استطاعت إيران في السنوات القليلة الماضية نشر خيوطها الأساسية، وعناصرها الفعالة داخل نسيج المنطقة الجيوسياسية الشيعية، بالتزامن مع التوترات والوضع الراهن الذي تعيش فيه أغلب الدول حول العالم، باستخدام "زواج المتعة". الزواج والتجسس تناولت وثائق "ويكيليكس" هذا النوع من الزواج المؤقت؛ حيث أشارت إلى أن إيران كانت تستغلّ زواج المتعة في سبيل تحقيق أهداف دبلوماسية وسياسية متعددة. وكشفت الوثائق الدبلوماسية الموجودة في السفارة الأمريكية في بغداد، والتي أعلنت عنها مؤسسة "ويكيليكس" ديسمبر/ كانون الأول 2010، عن معلومات مهمة تشير أن إيران تسعى لنشر زواج المتعة، وأنها توفر النساء لمشايخ العشائر العربية في العراق، لزواج المتعة، في سبيل تعزيز نفوذها. تورط مسؤولين لم تستطع إيران أن تغض الطرف عن توظيف هذا النوع من الزواج باسم الشريعة الإسلامية في الفعاليات الاستخباراتية التي تقوم بها على مر الأعوام الماضية. فمن المعلوم أن الزواج الأبيض، هو الاقتران بين رجل وامرأة لفترة محددة، مقابل مبلغ معين من المال، ويكفي في العقيدة الشيعية رضا الطرفين وتحديد المقابل المادي وفترة الزواج من أجل إتمامه، ولا داعي حتى للشهود. وقد أشارت بعض الوثائق الدبلوماسية الخاصة بالسفارة الأمريكية في بغداد، والتي نشرها موقع "ويكيليكس"، إلى تفاصيل تجسس متعلقة بإيران، فيقول أحد زعماء العشائر العراقية الذين زاروا إيران "أدركت بعد أول زيارة لإيران أن جميع زعماء العشائر الذين زاروها قد استفادوا من زواج المتعة". أضاف "كنا نقول لأقاربنا في كل زيارة لنا إلى إيران إننا نذهب من أجل العلاج. أما الحقيقة فهي أننا كنا نستغل الإمكانات التي يوفرها لنا المسؤولون للزواج من إيرانيات". تفوق إيران بعد ما كان جهاز الاستخبارات الاسرائيلي "الموساد" هو الجهاز الرائد في العمليات الاستخباراتية المستندة إلى استخدام النساء، اليوم تفوقت عليه وزارة الاستخبارات والأمن الوطني الإيراني، حتى بدأت تزعجه. حيث تفوقت نساء "الباسيج" الإيراني التي يرسلها الحرس الثوري الإيراني ليمارسن الفعاليات الاستخباراتية بشكل مكثف في العديد من الدول، لا سيما في تركيا، على نساء الموساد فيما يتعلق بـ"فِخاخ العسل"، والتي حذر جهاز الأمن الداخلي البريطاني في مارس/آذار الماضي الدبلوماسيين حول العالم من الإيقاع بهم عن طريق تلك الشبكات التجسسية، خاصة مع تدهور الأحوال. بحسب صحيفة " صنداي ميرور". ضد تركيا اعتقلت أجهزة الأمن التركية -العام الماضي- شبكة تجسس من 10 إيرانيات تابعات للحرس الثوري، بهدف التجسس على تركيا، وذلك عن طريق تزويج سيدات جهاز المخابرات الإيرانية لكبار المسؤولين الأتراك، بغرض الحصول على معلومات استخبارية ونقلها الى الحرس الثوري في طهران. وبحسب صحيفة "حرريت" التركية، الجاسوسات الإيرانيات دخلن إلى تركيا بطرق غير قانونية، بغرض التجارة أو السياحة، وتلقين تعليمات من المسؤولين في طهران بالتعرف على بعض موظفي الجيش والشرطة الأتراك، والزواج بهم، ومن ثم الوصول إلى معلومات سرية تخص أسرار الدولة التركية. الورقة الرابحة وبحسب صحيفة "زمان" التركية، من المؤكد أن تقديم المسؤولين الإيرانيين نساء لزواج المتعة لضيوفهم، ليس من قبيل "إكرام الضيف" ولكن من المؤكد أن المقاطع الجنسية التي يتم تسجيلها من قبل جهاز الاستخبارات الإيراني، موجودة في أرشيفات الحرس الثوري لاستغلالها في الوقت المناسب. ومن هذا المنطلق، فإن استغلال إيران للنساء في فعاليات التجسس، وحصولها على نتائج من وراء ذلك، هو أمر سهل ومؤثر للغاية على السياسات التي تتبعاها طهران مع دول العالم، وكيف تتحكم في الشؤون الخارجية، لتكون "الوقة الرابحة" في يديها أطول وقت ممكن. بالمثل في سوريا، حيث أكدت مستشارة الرئيس السوري، بثينة شعبان، في تصريح لصحيفة "كويت تايمز" في 23-12-2011، أن حكومة بلادها لديها العديد من التسجيلات لفضائح جنسية لعديد من مسؤولي وزعماء دول الخليج، مشيرة أنه بإمكانهم نشرها على مواقع الانترنت المختلفة، حينها سيعلم المسؤولون في أي يد تكمن "الورقة الرابحة". دوت مصر