طهران - يعتزم المخرج الايراني ضياء الدين درّي إخراج مسلسل عن حياة السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب يتناول تاريخها ودورها في موقعة كربلاء وما بعدها.
وزينب بنت علي بن أبي طالب، هي إحدى الشخصيات المهمة عند المسلمين حيث أنها ابنة أول إمام من أئمة الشيعة، ورابع الخلفاء الراشدين.
ولزينب قدسية خاصة عند الشيعة، بسبب دورها في معركة كربلاء التي قتل فيها أخوها الامام الحسين، وعدد من أهل بيته، ويعتقد الشيعة بعصمتها بالعصمة الصغرى.
ويحتفل الشيعة والطرق الصوفية بذكرى يوم ميلادها ووفاتها، وتكنى بـ'أم الحسن' و'أم كلثوم'.
وتحاول إيران من خلال قناة الدراما المدبلجة أن تتوسع ثقافيا واستفادت من التقنية لبث رسائلها والتي كان من أهمها هي تغيير بعض الثوابت مثل الخليج العربي الذي تكرس له مصطلح "الخليج الفارسي".
وتعمل الدراما الايرانية على تحويل الجمهور العربي إلى أنبوبة اختبار تقيس من خلالها انتشار المد الشيعي في المنطقة.
وقال المخرج الايراني إنه تقدم بطلب للجهات المعنية وحصل على موافقة مبدئية وسوف ينال التصريح النهائي بعد انتهاء كتابة السيناريو وعرضه على المعنيين بحسب وكالة أنباء فارس الإيرانية.
ولفت المخرج إلى أن العمل يتمحور حول "خطاب السيدة زينب في مجلس زيد بن معاوية والتأثير الذي تركه في نفوس الثائرين والمطالبيين بالثأر عقب الواقعة".
واعتبر ان سيظهر شخصية السيدة من خلال التعمق والتحقيق في ثنايا التاريخ.
وأشار درّي إلى أن بعض مشاهد المسلسل ستصور في سوريا، ولم يكشف المخرج الايراني عما إذا كانت السيدة زينب ستجسد بوجهها أم لا.
وظهرت مسلسلات إيرانية مثل، "الإمام علي"، "الإمام الحسن"، "الإمام الحسين"، "مريم العذراء"، و"النبي أيوب"، و"يوسف الصديق".
وذهب جمهور الفقهاء، كما جاء على لسان مجموعة من العلماء، إلى أنه "يحرم تجسيد الأنبياء في المسلسلات والأفلام، ووقع الخلاف في تجسيد الصحابة والصالحين، فهناك من ذهب إلى القول بالجواز، وهناك من ذهب إلى القول بالمنع، ما لم يتضمن ذلك أي نوع من الامتهان أو الانتقاص من قدرهم".
ويؤكد التفرد الإيراني باعادة إنتاج القصص القرآنية، وروايات التاريخ الإسلامي صحة مقولات إعادة صياغة التاريخ الديني وفقا للمذهب الشيعي.
وواجه مسلسل "الحسن والحسين" في وقت سابق هجوما شديدا ودعوات قضائية تلاحقه من كل اتجاه مطالبة بإيقاف عرضه.
وطالبت الهيئة العالمية للعلماء المسلمين السلطات الايرانية بايقاف انتاج فيلم سينمائي يجسّد شخصية النبي محمد، للمخرج الإيراني مجيد مجيدي والذي يحمل اسم "محمد".
وقال مخرج ايراني "إن الثقافة الشيعية لا تواجه مشكلة في عرض صور المعصومين كما قال بذلك الخميني".
وعلل أيضا وجهة نظره السينمائية بما تعرفه هوليوود من تشخيص الأنبياء وتشكيك حتى في قداستهم وعصمتهم.
ومع أن الأزهر الشريف باعتباره أعلى هيئة سنية في العالم الإسلامي أكد على تحريم تجسيد الشخصيات الدينية المقدسة وخاصة الأنبياء و الرسل، مازالت المسلسلات الإيرانية هي السباقة للاعمال الدينية المثيرة للجدل.
وافاد الدكتور عبدالرحمن النامي أستاذ الإعلام في جامعة الملك سعود أنه عند متابعته بضع حلقات احد هذه الأعمال الايرانية اكتشف أن بها عددا من المخالفات العقائدية من خلال المبالغة في تجسيد شخصيات الأنبياء.
وقال "نحن لا ننكر أن الثقافة الإيرانية ثقافة عريقة ولسنا ضدها بل ضد تغيير القيم والثوابت والأدلجة".
وتتهافت العديد الفضائيات الدينية على بث المسلسلات التاريخيّة الإيرانية المدبلجة للعربية كقناة "الكوثر" و"الفرات"، و"المنار "و"الناس".
ويرى محلل سياسي معروف ان اهتمام إيران بدخول أعمالها إلى كل منزل لم يأت من فراغ، فبعد أن فشلت السياسة الإيرانية في كسب ود الشعوب العربية هاهي تكسبت الرهان الآن تدريجيا بعد دخول أعمالها الدرامية إلى أكبر وأشهر الفضائيات العربية.
وتعتمد الدراما الفارسية مخاطبة العقول قبل الاجساد والعواطف للتاثير عليها وجرها الى الانسياق في اجنداتها الفكرية والدينية وتلتزم في كل ذلك بخط الفن المستقيم و"الحلال".