «حزب الله في لبنان»، وارتهان القرار السوري على جميع المستويات العسكرية والسياسية والاقتصادية بيد إيران.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video