أورينت نت - بيروت: علي الحسيني
لم يعد العمل المقاوم في جنوب لبنان يُجدي نفعاً ولا يعود بالفائدة أو المكسب المادي على أصحابه، فبعد توجهه إلى سوريا تحت حجة الدفاع عن المقامات المقدسة وحرصاً منه على إكمال رسالة "البيزنس" لدى بعض قياداته فقد لجأ "حزب الله" مؤخراً إلى إستحداث وسيلة جديدة لجنى الأرباح بطريقة إلتفافية على الشعوب "المعتّرة". تكنولوجيا الطهارة الإيرانية! آخر فصول وإبداعات قياديين في "حزب الله"، غسّالة طاهرة تنتمي إلى عائلة المال "الطاهر" و"النظيف" غزت منذ فترة أسبوعين عدد من مناطق حيث الكثافة الشيعية، إحدى ميزاتها أنها تفّوح وتشطّف الثياب بطريقة متّقنة لا تترك بقايا للأوساخ التي تنقض الوضوء، فعجلة دورانها تفوق سرعة الغسّالات العادية الموجودة في الأسواق كونها صُنّعت خصّيصاً للشعوب المؤمنة المصلية التي تخشى النجاسة، والأهم من ذلك كله أنها أخر ما توصلت اليه تكنولوجيا الطهارة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية. اتفق الشيخ والنائب في "حزب الله" على توسيع أنشطتهما فكان الإتفاق على إيهام الناس بأن هناك العديد من أنواع الغسّألات "الفُول أوتوماتيك" في لبنان، غير خاضعة لشروط الطهارة في الدين الإسلام، كون مجموع عدد دورانها في الدقيقة الواحدة لا يكفي لإزالة الصابون من على الثياب ما يعني أن الملابس بشكل عام وتحديداص الخاصة بالصلاة، ستبقى نجسة حتى ولو وضعت لـفترة يوم كامل داخل الغسّالة. وكالاتها بين أياد سياسية أمينة! يُجبرك أبو مهدي صاحب إحدى المحال التجارية التي بدأت ترّوج مؤخراً للمنتج، السماع له حتى ينتهي من كل جملة تعلّمها حول وظيفة "المكنة" بحسب تعبيره، فهي برأيه لاقت رواجاً لا مثيل له في إيران حيث بلاد "الطهارة" كما أن وكالاتها في لبنان هي بين أياد سياسية ودينية "أمينة"، ويخلص إلى أن بداخلها ملف كامل يشرح كيفية إستعمالها باللغتين الفارسية والعربية إضافة إلى الأسباب الشرعية الموجبة لإستعمالها والتي تصب في مجملها حول التقيد بأحكام الطهارة والنجاسة في الشرع الإسلامي. استيضاحات نساء الضاحية! لغاية هنا، قد يبدو الأمر عادياً لبعض الناس، لكن الغريب في الموضوع، هو الاستفسارات والأحاديث التي بدأت تروّج لها بعض "الاخوات" من ربّات بيوت داخل الحلقات الدينية التي تٌقام أسبوعياً في البيوت والأماكن المخصصة لتثقيف الزوجات، بحيث بدأن يتطرقن إلى موضوع طهارة الثياب التي تُغسل في "الغسّالات الأتوماتيكية" العادية، وقد ترافقت هذه الإستيضاحات في الضاحية الجنوبية التي تُعتبر المروّج الأكبر والأضخم لأي مسوّق جديد يخص جماعة الحزب، مع إستيضاحات مماثلة في البقاع والجنوب والتي جاءت أجوبتها على ألسنة معظم المشايخ بأنها لا تخضع لشروط الطهارة عند المسلمين لعدة إعتبارات خصوصاً لعدم قدرتها على إزالة مساحيق الغسيل بشكل كامل عن الثياب وكأنهم بذلك يقدمون دعاية للمنتج لقاء حصولهم على بدل مادي لقاء عملهم هذا. نائب حالي في الحزب، هو أحد الشركاء في هذه الصفقة وهو بحسب بعض سكان الضاحية، قد أدخل أكثر من مئة الف "غسّالة" إلى لبنان يتراوح سعر الواحدة بين 300 و370 دولار اميركي، ويقول هؤلاء أن هذه البضاعة التي لم تخضع للرسوم الجمركية على الإطلاق وهي قابلة للتقسيط المريح من دون اللجوء إلى المصارف، إذ يكفي أن يُفتح للشاري ملف شخصي يتضمن صورة عن الهوية وأخرى عن اخراج القيد العائلي، وورقة سكن من مختار المحلّة، إضافة إلى صورة عن ورقة إيجار المنزل أو سند التمليك. رواج أقل من الطموح! "لباس شوئي" أي غسّالة الثياب باللغة الفارسية، يتم توزيعها بالمجان على عدد من مدارس الأيتام في الجنوب والبقاع والضاحية وبعض المؤسسات التابعة لـ"حزب الله" كدعاية، ومع ذلك فإن المعنيين بعملية التسويق لاحظوا أن المنتج لم يلقَ الرواج الذي كان يطمح إليه أصحابه، فالناس في تلك المناطق لم تعد تؤمن بكل ما له صلة بتجارة ينتمي أصحابها إلى "حزب الله" خصوصاً وأن للاهالي صولات وجولات من النزاعات مع رجال أعمال ينتمون للحزب، آخرهم الاتهامات بالاختلاس لـ (صلاح عز الدين) فكيف إذا كان الموضوع يتعلّق "غسّالة"؟.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video