مفكرة الإسلام : هاجم موقع "شيعة أونلاين" - التابع للحوزة الشيعية في إيران - تصريحات الزعيم الإيراني هاشمي رفسنجاني التي انتقد فيها شتم الصحابة، واعتبرها تصب في مصلحة العرب لإدانة إيران إعلاميًّا، في الحرب الطائفية الدائرة في المنطقة. كما شنت مواقع الحرس الثوري الإيراني هجومًا إعلاميًّا شرسًا على رفسنجاني بسبب رسالته للملك عبدالله بخصوص إلغاء حكم إعدام السعودي نمر النمر، واعتبرتها تصرفًا غير مسؤول يعكس عمق العلاقات التي تمتلكها عائلة رفسنجاني مع عائلة آل سعود. وكان الموقع الرسمي للزعيم الإيراني علي أكبر هاشمي رفسنجاني قد نشر مقطعًا مصورًا بعنوان "الحديث الذي لم ينشر لرفسنجاني"، وهو يتحدث بين المسؤولين الإيرانيين بوزارة الشاب والرياضة منتقدًا الفتنة الطائفية بالمنطقة بشدة، بجانب إظهار انزعاجه من ممارسات الشيعة الطائفية في إيران من قبل متطرفي الشيعة في البلاد. وقال رفسنجاني في بداية حديثه: إن "الخلاف في الإسلام محرم من الله"، مشيرًا إلى الآية: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم}، مضيفًا: "نحن تجاهلنا هذه الآية الكريمة في سياستنا وعلاقتنا كمسلمين فيما بيننا في المنطقة والعالم". وتابع هاشمي رفسنجاني بأن احتفال "عمر كشون" الذي يحتفل فيه الشيعة بمناسبة يوم مقتل الخليفة عمر بن الخطاب ويعبرون عن فرحهم فيه لمقتله في هذه المناسبة الطائفية ولعن الصحابة من قبل الشيعة هو "ما أوصل المنطقة لظهور داعش القاعدة وطالبان" على حد قوله. واستغرب رفسنجاني في حديثه أن يكون هناك من يعتقد بأن ممارسة مثل هذه الشعائر ولعن الصحابة أمر عادي حيث يعتقد البعض بأن لعن الصحابة وسب الخلفاء الراشدين عبادة!. وأكد رفسنجاني بأن "من أهم أسباب الحرب الطائفية التي نعيشها الآن في المنطقة هو لعن وسب الصحابة من قبل الشيعة"، مضيفًا: "باعتقادي هذا إثم كبير، ونحن كمسلمين أصبح عددنا مليار وسبعمائة مليون نسمة، ونشكل ما يقارب 60 دولة إسلامية نستطيع أن نكون أكبر قوة مؤثرة بالعالم إذا استطعنا أن نكوِّن اتحادًا إسلاميًّا حقيقيًّا". من جانبه، علق موقع "تابناك" التابع لقائد الحرس الثوري الإيراني الأسبق الجنرال محسن رضائي قائلًا: "إن التصريحات المثيرة التي نشرت على لسان رفسنجاني بخصوص الفتنة الطائفية بالمنطقة لم تكن موجهة لإيران، بل كان يتحدث عن العراق والحرب الطائفية القائمة هناك". ويرى المراقبون للشأن الإيراني الداخلي أن تصريحات رفسنجاني تحمل رسالتين؛ واحدة منها موجهة للداخل الإيراني، والأخرى إلى الخارج، حيث أراد رفسنجاني إحراج خصومه من الحرس الثوري الإيراني المشارك في الحرب الطائفية الجارية الآن في سوريا والعراق. والرسالة الثانية هي للخارج حيث أراد رفسنجاني أن ينقل صورة مغايرة عن الداخل الإيراني والسياسية الخارجية الإيرانية في المنطقة، وأيضًا عن رجالات السلطة في إيران بأن هناك من يعارض السياسية الإيرانية الحالية التي تنتهجها إيران وينفذها الحرس الثوري بزعامة قاسم سليماني في العراق وسوريا.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video