مفكرة الإسلام :
يخشى مراقبون أن يؤدي تدهور الأوضاع في سامراء ومحيطها بسبب تصاعد المواجهات المسلحة بين مقاتلي تنظيم الدولة من جانب والقوات العراقية ومليشيات الحشد الشعبي الشيعية من جانب آخر، إلى تكرار الصراع الطائفي الذي عاشه العراق بعد تفجير المرقدين الشيعيين في سامراء عام 2006.
ويقول الكاتب والباحث السياسي باسم أبو طبيخ إن سامراء شهدت الكثير منذ الاحتلال الأميركي عام 2003 وحتى الآن، وأضاف "نحن في معركة يخوضها العراق مع تحالف دولي غير واضح الإستراتيجية".
وأكد أبو طبيخ في حواره مع برنامج "ما وراء الخبر" عبر قناة الجزيرة أمس الخميس، أن هناك العديد من المناطق حول بغداد وغيرها تم تحريرها من سيطرة تنظيم الدولة من خلال القوات العراقية فقط، معتبرا أن الضربات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي لن تؤدي إلى تحقيق أي نصر، وهو ما أثبتته في حرب كوسوفا وغيرها.
ومن جهته، قال المستشار في المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية نزار السامرائي إن إستراتيجية تنظيم الدولة الإسلامية في العراق لا تزال كما هي، حيث يتعمد تسليط الأضواء على سامراء بسبب الخصوصية التي تتمتع بها دينيا ومذهبيا، محاولا سحب انتباه القوات الحكومية والمليشيات ليحدث تخلخلا في المناطق الأخرى.
وكشف السامرائي عن أن المدافعين عن سامراء أخلوا مواقعهم الدفاعية في مواجهة تنظيم الدولة، ولجؤوا إلى الضريح، بينما أحجم مقاتلو التنظيم عن الدخول لعلمهم بحساسية المدينة.
ووصف السامرائي تصريحات الصدر ودعوته لـ"الجهاد" في سامراء بأنها تحد سافر لحكومة حيدر العبادي وبرنامجها، مؤكدا أنه لو أراد العبادي وضع حد للمجازر التي تقع على أيدي المليشيات في الكثير من المناطق لفعل، لكنه موافق على ما يجري، ولن تختلف سياساته عن سياسات سلفه نوري المالكي في النهج الطائفي.