أكد السفير الإيراني في الكويت «علي رضا عنايتي»، ردًا على سؤال بشأن اتهام البحرين لإيران بالتدخل في شؤونها: «أحاول أن أبتعد عن كلمة تدخل، لأنها كلمة مضى عليها الزمن، فلا يحدث شيء إلا ونستخدم كلمة تدخل إيراني في البحرين، وفي اليمن، وفي ”المريخ“!».
وأكد السفير لصحيفة «القبس الكويتية» أن تلك الأمور غير واردة، قائلا: «الشعب البحريني شارك في الانتخابات وعارض البعض الآخر، ولا مشكلة، فهذا أمر يخص الشعب البحريني، والمهم إشراك الشعب في تقرير مصيره»، كما تسائل بقوله: «هل الحكومة البحرينية تمكنت من إشراك شعبها في تقرير مصيره؟ لو استطاعت أهلاً وسهلاً، لو لم تستطع هذا أمر يخصها ولا يعنينا في الحقيقة، وأمر التدخل الإيراني غير وارد».
ويأتي ذلك بعد أن أعربت وزارة الخارجية البحرينية قبل أيام عن «رفضها التام، وإدانتها الشديدة، لتدخلات الجمهورية الإسلامية الإيرانية المتكررة في شؤون المملكة الداخلية، والتي كان آخرها تصريح المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية حول تفتيش الجهات المختصة بوزارة الداخلية لمنزل أحد مواطني المملكة بعد الاستئذان من ساكنيه وبمرافقتهم في البحث عن شخص مطلوب في قضية إرهابية» بحسب بيان للوزارة.
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية «مرضيه أفخم» قد أدانت مطلع الأسبوع الماضي اقتحام منزل رجل الدين الشيعي البارز في البحرين آية الله الشيخ «عيسى قاسم»، واعتبرت الخارجية الإيرانية حادث الاقتحام بأنه قرار «غير مدروس» وجاء نتيجة للفشل الأمني والطائفي في مواجهة الاحتجاجات السلمية للشعب البحريني. بحسب تعبيرها.
ونفي بيان الخارجية البحرينية ما جاء علي لسان المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية، ووصف معلوماتها «الكاذبة»، مشددا على أن «مملكة البحرين تتعامل مع جميع مواطنيها بالسوية، وفقاً لمبدأ سيادة القانون وتطبيقه على الجميع دون تفرقة أو تمييز».
وفي سياق آخر، أعلن السفير الإيراني «علي رضا عنايتي» في لقاء معه على هامش حضوره حفل السفارة اللبنانية بعيدها الوطني قبل أيام، أن القسم القنصلي بالسفارة في دولة الكويت يتعذر عليه إصدار تأشيرات بسبب نقص في الموظفين، وعدم إمكانية إلحاق موظفين جدد بالسفارة نتيجة عدم إصدار تأشيرات لهم. لافتًا إلى تأخر إصدار تأشيرات المدرسين في المدرسة الايرانية، وقال ان السفارة أصدرت 50 ألف تأشيرة خلال عام، بينما هناك عوائق باصدار التأشيرات من الجانب الكويتي.
وقال موضحًا «أنا شخصيا لا أرى أي عراقيل أو موانع تعرقل العلاقات الثنائية الإيرانية-الكويتية، ونحن نتطلع إلى مزيد من التقدم والرقي»، مضيفا: «أريد أن أتحدث عن قضية التأشيرات الإيرانية التي كنا نتطلع إلى رد من الجانب الكويتي»، لافتا إلى أن الجهة الإيرانية تصدر التأشيرات من دون أي تحفظ، مبينا أن السفارة الإيرانية في الكويت أصدرت أكثر من 50 ألف تأشيرة من دون أي مانع يُذكر خلال عام، بينما هناك عائق بهذا الشان لدى الطرف الكويتي.
وأعلن أن القسم القنصلي بالسفارة يتعذر عليه إصدار تأشيرات لطالبيها، بسبب نقص في الموظفين لانتهاء مهامهم ورجوعهم إلى إيران، وعدم إمكانية دخول الموظفين الجدد للالتحاق بعملهم في القنصلية، نتيجة عدم اصدار تاشيرات لهم، مشيرا إلى وجود تأخير في إصدار تأشيرات للمدرسين في المدرسة الإيرانية، مما ترتب عليه وجود نقص كبير في عدد المدرسين، داعيا المسؤولين الكويتيين إلى تقديم تسهيلات لهؤلاء للقيام بمهام البعثة الدبلوماسية الإيرانية في الكويت.
وأشار إلى طرح موضوع التأشيرة على الجانب الكويتي، وتم التعبير عن عدم رضا الطرف الإيراني بهذا الشأن، داعيا الجانب الكويتي إلى اتخاذ الإجراءات لتسهيل إصدار تأشيرة للإيرانيين، سواء على المستوى الشعبي أو رجال الأعمال على المستوى النخبوي، وهذا مدار بحث بين الجانبين، معربا عن أمله بالتوصل إلى إصدار هذه التأشيرات.
وقد أكد قائلا: «لا نستطيع أن نتحدث عن المستوى الأمثل للعلاقات بين الجانبين، في حين نجد صعوبة في مجيء الإيرانيين إلى الكويت، وطبعا هناك عوائل إيرانية تحتاج إلى تأشيرة. وناشد عنايتي الجهات الكويتية المعنية بأخذ المطلب الإيراني على المستوى الشعبي والحكومي على محمل الجد، مضيفًا أن «الجالية الإيرانية في الكويت تخاطبني وتشتكيني لوجود صعوبة في إصدار التأشيرات، ووعدتنا وزارة الخارجية الكويتية أن تأخذ الأمر في مجراه الصحيح، ونحن لم نفكر يوما بالمعاملة بالمثل».المصدر | الخليج الجديد + القبس الكويتية.