أكدت مصادر استخباراتية أن ايران خفضت مؤقتا من المخصصات الشهرية لعدد من المنظمات الإقليمية التي تدعمها طهران، مشيرة إلى خفض مخصصات «حزب الله اللبناني» بنسبة 25%.
وأوضحت المصادر أن السبب الأول هو هبوط أسعار النفط أكثر من 30% في أشهر قليلة.
علما أن ايران تحتاج إلى سعر برميل ب 140 دولارا لمواجهة مصروفات ميزانيتها، بينما يتراوح السعر الآن بحدود ال 75 دولارا.
وعلى صعيد آخر، صرح مصدر في الوفد الإيراني إلى المفاوضات النووية مع السداسية أن طهران لا تريد تمديد المفاوضات وتسعى إلى حل وسط في الموعد المحدد، أي قبل 24 نوفمبر/تشرين الثاني.
وقال المصدر لوكالة «تاس» الروسية في فيينا اليوم الخميس، إن مسألة تمديد المفاوضات لم تطرح أثناء الجولة الحالية رغم ورود تقارير بهذا الشأن في وسائل إعلام غربية.
وأكد المصدر إمكانية عقد اجتماع على مستوى الوزراء نهاية الأسبوع في إطار الجولة.
وذكرت «تاس» نقلا عن مصدر في المفاوضات أن الوفدين الأمريكي والإيراني بحثا يوم الأربعاء مختلف صيغ الاتفاق، مضيفة أن خبراء إيرانيين وفرنسيين ناقشوا كذلك مجموعة من المسائل الفنية المتعلقة بالاتفاق النووي المستقبلي.
من جهة أخرى التقى وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» في لندن الأربعاء مجددا نظيره العماني «يوسف بن علوي»، الذي تقوم بلاده بدور وساطة في المفاوضات النووية بين طهران والدول الكبرى حول البرنامج النووي الإيراني.
وغداة لقاء سابق بين الوزيرين يوم الثلاثاء، قال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية إن «كيري» و«بن علوي» تابعا مباحثاتهما بشأن زيارة وزير الخارجية العماني إلى طهران، في إشارة إلى الزيارة المقتضبة التي قام بها الوزير العماني إلى العاصمة الإيرانية الأحد.
وقال الرئيس الإيراني «حسن روحاني» في تصريح من طهران إنه في حال أظهر الطرف الثاني إرادة سياسية بالتوصل إلى اتفاق ولا يقدم طلبات مبالغ فيها، فإن الشروط للتوصل إلى اتفاق متوفرة.
تصريحات الرئيس الإيراني جاءت في وقت دخلت المحادثات النووية في التفاصيل في يومها الثاني، ولدى وصوله إلى العاصمة النمساوية، وعد وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف» بـبذل جهود حتى اليوم الأخير، واعتبر التوصل إلى اتفاق أمرا ممكنا لكنه حذر محادثيه من طرح مطالب مبالغ فيها.
وقد أبدى وزير الخارجية البريطاني «فيليب هاموند» من لندن عدم تفاؤله إزاء إمكانية التوصل إلى اتفاق، قائلا: «نريد بقوة أن نتوصل إلى إبرام اتفاق مع إيران، لكننا لا نريد اتفاقا سيئا، من الأفضل عدم التوصل إلى اتفاق من التوصل إلى اتفاق سيء».
من جهتها أكدت وزارة الخارجية الأميركية مساء الأربعاء أن واشنطن تبقى متمسكة بموعد الإثنين القادم للتوصل إلى اتفاق مع إيران، لكن نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي «توني بلينكن» قال إنه يبدو صعبا الآن التوصل لاتفاق نووي شامل مع إيران بحلول الموعد النهائي في 24 نوفمبر/تشرين الثاني، لكنه استدرك بأن ذلك ليس مستحيلا.
وقد تسبب الخلاف على الملف النووي الإيراني بتوترات ذهبت إلى حد توجيه تهديدات بالحرب يغذيها خوفا تثيره إيران لـ«إسرائيل والدول العربية الخليجية.
وترغب إيران في رفع العقوبات الشديدة التي تخنق اقتصادها فيما تطالب الدول الكبرى بأن تحد طهران قدراتها النووية بشكل يجعل الخيار العسكري أمرا مستحيلا.
ومن شأن أي اتفاق محتمل أن يفتح الطريق أمام تطبيع العلاقات بين إيران والغرب وأمام إمكانية التعاون خاصة مع واشنطن لمواجهة الأزمات في العراق وسوريا، ويعتبر محللون أنه سيخفف أيضا من خطر الانتشار النووي في منطقة الشرق الأوسط، حتى أن آخرين يعتقدون أنه في حال إعادة اندماج إيران في اللعبة الدولية فذلك سيزيد من قلق جيرانها.
ومن المفترض أن يبت المفاوضون في مسالة قدرات تخصيب اليورانيوم التي يمكن أن تحتفظ بها إيران بعد التوصل إلى اتفاق، علما بأن طهران تستخدم آلافا من أجهزة الطرد المركزي القادرة على إنتاج المادة الأولى لصنع القنبلة الذرية، وقد شدد مصدر غربي آخر على أن إيران يجب أن توافق على تقليص القدرات الحالية بشكل كبير على أن تستفيد بعد ذلك من تعاون حول النووي المدني.