تناقل مؤخرا نشطاء متعاطفون مع تنظيم "الدولة الإسلامية" على مواقع التواصل الاجتماعي صورة يزعمون أنها تظهر عناصرا من الحرس الثوري الإيراني متنكرين بزي الجهاديين وهم يحاولون التسلل إلى مدن عراقية لاسترجاعها منهم. لكن حقيقة هذه الصورة ليست تماما كما يدعي هؤلاء.
خلال الأيام الأربعة الأخيرة، شن الجيش العراقي بالتعاون مع قوات البشمركة الكردية هجوما على تنظيم "الدولة الإسلامية" في بلدتي جلولاء والسعدية بالعراق واللتان تقعان بالقرب من الحدود مع إيران. وأعلنت السلطات العراقية أنها تمكنت من استرجاع هاتين البلدتين من التنظيم الجهادي.
الصورة وقد قام بإعادة تغريدها أحد المتعاطفيمن مع التنظيم.
من جانبهم، نشر متعاطفون مع تنظيم "الدولة الإسلامية" الصورة المرفقة أعلاه وقالوا إن عناصرا من قوات الحرس الثوري الإيراني متواجدون في العراق ويتظاهرون بأنهم مقاتلون من التنظيم الجهادي. وتظهر هذه الصورة قافلة من المسلحين يرتدون زي الجهاديين وهم يرفعون راياتهم.
تدريبات عسكرية
هؤلاء المتعاطفون محقون بقولهم إن المسلحين الذين يظهرون على الصورة هم من قوات الحرس الثوري الإيراني، لكن هذه الصورة لم يتم التقاطها في العراق كما يزعمون وإنما داخل الأراضي الإيرانية.
في أسفل يسار الصورة يظهر الشعار IRNA، وهو اختصار لاسم إحدى وكالات الأنباء الرسمية في إيران. وكانت هذه الصورة ضمن مجموعة من الصور تم نشرها في 24 نوفمبر الجاري على موقع الوكالة. وعلى ضوء هذه المعلومات، يصبح من الصعب تصور أن تنشر السلطات الإيرانية صورا لعملية عسكرية سرية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".
صورة أخرى للتدريبات نشرتها الوكالة الإيرانية ISNA.
إلى جانب ذلك، ذكر موقع وكالة الأنباء الإيرانية أن تلك الصور هي لعناصر من الحرس الثوري كانوا يرتدون زي مقاتلي "الدولة الإسلامية" خلال تدريبات لهم بالقرب من مدينة الأهواز في إيرن. وكشفت وسائل الإعلام الإيرانية لاحقا أن المشهد عبارة عن تمثيلية كان يلعب فيها عناصر الحرس الثوري دور جهاديين كانوا يحاولون اقتحام الحدود الإيرانية. مقاتلو "الدولة الإسلامية" نفسهم حاولوا إخماد هذه الإشاعة، حتى أن بعضهم حذر من خطورة قد تخلق فوضى والتباس في صفوف التنظيم في ساحة القتال.
ليس أمرا غريبا أن يصدق العديد من رواد الإنترنت مثل هذه الإشاعات لأنه من المعروف أن قوات الحرس الثوري متواجدة حاليا على الأراضي العراقية، وهي تشارك في المعارك هناك ضد التنظيم الجهادي إلى جانب الجيش العراقي وقوات البشمركة الكردية. إلا أن هذه المشاركة تقتصر في غالب الأحيان على تقديماستشارات عسكرية. وقد صرح قائد في قوات البشمركة أن المعارك التي كانت دائرة مؤخرا في بلدتي جلولاء والسعدية العراقيتين "لم يشارك فيها مقاتلون إيرانيون"، لكنه أكد في الوقت نفسه على دورهم "الاستراتيجي" في إدارة المعارك.
فرانس 24.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video