مايكل سينغ – وول ستريت جورنال (التقرير)
أن يبعث الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، برسالة إلى الزعيم الأعلى الإيراني بشأن المفاوضات النووية والحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد متشددي “الدولة الإسلامية” في العراق وسوريا، هو ليس أمرًا مسببًا للقلق بحد ذاته.
والرئيس الأمريكي، ليس مخطئًا بوجهة نظره بأن آية الله علي خامنئي، وليس الرئيس الإيراني حسن روحاني، هو من “سيحدد جميع القرارات النهائية بشأن برنامج إيران النووي”، وسياساتها الإقليمية. والمشاركة هي أداة، مثل معظم الأدوات، يجب أن تستخدم عند الحاجة، بالاقتران مع أدوات أخرى، لدعم الاستراتيجية المحددة والوصول نحو نهايات معقولة.
ولكن، ما يجعل رسالة أوباما مصدرًا كبيرًا للقلق والغضب، هو ما تشير إليه هذه الرسالة حول استراتيجية الرئيس الأمريكي وأهدافه فيما يخص إيران.
حيث ذُكر بأن رسالة أوباما لخامنئي تضمنت هدفين، هما: نقل أن “أي تعاون ضد الدولة الإسلامية يتوقف إلى حد كبير على توصل إيران إلى اتفاق نووي شامل”، وأيضًا لـ”تهدئة مخاوف إيران حول مستقبل حليفها الوثيق في سوريا، الرئيس بشار الأسد”. ومن خلال هذين الهدفين، يبدو أن الرسالة كانت مصممة لإيصال فكرة أن الولايات المتحدة لا تشكل تهديدًا للمصالح الإيرانية في العراق وسوريا، وأن واشنطن مستعدة للتعاون مع إيران في كل الأماكن، مقابل توقيع طهران على الاتفاق النووي قبيل 24 نوفمبر.
وتعكس هذه الرسالة استراتيجية إقليمية فوضوية، حيث إنها تعني أن الولايات المتحدة ترى في إيران شريكًا محتملًا في سوريا والعراق، في حين أن طهران في الواقع هي جزء من المشكلة، بسبب دعمها لحرب الأسد الأهلية في سوريا، ودعمها للميليشيات الطائفية في العراق، مما ساهم في اغتراب السنة في ذلك البلد.
وعلاوةً على ذلك، يخاطر هذا النهج الأمريكي باستعداء حلفاء الولايات المتحدة العرب وحلفائها داخل صفوف المعارضة السورية، الذين كان دعمهم للحملة الأمريكية ضد داعش مبطنًا بمخاوفهم من أن واشنطن تحاول ضمنًا تعزيز دور إيران والأسد. ومن الصعب هنا، التوفيق بين رسالة الرئيس أوباما هذه وبين رؤيته لعراق يمنح الحقوق لجميع مواطنيه، أو دعواته الصريحة الخاصة بتنحي الأسد عن السلطة في سوريا.
والمعنى الضمني الذي تحمله الرسالة أيضًا، من أن واشنطن مستعدة لاستيعاب السياسات الإيرانية، يخفف من الضغوط على طهران لإجراء تحول استراتيجي في سياساتها، أو حتى وضع نهاية مستدامة لطموحاتها النووية.
ذوبان الجليد بين الولايات المتحدة وإيران، من الممكن أن يعزز الاستقرار في المنطقة، ولكن فقط في حال كان ذوبان الجليد هذا ناتجًا عن حدوث تطور إيجابي في طموحات إيران وسياساتها الإقليمية، وليس من خلال صفقة خاسرة مع إيران ضد “الدولة الإسلامية”، تترك مساهمات طهران نفسها في استمرار عدم الاستقرار في المنطقة دون معالجة.
وهنا، لا تحتاج إدارة أوباما إلى إرسال رسائل رئاسية أخرى إلى طهران. ولكن، وأكثر من أي وقت مضى، هي بحاجة إلى استراتيجية من أجل الشرق الأوسط، تستطيع بشكل فعّال مواجهة كل التهديدات لمصالح الولايات المتحدة، وحشد الدعم من الحلفاء.
هذا، وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” قد نشرت قبل أيام تسريبات عن قيام الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بالكتابة سرًا إلى المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، في منتصف الشهر الماضي، واصفًا المصلحة المشتركة بين الدولتين في محاربة المتشددين من “الدولة الإسلامية” في العراق وسوريا، وفقًا لأشخاص مطلعين على هذه المراسلات.
وقالت الصحيفة إن “الرسالة، بدت موجهة لدعم الحملة ضد “الدولة الإسلامية” من جهة، ومن جهة أخرى لجذب الزعيم الديني الإيراني إلى نقطة أقرب بما يتعلق بالصفقة النووية”.
كما قالت المصادر للصحيفة أيضًا إن “أوباما، شدد لخامنئي على أن أي تعاون ضد “الدولة الإسلامية” يتوقف إلى حد كبير على توصل إيران إلى اتفاق شامل مع القوى العالمية، حول مستقبل البرنامج النووي لطهران، قبل حلول الموعد النهائي في 24 نوفمبر”.
المصدر